المؤمن بين دفع الغفلة والعجز

أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین
السلام علیکم اخواني اخواتي جمیعا ورحمة الله وبرکاته

بني آدم مغبون في مرحلتین من عمره ایام شبابه وایام کبر سنه، مشکلة الشاب أنه غارق في بحر الآمال والشهوات یری امامه الفرصة کبیرة یوجب له التراخي، ومشکلة الکبیر أنه وهن العظم منه اشتعل الرأس شیبا لیست له تلك الهمه، بعض کبار السن امامي اعترف قال نحن کبار السن عندما یبلغ العمر ما یبلغ الانسان یری الحیاة امامه صغیرة أي المتبقي قصیر، رأيتم العداء عندما یصل لآخر الخط تقل خطواته لئن امامه نهایه؛ مشکلة الشاب کما قلنا غفلته مشکلة کبار السن عجزه، الانسان بین هاتین المرحلتین یفقد ما یفقد.
الآن ننظر الی ما ورد في هذا الباب من الروایات طبعاً هذا حدیثي موجه للشباب اکثر کون الشاب امامه فرصة شهواته مشتعلة خاصة شاب في بلاد الغرب في زاویة لا یراه فیها احد ارضیة الفساد موجودة ولکن اذا استقام هذا الشاب ماذا سینتج؟ الذي یتوب الی الله عزوجل في شبابه الشاب المتلزم ما هي جائزته؟ الشاب الذي ینشأ في عبادة الله عزوجل هذا له مزایا، من مزایاه أنه في یوم لا ظل الا ظل الله عروجل هذا الشاب في ظل الله طبعا هذا الظل لیس کظلال الدنیا یحمیك من الشمس مثلا الظل هنا کنایة عن العطوفة والرأفة والعنایة الالهیه هذا اولا.
وثانیاً إن الله تعالب عن النبي صلی الله علیه وآله یباهي بالشاب العابد الملائکة ما معنی یباهي؟ یعني یا ملائکتي انظروا لهذا الشاب الملائکة کلها عقل بلا شهوة والبهائم کلها شهوة بلا عقل والانسان مركب من الشهوة والعقل؛ هذا شاب له شهوة وشهوة غالبة انظروا الی عبدي ترك شهوتهُ من أجلي، طبعاً عندما رب العالمین یباهي الملائکة بهذا الشاب أي یعطیه من المزایا والا بعض الاساتذه في المدرسة یباهي ببعض التلامیذ ولکن یده خالیة رب العالمین عندما یباهي یعطي ما یعطي.
في مقابل الشاب هناك شیخ کبیر مع الأسف نسمع من بعض الشباب هو ملتزم یقول والدي هو من العمر ما بلغ له انحرافات وله محرمات ما هذا التناقض في عائلة واحده! أحب الناس الی الله عزوجل هذا الشاب التائب وابغض الناس الی الله عزوجل شیخ مقیم علی معاصیه تقریبا المتیقن منه الخمسین فما فوق بعض الناس في هذا السن لازال له من الهفوات ما له.
بالنسبة الی الهمة في کبر السن طبعاً حدیثنا اللیلة قد یوجب حالة من حالات الیأس في کبار السن یقول نحن الکبار یعني هممنا ضعیفة لا مجال للتکامل ابداً من الممکن أن یکون الانسان في دائرة الکهول ولکن له نفس الشباب روحیة الشاب، روایة طریفة عن الامام الصادق علیه السلام قال لأحدهم بإسم سلیمان بن جعفر یا سلیمان من الفتی؟ قلت الفتی عندنا الشاب لا فتی الا علی ولا سیف الا ذوالفقار فقال علیه السلام اما علمت أن اصحاب الکهف کانوا کلهم کهولاً اصحاب الکهف کانوا کلهم کبار السن ومع ذلك انظروا للهمة واذ اعتزلتموهم وما یعبدون ذهبوا الی کهف مخیف فراراً بدینهم فسماهم الله فتیةً بإیمانهم انهم فتیة آمنوا بربهم اذاً داعي للیأس ابداً کبیر السن من الممکن أن تکون له همة الشباب یا سلیمان من آمن بالله واتقی فهو الفتی اذاً الفتی هو الذي له همة الشباب.
