- ThePlus Audio
أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین
السلام علیکم اخواني اخواتي جمیعا ورحمة الله وبرکاته
حدیثنا في هذه الليلة حول العزلة والمخالطة ایهما افضل مخالطة الناس أو الاعتزال عن الناس؟ البعض یستشهد علی رجحان الاعتزال بقوله تعالی في سورة الکهف وإذ اعتزلتموهم وما یعبدون الا الله فأووا الی الکهف الی آخر الآیة والبعض یقول بأن الإعتزال خلاف مذاق الشارع! الشارع المقدس یرید منا أن نأمر بالمعروف أن نقضي حوائج الناس التواصي بالحق هذه کلها فرع المخالطة فالحق في أي طرف؟ الجواب أن لا العزلة مطلوبة بقول مطلق ولا المخالطة مطلوبة بقول مطلق لابد من التفصیل، العزلة مطلوبة في أي مورد؟ في مورد تکون المعاشرة خلاف المصلحة وبعبارة أخری الجلوس مع الغافلین مع المترفین هذا یقسي القلب العزة عنهم هذا أمر راجح اذا کانت المخالطة مذمومة فالعزلة محموده، اذاً الاعتزال في أي مورد؟ في مورد تکون المعاشرة فیها منقصة للدین صلوات الله علی امامنا موسی بن جعفر بیّن هذه الحقیقة بشکل واضح عندما قال لهشام الصبر علی الوحدة علامة علی قوة العقل الی هنا القضیة مجملة الصبر علی الوحده أي وحدة؟ سيأتي! البعض لا یأنس الا مع الغیر الا مع الناس لیس له اُنس لا بالصلاة لا بالقرآن لا بالمناجات الجلوس مع الناس فیه اُنس ولکن الله عزوجل آنس الآنسین بأولیائه الآن الشاهد في کلام امامنا الکاظم علیه السلام في هذه العباره؛ فمن عقل عن الله اعتزل اهل الدنیا والراغبین فیها اذاً لیس المراد الاعتزال بقول مطلق! العزلة عن اهل الدنیا والراغبین فیها ولکن اذا کانت المخالطة مع من یذکرکم بالله رؤیته هکذا أوصی عیسی المسیح علیه السلام، الجلوس مع العلماء زاحموا العلماء بالرکب النظر الی وجه العالم عبادة صلة الأرحام فیها مخالطة اذاً المخالطة التي تنقص الدین هذه هي المخالطة المذمومه.
الآن البعض اتفاقا مبتلی بحالة من الإنطوائیة هو بطبعه معتزل جلیس البیت لا یذهب للمساجد للمجالس یری نفسه أنه علی خیر ماذا یعمل في العزله؟ امام التلفاز من الصباح الی اللیل وقد یلعب ببعض هذه الألعاب المتعارفة هذه الایام هذا الانسان انسان مسکین هذا عزلته عزلة باطلة اذاً ما هي العزلة الصحیحه؟ الآن لو فرضنا أن العزلة راجحة کعزلة اهل الکهف ماذا یصنع الانسان في عزلته؟ هذا الکلام ینبغي أن نتأمل فیه، لقمان وهو من الحکماء لیس من الأنبیاء من الممکن احدنا یصل الی درجة لقمان لا نبي بعدي ولکن ما قال النبي لا حکیم بعدي! الحکمة متاحة للجمیع في کل العصور کان لقمان یطیل الجلوس وحده وکان یمر به مولاه یفهم من هذه العبارة أنه کان عبداً هذا الذي سورة في القرآن بإسمه کان عبداً لغیره مولاه أي سیده کان یمر علیه فیقول یا لقمان إنك تدیم الجلوس وحدك فلو جلست مع الناس کان آنس لك أي مع الناس المتعارفین فیقول لقمان إن طول الوحدة أفهم للفکرة الانسان یرید أن یفکر طبعا یفکر في أي شيء؟ في أمر المعاد یفکر في علاقته بالله عزوجل بالآخرة هذا المعنی لا یتم مع الصخب والضجیج لابد وأن يأخذ خلوة یفکر في أمره وطول الفکرة دلیل علی طریق الجنة من تفکر وجد طریقه الی الجنة اذاً إن کان ولابد من العزلة لابد أن تکون عزلة هادفه، امامنا الصادق علیه السلام ایضا أختلی قبل أن ننسى هناك خلوتان مطلوبتان الخلوة کخلوة اهل الکهف انهم هؤلاء اعتزلوا وما یعبدون الا الله.
