- ThePlus Audio
أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین
السلام علیکم اخواني اخواتي جمیعا ورحمة الله وبرکاته
کما أن للواجبات احکاماً وآداباً کذلك للمستحب ایضا هنالك بعض الآداب مستحب واحد یعمله أحدهم فیتقنه یبلغ به اعلی الدرجات وقد یذهب هدراً مثاله حدیثنا اللیلة في مثال لآداب المستحب وهو آداب المعروف! المعروف یعني الإحسان الی الغیر أمثلته في الروایات اماطة الأذی عن طریق المسلمین لو أن انساناً وجد حجراً في الطریق غصن شوك فأزاله هذا معروف من مسك بید أعمی واجتاز به الطریق هذا ایضا معروف ما أقوله في الروایات هذه المعاني واردة والتصدق ایضا معروف اذاً لیس الکلام في الزکاة والخمس الکلام في المعروف! المعروف له آداب احفظوها جمیعا لئن هذه تنفعنا جمیعا ما منا احد وله معروف ما ولو کلمة طیبة اتفاقا من مصادیق المعروف أن تلقی أخاك بوجه مبسوط أن تدخل السرور علی أخيك بوجه طلق هذا ایضا هنالك تاءات ثلاث الحروف بعض الأوقات مذکرة هذه التاءات شروط المعروف امامنا الصادق علیه السلام وفي روایة الامام الکاظم علیه السلام وفي روایة جدهم امیرالمؤمنین یذکرون معنیً واحداً أو متقترباً رأيت المعروف لا یصلح الا بثلاث خصال؛ یعني الدرجة العالية من المعروف اولاً الامام یقول تصغیره ثانیا تستیره ثالثا تعجیله، تصغیره لا تری معروفك مهماً لا تجعل له وزناً قل یارب معروفك ألي عظیم وانا قمت بمعروف بسیط لا یُذکر رب العالمین کم أنعم علینا أنت في مقام الشکر أخذت بید أعمی هذا یساوي نعمة البصر؟ أين البصر وأين قیادة الأعمى! اذاً لا تری أمرك مهماً هب أنك دفعت أضعاف الخمس صدقة الخمس واجب دفعت الخمس ودفعت ضعفي الخمس لفقیر یعني أبقیت لنفسك کم؟ أبقيت لنفسك دفعت الثلاث مائة وأبقيت لنفسك السبع مائة هذان المئتان أمر مهم؟ ابداً لو قاسمت الله نصف مالك ما کان شیئا اذاً تصغیره، وتستیره لا تجعل صدقك امام الغیر ترید أن تعطي فقیرا مالاً تعطه امام الناس ما یذهب من ماء وجهه لا یساوي هذه الصدقة خذه في خلوة بعض المؤمنین یزور أحدهم احد الأولیاء أحد المتعففین وهو یخرج یضع مالاً في طي کتاب في بیته ثم یقوله یا فلان مثلا إفتح الکتاب الفلاني یستحي من مواجهته هکذا کان ائمة اهل البیت یعطون المال للسائل ولا یرون وجهه لئلا یجدوا ذل السئوال في وجهه، اذاً تستیره وتعجیله یأتيك الفقیر وأنت ناويٍ لئن تدفع له والمال في جیبك لماذا تقول له ائتني غداً؟ اذا قلت له ائتني غداً مماطلةً هکذا فيه شبهة الکذب تعده وأنت تنوي عدم الوفاء هذا قبیح مادمت ناویاً لئن تساعده عجل في معروفك اذاً ماذا صار؟ تصغیره وتستیره وتعجیله ثم الامام الصادق علیه السلام یبین الحکمة من وراء ذلك! فإنك اذا صغرته عظمته عند من تصنعه الیه تصنع لله عزوجل بهذا التصغیر عملك صار عند الله عظیماً ما وزن أقراص الخبز في عالم الوجود ولکن انما نطعمکم لوجه الله نزلت سورة في القرآن في هذا التصدق ما قیمة خاتم امیرالمؤمنین؟ امیرالمؤمنین کلن یلبس خاتماً من الألماس مثلا؟ خاتم متعارف لکنه أعطاه لوجه الله وهو راکع فنزل قوله انما ولیکم اذاً یعظم عند الله عزوجل تصغیرك للمعروف.
وثانیا واذا سترته تممته المعروف صار تاماً غیر منقوص واذا عجلته هنئته انسان یطلب منك شیئا لحظات واذا بك تقضي حاجته هذا معروف هنيء وإن کان غیر ذلك ألتفتوا الی الروایة ماذا تقول وإن کان غیر ذلك يعني ماذا؟ عظمته في نفسك أشهرته امام الناس وأخرته عن المحتاج فکیف اذا جمعت العیوب الثلاث؟ یقول امامنا وإن کان غیر ذلك سخفته ونکته هذا نکد هذا معروف نکد صاحبنا قال لك خمسین مرة أستجب له الآن هذا نکد هذا معروف سخیف بتعبیر امامنا، اذاً وإن کان غیر ذلك سخفته ونکدته اذاً علی المؤمن أن يراعي هذه الأمور.
