- ThePlus Audio
أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین
السلام علیکم اخواني اخواتي جمیعا ورحمة الله وبرکاته
کما أن الآیات القرآنیة تدعوا المؤمنین الی الالتزام بالورع والتقوی هناك قسم الزامي من الشریعة اداء الواجبات وترك المحرمات ولا مسامحة في ذلك، هنالك مجموعة من الآیات ترید منا التکامل، ما معنی التکامل؟ یعني ترید منا اموراً ماوراء الودجب والحرام، طبعاً هذه الامور اذا ارتکبها الانسان لا یسقط من العدالة ولکن یسقط من الفضیله، هنالك آیتان موضوع حدیثنا اللیلة حول اللغو هناك آیتان في سورة المؤمنون وفي سورة الفرقان قد افلح المؤمنین الذین هم في صلاتهم خاشعون لم یقلون الذین یصلون! ذکر الخشوع في الصلاة ذکر فضیلة ما بعد اقامة الصلاة ومن اوصاف المؤمنین والذین هم عن اللغو معرضون، معرض عن اللغو طبعا فرق بین تارك اللغو والمعرض؛ انسان قد یترك طعاماً شهیاً لأنه حرام ونفسه تنازعه هذا الأکل الحرام الشهي لو بقی ایام وتعفن الانسان یُعرض عنه یشم رائحته فیهرب من الغرفه، المؤمن عندما ینظر الی الطعام الحرام کأنه ینظر الی اللحم العفن معرض عنه، اذاً التعبیر والذین هم عن اللغو معرضون، في سورة الفرقان واذا مروا بالغو مروا کراما؛ انسان یجل نفسه عن الدخول في لغو اللاغین مرة کراماً أي کرم نفسه وأجل نفسه في الدخول مع الخاضین؛ یدخل الانسان بعض الدواوین هذه الایام یتفاجئ أن محور الحدیث أمر سخیف أمر باطل الانسان عندما یجلس حقیقتاً یری أن هذا المجلس لا یلیق به یخرج فوراً لئن هذا مجلس یُمكن أن ینزل فیه غضب الله عزوجل، اذاً المؤمن له هذه الخاصیة من ترك اللغو.
الآن ما هو اللغو؟ اللغو یمکن أن یفسر بمعاني طبعا اللغو امر نسبي قد یکون الامر لغواً لأحد ولا یکون لغو لأحد، یتفق الآن بعض الازواج یهمهم الطعام الشهي يأتي للمنزل لا یری طعاماً شهیاً فیرتفع صوته ویغضب طبعاً هذه حالة مرضیه! الآن هذه الزوجة ماذا تعمل؟ بالنصیحة بالکذا لا ینفعه تقول له هذا الامر غیر واجب علي ولکن من یسمع هذا الکلام هذه الایام؟ فتضطر هذه المرأة المؤمنة أن تخصص جزء من وقتها مثلا لتعلم انواع الطبخ والحلوی وغیره هذا بالنسبة لها لیس لغواً من أهم الامور لئن بذلك یدفع أذی الزوج عنها، الآن انقلب الأمر الزوج الذي لا یعنیه هذا الأمر جلس واستمع وتعلم لهذه الامور الا یُعد لغواً؟ اذاً الأمر الواحد قد یکون لغواً لإنسان وقد لا یکون لغواً بل لازماً لإنسان آخر.
