الفرق بين الواجب والنافلة

اعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاه وأتم السلام علی اشرف الانبیاء و سید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین
السلام علیکم اخواني واخواتي جمیعا ورحمة الله وبرکاتة
من الروایات المشهورة بین الفریقین، بعض الروایات یختص بها الخاصة وبعض الروایات یختص بها العامة ولکن سلسلة من الروایات مشترکة بین الفریقین والبعض جمع هذه الاحادیث، الروایات التي وردت في المدرستین، مدرسة النص ومدرسة الخلافة، هذا الذي هو المشهور! هذه الروایة منقولة في الکافي منقولة في العلل ومنقولة ایضا في کتب العامة، في کنز العمال وفي غیرة لعله ایضاً، هذه الروایة معروفة بروایة قُرب النوافل.
اخواني فرق بین الواجب والنافلة، الواجب من الممکن أن یؤدیه الانسان خوفاً من العذاب تارک الصلاة معلوم ما هو عقابة اذاً یصلي لا شوقاً الی الصلاة وانما خوفاً من العقاب والدلیل علی ذلک أن کثیرا من الناس بل لنقل اغلب الناس اذا جاء جبرائیل وقال من الیوم رُفعت الصلاة عنکم من یصلي؟ هذه صلاة اللیل مستحبة کم یؤدونها؟.
لو أن الظهرین والعشائین والفجر صار في حکم صلاة اللیل لا یؤدیها الا من یقیم اللیل، اذاً الواجب من الممکن أن یؤدیه الانسان بهذا الدعي ولکن المستحب، المستحب یُصلیه الانسان تطوعاً رغبة وشوقاً، القرآن یعبر عن اهل اللیل تتجافی جنوبهم عن المضاجع! یدعون ربهم خوفاً وطمعا، هذه الابدان تهجر الفراش شوقا الی الصلاة بین یدي الله عزوجل.
الآن ما هي روایة قرب النوافل؟ أنقل لکم صیغة منها صیغها مختلفة وإن کانت متقاربة، الروایة قدسیة فرق بین القرآن والحدیث القدسي، القرآن لفظا ومعنیً من الله عزوجل ولکن في الحدیث القدسي الحدیث یرویه النبي، ینقلها النبي، ما تقرب الیَ عبد بشیء أحب الیَ ممن أفترضت علیه الروایة فیها دقة تقول أن العبد لم یتقرب الیَ بشیء أحب من الواجب! اذاً الواجب کفعل من أحب الامور الی الله عزوجل، وأنه لیتقرب الیَ من نافلة حتی اُحبه، هنا المحبة للفاعل لیس للفعل في الاول هنالک محبة للفعل وفي الثاني محبة للفاعل! فإذا أحببتة ما هي النتیجة؟ کنت سمعهُ الذي یسمع به وبصره الذي یُبصر به ولسانهُ الذي یُنطق به ویدهُ التي تبطش بها،
الروایة ملفتة اخواني الذي یمشي في طریق القرب الالهي هذه جائزتة، جوارحهُ تُصبح الهیة یری بعین الله أنت تُقدم علی عمل ثم تندم، من أحبهُ الله عزوجل ینظر بنور الله، ولهذا یقال اذا أردت أن تعمل عملاً استشر ولیاً من اولیاء الله لمَ؟ لأن الولي ینظر بعین الله اتقوا فراسة المؤمن فإنه ینظر بعین الله عزوجل! لسانهُ الذي ینطق بهِ لا یتکلم هذراً، اذا تکلم، یتکلم کلاماً الهیاً‌ وإن انتقم رب العالمین یدهُ التي یبطش بها! اذاً هکذا جوارح المؤمن تتحول الی عناصر الهیة!
انا ما رأیت الروایة من مصدرها ولکنه سمعت هکذا من احد العملاء أن امیرالمؤمنین رأی احدهم في حال الطواف ینظر الی نساء الغیر، کم هذا الانسان شقي! في حال الطواف ینظر نظراً محرم، امیرالمؤمنین زجرهُ نهاه عن المنکر امیرالمؤمنین الامر بیده یعرف کیف یشخص، عاقبهُ هذا الذي عوقب اشتکی عند احدهم فقال تشتکي علی من؟ علی علیٍ؟ رأتک عین الله وضربتک ید الله، علی عین الله ویدهُ ید الله! طبعا المؤمن اذا مشی في هذا الطریق لا یصل الی مقام امیرالمؤمنین ولکن یصل الی مرحلة یُعتد بها، في ختام الروایة یقول إن دعاني أجبتة وإن سئلني أعطیتة! هذا الانسان دعوتة مستجابة ایضاً، ایضا اذا کانت عندک حاجة سلها کذا انسان أن یدعوا لک، هذا دعائه لا یُرد.
هنیئاً لمن وصل الی مرحلة قرب النوافل.

الهي بحق اولیائک وبالصالحین من عُبادک اغفر لنا ذنوبنا واستر عیوبنا واحشرنا مع محمد وآل محمد بلغ ارواح المؤمنین والمؤمنات ثواب الفاتحة مع الصلوات.