لا شك أن هنالك تلازما بين الظلم الذي يقع على ذوي الأرواح، وبين الغضب الإلهي.. ولا يخفى السبب في شدة العلقة بين الخالق والمخلوق، إذ أن كل موجود يدبّ على وجه الأرض، يمثل الله في الأرض، بل إن الإنسان المؤمن يختص بمزية مضاعفة، فهو سفير الله وخليفته في أرضه.. ومن هنا فالذي يتعدى الحد الإلهي في التعامل مع هذا المخلوق؛ فإنه قد عرض نفسه للغضب الإلهي الشديد.. وقد بين القرآن الكريم لنا صوراً مخيفة لغضب الله عز وجل، إذ يقول تعالى: {وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاء فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ}، {وَمَن يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوَى}.
س١/ ما هي الأسباب التي تؤدي إلى الخلاف في الحياة الزوجية؟..
من عوامل الفشل في الحياة الزوجية:
الأول: عدم امتلاك النظرية المعرفية الصحيحة: فالذي ينظر إلى الطرف الآخر على أنه أسير بين يديه، أو ملك خاص له، فيتصرف معه على ما يوافق مزاجه، بغض النظر عن كونه مرتاحا أم لا.. أو يكون مستغلاً لعنصر الأولاد، والاحتياج المالي؛ لبسط نفوذه.. فهذا قطعاً سيشكل خللاً في الكيان الزوجي.
الثاني: الجهل بحق المؤمن على المؤمن: إن الروايات مستفيضة، تؤكد على حرمة المؤمن، وضرورة الحفاظ على حقوقه، وهي لا تفرق بين ذكورة وأنوثة في هذا المجال، وكشاهد على ذلك، نورد هذا الحديث الطريف:
لما رجعت أسماء بنت عميس من الحبشة مع زوجها جعفر بن أبي طالب، دخلت على نساء النبي (ص)، فقالت: هل نزل فينا شيءٌ من القرآن؟.. قلن: لا، فأتت رسول الله (ص)، فقالت: يا رسول الله!.. إنّ النساء لفي خيبة وخسار، فقال: وممّ ذلك؟.. قالت: لأنهن لا يُذكرن بخير كما يذكر الرجال، فأنزل الله تعالى هذه الآية: {إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ ..}.
الثالث: مسألة التكرار: المشكلة هي أن إطالة النظر في الشيء والتعود عليه، تفقده بريقه وبهجته ولطفه الأولي.. ومن هنا، فإنه لا يمكن الادعاء بأن الغراميات، والعشق المتجلي في شهر العسل، يستمر طويلاً.. أما الذي ينظر إلى المرأة على أنها سلم للتكامل، ولإرضاء الله تعالى، فإنه كلما أحسن إليها؛ أحس بقرب إلهي.. وكلما تلطف في حقها؛ هبت عليه نسائم اللطف الإلهي.. فقطعاً إن هذا الإنسان، سوف لن يرى تكراراً في الأمر.
الرابع: التصرف الشيطاني في القوة الوهمية: إن علماءنا يحذرون من قوة الوهم والغضب والشهوة، ويدعون إلى جعل هذه القوى الثلاث تحت إمرة العقل.. إذ أن الإنسان من دون مراقبة دقيقة للأوهام، سوف يعيش كماً هائلاً من الأمور غير المطابقة للواقع؛ مما يوجب التنافر والإرباك بين الزوجين.
س٢/ منهم من يقول: بأن عدم مراعاة الكفؤية في الزواج، تؤدي إلى مشاكل زوجية.. فما هي معايير الكفؤية في الزواج في الإسلام أولاً، وإلى أي حد تؤدي إلى الفشل في الزواج ثانياً؟..
إن الكفؤية في الشريعة معنى عام، والشارع المقدس قد يبين بعض الأمور، ويترك البعض لمقتضى العقل والفهم والاستبصار.. ومن هذه الأمور التي بينها:
* التدين: ليس بالمعنى السطحي، بل بالمعنى العميق؛ بمعنى أن يكون الإنسان ملتزماً في كل حركاته بأمور الشريعة، وإلا فإن مجرد أداء الطقوس العبادية غير كافٍ في هذا المجال.
