نفخ الروح..
إن المؤمن يعدّ نفسه لإعادة برمجة حياته في مجال الصلاة؛ فهذا أمر موجود لا يحتاج إلى إيجاد، ولكنه بحاجة إلى تطوير وإلى نفخ للروح في هذا البدن الصامت.. والصلاة لها مراحل: فهناك الإقبال البدني الذي لا يحتاج إلى رأس مال، إنما بحاجة إلى أمر بسيط، ألا وهو: ثياب بيضاء نظيفة، وزجاجة عطر، وسجادة خالية من الزخرفات.. وإلى معرفة بآداب الوقوف، وآداب الركوع والسجود.. وهذه قضية بسيطة، يمكن الاطلاع عليها من خلال الرسائل العملية.. وهناك الإقبال الذهني: وهو التأمل في المضامين.. حيث أنه من المستغرب أن البعض حائز على درجات علمية عالية جداً، لكن صلاته كصلاة تلميذ في الصف الأول الابتدائي.. وعليه، فما قيمة هذا العلم الذي لا ينفع صاحبه في القبر؟.. فشرف العلم بشرف موضوعه، مثلاً: موضوع الطب؛ هو البدن الفاني الذي سيعود إلى التراب.. وموضوع الهندسة؛ أيضاً البنيان الفاني فهذه الأبنية إما تدمرها الأسلحة البشرية، أو الزلازل الكبرى يقول تعالى: {إِذَا زُلْزِلَتِ الأَرْضُ زِلْزَالَهَا}، {فَيَذَرُهَا قَاعًا صَفْصَفًا}.. أما طلب العلم؛ فموضوعه الرسالة الإلهية والأرواح.. وشتان بين الأرواح والأبدان، وبين الرسالة والبنيان!.. وهناك أيضاً الإقبال القلبي؛ أي أن المصلي يكون مستحضراً لحالة المعية الإلهية، وأنه بين يدي الله -عز وجل- دائماً وأبداً.. وعندما يدعو، يشعر أن هناك مخاطباً.
السفر الأخروي..
إن المؤمن له سفر إلى الله -عز وجل- وهذا السفر حاصل شاء الإنسان أم أبى، وسيأتيه عبداً: فإما أن يكون عبداً آبقاً، أو عبداً مطيعاً.. فالرجوع قهري، وذل الوقوف قهري.. ولكن هل هو ذليل ومقبول لدى الله عز وجل، أو ذليل ومعذب بين يديه؟.. لذا يجب أن نعمل على تغيير أنفسنا، وإذا لم يتغير الإنسان في شهر رمضان، وبعد مجالس الذكر؛ فهل سيتغير في شهر شوال، حيث: لا ليلة قدر، ولا إحياء، ولا عبادة؟.. وشهري محرم وصفر، يغلب عليهما الجانب المأساوي والعزائي.. أما شهر التأمل والتدبر والتغيير، فهو شهر رمضان المبارك!.. ولكن هذه المجالس هي نعمة للإنسان، وحجة عليه في نفس الوقت: نعمة لمن أراد أن يؤدب نفسه، وحجة لمن لم يستفد منها.. البعض عندما يرى الشيب في وجهه؛ فإنه يتجه إلى الصبغ، والحال أنه قبل ذلك عليه أن يتذكر أن هذا نذير الموت!.. قال الصادق -عليه السلام-: (ما رأيت شيئاً أسرع إلى شيء من الشيب إلى المؤمن، وإنه وقار للمؤمن في الدنيا، ونور ساطع يوم القيامة، به وقّر الله -تعالى- خليله إبراهيم (ع)، فقال: ما هذا يا رب!.. قال له: هذا وقار، فقال: يا رب!.. زدني وقاراً، قال أبو عبد الله (ع): فمن إجلال الله إجلال شيبة المؤمن).. وعليه، ينبغي أن لا نحزن عندما نرى الشيب، ولا نصاب بالكآبة، لأن هذا الشيء يعتبر علامة النضج والكمال.
كيف نعالج الشرود الذهني؟..
