الكمال في الجزم والعزم والحزم

بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین
سلام علیکم اخواني واخواتي جمیعا ورحمة الله وبرکاته
اذا أردنا أن نلخص طریق الکمال ولیس الکمال إلا القرب من المولی کل شيء هالك إلا وجهُ کل نعیم زائل کل نعیم دون الجنة مملول إلا کل شيء ما خلا الله باطل وهذه المضامین هذا اتفاقا من أشعار الجاهلیة حتی بعض الجاهلیین ذکر هذا المعنی الا کل شيء ما خلا الله باطل.
المهم لیس الکلام في هذا، طریق الکمال اذا أردنا أن نلخصه في کلمتین لا في جملتین في کلمتین نرشح هاتین الکلمتین اجعلهما في قلبك کلمتان لا ثالث لهما الجزم والعزم وکلاهما بوزن متقارب الجزم ثم العزم، الجزم نعني به الیقین الروایات بهذا المضمون واردة ما رزق الله الإنسان نعمة أجل من الیقین أي الجزم مشکلتنا أننا مؤمنون لا جازمون الجزم اذا صار في العقل لا في القلب طبعا هذا الجزم خطوة الأولی نحو الکمال، یکفي الجزم لابد من العزم، العزم محله أين؟ القلب! القلب هو الذي یأمر الأعضاء اصلا الوجود الإنساني ثلاثة طوابق طابق العقل وطابق القلب یجتمعان الجزم والعزم تصدر الأوامر إلی الطابق الأول عضلات البدن اذاً اذا أراد الانسان أن یصل الانسان إلی الکمال لابد أن یصل مستوی الجزم لا الایمان العابر ثم العزم یرید أن یعمل شیئا وعلماء الأخلاق لهم مثال طریف هذا الکلام لسنا أول من قاله لهم کلام طریف یُبین لنا العزم والجرم ومثاله المشلول، جماعة في قاعة أحدهم علی عربة علی کرسي متحرك المکان یحترق وأنتم تعرفون في الحرائق الکل یهرب یقول وانفساه لعل الأم تترك رضیعها، الکل یهرب لمَ؟ لأنهم جزموا بالنار لهم عزمهم یخرجون اما هذا المسکین یبقی إلی أن یتفحم المشکلة هو ایضا جازم بأن هذه النار مهلکة ولکن لا عزم له رجلاه مشلولتان.
أو في مثال آخر قل الأعمی هو ایضا جازم یشم رائحة الدخان ولکن أين یذهب؟ اذاً مشکلتنا تارة في الجزم وتارة في العزم.
الآن بعد هذه المقدمات کعادتنا نفتح الشهیة الباطنیة ثم نستمع إلی أقوال سادتنا علی رأس النصوص کلام رب العالمین ولقد عهدنا علی آدم من قبل فقد نسي ولم نجد له عزما، اذاً آدم نُهي عن أکل الشجرة الناهي هو الله عزوجل هل من شك؟ أن هذه الشجرة شجرة خبیثة الأکل منها فیها ضرر اذاً کان جازما ولکنه ما کان عازماً لم نجد له عزما والسبب أن ساعة الأکل نسي هذا الجزم لم یؤثر أثره والسبب الأغراء الأبلیسي أقسم بعزة الله أن هذه هي شجرة الخُلد، طبعا الآن لسنا في مقام التحقیق لم نجد له عزما لا ینافي العصمة العلماء قالوا لم یکن النهي تحریمیاً أرشادي إلی أن هذه الشجرة مضرة کذا یُوجهون بین هذه الآیات آیة یونس آیة یوسف آیة داوود وهذه الآیات تثیر معنیً رحم الله علمائنا السلف کتبوا کتابة تنزیه الأنبياء من المناسب من أراد النزیه یراجع هذا الکتاب القیم، فاصبر کما صبر اولوالعزم من الرسل اذاً کل الأنبیاء لهم عزیمة ولکن هؤلاء الخمسة اولوالعزم منهم عزیمتهم راسخة اذاً علینا أن نتشبه بالأنبیاء قدر الإمکان أين عزیمة ابراهیم ذبح ابنه لمنامٍ؟ هذه العزیمة لا نصل الیها ولکن نتشبه بهم قدر الإمکان.
