- ThePlus Audio
الطلاق بين العرف والشريعة
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
وأفضل الصلاة وأتم السلام على أشرف الأنبياء وسيد المرسلين محمد المصطفى وآله الطيبين الطاهرين.
قد نلاحظ حدوث المشاكل والمطالبة بالطلاق منذ الأيام الأولى أو الأسابيع الأولى بين الزوجين، وسنحاول في هذا الحديث أن نتحدث عن مناشئ الطلاق والحلول الممكنة.
سورة باسم الطلاق..!
إنَّ القرآن الكريم قد أفرد سورة كاملة باسم سورة الطلاق، وليس في القرآن سورة باسم سورة الزواج، لأن الزواج أمر فطري لا يحتاج إلى الحث كثيراً، وهي في الواقع سورة متخصصة في معالجة مسألة الطلاق وسنتناول بعض الآيات المهمة من هذه السورة في نهاية البحث. يختلف بعض المفسرين في أسماء السور القرآنية؛ هل هي توقيفية من الله عز وجل والنبي الأكرم (ص) أم أنها أسماءٌ تعارف عليها القراء وعلى كل حال هذه السورة تحتوي على مضامين حول الطلاق.
من هو الذواق وما هي موقف الروايات منه؟
والعنوان الأول من حديثي هو ما ورد في كتب الحديث عن النبي وآله (ع) أنهم قالوا: (إِنَّ اَللَّهَ لاَ يُحِبُّ اَلذَّوَّاقِينَ وَاَلذَّوَّاقَاتِ)[١]، و(لَعَنَ اَللَّهُ اَلذَّوَّاقَ وَاَلذَّوَّاقَةَ)[٢]، (إِنَّ اَللَّهَ يُبْغِضُ اَلْمِطْلاَقَ اَلذَّوَّاقَ). ونلاحظ الروايات الشريفة أنها استعملت ثلاثة تعابير هي: لا يحب ويبغض ولعن الله عن الإنسان الذواق؛ فمن هو الذواق؟ هو الذي يتزوج ويطلق بسبب المشاكل، ثم يفعل ذلك ثانية وثالثة ورابعة وهكذا، خاصة إذا كان يتمتع بوضع مالي واجتماعي جيد، وفي بعض الروايات أنَّ النبي قال عن رجل تزوج وطلق، ثم تزوج وطلق؛ لعن الله الذواقين وإن الله يبغض الذواق. وليس الحل أن ينوع الإنسان كل يوم أو كل سنة وفترة بامرأة جديدة دواماً كان الزواج أو منقطعا.
الطلاق في كبر السن..!
وحديثي هذا موجه للجميع، حتى أولئك الذين يعيشون الاستقرار العائلي في حياتهم، وللأسف قد رأينا بعض حوادث الطلاق بعد اشتعال الرأس شيباً، ويا لفضيحة الطلاق بعد سنين متقدمة وفي وسط عائلي واجتماعي محترم، وقد يحمل طلاق الشاب على النزوة أو التعرف على نساء أخريات؛ أما الكبير في السن الذي بلغ من العمر ما بلغ يقبح به أن يقول كلمة الطلاق، وإن كان الطلاق يقبح بالجميع على حد سواء، و(مَا مِنْ شَيْءٍ مِمَّا أَحَلَّهُ اَللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَبْغَضَ إِلَيْهِ مِنَ اَلطَّلاَقِ)[٣] وهو للكبير في السن أبغض وأبغض، وخصوصاً إذا كان هناك استقرار مبدأي وذرية صالحة.
وكم انحرف الأبناء نتيجة للمشاكل الزوجية؛ خصوصاً إذا كان الرجل متدينا ومن رواد المسجد والمآتم ومن أهل الخطبة فيها، فيرى الأبناء سوء تصرف الوالدين تجاه بعضهما البعض فينفر من الدين ومن أهل الدين.
الطلاق الروحي من أبشع صور الطلاق..!