إن المؤمن يحاول جاهداً أن يخشع في صلاته، ولكن بعد أن يبدأ بالصلاة، وإذا بنفسه تخونه فيذهب يميناً وشمالاً.. فصلاتنا فيها كل شيء، إلا الحديث مع رب العالمين!.. لذا يجب أن نعالج هذه المشكلة، وإلا لن نصل إلى المرحلة الثالثة.. وعليه، فإن الأساس هو الخشوع الذهني.. حيث أن الإنسان من الممكن أن يضبط سلوكه وجوارحه؛ لأن الأعضاء تأتمر بأوامر الإنسان الإرادية؛ ولكن المشكلة في هذا البعد اللاإرادي.. فالإنسان بإمكانه أن لا يأكل حراماً، وبإمكانه أن يقف أمام شهواته؛ فهذا الأمر للمؤمنين العاديين أمر مفروغ منه، ولكن العجب من إنسان بلغ به الشيب ما بلغ، ومازال يعاني من دخول الأسواق!.. إذ المفروض أنه تجاوز هذه المرحلة، وهو الآن يفكر فيما هو أرقى: في الأنس، وفي الخلوة، وفي التبتل، وفي الخشوع الصلاتي؛ هذا هو همّ المؤمن في سن الأربعين وما بعد على الأقل!.. فإذن، إن ضبط طائر الخيال من أصعب المهام؛ ولكنها مسألة ضرورية ومهمة من ناحيتين؛ لأنها:
۱. غير إرادية؛ أي كلما أراد أن يضبط الإنسان هذه الخواطر، لا يستطيع ذلك.
۲. تنعكس على سلوك الإنسان ووضعه، وإن كانت في الخيال.
فإذا لم تحل هذه المشكلة، تبقى صلواتنا مسرحاً لكل ما هبّ ودبّ!.. والقضية ليست قضية تخصصية، فهذه ليست خاصة بطائفة من البشر، إنما كل إنسان مطالب أن يحقق ذلك الأمر.. ولكن كيف نصل إلى ضبط هذه الخواطر؟..
أولاً: إيجاد محورية للنفس.. إن أول قانون لضبط الخيال والفكر؛ أن يكون هناك محور للنفس في الحياة.. وذلك مثل المغناطيس الذي إذا وضع أسفل ورقة عليها برادة حديد متناثرة لا ترابط بينها؛ فيجعلها منتظمة على شكل قطب سالب وموجب، وخطوط نصف دائرية.. أي هذه البرادات المتناثرة وقعت تحت تأثير جاذبية المغناطيس فانتظمت، وكل برادة أخذت موقعها بشكل هندسي مثير.. المؤمن بمثابة هذه البرادة المتناثرة، أما غير المؤمن؛ فإنه نشارة خشب، وهذا لا ينفع معه المغناطيس، إنما يحتاج إلى عود كبريت ليحرقه!.. المؤمن عبارة عن فلز، أو برادة ذهب.. هذا المؤمن المبعثر الموزع، يحتاج إلى شي يجمع قوامه، والذي يجمع قوام الإنسان هو وضع هدف أمامه.. يقول تعالى في كتابه الكريم: {فَمَن شَاء اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلا}؛ أي له مسلكية في الحياة، وله هدف.. فهذا الإنسان يركض وراء هدف في الحياة، وهو الهدف الذي ذكره القرآن الكريم: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ}.. فيعيش الإنسان ويعترف أنه خلق ليكون عبداً.. بعض الناس طوال عمره لا يعيش العبودية لله -عز وجل-: يعيش حالة الأبوة، وحالة الوظيفية، والزوجية،.. الخ.. ولكن كأنه لا حساب له، وليس هنالك نهاية لوجوده، وكأنه خلق ليعيش الدهر كله.. فالعبودية أين؟.. والهدف من الخلقة أين؟..
ثانياً: حمل همّ الآخرة.. يقول الإمام عليّ -عليه السَّلام- في وصف المؤمن: (…قد خلع سرابيل الشهوات، وتخلّى عن الهموم إلاّ همَّاً واحداً انفرد به، فخرج من صفة العمى، ومشاركة أهل الهوى، وصار من مفاتيح أبواب الهدى، ومغاليق أبواب الردى)؛ فالذي يعيش همّ الآخرة، وهمّ أنه خلق ليقدم لله تقريراً {أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً}!.. وخلق ليكون {فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ}!.. وخلق ليكون مرآة عاكسة لصفات الله وجماله وجلاله، ألا يقول العبد: “أنت كما أريد، فاجعلني كما تريد”!.. وبتعبير قرآني جامع: {إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ}؛ فهذه الآية هي فلسفة الحياة: إنا مملكون لله، وإنا إليه راجعون؛ أي سنرجع ونُقيّم عند الله عز وجل.. من يعيش هذا الهمّ، لابد أن يعينه ذلك على ضبط الخواطر!.. قد يقول قائل: إن الهمّ إذا غلب على الإنسان، فإنه سيلجأ إلى صومعة في الجبال، ويترك العمل والزوجة والأولاد، ويصير مثل الأحبار والرهبان!.. ولكن هذا الكلام غير دقيق، فبني آدم إنسان ذكي جداً: يستطيع أن يعيش هماّ معيناً، وبنفس الوقت يزاول نشاطاته بكل أريحية.. والدليل على ذلك: أيام الخطوبة وشهر العسل، حيث يكون كل وجود الشاب هو لعروسه: ذكره، وفكره، ومنامه، ومع ذلك فإنه يزاول النشاط بشكل عادي: يأكل ويشرب ويحاضر؛ ولكن هذا الميل القلبي موجود.. فإذن، من الممكن أن يتوجه القلب إلى جهة، وفي الوقت نفسه يقوم بكل أعماله.. ولكن المشكلة التي يتذرع بها البعض، هي: أن حب الفتيات أمر طبيعي غريزي، يحتاج إلى نظرة واحدة، أما هذا الحب: المعنوي، الغيبي، ما وراء الطبيعة؛ فهو شغل أمثال: سلمان الفارسي، والمقداد، وأبو ذر؛ وهؤلاء الذين كانوا في مدرسة أهل البيت -عليهم السلام-.. وهذا الكلام أيضاً غير دقيق، فالتاريخ مليء بهؤلاء المحبين!..
