- ThePlus Audio
أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین
إبن نوح عندما کان تحیط به الامواج من کل مکان وهي تجري بهم في موج کالجبال ونادی نوح إبنه وکان في معزل یا بني ارکب معنا، کانت هذه فرصة لنجاة هذا الولد الذي ما کان باراً بأبیه ولا کان مطیعا لربه المهم کان من المغرقین هذه الآیة یُضرب بها المثل في تفویت الفرص یعني إبن نوح شمله الطوفان کان علی وشك الغرق وطلب منه نوح أن یرکب السفینة ولکن أبی واستکبر فکان من المغرقین، اخواني قضیة الفرص هذه مسئلة مهمة في حیاتنا؛ کم تأتينا فرص الفوز والنجاة والربح ولکن الانسان لا یغتنم هذه الفرص.
ما هي الفرص في الحیاة؟ اولا فرصة الفراغ قبل الشغل انا عادة اقول لإخواني المتزوجین قریباً انتم في افضل اوقات العمر؛ الانسان الأعزب یعیش حالة من حالات المهم الشهوات التي لا تطفی اثارة من دون اشباع کما یقال المتزوج وله اولاد کثیرون مشغول بأولاده ولکن انسان متزوج فارغ له زوجة مطیعة له رزق یکفیه هذه کما یقال فرصة العمر الذي لا یغتنمها فوت علی نفسه الفرصة هذا مثال، من الفرص؛ الفرص الزمانیة والمکانیه؛ في فرص الاماکن انسان یذهب الی العمرة مثلا الساعة التي یمکن أن یمضیها في الطواف في الصلاة عند الکعبة یفوتها بالنوم الطویل بالجلوس مع اصدقائه بالأکل المتواصل هکذا نری البعض یذهب العمرة یذهب الحج هو ما هو علیه هذا تفویت للفرصة المکانیه، هناك تفویت للفرصة الزمانیة شهر رمضان انفساکم فیه تسبیح کل لحظة الانسان في ضیافة الله عزوجل ایضا یفوت الفرصه، ومنها الفرصة الحالتیة انسان قام اللیل الآن هو مقبل فرصة من فرص العمر کما یقال یقطع بنفسه اقباله انسان بلا احتساب یأتیه اقبال الیوم جاء للمسجد مدبراً صلی المغرب مدبراً ولکن العشاء صلی مقبلاً؛ صلی العشاء مدبراً صلی الوتیرة مقبلاً لا تقطع الحالة باختیارك هذه منحة الهیة طالما کنت تنتظرها اغتنم الفرصه! بماذا؟ یقول العلماء اذا جائتك حالة الرقة لا تقطعها باختیارك دعها تزول تدریجیاً! طبیعي هذه الحالة لا تبقی منك منحة ساعة نصف ساعة وبعض الاوقات دقائق ثم تذهب اذا ذهبت الرقة قم من مکانك والا ابقی علی ما أنت علیه؛ هناك توصیة للبعض منهم یقول أنت في صلاة اللیل جائتك الرقة في الرکوع مثلاً أطل الرکوع من الممکن تذهب للسجود تذهب هذه الحاله؛ أنت في القنوت جائتك الرقة أدمها في قنوتك لعل هذه الفرصة تذهب منك.
الآن روایات اهل البیت علیهم السلام؛ عن النبي الأعظم صلی الله علیه وآله وسلم من فُتح له باب من الخیر فلینتهز فإنه لا یدري متی یُغلق عنه! الآن باب الفرصة فُتح لك أنت الآن في هذا الاسبوع في اقبال قلبي مثلا اغتنم هذه الفرصه؛ طبعا الروایة المعروفة اغتنموا الفرص فإنها تمر مر السحاب هذه الفرص منح الهیه، هناك اخواني في الواقع منح تراکمیة کما أن هنالك غضب تراکمي انسان یعصي ذنباً رب العالمین لا یحلل علیه غضبه ذنباً رابعا خامساً یصل الی درجة المیزان یهبط ومن یحلل علیه غضبي فقد هوی هذا في جانب السلب، في جانب الایجاب تقوم بعمل صالح عشرات المرات لا تعطی شیئاً ایضا کالمیزان تقوم بعمل صالح تعطی منحة الاقبال هذه فرصه؛ رب العالمین ما أعطاك الا بعد عشرات الاعمال الصالحة اغتنم هذه الفرصه.
روایة أخیرة عن امامنا المجتبی علیه السلام یابن آدم إنك لم تزل في هدم عمرك منذ سقطت من بطن اُمك اکبر الناس سناِ هو الرضیع! الرضع اکبرهم سناً لئن الفرصة امامه طویلة کلما تتقدم في العمر یقل عمرك لا یکبر عمرك وحقیقتا المؤمن له في ختام کل لیلة حالة من حالات الحزن إن کان یلتفت لأنه خطوة الی القبر یقترب اکثر فأکثر، یقول صلوات الله وسلامه علیه فخذ مما في یدیك اذا أردت أن تستمتع استمتاعاً محرماً أو استمتاعاً یشغلك عن عباده الآن المؤذن أذن لصلاة الظهر وامامك طبق شهي جلسة ساهیة لاهیة اجعل هذا الروایة امامك دائما وابداً ولا بأس هذه الروایة تُکتب في غرفة الطعام لتکون مذکرةً؛ یقول فإن المؤمن یتزود والکافر یتمتع فرق بین التمتع والتزود! انسان یذهب الی محطة البنزین یصب هذا الوقود لیکمل سیره لا لیقف في مکانه ویشتغل بالأکل والشرب وهو في ذلك المکان المؤمن یتزود نومه زاداً لآخرته؛ یقول یارب اذا انا ما نمت هذه اللیلة سوف لن استیقض نشطاً لصلاة اللیل بعض الناس ینام مبکراً لا لأجل الصحة والعافیة فقط صحیح من موجبات العافیة النوم المبکر یقول أخشی أن انام متأخراً فأستیقض لصلاة اللیل قد لا استیقض ولو استیقضت أخاف أن اتکلم وانا بغیر وعيي یثقل علي النعاس لا اُعطي صلاة اللیل حقها هذا شعار المؤمن في کل تقلباته بادر الفرصة قبل أن تکون قصه، ایضا هذه کلمة حِکمیة قصیرة ویقال والله العالم ختامه مسك وإن کان الختام فیه تخویف انتم تعلمون في القبر انواع من العذاب من أشد انواع القبر علی ما یفهم من بعض القضایا الحزن علی ما فات الانسان من الفرص؛ تضییع العمر حتی لو بالحلال یقول هذه الساعة کان بالامکان أن أتزود لآخرتي ولکن اشتغلت بالمباح عن المستحب هذا وأنذرهم یوم الحسرة إذ قضي الأمر.
اللهم اعنا علی انفسنا بما أعنت الصالحین علی انفسهم اللهم اجعل عواقب امورنا خیرا اللهم ایقضنا من نومة الغافلین واجعلنا من عبادك الذاکرین والفاتحة مع الصلوات.
ملاحظة: هذا النص تنزيل لصوت محاضرة الشيخ حبيب الكاظمي فقط، ولم يمر بمرحلة التنقيح واستخراج المصادر بعد.