بعض العلماء قد یقال المراد باللغو هناك تعریفان بإمكانك أن تختار أي التعریفین؛ التعریف الاول لالغو ما لا فائدة فیه لا دنیاً ولا آخرةً بمعنی أمر العقلاء یقولون هذا الامر لا ینفعك في الدین ولا في الآخره، سئوال لو أن انسان أکل طعاماً لذیذاً بداعي شهوة البطن هل هذا یُعد لغواً أو تحدث بحدیث مزاحي لا هو حرام لا هو غیبة لا هو نمیمة علی هذا المسلك لا یُعد لغواً یقول انا الآن في ضیق في اکتئاب عندما اتکلم اُثرثر أمزح اُفرج ما في نفسي! عندما اشرب هذه الشربة هذه الأکلة استمتع بذلك ما المانع؟ علی هذا المبنی هذا لا یعد لغواً لم؟ لئن فیه فائدة للدنیا صحیح لیس فیها فائدة اُخرویه! أن یذهب الانسان الی بعض المطاعم البعیدة لیأکل طعاماً هذا أي فائدة اُخرویه؟ دنیویاً الامر راجح عند اهل الدنیا ولکن هناك رأي آخر ولعل هذا الرأي أقرب لالتشخیص الصحیح هذا الرأي ینقله صاحب المیزان في کتابه، یقول في نظر أدق انقل لکم متن ما قاله هذا المفسر العظیم یقول وبنظر أدق هو ما عدی الواجبات والمستحبات من الافعال، ما یقوم به المؤمن اما أن یکون واجباً أو یکون مستحباً فإن قلت أين موقع الطعام أين موقع السفر أين المشروبات أين الملبوسات کیف اُدخله في المستحب؟ یمکن ذلك ولکن بحرکة ذکیة أنت الآن تذهب للمطعم البعید وتأخذ معك مؤمناً اولاً خذ معك أحد اخوانك المؤمنین قل یارب انا اذهب للمطعم الفلاني لاُطعم أخي وبالأثناء انا ایضا استمتع بطبق شهي اذاً أدخلت نیة اطعام اخیك المؤمن، وثانیا قل یارب انا الیوم مبتلی بضعف غداء الیوم لم یکن مقویاً انا أخشی أن اُصلي صلاة اللیل وانا مصاب بالوهن والضعف أتعشی هذه اللیلة عشاء مقویاً کما یقال لأتقوی به علی عبادة یوم غد، اذاً علی هذا المبنی المباحات إن نویت بها قصد القربة الی الله عزوجل تحولت المباحات الی مستحبات ولهذا المؤمن لبق کما یقال ذکي جداً، قبل أن یقدم علی أي عمل صغیراً أو کبیراً حتی یرید أن یستحق لماذا یدخل الحمام بلا نیه؟ نصف ساعة في الحمام یصرف الماء علی ما ذکرناه قلیلاً ینوي مجموعة من النوایا یغتسل غسل التوبة یغتسل غسل النشاط للعبادة یغتسل غسل زیارة الحسین علیه السلام ویغتسل غسل الجنابة عما في الذمة وإن کان یوم الجمعة یغتسل غسل یوم الجمعه، طبعا بعض هذه الأغسال برجاء المطلوبیه، اذاً بغسل واحد نوی خمسة من الأغسال؛ المؤمن غسله أکله شربه کل ذلك لوجه الله عزوجل عندئذٍ لا یبقی في حیاة المؤمن مساحة للغو ابداً.
صاحب هذا الرأي یستدرك بکلمة جمیلة یقول لم یصف سبحانه المؤمنین بترك اللغو مطلقاً فإن الانسان في معرض العثرة ومزلة الخطیئة تجلس امام التلفاز تنظر الی منظر طبعا غیر حرام ولکن لا ینفعك في دین ولا دنیا هذه عثرة هذه زلة ولکن یقول وقد عفی عن السیئات اذا اجتنبت الکبائر کما قال تعالی إن تجتنبوا کبائر ما تنهون عنه نُکفر عنکم سیئاتکم وندخلکم مدخلاً کریما هنیئاً لمن حول ساعات عمره الی عبادات مستحبة وواجبه.
إلهي بفاطمة وابیها وبعلها وبنیها والسر المستودع فیها عجل لولیك الفرج والعافیة والنصر أبلغه عنا تحیة وسلاما والفاتحة مع الصلوات.
ملاحظة: هذا النص تنزيل لصوت محاضرة الشيخ حبيب الكاظمي فقط، ولم يمر بمرحلة التنقيح واستخراج المصادر بعد.