ثالثاً: المحبة.. إن ربّ العالمين يبحث عن زبائنه بحثاً!.. فحرص الله -عز وجل- على أن تصل إليه، أشد من حرصك على أن تصل إليه!.. فهو -عز وجل- أشد حباً لهذا الأمر؛ لأنه الخالق، والفاطر!.. قيل للرضا -عليه السلام-: لأي علة أغرق الله فرعون، وقد آمن به وأقر بتوحيده؟.. قال: (لأنه آمن عند رؤية البأس، والإيمان عند رؤية البأس غير مقبول…. وقد كان فرعون من قرنه إلى قدمه في الحديد قد لبسه على بدنه، فلما غرق ألقاه الله -تعالى- على نجوة ٍمن الأرض ببدنه، ليكون لمن بعده علامة، فيرونه مع تثقله بالحديد على مرتفع من الأرض، وسبيل الثقيل أن يرسب ولا يرتفع، فكان ذلك آية وعلامة.. ولعلة أخرى أغرقه الله -عز وجل- وهي أنه استغاث بموسى لما أدركه الغرق ولم يستغث بالله، فأوحى الله عز وجل إليه: يا موسى!.. لم تغثْ فرعون لأنك لم تخلقْه، ولو استغاث بي لأغثته)!.. انظروا إلى رأفة رب العالمين، يقال أنه: (أوحى الله -عز وجل- إلى يونس: يا يونس، اذهب إلى صاحب الفخار على دجلة، فقل له: إن الله -عز وجل- يأمرك أن تكسر فخارك، قال : فأتاه فقال له، فقال صاحب الفخار: لا لعمري، لا أكسر فخاري، وفيه معيشتي.. فأوحى الله -عز وجل- إليه: يا يونس، صاحب الفخار آمن بفخاره منك بمائة ألف من قومك أردت أن أهلكهم)!.. وقد أوحى لداود -عليه السلام-: (يا داود!.. لو يعلم المدبرون عني شوقي لعودتهم، ورغبتي في توبتهم، لذابوا شوقاً إلي..)!.. فرب العالمين شفيق بعباده، كما أن النبي -صلى الله عليه وآله- كان رحمة للعالمين وشفيقاً بأمته.. ولكن شفقة النبي هي شعبة من شعب الرحمة الإلهية، فشفقة الله -عز وجل- أين وشفقة نبيه أين!.. لذا، فإن المؤمن عندما يزور المدينة، يقول: يا رسول الله، أنت الذي قال ربك عنك في كتابه: {وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَعْلَمُونَ}، أنت مأمور بأن تجير المشرك، فكيف بالمسلم؟.. وكيف بالموالي؟.. وكيف بالذي بين يديك يبكي على مصائب أبنائك وابنتك؟.. فإذن، هذه الآية تدل على أن النبي -صلى الله عليه وآله- شفيق جداً، فكيف برب العالمين؟!..
إذا كان الإنسان فيه هذه النبتة -نبتة المحبة- وتعهدها بالرعاية، وسقاها بماء المجاهدة والطاعة؛ عندئذ سيصبح له شأن من الشأن، ويصبح التفكير في غير الله في الصلاة، يحتاج إلى مجاهدة!.. فنحن جهادنا ألا نفكر في غير الله، والأولياء الصالحون جهادهم أن يفكروا في غير الله، أي الالتفات إلى غيره يحتاج إلى معاناة، وهذا كلام أمير المؤمنين -عليه السلام-: (لولا الآجال التي كتب الله لهم، لم تستقر أرواحهم في أجسادهم طرفة عين).. روي أن أحدهم دخل على الإمام الصادق -عليه السلام- فبعد أن نصحه وتكلم معه بعض الوقت، قال له -عليه السلام-: (قم عني يا أبا عبد الله!.. فقد نصحت لك، ولا تفسد عليّ وردي.. فإني امرؤٌ ضنينٌ بنفسي، والسلام على مَن اتبع الهدى)؛ أي أنا الآن مشغول، وليس هذا وقت الحديث معك.. فإذن، إن أردنا أن نصل إلى مرحلة الصلاة الخاشعة، فالتوجه الفكري يحتاج إلى هذه الحالة الباطنية.
