العدل والإنصاف

أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین
السلام علیکم اخواني اخواتي جمیعا ورحمة الله وبرکاته

هنالك عدة أبواب في كتب الرواية بعنوان الأنصاف العدل والأنصاف الحث على إنصاف من لا ينصف هذه التعابير تدل على معنى عميق أحدنا قد يكون واجداً لصفات الأيمان غير المكلفة صلاة أحدنا في المسجد جماعة مثلا قد لا تكلفه الكثير ولكن عندما يقع في خصومة مع أحدهم عندما يشتكي لا يقول حقاً يخفي بعض الحقائق ولهذا نحن عندما يأتينا زوج شاكٍ أو زوجة شاكية نقول لها أو له لا نسمع حتى نعلم ما يقول الغير الغائب كما يقال عذره معه أن يكون الانسان منصفاً لتقييم نفسه عندما يشتكي عليه أحد يقول الحق ولو على نفسه المؤمن لا ينتظر المحكمة ولا ينتظر القاضي في روايات اهل البيت عليهم السلام اشارة الى هذا المعنى أن المؤمن يتكلم بالحق ولو على نفسه هذه مرتبة من مراتب الفضل العظمية أن تنصف الناس من نفسك وأن تقول الحق ولو على نفسك طبعا هذا المعنى يعم الأقربين ومن تحبه ولدك يعمل مشكلة مع ولد الجار في المدرسة مع أحدهم لا تنظر الى ولدك على أنه قطعة منك لا شعورياً تميل الى الدفاع هذا ايضا خلاف الأنصاف أن تنصف نفسك ومن تحبه وكم من غير الجميل أن يطلب الانسان الأنصاف من الأخوان وهو لا ينصف شريك في النزاع اليوم الحق معه يقول لشريكه أنصفني ولكن في اليوم الذي الحق عليه هو لا ينصف يقول الامام الصادق عليه السلام ليس من الأنصاف مطالبة الأخوان بالأنصاف تطالب الغير وأنت غير منصف هذا ليس من الأنصاف، النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم تأملوا هذه الرواية قلنا قبل قليل أن تجعل مقياس أيمانك الأمور السهلة هذا ليس من الأنصاف أن تصلي صلاة مريحة أن تصوم صوماً مريحاً أن تحج حجة مريحة كل هذا ليس من المقياس ثلاث لا تطيقها هذه الامة الرواية مذكورة عن النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم لا تطيقها يعني ليس أنه لا تعمل بها الأمة لا يمكن يعني ثقيل جداً اولاً المواساة للأخ في ماله أن تدفع الزكاة الواجبة أن تدفع الخمس الواجب هذا لعله من باب الفرار من نار جهنم تخاف من النار ولهذا ترى بعض المؤمنين بعد أن يخمس ماله لا يدفع ديناراً واحداً يا فلان تصدق يقول انا دفعت خمس مالي يكفي اذاً الفضل كل الفضل الكمال كل الكمال إن تواسي أخاك في مالك ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة القصة المعروفة عن اصحاب النبي في بعض الغزوات كانوا عطاشى الجريح يعطش كان هناك ماء هذا الجريح آثره على أخيه ذاك آثره على أخيه الى أن مات الاول هذا الأيثار من الصفات الفاضلة على المؤمن وإنصاف الناس من نفسه هذا ايضا ثقيل على هذه الأمة أن يقول الحق على نفسه واما الثالث وما أدراك ما الثالث ذكر الله على كل حال ذكر الله في المسجد الجو محفز الانسان يقول لنفسه ربع ساعة تحمل أذكروا الله عزوجل فلكن عندما يدخل السوق فينسى الله عزوجل فينظر الى الحرام ويقول الحرام ويشتري الحرام