* العقل: إذ أن هنالك بعض الناس -مع الأسف- لا عقلانية لهم: سواء العقل التدبيري في كسب المعيشة، أو العقل السلوكي في التعامل.. وقد ورد في وصايا الرسول (ص) للإمام علي (ع): (يا علي!.. إن أول خلق خلقه الله -عزّ وجل- العقل فقال له: أقبل!.. فأقبل، ثم قال له: أدبر!.. فأدبر، فقال: وعزتي وجلالي، ما خلقت خلقاً هو أحب إلي منك، بك أؤاخذ، وبك أثيب، وبك أعاقب).. وفي حديث آخر عن الإمام الصادق (ع): (لما خلق الله العقل استنطقه، ثم قال: له أقبل!.. فأقبل، ثم قال له: أدبر!.. فأدبر، ثم قال له: وعزتي وجلالي!.. ما خلقت خلقاً هو أحب عليَّ منك، ولا أكملتك إلا فيمن أحب.. أما إياك آمر، وإياك أنهي، وإياك أثيب، وإياك أعاقب).. وبلا شك أن التدين بدون عقل، كالطيران بجناح واحد!..
* المنبت الأسري: من ناحية التأريخ، أو الشرف الأصيل.. فإذا كان الإنسان تائباً توبة حقيقة، فلا بأس به، أما الذي يحمل تاريخ مظلم أو يدعي التوبة، فمن المجازفة الارتباط به.
* وأما الجانب المعيشي والمادي: فأنا أعتقد أنه في أسفل القائمة، ما دام الشخص له القدرة -ولو قوة لا فعلاً- في أن يدبر معيشته الأسرية.
ومن المناسب جداً أن يدعو الإنسان لنفسه في مواطن الإجابة، بالتوفيق في الزواج، وهنالك بعض الآيات متناسبة مع هذا المضمون، وينصح الالتزام بها، مثل آية: {رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا}.
س٣/ كيف تفسرون مسألة صبر أحد الزوجين على الآخر، بمعنى ما هي الإيجابيات المترتبة على هذا الأمر؟..
لقد نقل لي أحد الموثقين: أنه سمع بأحد الأولياء في إحدى البلدان، فرغبة في الانتفاع منه؛ شد إليه الرحال، فتفاجأ عندما رأى بأن له زوجة مشاكسة، لا تتناسب مع مستواه الإيماني.. وعندما سأله، أجاب: بأن ما وصل إليه كان من بركات صبره على أذى زوجته.
وباستقراء بسيط، نجد بأن كثيرا من علمائنا الأبرار، لم تكن زوجاتهم بمستوى ما هم فيه: من الإيمان، والتقوى، والورع، والعرفان.
نعم، إن الصبر على حياة زوجية غير مستقرة، من موجبات الترقي والتكامل الروحي؛ إذ يكفي أن الإنسان يتعود على التحلم، وعلى كظم الغيظ.. وقد ورد عن الإمام الباقر (ع) أنه قال: (مَن كظم غيظاً وهو يقدر على إمضائه، حشا الله قلبه أمناً وإيمانا يوم القيامة).
س٤/ ما هي حدود صبر الزوجين كل منهما على الآخر، بمعنى متى تنصحون بالطلاق؟..
إذا كان أساس الخلاف بسيط: بأن كان الخلاف مزاجي، أو ذوقي، أو ما شابه ذلك؛ فننصح بالتفاهم الذاتي، والله تعالى قد وعد بالتوفيق بينهما، بشرط الرغبة في الإصلاح: {إِن يُرِيدَا إِصْلاَحًا يُوَفِّقِ اللّهُ بَيْنَهُمَ}.
إما إذا تعدى الأمر إلى مسألة ارتكاب المحرمات الكبرى: كالخيانة الزوجية، أو التعدي البدني، ولم يمكن إيقاف ذلك؛ فإنه يفضل الافتراق.. والله تعالى يعد في كتابه المنزل، بأنه سيغني كلاً منهما من سعته، حيث يقول جل ذكره: {وَإِن يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللّهُ كُلاًّ مِّن سَعَتِهِ وَكَانَ اللّهُ وَاسِعًا حَكِيمًا}.