هناك ایضا توصیة في هذا المجال طبعا توصیة للکبار وللصغار بعض الناس له اولاد شباب لا یعمل معهم لا ینصحهم لا یربیهم یقول هذا فیه طیش الشباب لیهدأ قلیلاً طبیعي هذا اذا بلغ الثلاثین ولم تعمل علی هدایته هذا یقسو عوده اتفاقاً روایات اهل البیت علیهم السلام تؤکد علی العمل مع الشباب یقول الامام صلوات الله علیه امیرالمؤمنین إنما قلب الحدث کالأرض الخالیة ما اُلقي فیها من شيء قبلت ارض خالیة خصبة وهذه العبارة المعروفة في الاوساط التربویة هکذا یُنقش في المدارس هذه عن امیرالمؤمنین علیه السلام العلم من الصغر کالنقش في الحجر هذا یثبت في قلبه.
امامنا الصادق علیه السلام یقول لأحدهم أتیت البصره یعني ذهبت للبصره؟ قال نعم قال کیف رأيت مسارعة الناس في هذا الأمر ودخولهم فیه؟ طبیعي في تلك الایام الاسلام کان منتشراً ما معنی في هذا الامر؟ أي في أمر اهل البیت؛ الامام کان یحب من اصحابه من یسعی لنشر منهجم في الامه، یقول کیف رأيت مسارعة الناس في هذا الامر؟ فقال والله انهم لقلیل الذین استجابوا لي قلیلون وقد فعلوا البعض منهم تأثر بکلامي واذا بالامام الصادق علیه السلام یقول علیك بالأحداث اُترك کبار السن هؤلاء مثلاً لا یرجی منهم الخیر کثیرا علیك بالأحداث فإنهم اسرع الی کل خیر إن أردت أن تعمل في المجتمع اعمل مع الشباب مع الاحداث طبعا کلمة الأحداث هنا لا یُفهم منها بالضرورة المکلفون ینطبق حتی علی الصغار بعض علماء التربیة یعتقد أن في السن السادسة تکتمل شخصیة الانسان في هذا السن الذي لا نقیم له وزناً الانسان من الممکن أن تتشکل شخصیته.
وکلمة أخيرة أئمتنا صلوات الله وسلامه علیه یعطون منهجاً لشبابنا في کل عصر بعض الشباب حقیقتاً یعلم کل شيء الا مسائله الشرعیه! ابسط المسائل في سن الثلاثین یکتشف أن غسل الجنابة عنده کان باطلاً فعلیه أن یعید کل صلواته ولو توفق في الدین لوفر علی نفسه، یقول امامنا الصادق علیه السلام ونحن منسوبون الیه لست اُحب أن أری الشاب منکم الا غادیاً في حالتین اما عالماً أو متعلماً أو یذهب للحوزات یصبح عالماً أو في وطنه یتعلم العلم وهذه الایام في اللیالي بدلاً من تغلیب القنوات النافعة وغیر النافعة رکز علی ما یفقهك في الدین بعض القنوات یومیاً تبث لکم مسائل الشریعة المؤمن یواظب علی اجتیاز دورة فقهیة کامله، یقول فإن لم یفعل الآن ما فعل بهذه التوصیة فرط فإن فرط ضیع وإن ضیع اثم وإن أثم سکن النار والذي بعث محمداً صلی الله علیه وآله وسلم فإذاً اخواني علینا أن نرعی شبابنا في هذا الوسط حقیقتا ما مرت علی بني آدم فترة اصعب من هذه الفترة منذ أن خلق الله آدم الی یومنا هذا أرضیة الفساد والإفساد في اقوی ما یکون والنبي عبر عن الشباب طبعاً هذه لیست اهانة للشباب حقیقتاً هکذا الشباب شُعبة من الجنون لئن الشاب بغلبة الهوی یفقد عقله في بحر الشهوات فلنستنقذهم قبل فوات الاوان.

إلهي بفاطمة وابیها وبعلها وبنیها والسر المستودع فیها عجل لولیك الفرج والعافیة والنصر إنك علی کل شيء قدیر والفاتحة مع الصلوات.