وعندما نتحدث عن الطلاق؛ لا نتحدث عن طلاق المحاكم فقط؛ فمن الناس من يعيش الطلاق الروحي الذي هو أسوأ من الطلاق الرسمي، ولكن يمنعهم من الحياء والخوف وبعض الموانع القانونية عن الطلاق الرسمي، ومن أسوأ صور التعذيب أن يعيش الإنسان مع زوجته أو الزوجة مع زوجها مكرهين، يمنعهم الخوف والأولاد والفضيحة والمسائل المالية من الانفصال والطلاق، وقد سمعت البعض يقول: أنا لا أطلق لأنني ليست لدي إمكانية للزواج مرة أخرى، وفي الواقع هذه الحياة هي من أتعس أنواع الحياة والطلاق خير من هذه الحياة التي يعيش فيها المرء حالة الأزمة مع الطرف المقابل.
زيف شعار حرية المرأة في الغرب..!
ومن أسباب الاختلاف وجود أزمة في المفاهيم وهو سبب وجيه؛ إذ يعتبر بعض الرجال الزوجة كالأمة، وهذه نظرة جاهلية قديمة، وحدث ولا حرج عن الجاهلية التي كانوا يؤدون فيها البنات وينظرون إلى المرأة تلك النظرة القاتمة، وحتى هذه الحركة المنفلتة الحديثة في أوروبا التي عرفت بالنهضة الفرنسية لم تكن إلا ردة فعل من النساء على ما وقع عليهن من الظلم من قبل الرجال داخل المجتمع الأوروبي، ولا زالت المرأة أمة بيد الرجل إلى يومنا هذا ولكن بصورة محترمة وبشكل قانوني، وتدفع الأموال الطائلة لتعريتها واستخدامها كاداة لترويج السلع التجارية؛ فهي لا زالت مخدوعة في هذا المجال.
هل الروح ذكراً أم أنثى؟
إن الله سبحانه وتعالى يقول: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا)[٤]، ويقول: (أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَىٰ)[٥]، ويتبين من ذلك أنَّ الروح ليست ذكراً ولا أنثى، وإنما الأنوثة والرجولة من صفات البدن المادي، وإنما تشكيل المرأة ومعالمها وقابليتها للحمل هي أمور ترتبط بجسمها لا بروحها، وعندما يرد في القرآن النصف هو من باب القانون الاجتماعي وبعض المصالح التي يعلمها الجميع وهي أنَّ الإنفاق مسؤولية الرجل ولذلك أعطي الضعف.
الزواج من النساء أو اسرتقاقهن..!
وليس الزواج إلا عقد من العقود الملزمة؛ كعقود الشراكة والتوظيف، وليس استحلال للآخر وليست عملية غزو واسترقاق كمن يغزو الدول الكافرة ويسترق بعض النساء والإماء، إنما هي مسلمة مؤمنة قد جرى بينك وبينها عقد، وللمرأة حق في أن تشترط ضمن العقد أن يكون الطلاق بيدها ولكنني لا أنصح المرأة بذلك فليس ذلك من مصلحتها في شيء.
لا تنسى الرقابة الإلهية في تعاملك مع الزوجة..!
فلا ينبغي النظر إلى المرأة باعتبارها دابة لا سمح الله أو خادمة تعيش في المنزل ولكن تحت عنوان محترم، وقد ذكرنا في حديث سابق أن الروايات التي تؤكد على حرمة إيذاء المؤمن هي روايات تشمل كلا الزوجين أيضاً وتنطبق عليهم، فلا ينبغي ظلم الزوجة لأنها لا ناصر لها أو أنها غريبة أو مقطوعة الصلة بأهلها ولا ملجأ لها إلا الله عز وجل: (قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا)[٦] فالرقابة الإلهية خير ضمان للحياة الزوجية.
التأسي بالنبي الأكرم (ص) في الصبر على النساء..!
