- ThePlus Audio
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین
سلام علیكم اخواني اخواتي جمیعا ورحمة الله وبركاته
حدیثنا حول الحزن ومناشئ الحزن وكیف یقضي الإنسان علی منشأهِ؟ اهل الدنیا واهل الآخرة المؤمن وغیر المؤمن في دار الدنیا لابد أن تنتابه الأحزان لیس هنالك من یدعي أنه من البلوغ إلی الموت لم یحزن هذا لیس بإنسان حتی الحیوان یحزن حتی الطیر یحزن هكذا نری في عالم الطبیعة، اهل الدنیا عندما ینتابهم الحزن یخدرون انفسهم إما بالحلال أو بالحرام اهل الدنیا یخدر نفسه تارة بالمخدر المعروف بالإدمان وبعض الأوقات بأن یُمسي نفسه المشكلة یذهب هنا وهناك یأكل ویشرب ویرتع إلی آخره ولكن المؤمن له أسلوب آخر، المؤمن لا یخدر نفسه ولا یسكن نفسه وإنما ینفي عن نفسه جنس الخوف والآیة المعروفة في سورة یونس ألا إن أولیاء الله لا خوف علیهم ولا هم یحزنون، جنس الخوف منفي عن ولي الله وكذلك جنس الحزن! یقول العلماء في هذه الآیة كلمة جمیلة الحزن الإنسان بین خوف وحزن لمَ؟ الخوف علی المستقبل كل واحد منا یخاف علی مستقبله والحزن علی الماضي یقول لو فعلت كذا لصار كذا! یحزن، الإنسان بین الماضي والمستقبل، الماضي یحزن علیه والمستقبل یخاف منه ولكن ولي الله ماذا؟ لیس هكذا أما المستقبل شعاره لا حول ولا قوة إلا بالله هو المدبر والمتصرف یجعل للإنسان مخرجاً من حیث لا یحتسب وبالنسبة للماضي الولي لا یخطأ كثیرا لیست عنده معاصي یحزن علیها! من البلوغ إلی هذا العمر كان مستقیما إذاً لا یحزن، إذاً الحل الجامع إن تكون لله ولیاً ولهذا امیرالمؤمنین صلوات الله علیه نعم إلطارد للهم الإنتكال علی القدر، طبعا هنا القدر ما كتبه الله عزوجل من یكتب هو صدیقك هو خلیلك هو حبیبك إلی آخره إذاً من یكتب أنت علی صلة معه إذاً لو كان القضاء والقدر بید أبیك وأمك كم ترتاح؟ هو إلذي یكتب لك المقدرات أبوك مثلا! فكیف بمن هو أقرب إليك من نفسك ومن أهلك؟
الامام الصادق علیه السلام ایضا یشیر إلی هذه الحقیقة إن كان كل شيء بقضاء وقدر فالحزن لماذا؟ أنت الیوم تفاجأت بموت ولدك في حادث سیر لا قدر الله ولكن الله عزوجل لم یُفاجئ، هو إلذي كتب إذاً هذا الولد الذي قبض الله عمره في العشرین من عمره منذ أن خُلق عمره هذا المقدار كل شيء عنده بمقدار إذاً الإتكال علی القضاء والقدر من موجبات رفع إلهم.
هناك روایة طریفة عن امیرالمؤمنین علیه السلام إذا إشتد الفزع فإلی الله المفزع، الفزع الشدة الكبری ابراهیم في النار یونس في بطن الحوت وهكذا عند إشتداد الفزع لا تضطرب أكثر من الإلتجاء ولهذا الإنسان یكون ساكتاً أو یدعوا دعاءً خفیفاً عندما یقع في المأزق هكذا یدعوا بقوة من موجبات التوفیق في هذا المجال.
من موجبات إلهم والغم السنتنا تقول كلاما في غیر محله هذا الكلام یصل إلی انسان یعادیك یحسدك كما یقال یأخذ موقفاً منك یشهرك في مواقع التواصل فتحزن لو ضبطت لسانك لما وقعت في هذه المخمصة، هذه الأیام مع الأسف الناس یكتبون كل ما هب ودب ولا یعلم أن ما كتبه یصیر وبالاً علیه.
روایة في هذا المجال دخل أحدهم علی الامام زین العابدین علیه السلام وهو محمد بن مسلم وهو كئیب حزین فقال له الامام ما بالك مغموماً؟ قال غموم وهموم تتوالی علي لما أمتحنت به من جهة حساد نعمتي والطامعین فيَ إلی آخره أنا مبتلی بالناس، فقال له امامنا زین العابدین علیه السلام احفظ علیك لسانك تملك به إخوانك! یعني هذا الهم والغم أنت قد تكون السبب تتكلم كثیرا هذا الكلام یثیر الغیر عندك نعمة مستورة تذكر النعمة أمام الحاسد، الحاسد یحسدك لو ما قلت هذا الكلام لما صرت محسوداً.
روایة أخیرة من یرید أن یرفع حزنه وهمه فلیُكثر من الحوقلة، هناك دوائان في روایات اهل البیت، لا حول ولا قوة إلا بالله، یعني یا رب أُرید منك المدد أرید منك الحول والقوة هذا یرفع الحزن وفي روایة أخری عن النبي الأكرم وصفة أخری من أكثر الإستغفار جعل الله له من كل همٍ فرجاً ومن كل ضیقٍ مخرجا ورزقه من حیث لا یحتسب لمَ؟ لأن بعض الذنوب توجب الهم مع الاستغفار، یرتفع الذنب، فإذا إرتفع الذنب إرتفع الهم والغم ایضاً.
ختامة مسك أو تعلم أن الإنسان یصیبه حزن مفاجئ بلا سبب لم یقصر لم یذنب لم یعمل خطأً لم یثرثر كل هذا الموجبات منتفیة ومع ذلك یری في قلبه إكتئاباً وحزناً هذا مقدس یقول أبو بصیر دخلت علی الامام الصادق علیه السلام قلت له جعلت فداك یابن رسول الله إني لأغتم وأحزن من غیر أن أعرف لذلك سبباً! لو عُرف السبب لبطل العجب لا أعرف السبب أبو بصیر من كبار اصحاب الامام لم یقصر في الاستغفار والحوقلة مثلا قال الامام إن ذلك الحزن والفرح یصل إلیكم منا، امام زماننا هذه الایام مثلا یسمع خبرا مزعجا یری قتلا، یری اغتصابا الامام مطلع علی أحوالنا عندما تقع حادثة في بلاد المسلمین، قلب الامام ینقبض أنت المؤمن المثالي قلبك ینقبض ایضا ولهذا بعض المؤمنین مجرب ینتابه غم هكذا بعد ساعة یسمع في الأخبار أن هناك كارثة وقعت هنیئا لمن كان قلبه متصلا بإمام زمانه، ثم الامام یعلل انا إذا دخل علینا حزن أو سرور كان ذلك داخلا علیكم لأنا وإیاكم من نور الله عزوجل كبار المؤمنین قلوبهم متصلة بقلب امام زمانه.
اللهم أدخل علی وليك السرور والفرج خلصنا من كل هم وغم اللهم اجعل عواقب أمورنا خیرا بلغ أرواح المؤمنین والمؤمنات ثواب الفاتحة مع الصلوات.
ملاحظة: هذا النص تنزيل لصوت محاضرة الشيخ حبيب الكاظمي فقط، ولم يمر بمرحلة التنقيح واستخراج المصادر بعد.