كلمة أخيرة قلنا قبل قلیل في اول الحدیث المعروف معنیً عام رأيت المعروف کإسمه امامنا الصادق علیه السلام! معروف الانسان لا یحتاج الی أن تدله علیه هذا معروف اذا رأيت أعمی في الطریق لا یحتاج أن یذکرك أحد هذا معروف أن قیادة الأعمی صالح لا یحتاج الی تذکیر الآن مصادیق المعروف مما لا یعبأ به؛ النبي الأکرم صلی الله علیه وآله وسلم في روایات اهل البیت في کتبنا تقول الروایة من قاد ضریراً أربعين خطوة علی أرض سهلة الضریر عادة بیده عصی عصی العمیان معروف هذه أرض سهلة بسیطة لو لم تأخذ بیده یعرف طریقه یقول اذا ما انقاد ضریراً أربعین خطوة علی أرض سهلة لا یفي بقدر أبرة من جمیعه اطلاع الأرض ذهباً هذا العمل البسیط لو اعطیت في مقابله طلاع الأرض ذهبا لا یفي بأجره هذا اذا کانت الأرض سهلةً فإذا کان في ما قاده مهلکة طریق فيه مهلکة جوزه عنها أي جنبه المهلکة وجد ذلك في میزان حسناته یوم القیامة أوسع من الدنیا مئة ألف مرة البعض قد یستغرب یقول ما هذا الأجر العظیم؟ الجواب الدنیا فانیة لو قلت أکثر من مئة ألف مرة ما قیمة الدنیا الفانیه؟ بالله علیك لو قال لك أحدهم هذه اللیلة اعطیت متراً من الأرض متراً تملكه في منطقة مثلا تجاریة هذا أحب الیك أم نعطیك ألف ألف هکتار في الصحراء القاحلة في الصحراء الکبری في الصحراء الأفریقیة مثلا تقول ما لي والآلاف في الصحراء القاحله؟ أعطني متراً هذا خیر اذاً الآخرة باقیة والدنیا فانیة ما قیمة الأرض یوم القیامه؟ اذاً عندما نقول أوسع من الدنیا مئة الف مرة الکلام لیس غریباً لئن هذه الدنیا الی زوال کل علیها فان اذاً قیادك للأعمی تبقی لك یوم القیامة الدنیا وما فیها لا تبقی اذاً الموازنة طبیعية جداً.
مثال آخر؛ من قاد ضریراً روایة أخرى عن النبي دخل عبد الجنة بغصن من شوك کان علی طریق المسلمین فأماطه عنه تعالوا لحظات نفسر هذه الروایة ایضا غریبة شوك في الطریق أزلته دخلت به الجنة کیف؟ الآن من التوجیهات تأتي یوم القیامة تتساوی الحسنات مع السیئات یقال لك مثلا انتظر في منطقة الأعراف لم یدخلوها وهم یطعمون یرون عذاب اهل النار ویرون نعیم اهل الجنة وهم یطعمون لا هم من اهل العذاب ولا هم من اهل الجحیم ولا من اهل النعیم لو وجد في صحیفة عمله اماطة غصن من شوك هذا یکفي لدخول الجنة فمن زحزح عن النار واُدخل الجنة فقد فاز اذاً العبد یوم القیامة یحتاج الی مزحزح هذا المزحزح قیادة الأعمی قد تکون هذا المزحزح اماطتك للشوك عن طریق المسلمین هذا قد یدخلك الجنه.
روایة أخيرة وهي روایة غریبة عن سیدالشهداء صلوات الله علیه اذا کان یوم القیامة نادی منادیً ایها الناس من کان له علی الله أجر فلیقم له علی الله کأن الله علیه دین هذا دین عند الله عزوجل فلا یقوم الا اهل المعروف الآن من مصادیق المعروف بعض الناس یبني کما یعبر عنه هذه الایام فندقاً سیاحیاً ضخماً ذات أبراج للتجارة والاستثمار هذا له أجره في الدنیا تجارة مربحة ولکن في قدیم الایام بعض الناس کان یبني خاناً في الطریق بین النجف وکربلاء هنالك ما یسمی خان النصف في نصف الطریق بعض المؤمنین بنی خاناً أي مکاناً لإستراحة الزوار هذا ماذا أجره؟ من بنی علی ظهر الطریق ما یأوي عابر سبیل عابر السبیل یأوي الیه فکیف بأیام عزاء سیدالشهداء من یذهبون الی زیارته من بنی لهم مأوی في الطریق کما هو المتعارف هذه الایام من بنی علی ظهر الطریق ما یأوي عابر سبیل بعثه الله یوم القیامة علی نجیب من در ووجهه یضيء لأهل الجنة نوراً هذا بنی استراحةً لعابر السبیل طبعا لوجه الله لا استثماراً هذا المکان یعطیه نوراً یتلألأ یوم القیامة هنیئا لمن کان من اهل المعروف في الدنیا وفي الآخره.
إلهي بفاطمة وابیها وبعلها وبنیها والسر المستودع فیها عجل لولیك الفرج ابلغه عنا تحیة کثیرة وسلاما والفاتحة مع الصلوات.
ملاحظة: هذا النص تنزيل لصوت محاضرة الشيخ حبيب الكاظمي فقط، ولم يمر بمرحلة التنقيح واستخراج المصادر بعد.