وقبل ذلك ينبغي مراعاة قاعدة التزاحم، إذ معلوم أن تبعات الطلاق كثيرة: فمن ناحية اجتماعية يعتبر الطلاق منقصة في العرف، فهو لا يعد أمراً محموداً.. أضف إلى أنه سيلغي وجوداً من الاعتبار، ويعرضها إلى مهب الريح، ولطالما خلفت ويلات الطلاق الكثير من الانحرافات، والوقوع في الفواحش والرذائل، إذ أن الضحية في الأعم الأغلب هي الزوجة والأولاد.
وعليه، فإن الاقتراح: هو التريث في أخذ أي قرار مصيري في الحياة، ومن الضروري جداً أن يخلو الإنسان مع ربه في جلسة توجه وانقطاع؛ فإن ذلك من موجبات انفتاح الطريق في أخذ القرار الصعب؛ لأن الشيطان يحاول أن يلقن الإنسان ما ليس فيه الصلاح، فحتى يأمن من شره، ننصح بالالتجاء إلى الله في هذا المجال.
س٥/ من المعلوم أن الخلافات الزوجية دائماً تكون في الواجهة، فبماذا توصي الزوجين في مسألة التغاضي عن سلبيات الطرف الآخر، وعدم تذكرها، أو إظهار التسخط منها.. وماذا تنصحون في مجال التراكمات الخلافية؟..
إن الإنسان المؤمن له روح طيبة، فهو ينسى إساءة الغير في حقه، بل يتذكر ما صدر منهم من إحسان.. فإذن، إن الذي ينظر بهذه الكيفية الإيجابية، سوف لن يقع في تقييم الأشخاص تقييماً سلبياً، لا يطابق رضا الله تعالى.
أما عن التراكمات الخلافية في الحياة الأسرية، فإننا ننصح بجلسات المصارحة بين الزوجين قبل أن تتراكم هذه الأمور، إذ أن المشكلة أن الزوجة تتحول بعد فترة إلى قطعة أثاث في المنزل، فلا ينظر إليها على أنها أنيسة ورفيقة الطريق.. فكما أننا نتناقش في أمورنا العادية اليومية، لابد أن نتناقش حول القضايا الأسرية وتربية الأولاد، في جلسات استرخاء وانفتاح مع الطرف الآخر.. وكما هو معلوم أن شركات -هذه الأيام- تعقد اجتماعات بين المدراء بين فترة وأخرى، ونحن نعتقد بأن الحياة الأسرية، من أقدس وأرقى الشركات.. وبالتالي، فإن الأمر يحتاج إلى متابعة حثيثة في هذا المجال.
س٦/ ماذا تنصحون كلا الزوجين في سبيل تحقيق التكامل الروحي؟..
ننصح بالابتعاد عن المشوشات الباطنية قدر الإمكان، إذ أن الملاحظ- مع الأسف- هو الانشغال بالنزاعات السخيفة، أو الأمور الجانبية.. والحال بأنه ينبغي أن يتناسب الجدال أو الخصومة مع حجم المشكلة.
ثم إن الإنسان الذي لا يمتلك نفسه ساعة الغضب، من الممكن أن ينزلق مزالق كبرى، لا يمكن تدراكها.. إذ أن الذي لا يمتلك غضبه، كمن لا يمتلك شهوته.. فعليه، وبتعبير عسكري: لابد من استخراج فتيل الانفجار من كل لغم، يمكن أن يكون!..
س٧/ إن من موجبات التفكك في الحياة الزوجية: هو التدني في المستوى الثقافي والروحي، فما تعليقكم على ذلك؟..
إن هذا الأمر طبيعي جداً؛ لأن المستوى الثقافي والإيماني، له دور فاعل ورئيسي في بناء الأسرة.. غير أن الملاحظ عند الكثير من الأسر، هو حالة التدني في مستوى الكلام، من حيث تناول المواضيع غير المهمة، أو الفاعلة في الحياة، والخوض في ما لا يعني من الأمور.. والحال بأن الإسلام جاء ليرفع من مستوى الرجل والمرأة، إلى مستوى الجدية والاهتمام في الحياة.. ولنا هنا وقفة في بيان المستوى النسائي في زمان النبي الأكرم (ص):
* جاءت امرأة إلى النبي الأكرم (ص)، فقالت: يا رسول الله!.. ذهب الرجال بحديثك، فاجعل لنا من نفسك يومًا نأتيك فيه، تعلمنا مما علمك الله، قال: (اجتمعن يوم كذا وكذا)، فاجتمعن، فأتاهن النبي (ص)، فعلمهن مما علمه الله.
