- ThePlus Audio
أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین
السلام علیکم اخواني اخواتي جمیعا ورحمة الله وبرکاته
اغلب الناس أو معظم الناس یحبون الفرح ویکرهون الحزن هذه حالة طبیعية عند بني آدم وعندما یحزن یحاول جاهداً للخروج من هذا الحزن والحال بأن في روایات اهل البیت علیهم السلام المؤمن فیه حزن دائم طبعا حزن مربي فرق بین حزن مرضي الحزن الذي لا اساس له اساسه الدنیا هذا الحزن یوجب الهرم ولکن الحزن الاخروي حزن مقدس یدعوك للعمل الطالب لیلة الامتحان ایضا حزین ولکن حزنه یدفعه للمذاکرة لا للتقاعس هذا بالنسبة الی الحزن.
کلامنا اللیلة بالنسبة للفرح انسان یقول هنیئا لفلان دائما یضحك دائما بشوش في فرح دائم والحال بأن الله عزوجل یقول اذ قال له قومه لا تفرح إن الله لا یحب الفرحین وابتغي ما اتاك الله في دار الآخرة ولا تنسی نصیبك من الدنیا، اذاً هناك فرح مذموم وهناك فرح محمود سأتي بعد قلیل لیس کل فرح مذموم.
الفرح المذموم هو ذلك الفرح الذي یوجب الغفلة انسان یفرح بالدنیا لاجل الدنیا هذا فرح مذموم الانسان عندما یفرح بالشيء لابد أن یفرح لنتیجة ذلك الشيء. الآن مثال عرفي واضح لو أن انساناً دعي الی مأدبة وما جائوا بالطعام جائوا بالسکاکین وجائوا ملاعق وجائوا بالاواني العاقل لا یفرح بهذا المقدار ینظر ما هي الاخبار بعد ذلك إن جائوا بطعام شهي طبیعي یفرح والا ما له والسکینة وما له والاناء؟ اذاً هذا الامر لا یوجب الفرح الا اذا أوجب طعاما یؤکل! الدنیا کذلك انسان یعطی الآن یرث مبلغاً من المال لا یفرح حتی ینظر الی صرفه فیما یصرف؟ انسان یأتیه مولود ولهذا طبعا هذا المعنی قد یکون ثقیلا علی البعض المؤمن الذي في درجة عالیة من الایمان یفرح بالمولود ولکن فرحاً الی درجة ما کفرح الغواص عندما یستخرج من قاع البحر سلة من المحار هو یفرح ولکن لا یقول ایها الناس انا اصبحت من اثریاء الارض متی یفرح؟ عندما یصعد الی السطح ویفتح المحار لیری ما في جوفه إن کان فیها لؤلؤه عندها یصیح هنیئا لي مثلا حتی الاولاد وهم من افضل الدنیا الانسان یفرح بهم بعد سن البلوغ عندما یدخل المیدان ویثبت أنه ولد صالح بار مطیع لله ولرسوله حینئذ یفرح به! فرح المؤمن بولده عندما یصبح مکلفاً عاملا بما یعمل والا وهو طفل صغیر له فرح ما ولکن الفرح کل الفرح عندما یمشي امامه کفرحة الحسین علیه السلام عندما یری امامه یمشي شبیه رسول الله علی الاکبر صلوات الله علیه اشبه الناس خلقاً وخُلقا ومنطقا برسوله، اذاً هذه بالنسبة الی الفرح.
ما هو الفرح المحمود؟ قلت هناك حزن مذموم الحزن المرضي مرض النفوس هناك حزن محمود حزن المؤمن علی أنه دائما في حال تقصیر هنالك فرح مذموم فرح اهل الدنیا بالدنیا لمجرد الدنیا واما الفرح المحمود ذلك الفرح الذي یصفه القرآن بفضل الله وبرحمته المؤمن بذلك یفرح کما تنص علیه الآیه، اذا اقبلت علیها الدنیا وصرفها في مرضاة ربه عندئذ یکون فرحه وابتغي فیما اتاك الله الدار الآخرة ولا تنسی نصیبك من الدنیا، الدار الآخرة ابتغي فیما اتاك ابحث عن الآخرة ولا تنسی نصیبك من الدنیا، الذي یوسع مت دائرة عیشه یبنیه بناء بکذا مساحة الزائد عن ذلك الاثاث الزائد المتاع الزائد لا ینطبق ولا تنسی نصیبك من الدنیا.
کلمة أخيرة هذه الآیة قل من یوفق للعمل بها انا واقعا لا ادري علی وجه الارض کم انسان کم فرد من مصادیق هذه الآیه؟ لکي لا تأسوا علی ما فاتکم الی هنا زبائنه کثیرون بعض الناس تراه کما یقال بارد الاعصاب بتعبیرنا الیوم یقولون خشرت في البورسة کذا ملیون مثلا یتأثر قلیلا ثم ینسی! لکي لا تأسوا علی ما فاتکم له مصادیق ولکن هل رأيت مصداقا لا تفرحوا بما آتاکم؟ الیوم الذي یربح فیه الفاً کالیوم الذي یخسر فیه الفاً لا یفرح بالالف القادم ولا یحزن علی الالف الخاسر! هکذا یتوقع منا رب العالمین في کتابه، طبعا المؤمن العاقل هو هکذا لأنه لا یفرح بما آتاه لأنه لا یعلم أنه سیؤدي حقه أم لا؟ من هذا خوفه.
اذاً ختامه في روایات اهل البیت علیهم السلام امیرالمؤمنین کتب الی عبدالله بن العباس اما بعد فإن المرء لیفرح بالشيء الذي لیکن لیفوته أنت تفاجئت بالربح والا رب العالمین من الازل کتب لك أن تشتري هذه الارض وتبیعها باضعاف قیمتها أنت تفاجئت بالاسعار المغریة وبعت هذه الارض رب العالمین منذ أن خلقك کتب لك هذه القصة اذاً أنت تفرح بالشيء الذي لم یکن لیفوته، في روایات اهل البیت علیهم السلام المؤمن یصل الی درجة من عدم الاعتناء بالدنیا تقول الروایة أتته وهي راغمه یعني الدنیا غصباً عنها تأتيك وهي راغمه، أنت لا ترید ولکن هي تأتي و یحزن علی الشيء الذي لم یکن یصیبه انسان ایضا یحزن علی فوات الشيء الذي لم یقدر له هذا الربح لم یقدر لك أنت تاجر ولکن رب العالمین له حساباته لماذا تحزن علی ربح هذا الربح ما فاتك لم یُکتب لك! فرق بین ربح کان في الجیب وسُرق هذا مال مسروق وفرق بین ربح من الاصل لم یکن مقدراً لك فلماذا تحزن؟ فلا یکن افضل ما نلت في نفسك من دنیاك بلوغ لذة أو شفاء غیظ الدنیا ملخص الدنیا اما قوة الغضب واما قوة الشهوه! امیرالمؤمنین علیه السلام یقول بلوغ لذة أو شفاء غیظ ولکن ما المطلوب؟ اطفاء باطل أو احیاء حق هذا مستوی طموح المؤمن جعلنا تعالی وایاکم من عباده الصالحین.
اللهم عمل لوليك الفرج والعافیة والنصر ابلغه عنا تحیة کثیرة وسلاما والفاتحة مع الصلوات.
ملاحظة: هذا النص تنزيل لصوت محاضرة الشيخ حبيب الكاظمي فقط، ولم يمر بمرحلة التنقيح واستخراج المصادر بعد.