المال الحلال زاد الآخرة

أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف إلخلق وسید المرسلین محمد المصفطی وآله الطیبین الطاهرین
سلام علیکم إخواني أخواتي جمیعا ورحمة الله وبرکاتة
المال والبنون سلاح ذو حدین، البنون من موجبات ألإلهاء ألهکم التکاثر، وفي نفس الوقت الولد الصالح صدقة جاریة بعد موتك، أين ألإلهاء وأين إلصدقة إلجارية؟ المال أیضا سلاح ذو حدین بألمال تزكي وتخمس وبالمالتفعل به إلحرام قراما شراءً لما لا یجوز إلی آخره، کما في کلام أمیرالؤمنین المال مادة الشهوات ألذي لا مال له من إلناحيتين محروم، ألإنسان الفقیر من ناحیة لیس له ما یُشغله یرید أن یفعل حراما مثلا لا یجد مالا یفعل به الحرام، هذه إلأیام قسم من إلمال یُرتکب في السفر الفقیر لا یسافر مثلا إلا إلی بلدان إلطاعة هذه الأیام، وفي نفس الوقت ألذي لا مال له محروم من ألإنفاق في سبیل الله عزوجل! نسئل إنسانا خمست مالك هذه إلسنة؟ یقول لا، لا معصیة ولکن لیس ما عندي لأخمسه هکذا حال الفقیر، علی کلٍ المال والبنون زینة إلحیاة، وزینة الحیاة من ألممکن أن یکون في الطریقین!
القرآن الکریم یقول وألباقیات الصالحات هنا سئوال وجواب لفته قرآنیة؛ ألباقیات إلصالحات مفصولة عن المال والبنون، الباقیات الصالحات مترتب علی المال والبنون وبعبارة أخری کأن الله عزوجل یرید أن یقول حول ألزینة إلی باقٍ من الباقیات الصالحات، کم إلآیة جمیلة في المعنی؟ یقول هذه إلزینة حولها إلی باقي أو قل الفاني حوله إلي باقي خیر عند ربك ثوابا وخیر أملا.
ألإنسان قد یجتاز من بعض ألإختبارات بنجاح، شهوة إلنساء یتغلب علیها قوة إلغضب یتحکم فیها ولکن حقیقتا إختبار المال اختبار عسیر، إبلیس لعنه الله یعترف بخطته یقول ما أعیاني في إبن آدم فلن یُعیني واحده منه من ثلاث! أخذ مال من غیر حِله، هذه الحروب بین الدول الکبری والصغری کله لأجل ألمال، أو منعه من حقه إنسان إکتسب مالا حلالا موظف له راتب ثابت لا یقامر ولا یتاجر ولکن لا یخمس ألفائض من ماله، أخذ مالا من حله ولکن منعه من حقه، إنسان ثالث أخذ مالاً من حقه خمس ماله في جیبه أربعه أخماس مال حلال ولکن یذهب إلی السوق یشتري ما هو إسراف وتبذیر أیضا وقع في فخ الشیطان یقول أو وضعه في غیر وجهه، إذاً الشیطان له مراحل أولا یدعوك إلی الحرام في ألإکتساب ثانیا یمنعك من دفع الحق وثالثا یجعلك تصرف المال في غیر محله.
في روایة طریفة منقوله عن إبلیس عندما ضُرب ألدرهم وألدینار لأول مرة، تعرفون ألإنسان الأول کان یقایض المتاع بالمتاع ولکن عندما ضرب ألدرهم وألدینار وضعه علی صدره قال أنتما قرة عیني وثمرة فؤادي! ألدرهم والدینار! ثم یقول کلمة طبعا هذه الکلمة إبلیس صادق فیه، یقول ما أبالي من بني آدم إذا أحبوکما أن لا یعبدوا وثناً! من زمان إلات والعزی إنتهی ولکن حسبي من بني آدم أن یحبوکما في حکم الصنم ألذي یُلهي.
إخواني إجمالا حتی لو صرت ذو مالٍ حاول أن تکون خفیفا لا تجعل قلبك معلقا بالمال! أنا أعلم بعض إلمؤمنین إحترق له مستودع فیه مال کثیر أصبح ألصباح کل ماله في ذلك المکان تلف ولکن بقي هکذا صادما لکي لا تأسوا علی ما فاتکم، ولهذا عیسی علیه السلام رب العالمین خصه بهذه ألخصلة رفعه إلی السماء ویُنزله إلی الأرض في آخر الزمان المسیح کان قلبه خالیا من إلدنیا، لیس هذا کلامنا هذا کلام أمیرالمؤمنین علیه السلام ولم تکن له زوجة تفتنه ولا ولد یُحزنه ولا مال یلفته، لا مال ولا ولد ولا زوجة هکذا کان ألمسیح متحررا من هذه إلقیود!.
کلمة أخیره أو ما قبل الأخیرة قلنا ألمؤمن یتمنی أن یجمع مالا من حلال قلنا في أول الحدیث من لا مال له لا خیر له، کتب علیکم إذا حضر أحدکم الموت إن ترك خیراً (إلوصية للوالدین) الخیر هنا المال من لا مال له یوصي بأي شيء؟ ولهذا صاحب المال یوصي للوالدین وإلأقربین بالمعروف حقاً علی ألمتقین، الامام الصادق علیه السلام یؤکد علی هذه إلحقیقة لا خیر في من لا یحب جمع المال من حلال، بعض الناس متقاعس یقنع بالمال القلیل وبإمکانه أن یربح ما إلمانع؟ یکف به وجهه ویقضي به دینه ویصل به رحمه، إذاً سل الله عزوجل أن یعطیك مالا حلالا ولکن بشرط أن تکون وفیاً، بعض الناس یتمنی المال لینفق فإذا صار غنیاً صار فاسقا فاجراً، کن وفیا بوعدك.
امیرالمؤمنین کلمة أخيرة هذه الکلمة أیضا من المحفزات أن تکون مستغنیاً بلا إنشغال طبعا یقول ألغنی في ألغربة وطن، إنسان غریب في وطن في مکان غریب ولکن له مال کثیر له شرکة وله أعوان وأنصار إلی آخره لا یعیش ألغربة، والفقر في إلوطن غربة ألإنسان الفقیر هکذا لا یُعتنی بشأنه هنیئاً لمن جمع مال الدنیا ونعیم إلآخرة.

إلهي بحق أولیائك اللهم إجعل همنا في رضاك ولا تجعل الدنیا أکبر همنا ولا مبلغ علمنا بلغ امام زماننا أطیب إلتحیة والسلام وألفاتحة مع الصلوات.