إنَّ الله عز وجل ابتلى النبي (ص) ببعض الزيجات غير الصالحة، ليكون في ذلك أسوة للمؤمنين، مع قدرة النبي (ص) على الزواج من أفضل نساء زمانه: (عَسَىٰ رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ)[٧]، وأنا على يقين أنَّ المجتمع المدني كان فيه من النساء ما يفضلن بعض زيجات النبي (ص)، فعلى سبيل المثال أم سلمة التي كانت كبيرة في السن حينما خطبه النبي (ص) وقد قالت أنَّ لديها ابنة وغيرة شديدة، فوعدها النبي (ص) بأنه سيتكفل ابنتها ويدعو الله أن يذهب عنها الغيرة، وكانت قد دعت الله عز وجل أن يبدلها خيراً من أبي سلمة ولم يكن يخطر في بالها أن النبي (ص) سيتقدم لخطبتها.
وينبغي التعامل مع المشاكل الزوجية كسائر المشاكل التي تعترض الإنسان، فيتعامل مع المشكلة تعامله مع المشكلة فيما لو كانت مع رب العمل أو الشريك، وفي هذه الحالة يحاول أن يستوعب جميع الزوايا القانونية لكيلا يقوم بعمل ينقلب عليه في نهاية المطاف أو يرتد عليه سلبا.
تكبير التوافه..!
والسبب الثاني هو تكبير التوافه من الأمور؛ كإحداث مشكلة على طعام أو شراب أو مشوار أو ثوب أو طلب المال في غير وقته؛ كأن يكون الرجل في ضائقة مالية ولديه شيكات مرتجعة وقد قدمت عليه الشكاوى في المخافر، فيطلب من الزوجة الصبر والإمهال فلا تستجيب مما يجعله ينفجر في وجهها، ومن الممكن أن يمد يده عليها أيضاً.
كيف تسيطر على غضبك؟
ورويات أهل البيت لم تغادر صغيرة ولا كبيرة إلا وبينتها، ومن ذلك ما ورد في كيفية السيطرة على الغضب؛ وأنه ينبغي التوضؤ عند الغضب، أو تغيير الموضع بالخروج من الغرفة أو المنزل أو الذهاب إلى المسجد أو للبحر أو أن يستحم وما شابه ذلك، والمهم أن يغير الإنسان الأجواء الذي يعيش فيها، وقد يقفل البعض الباب على زوجته ويطلب منها التحدث حالاً في المشكلة والحال أنه بفعله هذا قد أصبح الجو متوتراً وليس ثمة مجال للتفاهم والنصيحة.
تأثير الخلافات الزوجية على العبادات..!
وعلينا أن ننتبه إلى أن الشيطان في بعض الروايات يصعد إلى السماء فرحاً عندما يلقي العداوة بين مؤمن ومؤمنة، ويعتبر ذلك من إجازاته المهمة، ولقد قلت مراراً أن المؤمن يحتاج إلى جو هادئ ونفسية منشرحة لممارسة العبادة بشكل سوي؛ فهل ستستوعب الخطبة في يوم الجمعة وأنت في معركة مع زوجتك؟ هل ستعلم ما تقول في صلاتك؟ وكيف سيكون الأمر في ليلة القدر المباركة وليلة الرغائب والمنتصف من شهر شعبان وأنت تعيش التوتر العائلي؟
اقطع النزاع من أوله..!
ولهذا بعض المؤمنين لا يدع مجالاً للنزاع فيقطعه من أوله ويقول: أنا رهن إشارتك ولكن دعيني وشأني فأنا رجل مشغول بآخرتي ولدي التزامات مع الناس، وإذا لم يجد المرء السكون في البيت الذي هو محل السكون والهدوء؛ فأين يجد ذلك؟
حفظ الأسرار الزوجية
وينبغي على المرأة أن تحفظ أسرار البيت فلا تهرع إلى الأم أو الأخت أو الأخ عن حدوث أول مشكلة بينها وبين زوجها، ولا يرى الرجل أن المرأة قد أخبرت أمها وأختها فحسب بل يظن أن الخبر قد تفشى في الجرائد والصحف ولكن الأمر كما يقول الشاعر :
كل سر جاوز الاثنين شاع كل علم ليس في القرطاس ضاع
وعلى كل حال على المرأة أن تصبر ولا تشكو بثها وحزنها إلى كل من هب ودب وخاصة النساء؛ فالأم عاطفية وسرعان ما تتصل بالزوج وتقول له: أنت كذا وكذا، فتفتح له جبهة أخرى مع أم الزوجة أو العكس، أن تفتح جبهة مع أم الزوج، وهناك توتر تاريخي بين أم الزوج والعروس كما هي العادة؛ فينبغي احتواء المشاكل وتغليب العقل والتريث في الأمور قد الاستطاعة.