الى آخره اذاً ذكر الله على كل حال في مواطن الغفلة عن أشتداد الغضب عند أشتداد الشهوة بل في الأماكن التي لا يتعارف فيها الذكر كثيرا كبيت الخلاء مثلا هذا حال أنت في اليوم كم تقضي وقتك في هذا المكان إجعل لله عزوجل نصيباً من الذكر جسمك مشغول بشيء قلبك ليس مشغولا قلب المؤمن فب المسجد ما الفرق بينه وجسمه في غير المسجد في بيت الخلاء مثلا الجسم ينتقل من مكان طاهر الى مكان غير مثلا نظيف روح المؤمن في عالم آخر اذاً ذكر الله على كل حال هذه من صفات خواص هذه الأمة.
في رواية منسوبة الى النبي الأكرم لإبن مسعود يقول أنصف الناس من نفسك وأنصح الأمة وأرحمهم ثلاث خصال أن تكون منصفاً أن تكون ناصحاً أن تكون رحيماً بالمؤمنين من جمع هذه الخصال ما هي النتيجه؟ ليست القضية في الحور والقصور وما شابه ذلك في الآخرة الآثار الدنيوية يقول فإن كنت كذلك وغضب الله على اهل بلدة أنت فيها النبي الأكرم لم يعين حجم البلدة بلدة عاصمة قرية صغيرة مدينة صغيرة كل هذه بلدة واراد أن ينزل عليهم العذاب نظر اليهم فرحمهم بك اذا وصلت الى هذه الدرجة رب العالمين يرفع العذاب عن بلدة يقول الله تعالى وما كان ربك ليهلك القرى بظلم واهلها مصلحون شخص مصلح واحد يبدوا يكفي لدفع العذاب عن بلدة كامله.
روايتان الروايات متعددة في هذا الباب الشيطان يسول للبعض يقول اذا أعترفت بالحقيقة تصبح ذليلاً هذا وهن فيك أنت في وزارة في مؤسسة كنت فاشلاً في أدائك عندما يُبحث عن السبب لا تتهرب قل ايها القوم ايها الناس انا السبب انا أخطأت في حساباتي انا المخطئ لا تقل هذا الكلام مثلا يوجب لي تضيق الرزق يوجب لي الطرد من العمل الى آخره اميرالمؤمنين يقول الا إنه من ينصف الناس من نفسه لم يزده الله الا عزاً لا تنظر الى حساباتك البشرية كما يقال أعترف الأعتراف بالخطأ فضيلة إعترف هذا الأعتراف ظاهره ذلة وباطنه عزة رب العالمين هو المعز من اراد العزة فليطع العزيز اذاً المنصف البلاء يدفع عن بلده المنصف رب العالمين يزيده عزاً.
رواية أخيرة اخواني هذه الرواية في ختام الحديث نقول تشير الى حقيقة مهمة الجنة ليست كبلداننا هناك بيوت متشابهة بناية ناطحة سحاب وبناية أقل من ذلك هناك وجه مشترك أرض وسقف وجدران وزينة هذه دور الدنيا ولكن في الجنة درجات لا تخطر ببال فرق الدرجة عن الدرجة بعد المشرقين قصر النبي وآله يقاس بقصور مثلا ضعاف هذه الأمة انسان له حسنة واحدة دخل بها الجنة أعني حسنة زائدة ذهبت سيئاته مع حسناته بقيت حسنة واحدة أدخلته الجنة هذا جنته كنجة النبي؟ حاشا، الامام الباقر عليه السلام يقول إن لله جنة لا يدخلها الا ثلاثة يعني جنة مميزة أحدهم من حكم في نفسه بالحق في دار الدنيا كان في خصومة شهد على نفسه بالحق رب العالمين يدخله جنة مختصة بطائفة من كبار المؤمنين الذين حكموا على أنفسهم بالحق.

إلهي أجعلنا من اهل الجنة التي حشوها البركة وعمارها الملائكة أنزل علينا انوع رحمتك وبركاتك ابلغ سلامنا الى امام زماننا واردد الينا منه السلام والفاتحة مع الصلوات.