رابعاً: التدرج في المحاولة.. إذ ليس من الضروري أن يعيش المصلي حتماً حالات شعورية تحليقية؛ فهذه مرحلة ثانية، وهي هبة إلهية.. فرب العالمين إذا أراد أن يعطي عبده؛ يعطيه متى شاء، فلا ينبغي أن يبحث الإنسان عن الخشوع بحثاً!.. فالخشوع يعطى ولا يؤخذ، وهذه منحة بيد الملك الجبار، وجائزة لا يُعلم متى تُعطى!.. وعليه، فإن الإنسان يحاول أن يصلي صلاة خاشعة، ويحاول أن يصل إلى باب الملك والسلطان ويطرق الباب، وهنا ينتهي الموضوع!.. ولكن هل يفتح له الباب أو لا يفتح؛ فهذا ليس من شأنه، وليس من صلاحياته أن يعين التكليف لسلطان السلاطين.. هو عليه أن لا يكون في حالة لعب بساحة القصر، بل يترك الباحة الخارجية ويدخل سور القصر، ويدخل حديقة القصر، ثم يصعد الدرج ويقف على باب الملك، ويجلس جلوس الفقراء المساكين؛ ولكن متى يفتح له الباب؟.. الله أعلم!.. فالمسألة عميقة جداً، وعلاج هذه الحالة قد لا يتأتى في سنوات، بل قد يحتاج الأمر إلى مجاهدة طويلة.. فنبي الله محمد -صلى الله عليه وآله- وخاتم الأنبياء، أمضى سنوات طويلة يعبد الله -عز وجل- في الغار، حتى فتحت له الأبواب في سن الأربعين.. والبعض في أربعين ليلة يحب أن يكون كخاتم الأنبياء!.. القضية ليست هكذا، الأمر يحتاج إلى مجاهدة، وإلى الوقوف بباب الملك المقدار المطلوب منه.
خامساً: دفع الخواطر.. نحن غير محاسبين على الخواطر اللااختيارية، إنما الحساب على الخواطر الاختيارية.. فإذا صلى الإنسان، وطوال الصلاة وهو يدفع ويقارع الخواطر اللااختيارية، ولا يتابع الخيوط؛ هذا الإنسان إنسان خاشع، وصلاته مقبولة، وإن لم يخشع.. لأنه في كل لحظة يأتيه الشيطان بفكرة، وهو يرفض المتابعة والاستسلام للإيحاء الشيطاني.. فرب العالمين يريد من عبده أن يكون مدافعاً للخواطر، وإن لم يصل إلى مرحلة التلذذ الأنسي معه.. ولو انتهت صلاته وهو في حال عراك وصراع مع إبليس، هذا الإنسان إنسان محمود، ولا يذم على هذا الشرود؛ لأنه كان في حال مجاهدة مع نفسه.. والإنسان الذي يقول: “الله أكبر”!.. ويخشع في صلاته من دون مجاهدة، أو معاناة، ليس كمن يصلي وهو طوال الصلاة يحاول طرد الشيطان، يقول تعالى: {يَا أَيُّهَا الإِنسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلاقِيهِ}.. فالذي يكدح في هذا السبيل، هو الذي يرجى أن يصل إليه.
الخلاصة:
إن هناك صلاة خاشعة بدناً وما أسهلها!.. وهناك صلاة خاشعة ذهناً، وهذه تحتاج إلى ضبط للخواطر، من خلال تعيّين محور للقلب.. وهناك الخشوع القلبي، وهذا مقام الأولياء والصالحين.. فإبراهيم الخليل -عليه السلام- لم يصل إلى ما وصل إليه جزافاً، إنما اجتاز وبنجاح ابتلاءات كثيرة: {وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ}.. وقد ورد في بعض الروايات: (رُوي أن إبراهيم -عليه السلام- كان يُسمع تأوّهه على حدّ ميل حتى مدحه الله تعالى بقوله: {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُّنِيبٌ}، وكان في صلاته يُسمع له أزيز كأزيز المرجل، وكذلك كان يُسمع من صدر سيدنا رسول الله -صلى الله عليه وآله- مثل ذلك).. والخاشعون ليس فقط قلوبهم خاشعة، بل أجسادهم خاشعة أيضاً، كما جاء في القرآن الكريم: {تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ}.. وشهر رمضان خير فرصة؛ لأن الإنسان في هذا الشهر الكريم: يصوم النهار، ويقوم الليل.. فليحاول أن يظهر هذه الثمرة من خلال الصلاة وخاصة صلاة المغرب.
ملاحظة: هذا النص تنزيل لصوت محاضرة الشيخ حبيب الكاظمي فقط، ولم يمر بمرحلة التنقيح واستخراج المصادر بعد.