وفي بعض الأوقات أرى بعض الفسقة من الناس لديهم عقل وهدوء ورزانة تفوق بعض المؤمنين وهم أنجح منهم في حياتهم الزوجية، وللأسف الشديد – وأتمنى أن يكون الأمر خاطئاً – قد يكون سوء المعاملة في أوساط المؤمنين أكثر من غيرهم، وقد يكون السبب أن المؤمن ممنوع ومحروم من بعض الممارسات إلا أن الفاسق يخون صبح مساء وعندما يأتي إلى المنزل يعلم بنفسه ما فعل؛ فيسكت عن الزوجة ويتحمل.
ويرى المؤمن بما أنه لا يتجاوز الحدود في الخارج فينبغي أن تطيعه الزوجة في كل شيء؛ فأي عمل يصدر من الزوجة يوتره، وينبغي للمؤمن أن يصبر ولا يمن على الله ورسوله أنه ممسك نفسه عن الحرام فيصب جام غضبه على المرأة المسكينة في المنزل.
غض البصر وقياس الزوجة بغيرها من النساء
ومن النقاط المهمة والمؤثرة في الفساد العائلي هو عدم غض البصر، وعلى كل حال فإن للإنسان طبيعة قياسية فهو يقيس كل امرأة يراها في الشارع بزوجته، ولهذا يقول القرآن الكريم: (وَلَا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ)[٨]، وإياك أن تتمنى زوجة فلان لأنك سمعت أنها أجمل أو أفضل أو أعلم أو أفقه أو ما شابه ذلك، ولا يجوز أن ينظر إلى زوجته نظرة ازدراء لأنه رآى من يفوقها حسناً وكمالاً.
وإنما لكل لرجل وامرأة ما قدر لهما، وإن لم يكن الرجل قد تزوج بزوجة مثالية؛ فالمرأة كذلك لم تتزوج بالرجل المثالي؛ فلا هي وجدت فيك أفضل رجل في العالم ولا أنت رأيت فيها أفضل امرأة في العالم.
وعلى الإنسان أن يحترس في مقام العمل عندما يرى من النساء ما يفقن زوجته جمالاً، ولا أخفيكم سراً أن بعض النساء في الواقع هي سهم من سهام إبليس، وقد تكون هذه المرأة كبيرة في السن ومتزوجة وقد تكون من الفئات غير المرغوب فيها؛ إلا أنَّ لها جاذبية كالمغناطيس توقع في شباكها الرجال من أول نظرة وهذا ما يسمى بالملاحة في علم الجمال، وقد تميل في لونها إلى السمرة ولكنها مع ذلك تفتح قلوب بعض الرجال.
وقد ينظر الإنسان إلى المئات فلا يتأثر بها؛ إلا أنَّ نظرة واحدة قد توقعه في الفخ وقد نقلي لي أحدهم أنها رأى امرأة أجنبية ذات يوم في شارع ولا زالت صورتها عالقة في ذهنه؛ فتأتيه الصورة حتى في صلاته، والحال أنها نظرة عابرة لامرأة عابرة وانتهى كل شيء إلا أنَّ القلب تعلق وعشق وكما يقول الشاعر:
علق القلب الربابا بعد ما شابت و شابا[٩]
وعندما سئل الإمام (ع) عن العشق قال – وقد ظن بعض العلماء أن كلمة العشق غير متداولة في الروايات – (قُلُوبٌ خَلَتْ عَنْ ذِكْرِ اَللَّهِ فَأَذَاقَهَا اَللَّهُ حُبَّ غَيْرِهِ)[١٠]، ولا ريب أن يحل في القلب حب النساء المحرمات عندما يخلو القلب من ذكر الله عز وجل، وهذه عقوبة من الله سبحانه، ولهذا أرى بعض النساء تتصل بي وتقول: ما بال أزواجنا يعشقون من النساء ما لا يقسن بنا جمالاً ولا كمالاً؟ ولا أعلم ما هو السبب، هل هو انحراف في المزاج والذوق؟ أن يدع الرجل الزوجة المطيعة المؤمنة الجميلة ويتشب بالموظفة أو الخادمة.