* نقل أن أسماء بنت يزيد الأنصارية، أتت النبي (ص) وهو بين أصحابه فقالت: بأبي وأمي أنت يا رسول الله!.. أنا وافدة النساء إليك.. إن الله -عز وجل- بعثك إلى الرجال والنساء كافة، فآمنا بك وبإلهك.. إنا معشر النساء محصورات مقصورات، قواعد بيوتكم وحاملات أولادكم.. وأنتم معاشر الرجال فضلتم علينا: بالجمع والجماعات، وعيادة المرضى، وشهود الجنائز، والحج بعد الحج، وأفضل من ذلك الجهاد في سبيل الله عز وجل. وإن أحدكم إذا خرج حاجا، أو معتمرا، أو مجاهدا: حفظنا لكم أموالكم، وغزلنا أثوابكم، وربينا لكم أولادكم.. أفنشارككم في الأجر والخير؟.. فالتفت النبي (ص) إلى أصحابه بوجهه ثم قال: هل سمعتم مسألة امرأة قط، أحسن في مسألتها في أمر دينها من هذه؟..
فإذن، إن رفع مستوى الاهتمام والهمة، من موجبات تثبيت قواعد الحياة الزوجية.
س٨/ ما رأيكم في المظاهر التي تقام -هذه الأيام- في الأعراس، وما هو أثرها في الحياة الزوجية، وهل أنها سبب في الحرمان من الذرية؟..
لا شك في أن العالم عالم الأسباب والمسببات، وأن أي حركة في هذه الحياة الدنيا: سلباً أو إيجاباً، سيكافأ عليها العبد في الدنيا قبل الآخرة.. ولنا أن نتفكر ونعتبر بما نقل عن يوسف (ع)، بأن الله تعالى نزع النبوة من صلبه عقوبة له؛ لأنه لم ينزل من عرشه، ويؤدي الاحترام اللائق لوالده يعقوب (ع)، الشيخ الكبير الذي ابيضت عيناه حزناً لفراقه.
فإذا كانت هذه الحركة البسيطة، أوجبت إذهاب النبوة من الصلب، فكيف بالأعراس التي أصبحت مقدمة لكثير من المحرمات، والمنكرات: القولية، والسمعية، والشربية!.. نعم، قد يكون ذلك سبباً لمنع البركات.
ثم إن الله تعالى يشير إلى الذرية بأنها هبة، إذ يقول تعالى: {رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا}.. ومن المعلوم أن الهبة في الفقه: عبارة عن تقديم مال بغير عوض.. فرب العالمين يعطي الذرية الصالحة، من دون جزاء للطرف المقابل؛ ولكن إذا لم يكن هنالك موجب للمنع.. فلو أن كريماً استعطاه قاتل أبيه، أو مرتكب جرم شنيع، فهل أنه يعطيه، أم يواجهه بالصد والمنع؟..
ومن الظواهر السيئة في هذا المجال: هو دخول الرجل على مجتمع النساء في ليلة الزفاف، مما قد يؤدي إلى النظر المحرم، وبالتالي فإن الرجل يزهد بزوجته من ليلة العرس!.. وقد يصل به الأمر أن يتعامل معها أسوأ التعامل؛ لأن في باله عشرات الصور الجميلة من النساء.. ومن هنا كان طلبة العلم ومن يلحق بهم من المؤمنين المتدينين، أقل الناس من حيث ظواهر الطلاق.
فكم من الجميل بدلاً من انشغال الزوجين بهذه المحرمات، أن يفتتحا حياتهما الزوجية، بالصلاة المأثورة ليلة الزفاف، ويسألا الله تعالى بأن يبارك لهما في هذا الزواج.. ثم كم من البركات العظيمة التي تلحق بالمؤمن، عندما يراعي الضوابط الشرعية في هذا المجال!..
التقيت بأحد العلماء الكبار في السن، في عاصمة الجمهورية الإسلامية، كان يقول: بأن زوجته لا تبصر منذ أكثر من عشرين أو ثلاثين عاماً، وهو الذي يتولى خدمتها، وله منها الذرية الصالحة، إلا أنها لا تصدق بأنها الزوجة الوحيدة في حياته!.. وشاهدنا من هذه القصة: أنه يقول: بأن كل ما وصل إليه من التوفيقات والتكامل الروحي، كان من بركات هذا التعامل -الذي قل نظيره- مع زوجته!..
