الكبر والمتكبر

أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین

اول معصیة وقعت علی وجه الارض قبل قصة قتل قابیل لهابیل قصة الکِبر الذي ترشح من ابلیس اللعین بدعوی مضحکة والغریب أن ابلیس کما یعبر عنه کان خطیباً للملائکة ولکن عندما أستلوت علیه خاصية الکبر فقد صوابه الی درجة حتی الطفل الصغیر قد یضحك علی جعل منشأ خلقته سبباً للتفاضل قال خلقتني من نار وخلقته من طین الا یعلم ابلیس أن المقیاس بالنتائج النهائیه؟ هب أم منشأ ابليس النار ومنشأ آدم الطین ولکن في النتیجة آدم صار خلیفة الله في الارض اذاً الکِبر الحسد هذه عندما یستولي علی الانسان هذه الأمور یفقد عقله وصوابه والمعروف أن العدو اذا صار عدواً مثلا لا عقل له قد یضر بفعله یضر نفسه أکثر مما یضر عدوه الآخر اذاً التکبر المشية التکبریة هذا أمر مذموم أيما ذم والله عزوجل هو الذي لبس العز والکبریاء وأختارهما لنفسه هکذا یقول امیرالمؤمنین علیه السلام المتکبر کأنه ینازع الله عزوجل في سلطانه وفي ردائه تقول الروایة الکبریاء ردائي والعظمة أزاري طبعا کنایة هذه فمن نازعني واحداً منهما ألقيته في النار الألقاء في النار یختلف عن الأدخال في النار کأنه القاء من شاهق وفي روایة أخرى أكبه الله في النار اذاً المؤمن في تعامله مع الغیر یحذر هذه الصفة الذمیمة والبعض مع الأسف تنتقل صفة الکبر من باطنه الی ظاهره یمشي مشیة المتکبرین هذا ایضا أمر مذموم مشیة المؤمن مشیة متواضعة حتی في مشیه الظاهري، مر النبي علی جماعة قال علی ما أجتمعتم؟ قالوا هذا مجنون یُصرع فأجتمعنا علیه حتی الآن عادة الناس یجتمعون علی المبتلی فقال صلی الله علیه وآله هذا لیس بمجنون ولکنه المبتلی هذا فیه صرع عندما یرجع الی رشده تراه انساناً عاقلاً ثم قال الا اُخبرکم بالمجنون حق المجنون؟ هذا کما قلنا انسان مبتلی المجنون حق المجنون من؟ قال المتبختر في مشیته یمشي مشیة المتکبرین والمضحك أن البعض یمشي هذه المشیة حتی في نظر الناس لیس أهلاً لها فقیر مستضعف لا وزن له ومع ذلك له صفة التکبر شر البلیة ما یضحك اذاً أصل هذه المشية مشیة مبغوضة عند الله عزوجل.
الآن ما هو علاج التکبر؟ اولا الانسان ینظر الی أصله ونهایته کلکم هذه الروایة تعرفونها عجبت لإبن آدم أوله نطفة وآخره جیفة وهو قائم بینهما وعاء للغائط ثم یتکبر اذاً هذا الجسم الذي یتکبر هذا اوله وهذا آخره وثانیاً الانسان المتکبر مریض نفسیاً اذا رأيت متکبراً قل اللهم شافه زده تحقیراً في عرفنا اذا قلت لأحدهم شافاك الله یقول یعني انا مجنون؟ اذا رأيت متکبراً قل شافاك الله علی من علی أي أساس؟ علی روایة امامنا الصادق علیه السلام یقول ما من رجل تکبر أو تجبر صار جباراً الا لذلة وجدها في نفسه بعض کبار مجرمي التأریخ عندما ندرس حیاته مثلا نراه أنه تربی علی یده غیر أمه الآن اُنه طُلقت اُمه ماتت تربی علی ید زوجة أبيه یشبعه إذلالاً کما یتفق هذا عندما یصبح کبیراً ضابطاً رئیساً ملکاً أميراً یبالغ في التکبر لأن من صغره کان ذلیلاً ولا داعي للتسمیات في العصور الأخیرة رأينا هذه الحاله، اذاً المتکبر انسان ذلیل في نفسه مریض نفسي یرید أن یعوضه بذلك امامنا في عبارة أخرى یقول کل متکبر حقیر هذا له حقارة باطنية في روایة ثالثة ما تکبر الا وضیع في روایة رابعة لا یتکبر الا وضیع خامل یعني هنا غیر مشتهر یرید أن یشتهر من خلال سیاقته لدابته من خلال مشیته.
کلمة أخيرة المؤمن ایضا یجمع بین ماذا؟ بین العز الأيمانية والتواضع ولهذا البعض عندما رأى الامام الحسن علیه السلام رأى وقاره رأى ثقله هیبته قال إن فيك کبراً قیل له هکذا فقال علیه السلام‌ کلا الکبر لله وحده ولکن في عزة العزة غیر التکبر ولهذا المؤمن في القرآن الکریم حتی لو صار فقیراً یحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف المؤمن عزیز في باطنه حتی مشیته مشیة العزة ولهذا لاحظوا کبار علامئنا مراجعنا عندما یمشي مشیته تشبه من ناحیة مشیة الأمراء ولکن الفرق أن ذلك تکبر وهذه عزة.
کلمة أخيرة رب العالمین أوكل أمر المؤمن الی نفسه کل ما تشاء وألبس ما تشاء طبعا في حلال ولکن لیس لك الحق أن تذل نفسك هذا أنت لك صفة أيمانية من أذل نفسه بین الناس هتك حرمة الدین ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين.

إلهي بحق اولیائك بارك لنا في ما رزقتنا اجعل عواقب أمورنا خیرا ابلغ سلامنا الی امام زماننا واردد الینا منه السلام والفاتحة مع الصلوات.