المزاح بين المؤمنين

أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین
السلام علیکم اخواني اخواتي جمیعا ورحمة الله وبرکاته

حدیثنا اللیلة حول النظرة الشرعیة الألهية النبوية لمسئلة المزاح والدعابة بین المؤمنین البعض یبالغ في جانب السلب والبعض یبالغ في جانب الأيجاب یعني قسم من الناس یبالغ في هذا المجال یکثر مزاحه المزاح الکثیر مذموم علی لسان النبي وآله وکذلك أن یکون الانسان قطباً قضباً الوجه العبوس هذا ایضا وجه غیر محبذ شرعاً هذا الوجه لیس وجهاً شرعیاً خیر الأمور أوسطها أن یکون الانسان متوسطاً في ما بینهما الیمین مضلة والشمال مضلة والوسطی هي الجادة لا خیر في الأفراط ولا في التفریط الآن نذکر لکم بعد هذه المقدمة کعادتنا تطبیق هذا الکلام وتوضیحه من خلال روایات اهل البیت علیهم السلام اولا قلنا المزاح الکثیر مذموم علی لسان اولیاء الله المزاح الکثیر ماذا أثره؟ اولاً طبعا منها امیرالمؤمنین مخاطب لرسول الله صلی الله علیه وآله وسلم لا تمزح فیذهب بهائك هناك روایات أخری عن النبي إني أمزح ولا أقول الا حقاً لما یقول لا تمزح معنی ذلك المزاح الخارج عن حدود الأدب والأتزان فیذهب بهائك المؤمن کثیر المزاح لا بهاء له لا إشراقة له المزاح الکثیر یوجب إسقاط الهیبة المؤمن لا أقول انسان مخیف ولکنه وقور عندما یدخل المنزل أو المجلس الناس تنظر الیه بإکبار وإجلال هذا وقار الأيمان کثرة المزاح تسقط الهیبة ایضا هذه سلبیة کذلك بعض الأوقات یتفق انسان یمزح مع آخر في غیر وقته ذلك الانسان لا یتحمل المزاح فیحقد علیه هذا ایضا سلبیةٌ من کثر مزاحه لم یخلوا من حاقد علیه ولهذا بعض الأوقات الانسان یمزح واذا به یفاجئ الطرف المقابل ینهره کم من المضحك انسان یرید أن يضحك احداً والطرف الآخر لیس لا یضحك وإنما یرفع صوته علیه هذا لا یلیق بالمؤمن اذاً المزاح مثله مثل الملح في الطعام اذا مزحت فلتکن مزحتك بمقدار الملح من الطعام.
الآن الوسط قلنا المؤمن طبیعته طبیعة دمثة لیس ثقیل الدم کما یعبر النبي صلی الله علیه وآله وسلم یقول إني أمزح ولا أقول الا حقاً امامنا الصادق علیه السلام یقول ما من مؤمن الا وفیه دعابة له سرعة بداهة نکتة خفیفة هکذا یرطب الأجواء هذه صفة إیمانیة کذلك الامام علیه السلام یقول وإنك لتدخل بها السرور علی أخيك عندما تمزح إجعل لنفسك نيةً قل یارب بمزاحي هذا اُدخل السرور علی أخي النبي کان یداعب الرجل ولقد کان رسول الله یداعب الرجل یرید أن یسره ولهذا اذا رأيت انساناً هو یضحك هو مرح لا داعي أن تزیده مرحاً هو بطیبعته الآن یضحك تزیده ضحکاً لا فلسفة فیه تری مؤمناً مغموماً کئیباً له ما یوجب له الحزن تدخل علیه السرور هکذا تقرب الی الله عزوجل، الآن مصادیق طریفة من حياة النبي کیف کان یمزح تأسوا برسول الله في المزاح الحق أتت امرأة عجوز الی النبي فقال رسول الله لا تدخل الجنة عجوز ظاهر کلام النبي أنه لا تدخل الجنة عجوز أبداً طبعا هذه العجوزة تأثرت واذا بالنبي قال أنكِ لست یومئذ بعجوز الآن أنت عجوزة في یوم القیامة قال الله تعالی انا انشأناهن انشاءن فجعلناهن أبکارا.
النبي صلی الله علیه وآله وسلم امرأة یقال لها أم أيمن قالت یا رسول الله إن زوجي یدعوك رسول الله کان سهل الأستجابة یُدعی الی طعام الفقراء الی بیوت الفقراء ما کان یستکنف فقال رسول الله ومن هو؟ أهو الذي بعینه بیاض؟ فقالت والله ما بعینه بیاض یعني کل عینه فیه بیاض هذا مرضٌ فقال بلی إن بعینه بیاضاً النبي يؤكد مرة أخرى لا والله زوجي سلیم لیس في عینه بیاض فقال النبي ما من أحد الا وبعینه بیاض اراد به البیاض المحیط بالحدقة لا کل العین اراد النبي أن هکذا لعل هذه المرأة جائت في مشکلة في قضیة اراد النبي أن یدخل علیها السرور.
کذلك مثال أن النبي کان یعجبه من کان یمزح هو یمزح ویحب من كان یمزح بحق ایضاً النبي كان يأتيه الأعرابي فیهدي له الهدیة یبدوا أعرابي معین لا کل أعرابي ثم یقول مکانه وهو في مکانه یعطي لرسول الله هدیة يقول أعطنا ثمن هدیتنا وما باعه أشتری أعطی هدیة للنبي یقول أعطنا هدیتنا فیضحك رسول الله صلی الله علیه وآله، وکان اذا أغتم یقول ما فعل الأعرابي لیته أتانا لیمزح معنا حتی النبي کان یرید أن يأتي هکذا انسان یبدوا المؤمن دعب لعب عن النبي والمنافق قطب غضب هذه ایضا صفة إيمانية في الذي یرید أن یکون علی منهج النبي صلی الله علیه وآله وسلم.
اذاً المؤمن اخواني في کل حرکة من حرکاته یرید أن یتزود للدار الآخرة مؤمن مهموم ترفع همه بکلمة طیبة بنصیحة مؤمن مهموم تقدم له هدیة لا هذا ولا ذاك تمزح في وجهه تذهب به غماً عن قلبه وهکذا الطرق الی الله بعدد أنفاس الخلائق.

إلهي بحق اولیائك وبالصالحین من عبادك اجعلنا من اولیائك المؤمنين اللهم لا تفرغ بیننا وبین محمد وآله طرفة عین ابدا اللهم اجعل سرورنا یوم لقائك انك علی کل شيء قدیر والفاتحة مع الصلوات.