- ThePlus Audio
أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین
السلام علیکم اخواني اخواتي جمیعا ورحمة الله وبرکاته
کلمات العلماء والاخلاقیین جمیعا تصب في دائرة سلامة القلب، البعض یظن بأنه الاکتفاء بالعبادات الظاهریة یغنیه عن عمارة القلب! والقلب له حدیث آخر عالم آخر، انسان یضع الطعام في کفه وانسان یُدخل الطعام في جوفه الجسم یتغذی بالطعام الذي یدخل الجوف أن تأخذ فاکهة بیدك هذا لا یُعد تغذیةً، بعض الناس عباداته بمثابة فاکهة علی یده والحال بأن المطلوب هو التغلل، المهم یوم لا ینفع مال ولا بنون الا من أتی الله بقلب سلیم؛ والعبادات الظاهریة نتیجتها القلب السلیم في آیة الصیام ماذا نقرأ؟ کُتب علیکم الصیام کما کُتب الی آخره لعلکم تتقون التقوی في الباطن والصوم في الجارحه، المهم من طرق سلامة الباطن حدیثنا في هذه النقطة اللیلة مقدمة لحدیث قدسي مهم! من اراد سلامة الباطن فلیتحکم بالأعضاء الثالث السمع والبصر والاُذن، نحن وارداتنا القلبیة من أين؟ اما المسموعات واما المرئیات واما ما نتلفظ به الکلام الصادر الکلام الوارد والعین اذا تحکمت في هذه العناصر الثلاث فأنت علی خیر إن شاءالله.
الآن رب العالمین اعاننا علی ذلك ترك قسماً بأیدینا؛ الکل بیده ولکن جعل قسم من التحکم سهلاً حدیث القدسي یقول یابن آدم إن نازعك بصرك الی بعض ما حرمت علیك فقد اعنتك علیه بطبقین فأطبق ولا تنظر، القلب بعض الاوقات القلب الذي فیه مرض یحب أن ینظر الی فتاة محرمة النظر نفسك تنازعك اجعل نفسك تنازع أنت اطبق البصر الی أن تمر هذه الفتاة وینهي امرها القضیة کما یقال مرت بسلام، اذاِ هذه خاصیة العینین الجفنین رب العالمین جعل علیهما الطبقین.
قبل أن ننتقل الی فقرة أخری في الحدیث القدسي هذا لعامة الناس غیر العامة الخواص هؤلاء ایضا یطبقون بصرهم عند الحرام ولکن البعض منهم قد لا یحتاج الی ذلك کثیراً هو اصلا لا یری شیئاً لُبه مشغول بعالم الآخر صاحبه یقول له یا فلان ارأيت هذا المنظر؟ یقول انا ما رأيت لا اتذکر شیئاً هذا یسمی انشغال القلب امیرالمؤمنین صلوات الله علیه یقول قد تخلی من الهموم الا هماً واحداً؛ هذا یری ولا یری ولکن عامة الناس علیهم بإطباق الجفنین، وإن ناعزك لسانك الى بعض ما حرمت علیك فقد اعنتك علیه بطبقین فأطبق ولا تتکلم ولهذا القرآن یقول ولساناً وشفتین اذاً هناك ایضا مجال للتحکم؛ بعض الناس واقعا عنده مرض الثرثرة اذا لا یتکلم یکاد یختنق یتکلم لا لفائدة الغیر هو یرید أن یثرثر ولکن رب العالمین جعل لك طبقین شفتین بإمکانك أن تشغل لسانك أن تغلق الباب بذلك.
بقي السمع في الحدیث القدسي لم یذکر السمع ومن هنا المشکلة السمع باب الاُذن مفتوح دائما بمجرد أن تستیقض فأنت تسمع ولهذا من علامات النوم یقولون النوم الغالب علی السمع والبصر؛ الانسان ممکن أن یطبق عینیه ولکن لیس بنائم وبمجرد أن لا تسمع فقد غلب علیك النوم.
الآن ماذا نعمل مع الاُذن؟ هنا المشکله! الحل الاول أن لا نحضر هذه المجالس انسان عنده مشکلة مع فلان وهو ضیق الصدر المشکلة وقعت الیوم لا تزره لیلاً مادام هو یعیش المشکلة إن ذهبت الیه الیوم کان في المحکمة تذهب لزیارته لیلاً اول ما یقول فلان کذا وفلان کذا المؤمن له شم قوي یعلم المجالس الفاسدة لا یذهب الیها اذاً الحل الاول مقاطعة المجالس التي یمکن أن یُخشی فیها من الحرام الآن تقول هؤلاء ارحام زرهم زیارة قصيرة زیارة الرحم لا یعني الجلوس من الصباح الی اللیل اتصال هاتفي بعض الاوقات یکفي زیارة في خمس دقائق تکفي لا تطل الجلوس مع الغافلین بدعوی أن هذا عمي خالي أخي اختی علیك الجمع اذهب زر وانصرف دقائق وصلت الرحم ثم اذهب هذا اولا.
وثانیا أن حضرت بإمكانك أن لا تستمع للمجلس ذهبت تورطت في غناء محرم ولابد أن تجلس، هذه الایام في السیارات الانسان لابد أن ینزل اما في الطائرة ماذا تعمل؟ هناك غناء محرم والطائرة في الجو أين تذهب؟ فأين تولون؟ بإمکانك أن تسمع ولا تسمع المؤمن له هذه الخاصیة یُشغل قلبه بالمعاني السامیة فلا یسمع ولا یری ما یراه الآخرون، اتفاقا القرآن الکریم یصف المنحرفین المنافقین لهم أعین لا یبصرون بها یعني لا یبصرون الحق لهم قلوب لا یفقهون بها، المؤمن ایضا کذلك ولکن بالعکس له عین ولکن لا یبصر بها الحرام، له سمع لا یسمع به لا یسمع ماذا الحرام؛ نصیحتنا لمن لا یمکنه ذلك الآن تقول هذا الطرب هذا الغناء تلامس طبلة الاُذن انا استمع کیف اُمیز بین الاستماع والسماع وبالفعل بینهما خیط رفیع أدق من الشعره، هنا احتیاطا المؤمن اذا اراد أن یتأکد بإمکانه أن یلهج بذکر الله عزوجل ولیکن بصوت مثلا عالٍ نسبیاً حتی یغطي علی ما یسمعه من الحرام، تخلص بالمجوع الحدیث ماذا؟ الذي یرید سلامة القلب ولا یتحکم بالروافد هذه مثله مثل انسان یرید حوضاً مائیاً نظیفاً وقد علی الحوض المجاري القذرة هذا لا یمکن أن تجمع بین حوض نقي وبین نهر فیه قذارات طبیعي الأمر یتعدی من اراد قلباً سلیماً فلیتحکم في سمعه وعینه ولسانه.
إلهي بفاطمة وابیها وبعلها وبنیها والسر المستودع فیها عجل لولیك الفرج والعافیة والنصر واجعلنا من خیار أنصاره وأعوانه والفاتحة مع الصلوات.
ملاحظة: هذا النص تنزيل لصوت محاضرة الشيخ حبيب الكاظمي فقط، ولم يمر بمرحلة التنقيح واستخراج المصادر بعد.