الطلبات القصوى في ليلة دحو الأرض

اعوذ بالله من الشیطان الرجیم

بسم الله الرحمن الرحیم

وأفضل الصلاة وأتم السلام علی اشرف الانبیاء وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین

ساعات اللیالی والایام، وایام ولیالی السنة فیها خصائص لا یطلع علی هذه الخصائص الا من أطلعهُ الله علیة هذا من الغیب، بركات اللیالی والایام لا تُعلم بالعقل العقل لا یدرك أن هذه اللیلة مثلا لیلة ممیزة أبصارنا تری تغلب اللیالی والایام طلوع الشمس وغروبها وبزوغ القمر وأفولة ولكن اسرار اللیالی والایام عند الله ورسولة واوصیاء رسولة ومن هذه اللیالی والایام في شهر ذی العقدة لیلة ویوم مرتبطة بدحوا الارض، الارض دُحیت في مثل ذلك الیوم والقرآن الكریم اشار الی هذه الحقیقة، والارض بعد ذلك دحاها، دحاها بمعنی الدحو هنا بمعنی البسط بسطها، الآن كیف بسطها؟ كانت كتلة ثقیلة ثم بسطها كالعجینة، الخبزة مساحتها أكبر من العجینة، ولكن بفارق أن العجینة مكثفة، ورب العالمین ألك هكذا بسط الارض ودحاها كما أحدنا یبسط العجینة فیجعلها كالخبز مثلا، المهم في فترة من فترات خلقة الارض رب العالمین دحا هذه الارض، في آیة اُخری والارض وما طحاها، الشمس وضحاها والقمر وما تلاها والنهار اذا جلاها واللیل اذا یغشاها والسماء وما بناها والارض وما طحاها، ایضا الطحو بمعنی بسط الشیء وهنا بین قوسین سریعین اشارة قرآنیة والشمس وضحاها هنا واو القسم والارض وما طحاها المتوقع أن تقول الآیة والارض ومن طحاها أی رب العالمین لماذا عُبر بما؟ الما یُستعمل لغیر العاقل من وما، والارض وما طحاها او قل بمعنی الذی والارض الذی طحاها لماذا لم یشر الی الله عزوجل مباشرةً؟ والارض والرب الذي طحاها لماذا لم یذكر هذا التعبیر؟ هنا العلماء یقولون المراد بما هنا الموصول بمعنی القوة الخارقة طبعا هذه القوة بید الله عزوجل، رب العالمین مسك السماوات والارض بفعل الجاذبیة اذاً الجاذبیة قوةٌ حافظة، إن الله یُمسك السماوات والأرض ولكن بفعل الجاذبیة، الجاذبیة وباقي قوی الطبیعة هي المدبرة ولكن بإذن الله عزوجل، المهم كلامنا في مسئلة دحوا الارض هذا الیوم الخامس والعشرین من هذا الشهر الحرام من اللیالي المباركة.

ماذا نعمل في مثل هذه اللیالی؟ اولا اللیلة الخامسة والعشرون من ذی القعدة لیلة الرحمة تنزل فیها الرحمة ولیلة اُمرنا فیها بالعبادة عندما نقول العبادة یعنی زیادة عن باقي اللیالي صلاة اللیل تصلیها في كل لیلة في مثل هذه اللیلة قُم بشیء جدید، في هذه اللیلة وُلد ابراهیم خلیل الرحمن وُلد فیها عیسی روح الله وفیها دُحیت الارض من تحت الكعبة الارض أنبسطت ولكن بدء الانبساط من أرض الكعبة وكأن الله عزوجل أول ما خلق من الارض وبدأ الانبساط من أرض الكعبة المشرفة، في روایة إن الله خلقهُ أی البیت العتیق قبل الارض ثم خلق الارض من بعده فدحاها من تحتة وعلماء الآخر كذا یقولون بأن أرض مكة من أقدم ما خلقةُ الله عزوجل وهذا الروایة تُبین هذه الحقیقة، ایضا في ذلك الیوم أی یوم دحوا الارض ایضاً هنالك اعمال، اول الاعمال الصیام هنالك أربعة أیام في السنة خُصت في الصیام ومنها ذلك الیوم، صیام ذلك الیوم یعدل سبعین سنة وقائل یقول لماذا هذه المضاعفة؟ الجواب ما نقولهُ في لیلة القدر، لماذا رب العالمین جعل لیلة القدر خیراً من ألف شهر؟ هذا تفضلٌ، في بعض الروایات أن الله عزوجل علم قِصر اعمار هذه الامة نوح لبث في قومهِ ألف سنة الا خمسین عاماً ونحن اعمارنا بین الستین والسبعین من بلغ الثمانین والتسعین یقولون هذا مُعمر، اذاً الاعمار قصیرة رب العالمین عوضها بلیلة القدر لطفاً بهذة الأُمة، لیلة واحدة خیر من أكثر من ثمانین سنة، صوم یوم دحوا الارض تعادل صیام سبعین سنة هذا عمر آدمی، كفارة لذنوب سبعین سنة یا لها مزیة! الناس غافلون عن هذه الهدایا.

