- ThePlus Audio
النبي وأهل بيته (ع) في القرآن الكريم
بسم الله الرحمن الرحيم
السور القرآنية المرتبطة بأئمة أهل البيت (عليهم السلام)
سورة الدهر أو سورة الإنسان هي من السور القرآنية المرتبطة بأهل البيت (ع)؛ ففيها ذكر لأمير المؤمنين (ع) ولفاطمة (ع)، وقوله تعالى: (يُوفُونَ بِالنَّذْرِ)[١] إشارة إلى عمل معين. وقد ورد في كتب الفريقين أن هذه الآيات هي نازلة في حق علي وفاطمة (ع) وليست هذه القصة؛ قصة فرضية أو قصة خيالية وإنما هي ناظرة إلى جماعة بعينهم. أما في سورة الفجر وقوله تعالى: (يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ)[٢] إشارة إلى سيد الشهداء (ع)، والذي يدمن قراءة هه السورة يصبح له تعلق بسيد الشهداء (ع).
وأما السورة الثالثة المرتبطة بأهل البيت (ع) – وإن كانت الآيات كثيرة في أهل البيت (ع) كآية الولاية والغدير، ولسنا في مقام الحصر – سورة الكوثر. يقول سبحانه في هذه السورة: (إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ)[٣]، وهناك بحث يبحثه العلماء ومن يتدبر في القرآن الكريم، وهو أن رب العالمين متى يقول: إنا ومتى يقول: إني؟ يقال وليس ببعيد عن التحقيق: إني أنا الله الذي هو خطاب لموسى (ع) وكذلك قوله: (إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى)[٤] الذي هو خطاب لموسى (ع) وأخيه هارون (ع) هو في مقام المؤانسة واللطف. إن رب العالمين يستعمل كلمة إنني – ولو في بعض الموارد – في مقام التفخيم والتعظيم.
ومنها ما ورد في قوله تعالى: (إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا)[٥]، أو ما ورد في مقام إنزال القرآن الكريم في الآية الأولى من سورة القدر: (إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ). ولهذا حتى في عرف الدول والملوك عندما يتحدثون يقولون: نحن ولا يقول: إنا. إن رب العالمين يستعمل هذه الصيغة في هذه السورة أيضا عندما يذكر العطية المميزة لحبيبه المصطفى (ص) وهي: (إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ)، أو (إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا)، أو (إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ) يذكرها بنفس اللحن والصيغة.
ويقال: هناك فرق بين أعطيناك وآتيناك؛ فأما أعطيناك ظاهره التملك، حيث يقال: أعطي فلانا سلطه على شيء أو على النعمة. ثم يخاطب النبي (ص) (ص) في كلامه ولم يقل سبحانه: إنا أعطيناه أو إنا أعطينا.
ما هو معنى الكوثر؟
والكوثر؛ الخير الكثير. ولكن ما هو هذا الخير الكثير الذي أعطي للنبي (ص)؟ هل أعطي مالا؟ لقد ذكرت الروايات أن النبي (ص) تمر عليه الأيام وهو لا يأكل خبزاً؛ فأي مال هذا؟ هل أعطي مُلكاً؟ إن النبي (ص) ليس له ملك الملوك مثلا، وإنما بقي ذكره من خلال ذريته؛ فقرنان ونصف لحين عام مائتين وستين من الهجرة وذرية النبي (ص) هم الذين يبلغون الشريعة؛ بدءا بأمير المؤمنين (ع) وانتهاء بالإمام المهدي روحي له الفداء. وهذا الإمام مدخر لآخر الزمان؛ أي قرون وقرون إلى ما شاء الله. وهذه الذرية كلها أتت من خلال حبيبته فاطمة (ع)؟ إن البعض يقول: أن الكوثر نهر في الجنة، ولو سلمنا بذلك فبأي مناسبة تأتي الآية: (فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ)[٦]. وإنما ينحر المؤمن ويذبح الذبيحة عندما يأتيه مولود. إن الآية تقول له: صل لله شكرا وانحر؛ في مناسبة كبيرة.
اهتمام السماء بالنبي الأكرم (صلى الله عليه وآله)
وكإشارة سريعة نقول: إن البعض كان يتهم النبي (ص) بأنه أبتر؛ فقد ولد له ذكران وقبضهما الله في صغر سنهما، وشاع بين المنافقين أن النبي (ص) لا عقب له فأتت لآية لتقول: (إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ)[٧]؛ فالذي يعيرك يا رسول الله هو الأبتر. لقد جمع بعض العلماء مجموعة طريفة من الآيات ورد فيها: إن النبي (ص) عُير بالأبترية فكافئه رب العالمين بالكوثرية، والنبي (ص) كان حزيناً لفراق وطنه مكة التي فيها بيت الله وقد أخرج منها قسرا؛ فطمأنه رب العالمين وقال: (إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ)[٨]، والنبي (ص) كان قلقلاً على كتاب الله عز وجل من أن يحرف كالإنجيل والتوراة، وأن تدخل الشياطين على الخط، وإذا برب العالمين يطمئن المصطفى (ص): (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ)[٩]؛ أي قر عينا يا رسول الله.
إن النبي (ص) كان يخشى من عذاب الأمة وأن يحل بهم ما حل قوم لوط وقوم نوح وقوم صالح وقوم ثمود وما نزل بالأمم السابقة من الخسف والمسخ ومطر السماء ضفادعا من السماء، وإلى آخره، فقال له الله سبحانه: (وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ)[١٠]؛ فاطمئن يا رسول الله (ص).
إن النبي (ص) يخشى على أمته يوم القيامة أن يدخل الخطائون منهم أو قل: المذنبون منهم النار؛ فذلك ثقيل على النبي (ص) أن يصنع الله بمن يتشهد الشهادتين هكذا؛ فطمأنه وقال: (وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى)[١١]؛ أي نعطيك مقام الشفاعة.
وكان يخشى على ثبات الخلافة في أولاده – وإن كان قد رفع يد أمير المؤمنين (ع) في غدير خم ولكن في قلبه قلق على الخلافة الإلهية في الأرض – فأنزل الله عز وجل: (وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ)[١٢]. ومن مجموع هذه الآيات الكريمة استفدنا أن الله عز وجل كان يراقب نبيه عند كل قلق في قلبه فيزيله بآية وعلى رأسها الكوثرية.
خلاصة المحاضرة
- إن النبي (ص) كان يخشى من عذاب الأمة وأن يحل بهم ما حل قوم لوط وقوم نوح وقوم صالح وقوم ثمود وما نزل بالأمم السابقة من الخسف والمسخ ومطر السماء ضفادعا من السماء، وإلى آخره، فقال له الله سبحانه: (وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ) ؛ فاطمئن يا رسول الله (ص).
- إن النبي (ص) يخشى على أمته يوم القيامة أن يدخل الخطائون منهم أو قل: المذنبون منهم النار؛ فذلك ثقيل على النبي (ص) أن يصنع الله بمن يتشهد الشهادتين هكذا؛ فطمأنه وقال: (وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى)(سورة الضحى: ٩)؛ أي نعطيك مقام الشفاعة.
- إن النبي (ص) كان يخشى على ثبات الخلافة في أولاده – وإن كان قد رفع يد أمير المؤمنين (ع) في غدير خم ولكن في قلبه قلق على الخلافة الإلهية في الأرض – فأنزل الله عز وجل: (وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً).