– إن الصلاة الخاشعة مشروع من أكبر المشاريع في الحياة البشرية، فالصلاة هي عبارة عن بناء برج من أقوى الأبراج على وجه الأرض.. هي أربع ركعات، ولكن هذه الركعات الأربع تحتاج إلى برنامج، وإلى مخطط، فالذي ينجح في بناء طابق واحد، بإمكانه أن يبني الطوابق المشابهة؛ أي من أتقن ركعة واحدة، بإمكانه أن يتقن جميع صلواته بتوفيق من الله عز وجل.
– القبلة: عندما يريد المؤمن أن يصلي، يستقبل المسجد الحرام بوجهه الظاهري، فرب العالمين أكرم نبيه المصطفى -صلى الله عليه وآله وسلم- بأن جعل قبلته المسجد الحرام {فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا}.
– ما الحكمة في أن الإنسان عندما يريد أن يصلي، يصلي إلى جهة واحدة، ولا يوزع نفسه بين جهات عديدة.. فمنذ أن يكُلّف إلى أن يموت، وهو في صلواته يتوجه إلى جهة واحدة؟..
– إن الإنسان المؤمن لابد أن يكون له منهج في حياته.. فبعض الناس -مع الأسف- يعيش حالة تذبذبية؛ يقبل تارة، ويدبر أخرى.. ومن أسوأ أنواع النفاق، النفاق في الخلوات والجلوات، فهو في الخلوات على هيئة، وفي الجلوات على هيئة أخرى.. فالذي لا يعيش هذه المراقبة الإلهية المتصلة، ويرى بأن هذا الجدار حائل بينه وبين الناس، هذا الإنسان متورط بدرجة من درجات النفاق، يقول تعالى في سورة (يس): {إِنَّمَا تُنذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمَن بِالْغَيْبِ}؛ أي يا رسول الله أنت تنذر من اتبع الذكر، وله خشية في الغيب، فالذي لا يخشى الله -عز وجل- في الغيب، هذا الإنسان لا تؤثر فيه مواعظ الأنبياء.. إن الذي يرى العين الإلهية التي تنظر إليه في كل حركاته وسكناته، هذا الإنسان ليست له حالات ذبذبة؛ فيرتفع تارة ويتسافل أخرى، مثله كمثل الطائرة التي ذهبت إلى الأجواء العليا، فتحلق في مدار ثابت، لا يتراجع عما كان فيه.. ومن المعلوم أن المشكلة في حركة السالكين إلى الله -عز وجل- هذه الحالة من التراجع والتقدم.
– إن البعض يستذوق الطريق إلى الله -عز وجل- استذواقاً لا جدية له، فهو يريد أن يتشبه بالطائعين: فيصلي صلاة الليل فترة، ثم يترك الأمر.. ويقرأ القرآن فترة، ثم يتركه.. ويجمع في مكتبته مكتبة عرفانية، ولكن لا يصل إلى منطقة آمنة، ثم يرجع ويقول: نحن لا نلتذ بلذائذ أهل الدنيا، حتى المحللة؛ لأنه استذوقنا شيئاً من لذائذ عالم الآخرة، ومن ناحية لم نصل إلى شيء يعتد به.. فلا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء!.. هذه مرحلة خطيرة جداً، أصحابها يبتلون بالإحباط والانتكاس، والذي يتراجع عن هذا الطريق، تكون الشياطين له بالمرصاد، لتنتقم منه أيما انتقام!..
فإذن، إن الدرس العملي من الاتجاه إلى القبلة: أن تكون لنا وجهة واحدة في الحياة، فعزمة من عزمات الملوك، ونعاهد ربنا بأن نقول: يا رب أمرك الأمر، ونهيك النهي.. فالذي يُبقي في حياته حراماً واحداً، فقد جعل لبيته بوابة، لا باب لها.. تدخل منها الشياطين في كل آن.
– لا بأس أن نستذكر من بنى الكعبة، عندما نتوجه إليها؟.. بناها إبراهيم وإسماعيل.. وإذا بهذا البيت المبني في وادٍ غير ذي زرع، يجعله رب العالمين مهوى للأفئدة.. فإسماعيل ينتابه العطش، وإذا برب العالمين يجعل له ماء زمزم يجري إلى يومنا هذا.. هل كانت تصدق هاجر، أنه في يوم من الأيام رب العالمين -من دون احتساب- يُنبع لها هذا الماء الخالد، الذي يُجلب إلى بلاد المسلمين للاستشفاء، حيث أنه شفاء لما شُرب له.
– ومن الدروس: أن الإنسان عند الأزمات عليه أن يدعو، ولا ييأس من الحل؟.. لأن على العبد أن يعمل بوظائف العبودية الواضحة لدى الجميع، ويترك الأمر بيد المولى، ليقوم بما توجبه ربوبيته، فكأن واقع العلاقة بين العبد وربه يقول: عبدي!.. ادعني، ولا تعلمني!.. هل كان موسى -عليه السلام- يعلم عندما وصل إلى البحر وفرعون من وراءه، والبحر أمامه، أن البحر سيتحول إلى طريق يابس، يمشون من خلاله؟..
– إن النبي الأكرم (ص) عندما كانت قريش تتبع آثاره من خلال قصاصي الأثر، وإذا بالطرق مسدودة، فيدخل الغار، وإذا بالعنكبوت تنسج بيتها، والحمامة تضع بيضها.. إنه حل لا يأتي في بال أحد!..
– إن مريم -عليها السلام- هذه القديسة العفيفة تُتهم {يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا}.. {فَحَمَلَتْهُ فَانتَبَذَتْ بِهِ مَكَانًا قَصِيًّا}.. {يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنتُ نَسْيًا مَّنسِيًّا}.. فكانت جائعة، وعطشانة، وحامل.. هي في أشد أنواع التعذيب النفسي، فالتهمة الباطلة ثقيلة على الإنسان، وخاصة التهمة في الشرف.. وإذا برب العالمين بحركات بسيطة، رفع عنها كل هذا العذاب: { قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا}، أي نهر من الماء، فارتفع عطشها.. {وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا} فارتفع بذلك جوعها.. {فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَن كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا * قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا}.. وهكذا ارتفعت التهمة عنها، ورجعت معززة مكرمة كما كانت.. وبالتالي، فإن رب العالمين إذا أراد أن يفتح أبواب الخير، هكذا يفتح.
– عندما نتوجه إلى الكعبة، علينا أن نوجه القلب إلى الله -عز وجل- متفرغين من كل الشوائب.. قال الرسول الأكرم -صلى الله عليه وآله وسلم-: (أما يخاف الذي يحول وجهه في الصلاة، أن يحول الله وجهه وجه حمار)!.. فكيف إذا توجه بقلبه، ألا يخاف من المسخ أيضاً!..
– إن مسألة الدخول في بحر الصلاة، تحتاج إلى تهيؤ نفسي مسبق.. فقبل دخول الوقت، يا حبذا لو يجعل الإنسان حائلا بينه وبين الصلاة؛ أي منطقة برزخية حائلة بين العالمين: فلا هي صلاة، ولا هي تعامل مع البشر.. وذلك لتفريغ كل ما في خاطر الإنسان من مشاكل أو مشاريع وما إلى ذلك، لأنه من الطبيعي أن الصلاة هي انعكاس لما كان عليه قبل الصلاة.. فالذي يصلي وهو مشغول بالدنيا، كمن يلطخ نفسه بالعسل، ثم يقترب من بيت الزنابير، فإن من الطبيعي أن تهجم عليه الزنابير، لتلدغه في كل بقعة من بقاع جسده؛ لأن العسل الذى لطخ به بدنه يغري مثل هذه الزنابير.. لذا فإن هذه الفترة الحائلة بين العمل اليومي وبين الصلاة مسألة مهمة.. وكذلك علينا أن نتجنب كل الاتصالات المزعجة، والمناقشات الثقيلة، والمنازعات، في فترة قريبة من وقت الصلاة .
– إن الإنسان الذي له مشكلة مع زوجته، والزوجة التي لها مشكلة مع الزوج.. هذا الإنسان سوف لن يخشع في صلاة إلا بشق الأنفس.. فلماذا نجعل في حياتنا اليومية بؤرة من بؤر التوتر، حتى يدخل الشيطان من تلك البؤرة؟.. ولهذا فإن الإسلام يقول: صل من قطعك، وأعط من حرمك، وأعرض عمن ظلمك!.. لماذا تنتظر أن يأتي فلان ليزورك من أرحامك، ما دام هذا الإنسان يشغل بالك، وتسمع منه أذى.. بادر أنت في الذهاب إليه، وحاول أن تصلح الأمر فيما بينك وبينه؛ حباً لنفسك لأنك تحتاج إلى ذهنية صافية.. فمع وجود هذه البؤرة من التوتر، لا يمكنك أن تستقر في نوم ولا في صلاة.. فالإنسان المؤمن يحتاج إلى صفاء ذهن حتى يمكنه أن يتفرغ للعبادة.
– الآذان والإقامة: الآذان والإقامة أيضا من المهيئات للدخول في بحر الصلاة، ولكن لمن يتأمل في المضامين.. يلاحظ أن هناك تشابها كبيراً، في الفقرات بين الأذان والإقامة: أوله التكبير، وآخره التهليل.. في البداية: الله أكبر وفي الأخير: لا إله إلا الله، فلفظ الجلالة على لسانك أولاً ولفظ الجلالة على لسانك آخراً، وهي لفظة مباركة.. فالسيد ابن طاووس هو سيد المراقبين، عندما يصل لكلمة (الله) لفظ الجلالة، يترنم بذكر ربه، فيقول: جل جلاله، عم نواله، تقدست آلاءه. إذا أراد الإنسان أن يذكر اسم ربه، عليه أن يلتفت إلى أنه سيُجري على لسانه أعظم اسم في هذا الوجود.. يقال بأن لفظ الجلالة فيه امتياز، فكلما حذفت منه شيئاً بقي الآخر صاحب معنى: احذف الهمزة (الألف) في لفظ الجلالة يبقى (لله) لله ما في السماوات، احذف اللام الأخرى يبقى (له) أيضاً يعود إليه، احذف اللام الأخرى يبقى (هو) لا إله إلا هو، الهاء أيضاً ترمز وتدل عليه!..
– الله أكبر من كل شيء، وما هو الشيء ليكون في قبال الله عز وجل.. فهو أكبر منه، هل هناك نسبة بين الباقي والفاني؟.. هل هناك نسبة بين العلة والمعلول؟.. هل هناك نسبة بين الخالق والمخلوق؟.. عندما يقال: هذا الثري في البلد، أثرى من هذا الفقير المستضعف.. فإن هذا الثري لا يقبل بهذا القول، بل يقول: جئني بمن يشابهني في الثروة، ثم قل: أنا أثرى منه.. والله أكبر من أن يوصف، أي:
يا رب!..
فيك يا أعجوبة الكـــون * غدا الفكر كليلا
أنت حــيرت ذوي اللب * وبلبلت العقــولا
كلما أقدم فـــــكري * فيك شبرا فـر ميلا
ناكصا يخبط في عشـواء * لا يهــدي السبيلا
(كنت كنزاً مخفياً فأحببت أن أعرف، فخلقت الخلق لكي أعرف).
– إن الذين يستغرقون في جلال الله وجماله، يصلون إلى المرحلة التي وصفها علي (عليه السلام): (عظم الخالق في أنفسهم، فصغر ما دونه في أعينهم).. إن الإنسان الذي كبر الشيء في عينه؛ معنى ذلك أنه صغر الخالق في قلبه، فلو كان كبيراً لما بلي بهذه الأمور.. فالنبي الأكرم (ص) عندما جاء إلى الطائف ورموه بالحجارة وآذوه قال: إلهي!.. إن لم يكن لك علي غضب فلا أبالي.. لو أن أحدنا يعتقد بأن الكلام الباطل، هو عبارة عن هواء في هواء، هل يتألم من كلام الناس؟!.. لا، بل أنه لا يبالي بما يقال فيه، إذا كان الطرف المقابل مبطلاً في قوله.. وإذا كان محقاً، عليه أن يغير ذاته؛ لئلا يتهم بشيء.
– عندما يتشهد المصلي، فإن هذه الشهادة مكلفة، هذه الشهادة ليست مزيّة وإنما مسئولية، فعندما يقول: أشهد أن لا إله إلا الله؛ أي لا معبود إلا الله، فقد ألزم نفسه بطاعة الله -عز وجل- ورفض الآلهة جميعاً، ومن الآلهة الهوى، وقد ورد في القرآن الكريم {أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ}.. فالهوى إلهُ يُعبد من دون الله -عز وجل- فالذي يشهد بالوحدانية، عليه أن يكون صادقاً في قوله.
– إن التكبير عبارة عن مادة متكررة في الآذان في الإقامة، وافتتاح الصلاة وقبل وبعد كل ركعة وسجدة.. إن الذي يعيش ملكوت التكبير، ويعلم ما هو معنى التكبير، هذا الإنسان بمثابة من جعل أجهزة إنذار في صلاته، فعندما يسهو يقول: الله أكبر، فيعود إلى تكبيرته الأولى، ويصحو مما هو فيه؟.. إن التكبيرة في الصلوات اليومية، بمثابة جرس الإنذار، ليرجع المصلي في كل ساعة إلى نصابه.
– إن رب العالمين، هو رب النبي، وهو باعث النبي، وهو خالق النبي.. ولكن جعل ذكر حبيبه المصطفى مع ذكره.. وهذا معنى {وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ}.. فعند الأذن، وعند التشهد وعند التسليم، يذكر الرسول (ص) بعد ذكر الله عز وجل .. وعندما يشد المرء الرحال إلى بيته الحرام، يزور المصطفى (ص).. إن رب العالمين إذا أراد أن يرفع ذكر عبدٍ، له طرقه، بما لا يخطر على بال أحد من مورثات المحبة، وخلود الذكر.. عن أبي عبد الله (ع) قال: (كان أمير المؤمنين (ع) يقول لأصحابه: من سجد بين الأذان والإقامة، وقال في سجوده: «ربي!.. سجدت لك خاشعاً خاضعاً ذليلاً» يقول الله تعالى: ملائكتي!.. وعزتي وجلالي، لأجعلن محبته في قلوب عبادي المؤمنين، وهيبته في قلوب المنافقين).. إذ أن أشرف مكان في الرأس وهي الجبهة، يوضع على أرخص شيء في الوجود، ألا وهو التراب.
– بعد ذلك تذكر أمير المؤمنين بالولاية: إن الشهادة بالولاية، ليست جزء من الآذان والإقامة.. ولو لم تقل، لما نقصت من الأذان والإقامة شيئاً.. ولكنه شعار جميل: أنه كلما ذكرت النبي (ص) بالرسالة، فأكمله برسالة أمير المؤمنين. إن الله -عز وجل- يرضى عندما تذكر حبيبه المصطفى، أن تقرن ذكره بذكر وليه المرتضى.
– قبل أن يدخل الإنسان في بحر الصلاة، يستحب له أن يناجي رب العالمين، ويتحدث إليه، ويشكو أمره إلى الله –عز وجل- فإذا رأى قساوة في قلبه، فليتكلم مع الله -عز وجل- ويقول: اللهم!.. داوني بدوائك، وشافني بشفائك.. أعوذ بك من قلبٍ لا يخشع، ومن عين لا تدمع.. إن كان مصاباً بمرض فليقل: يا رب!.. ارفع عني هذا المرض في هذه الدقائق فقط، فأنا لا أريد السلامة، ولكن أريد أن أناجيك، لأن هذا المرض يمنعني من التوجه إليك.. لا مانع أبداً أن يتوجه الإنسان إلى إمام زمانه ويقول: يا مولاي!.. أنت الآن واقف للصلاة بين يدي ربك، ألحق صلاتي بصلاتك.
-يستحب قبل الشروع في الصلاة قراءة هذا الدعاء، وهو دعاء التوجه: (اللهم!.. إني أتوجه إليك بمحمد وآله، وأقدمهم بين يدي صلاتي، وأتقرب بهم إليك.. فصلِّ عليهم واجعلني عندك وجيهاً بهم في الدنيا والآخرة ومن المقربين، ثم تقول: أنت مننت علينا بمعرفتهم.. فاختم لنا بالسعادة أنك على شيء قدير). عندما يريد المصلي أن يقف للصلاة بين يدي الله -عز وجل- فليلهح ببعض من هذه الأدعية: (يا محسن قد أتاك المسيئ، أنت ربنا المحسن، وأنا عبدك المسيئ، فتجاوز عن قبيح ما تعلم إنك أنت الأعز الأجل الأكرم).. {وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ}.. {إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}.. (ربي!.. أقمها وأدمها، واجعلني من خير صالحي أهلها).. {رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاةِ وَمِن ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاء}.
– عندما يذهب الإنسان لزيارة المعصوم (ع)، يستحب أن يستأذن قبل الدخول، فيقول: أأدخل يا الله!.. أأدخل يا رسول الله!.. : أأدخل يا بن رسول الله!.. أأدخل يا بن أمير المؤمنين!.. فلا يدخل المشهد -خاصة في الزيارة الأولى- إذا لم تنزل الدموع، وكأنه هذه علامة الإذن في الدخول.. فإذن، إن الجواب هو رقة القلب.. وكذلك في الصلاة يقف قليلاً، ويقول: يا رب!.. أريد أن أكبّر الآن، هل أذنت لي؟.. هل قبلت توبتي؟.. هل تسمح لي أن أتكلم معك قليلاً؟.. وهنيئاً لمن جرت دمعته، فرفع يديه قائلاً: الله أكبر!.. هذه التكبيرة تخرق الحجب السبع، وتصل إلى معدن العظمة.. إذ أن رب العالمين يقول لملائكته: أنظروا إلى عبدي، كيف يكبر ودموعه على خديه!..
ملاحظة: هذا النص تنزيل لصوت محاضرة الشيخ حبيب الكاظمي فقط، ولم يمر بمرحلة التنقيح واستخراج المصادر بعد.