الخلوة الثانية الخلوة المرحلیة انسان یمر في مرحلة في مدینة في بيئة له خصومة مع الغیر اذا دخل في الناس مع المتخاصمین في الغیبة والنمیمة مثلا مرحلیاً تُستحن له العزلة بعض الناس مثلا یقع في خلاف مه زوجته یطلقها اینمت ذهب لماذا عملت کذا؟ ما المشکله؟ یناقش مناقشة کما یقال یُحاکم یقول فترة من الزمن اختلي حتی تمر هذه الأزمة مثلاً، امامنا الصادق خلی بمنطقة تسمی العقیق الآن أين هذا لا ندري ولکن الامام خلی في فترة من حیاته أي اتخذ خلوةً قیل له خلوت بالعقیق وتعجلت الوحدة الراوي أو السائل یستشکل علی الامام یقول یا اباعبدالله لماذا تعجلت الحوده؟ فقال صلوات الله وسلامه علیه لو ذُقت حلاوة الوحدة لأستوحشت من نفسك طبعا حلاوة الوحدة يعني الخلوة مع رب العالمین! لو تذوقت حلاوة الخلوة مع الله عزوجل أستوحشت من نفسك فکیف بغیرك؟ ثم قال أقل ما یجد العبد في الوحدة من مدارات الناس اذاً الخلوة المرحلیة ایضا خلوة مطلوبة للبعض.
کلمة أخيرة الانسان الذي یُعاشر الناس آمراً بالمعروف ناهیاً عن المنکر مصلحاً في ما بینهم ناشراً للهدی هذا اذا أصابه أذی هذا الانسان انسان مقدس أصابه الأذی في معاشرة الناس معاشرة راجحه، روي عن النبي أنه قال المؤمن الذي یخالط الناس ویصبر علی أذاهم افضل من المؤمن الذي لا یخالط الناس ولا یصبر علی أذاهم اذاً المؤمن إن کان ولابد من المخالطة له القدرة علی التحمل والصبر علی أذی الغیر.
کلمة أخيرة الأزمنة تختلف اخواني بعض الاوقات الانسان یمر في بیئة اتفاقا الذین یسافرون الی بلاد الغرب من شبابنا ننصحهم بالإعتزال! یعاشر من؟ المنحرفین هناك! اما الکفار أو المسلمین المنحرفین هذا العزلة خیر له یعاشر من؟ الکافر الشارب للمسکر مثلاً یعاشر المسلم الفاسق ما الفائدة من هذه المعاشره؟ اذاً امامنا الصادق علیه السلام ایضا سُئل عن علة اعتزاله یبدوا الامام الصادق في فترة من عمره کان معتزلاً لا طوال العمر والا هذا ینافي مقام الامامة الامام یتصدی لمواجهة الناس قال الامام فسد الزمان وتغیر الإخوان فرأيت الإنفراد أسکن للفؤاذ اذاً البیئة الزمان یحکم علی الانسان في فترة من الفترات أن یعتزل وأن یعیش الخلوة مع ربه ومع نفسه.
إلهي بفاطمة وابیها وبلعها وبنیها والسر المستودع فیها عجل لولیك الفرج والعافیة والنصر ابلغه عنا تحیة کثیرة وسلاما والفاتحة مع الصلوات.
ملاحظة: هذا النص تنزيل لصوت محاضرة الشيخ حبيب الكاظمي فقط، ولم يمر بمرحلة التنقيح واستخراج المصادر بعد.