– إن الغريزة المودعة في الوجود الإنساني – ذكراً كان أو أنثى – ليست أمراً مقصوداً بذاته ، بل جعلت وسيلة لتحقيق التجاذب بين الجنسين ، ليترتب عليه بعد الوصال المشروع : حالة الأنس ، والمودة ، والرحمة .. وما يستتبعه من تشكيل الأسرة الصالحة ، والتي هي نواة للمجتمع الصالح .
– لما كانت حالة المودة والعلاقة العاطفية المتأججة أول أيام الزواج في معرض الزوال – نتيجة لتقادم العمر ، والتهاء كل من الزوجين بمشاكل الأسرة المعقدة – فإن البديل الذي يضمن استمرارية العلاقة بينهما هي : حالة الرحمة التي أشارت إليها الآية الكريمة :{ وجعل بينكم مودة ورحمة ..} .. ومن هنا لا تتزعزع أركان الأسرة الإسلامية إلى آخر العمر ، رغم كل العقبات .
– إن سياسة الإسلام في ردع المفاسد الأخلاقية ، هو تجنيب الفرد عوامل الإثارة : نظرة وحديثاً ولمساً وخلوةً ومزاحاً واختلاطاً ، بدلا من معالجة تبعات تلك الإثارة من : الحالة الهجومية عند الإخفاق من الوصول إلى الهدف المنشود ، أو الاستبدال السريع لأفراد الهوى ، نتيجة للملل الذي يحدثه تكرر المتشابهات.
– منشأ الفساد في التعامل الشهوي المحرم يبدأ غالباً من النظر ، ولهذا دعا القرآن الكريم كلا من طائفة المؤمنين والمؤمنات بشكلٍ مستقل بغض البصر في سورة النور .. ولو رجع الإنسان إلى عقله ، لرأى أن النظر إلى النساء ليس فقط مما لا يسمن ولا يغني من جوع ، بل تزيد الانسان حرصاً وميلاً إلى الجمال البشري ، الذي لا يتيسر للإنسان الحصول على صاحبه دائماً ، فيعيش حالة الكبت والحسرة ، واختزان الذهن بالصور المتعددة ، والتي تجعل صورة قرينته المحللة ، صورة باهتة أمام تلك الصور التي تفوقها جمالاً .
– إن ممارسة العادة السرية أصبحت المشكلة الغالبة في سن المراهقة ، فلا بد من دراستها من منطلق (لا حياء في الدين ) فقد تناولها النبي (ص) في حديثه المعروف ونسب ال**** الى الناكح كفه .. وروي مضمون ذلك عن وصيّه علي (ع) أيضاً .. فكم من القبيح أن يترك الإنسان الاهتمامات الجادة في الحياة – سواء في الحقل الدنيوي أو الأخروي – ليصب اهتمامه على أمر مستهجن : لزم عليه ستره ، وقبح عليه ذكره !! ناهيك عن المضار النفسية والجسدية المعروفة في هذا المجال.
– على أولياء الأمور – في المشكلة السابقة – أن يتداركوا الموقف قبل استفحاله في من هم معنيون بأمره ، إذ أنه من الخطورة بمكان أن يستولي على الانسان التفكير الجنسي ، فلا يرى الوجود وما فيه إلا من خلال هذه الزاوية .. فالحل هو تجنيبهم كل ادوات الإثارة الجنسية : الإعلامية وغيرها ، ومعاشرة ذوي الاهتمام المحرم ، والتفكير بالبديل المحلل : من الزواج المبكر ، والانشغال بما يملأ الفراغ حتى المباحات فضلاً عن الراجحات.
ملاحظة: هذا النص تنزيل لصوت محاضرة الشيخ حبيب الكاظمي فقط، ولم يمر بمرحلة التنقيح واستخراج المصادر بعد.