خرج الامام الرضا علیه السلام في بما روي في یوم خمس والعشرين من ذی القعدة فقال صوموا، الامام یأمر بالصیام فإني أصبحت صائما، انظروا الی اسلوب الامام في تعلیم الاُمة قال صوموا فإني أصبحت صائماً ولم یذكر السبب الی أن سُئل قالوا لهُ جُعلنا فداك أی یوم هو؟ لولا السؤال لعل الامام لم یجب كأن الامام یرید أن یعلمهم لكل سؤال جواب، مادام السائل لم یسئل یُحرم العطیة، عندما سُئل قال یومٌ نُشرت فیه الرحمة! كما بُسطت الارض في ذلك الیوم ایضاً الرحمة نُشرت ودُحیت فیه الارض ونُصبت فیه الكعبة وهبط فیه آدم علیه السلام، اذاً الصیام من مستحبات ذلك الیوم وفي بعض الاخبار یستغفر لمن صامهُ كل شيء بین السماء والارض.

امیرالمومنین علیه السلام هؤلاء اصحاب حملة الاسرار قال إن أول رحمة نزلت من السماء الی الارض في خمسٍ وعشرين من ذی القعدة ومن صام ذلك الیوم وقام تلك اللیلة فلهُ عبادة مئة سنة صام نهارها وقام لیلها، اذاً القضیة مركبة من قیام اللیل ومن صوم النهار وأی جماعة اجتمعت في ذلك الیوم في ذكر ربهم عزوجل لم یتفرقوا حتی یُعطوا سُئلهم ولهذا تأسیاً بكلام امیرالمومنین من المناسب أن یكون الدعاء جماعی في ذلك الیوم لأن الامام یقول اجتمعت في ذلك الیوم أیما جماعة اجتمعت.

اذاً الصوم في النهار القیام في اللیل ثم الغسل في ذلك الیوم ایضا الاغسال تقریبا عنصر ثابت في الایام الممیزة من السنة وهناك صلاةٌ ایضاً تُصلی عند الضحی، الحمد مرة والشمس خمس مرات تُصلی عند الضحی وهناك عبارات تُقرأ بعد هذه الصلاة، اذاً في اللیل احیاء عبادةٌ في النهار صیامٌ في النهار غسلٌ في النهار صلاة وهناك دعاء مفصل ذكرهُ صاحب المفاتیح من أراد فليراجع هذا الدعاء الشريف.

اذاً اخواني اولا الدنیا فرص أعني الدنیا بعنوان مزرعة الآخرة فُرص، لولا الحدیث الذی ذكرناه هذه اللیلة الكثیرون كانوا یجهلون فضل ذلك الیوم وتلك اللیلة اذاً علینا أن نعلم اسرار اللیالی والایام، رحم الله صاحب كتاب المراقبات رحم الله الكفعی في كتابة رحم الله صاحب المصباح المؤمن عینةُ علی هذه المناسبات ليخرج منها بالمغفرة والرحمة رب العالمین كما لهُ في عالم الطبیعة ایام الربیع تزدهر فیها النباتات للارواح ایضاً ربیعٌ ومنهُ ما ذكرناهُ آنفاً.

كلمة اخیرة في المناسبات المهمة في السنة عندما تُحیی اللیل عندما تصوم ذلك النهار عند دحو الأرض مثلا لا تنسی الدعاء لفرج ولیك اجعل علی رأس حوائجك طلب فرج المولی لأحییت اللیل تلك اللیلة نزول الرحمة أختمه بدعاء الفرج صمت ذلك الیوم، عند مائدة الإفطار ایضاً لا تنسی الدعاء لة واعلم انك كما تحیی تلك اللیلة وذلك النهار! امام زمانك ایضا یحیی تلك اللیلة وذلك الیوم إن دعوة لفرجة هل تستبعد أن الامام یدعو لك ایضاً شتان بین دعائنا له وبین دعائهِ لنا.

اللهم لا تُنسنا ذكرهُ والدعاء له اللهم اجعلنا من الذاكرین له اللهم اجعل عامنا هذا عام النصر والفرج اهلك في عامنا هذا اعدائك واعداء ولیك ونبیك إنك علی كل شیء قدیر بلغ ارواح المومنین والمومنات الفاتحة مع الصلوات.