من موجبات وهن العزائم روایات الباب الإخلاد إلی الأرض الإستمتاع بالحیاة الدنیا علی رأس المُتع التي تسلبك العزم الأکل والنوم الإنسان اذا أکل کثیراً همةُ تفتر، قبل أن یأکل کان یقرأ کتاباً نافعاً أکل عندئذٍ يمیل إلی النوم یترك الکتاب جانباً هذا کلام امیرالمؤمنین علیه السلام لا تجتمع عزیمة وولیمة، الولیمة الدسمة هذه تُبطل عزیمتك.
وثانیاً النوم بعض الناس ینام زائدا عن حاجتة ما أنقض النوم لعزائم الیوم أیام العُطل بعض الناس ینام إلی الظهیرة یسهر إلی اللیل ساعة قبل الأذان ینام ویستفیق بعد اذان الظهر بساعة ساعتین لا صلی الصبح في وقته ولا الزوال في وقته ما أنقض النوم لعزائم الیوم خذها حکمة اذاً الولیمة والعزیمة النوم والعزیمة ایضا هذه من المثبطات.
من موجبات عدم العزیمة عدم الجزم، عدم العزم بعض الاوقات لعدم الجزم لیس لك الیقین لو أزددت یقیناً لکُشف عنك الغطاء ولهذا یقول امیرالمؤمنین علیه السلام لا تعزم علی ما لم تستبن الرُشد فیه، قبل أن تعزم حاول أن تجزم أين المصلحة؟ الآن کیف تجزم من المقدمات العقلیة ثم استفهم الله عزوجل أحد المؤمنین الیوم في بلاد الغرب اتصل قال انا متردد أبقی أو لا أبقی؟ عقلي یقول لا تبقی يخاف علی دینه ولکن ماذا أصنع؟ ارید مدداً الهیاً یُبین لي الطریق واضحاً لکي أعزم اذاً اذا ارتفع مستوی الجزم مستوی العزم ایضا یرتفع، الإن اذا عزم علی شيء لا بأس باصطلاح ثالث قلنا الجزم ثم العزم وأکملها بالحزم کلها منتهیة بحرف المیم اذا عزمت فکن حازماً تری في المنزل منکراً قف امام المنکر ولا تتساهل المعروف في علم الإدارة اذا رأوا المدیر جازما وعازما ولکنه غیر حازم الموظفون یبحثون عن الحیل یقولون صاحبنا من الممکن أن نلتف حوله ونعمل ما نرید.
کلمة أخیرة هذا ایضا من الروایات البدیعة امامنا الصادق علیه السلام ائمتنا اخواني في قالب الدعاء ذکروا المعاني الکبیرة حفظ الله علمائنا الباقین جعلوا لکل امام صحیفة الصحیفة المعروفة السجادیة ولکن هنالك الصحیفة الصادقیة صحیفة الزهراء المهدیة العلویة جمعوا أدعیة اهل البیت في مجلدات ضخمة الامام ضمن الدعاء یذکر لنا قاعدة علیمة اخلاقیة إلی آخره الامام الصادق علیه السلام یدعوا ربه ولکن یبین لنا الطریق؛ وقد علمت أن أفضل زاد الراحل الیك عزم أرادة إن عزمت علی سلوك الطریق تصل إلی المبتغی والمثل المعروف یقول من مشی علی الدرب وصل اذاً مشکلة السالکین أنهم لا یصلون إلی المبتغی أن هناك خلل في عزیمتهم سل الله عزوجل أن یربط علی قلبك ولهذا في دعاء کمیل تسئل الله عزوجل أن یجعل قوة في جوارحك أشدد علی العزیمة جوانحي اتفاقا کلمة العزیمة قوي علی خدمتك جوارحي وأشدد علی العزیمة جوانحي لیلة الجمعة اذا وصلت لهذه الفقرة لا تقرأها هکذا مرور الکرام سل الله عزوجل ذلك.

إلهي بحق أولیائك وبالصالحین من عبادك هب لنا کمال الانقطاع الیك اللهم استخلصنا لنفسك واصنعنا علی عینك وأقطع عنا کل شيء یقطعنا عنك أبلغ سلامنا إلی امام زماننا وأردد الینا منه السلام بلغ أرواح المؤمنین والمؤمنات ثواب الفاتحة مع الصلوات.