وعليه، فإنه لا بد من النظر إلى الزوجة على أنها أمانة إلهية بأيدينا؛ فإنه بمقدار ما نحسن إلى هذه الأمانة، فقد وقرنا ذلك الرب الذي أحل لنا التصرف بها، عندما قبلنا عقد الزوجية.
س٩/ ما حكم المرأة التي تمنع زوجها من نفسها؟..
لا خلاف في أن من أهداف الحياة الزوجية: تحصين كل من الزوجين، من الوقوع في المحرمات الشهوية.. فإذا كانت المرأة تستنكف عن أداء الواجب الشرعي، والخضوع للزوج في هذا المجال؛ فمن الطبيعي أنه سيبحث عن البديل الآخر.. ثم إن من واجبات المرأة الأولية، أن تكون سكنا غريزيا للرجل.
س١٠/ ما هي ثمرة الحياة الزوجية؟..
هنالك ثمرتان: ثمرة دنيوية، وثمرة أخروية.
فأما الثمرة الدنيوية: هي الأنس: إذ أن طبيعة الإنسان، أنه يحتاج إلى أنيس موافق يفرج همومه، ولهذا -هذه الأيام- في السجون يستخدمون وسيلة السجن الانفرادي للتعذيب.. ومن هنا نلاحظ بأن الذين يتأخرون في سن الزواج بتعمد وترك السعي؛ فإنهم يصابون بحالة من حالات الهلوسة، والاضطرابات النفسية، وقد تصل إلى الجنون.
وأما الثمرة الأخروية: فهي البناء الأسري الأبدي: حيث أن الله تعالى يجمع يوم القيامة بين الزوجين في الجنة، فإذا كان الزوج أرقى منزلة من الزوجة، يرفع معه زوجته، وهكذا العكس.
س١١/ هل هناك نوع معين من الغضب الإلهي على الظلم في داخل الأسرة؟..
من المعلوم بأن الظلم ظلمات يوم القيامة، وخصوصاً إذا كان فيمن لا ناصر له إلا الله عز وجل.. إذ أن البعض قد يكون لها عشيرة، أو من يدافع عن حقها.. فالحذر الحذر من المرأة التي لا تشكو همها إلا لله تعالى!..
كما أن لي رجاء من كافة الأخوات، بأن لا يوكلوا أمر الزوج إلى الله، ليكن أي أسلوب في العقاب إلا الإيكال إلى الله تعالى؛ فإن غضب الله شديد، وإن من أعظم العقوبات الإلهية: أن يختم لهذا الإنسان الذي تجاوز الحد الإلهي في التعامل مع الزوجة بالخاتمةالسيئة، ويا لها من عقوبة!..
س١٢/ بعد أسبوعين ستبدأ امتحانات الثانوية العامة، فما هي نصيحتكم لنا في هذا المجال؟..
إن الذي يريد أن ينجح في أي مجال من حياته: في العمل، أو في الدراسة، أو في غيره.. عليه أن يجمع بين أمرين: أن يعمل بمقتضيات الأسباب العادية: من المراجعة الدائبة الجادة أولاً، وأن يستعين بالمسهل الرب سبحانه وتعالى: بقراءة بعض الأدعية في هذا المجال ثانياً.. وأنا أقترح قراءة هذا الدعاء عند المطالعة: (اللهم!.. أخرجني من ظلمات الوهم، وأكرمني بنور الفهم.. اللهم!.. افتح علينا أبواب رحمتك، وانشر علينا خزائن علومك، برحمتك يا أرحم الراحمين)!.. أي أن يعمل بمقتضى حديث الرسول (ص): (اعقلها ثم توكل).
ولا بأس أيضاً قبل الذهاب إلى قاعة الامتحان، أن يلتمس الطالب الدعاء من والدته للتوفيق، والأهم من ذلك ألا ينسَ الشكر للمولى -جل وعلا- عند الإتقان؛ فإن الشكر يزيده توفيقاً.
ملاحظة: هذا النص تنزيل لصوت محاضرة الشيخ حبيب الكاظمي فقط، ولم يمر بمرحلة التنقيح واستخراج المصادر بعد.