ولا عجب من قلب خلى عن ذكر الله عز وجل أن يبتلى بذلك، ولهذا نرى الفاسق يترك العصير المحلل ويشرب الخمر، ويترك الزواج ويزني، ويترك البيع ويعمل بالربا.
الاختلاط المحرم والخلافات الزوجية
وبحمد الله في بعض دول الخليج هناك حواجز بين الرجل والمرأة في المنازل؛ ففي الزيارات العائلية تدخل المرأة إلى جهة مخصصة للنساء؛ هذا إن كان البيت واسعاً، وفي الحقيقة من سعادة المرء سعة بيته؛ ففي البيت الذي فيه غرفة للطعام وغرفة للعب وما شابه ذلك لماذا لا تكون هناك غرفة خاصة لاستقبال النساء؟ حتى لا يضطر الإنسان أن يجلس مع نساء الآخرين اللواتي قد يكنَّ على حالة غير مناسبة، فقد يصطحب المؤمن زوجته معه ولكنها لا تكون بمستواه من الإيمان وقد تكون سافرة أو لا ترتدي الحجاب المناسب، أو تكون متزينة وتجلس بتلك الحال أمام الرجال، فهل هذا عمل شرعي؟ هل الشرع يقر هذا الاختلاط؟ وليكن العذر ما يكن.
وينبغي أن ينبه صاحب البيت في أن يفصل النساء عن الرجال، فلكلٍ حديثه وعالمه؛ فللرجال الأسهم والأموال وما شابه ذلك، وللنساء الطبخ والخياطة وأمثال ذلك، فما هو الجامع المشترك بينهم؟
وقد رأينا بعض الشكاوى كانت ناتجة عن هذه الزيارات، فيرى الرجل أو ابنه في إحدى الزيارات ابنة الزائرة أو الزائرة نفسها فيقع في قلوبهما ما يقع، وعادة ما يكتم الإنسان العشق حياءً؛ فتمشي الأيام وإذا بهما قد قطعا مرحلة طويلة للوصول إلى ما يريدان.
دور الأفلام والمسلسلات في تدمير الأسرة
إنَّ مشاهدة الأفلام قد تكون من أسباب الخلاف والشقاق، وإذا كانت المرأة تغار على زوجها؛ ينبغي لها أن تغار عليه من مشاهدة الأفلام الخليعة كما تغار عليه من النساء في الشوارع، ولتحاول منعه عن هذا المنكر الذي يمارسه الرجل؛ ففي النهار النظر إلى النساء في الشوارع وفي الليل الأفلام والمسلسلات، ولتعلم أن الحب إذا دخل قلبه فأول المتضررين ستكون هي وسيزهد الرجل فيها؛ فإن لم تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر لله عز وجل؛ فلتفعل ذلك لأجل مصلحتها الشخصية، فإذا ما أراد أن ينظر إلى مسلسل أن تلهيه بالكلام أو الطعام أو أي شيء آخر لتصرفه عن مشاهدتها.
ومن البلاء وجود هذه الفضائيات المنتشرة في كل مكان، يقول سبحانه: (ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ)[١١]، وأنا أضيف الفضاء أيضاً، وهذا الفضاء النظيف الذي هو معراج الملائكة أصبح هذا وضعه، وأرى بعض المؤمنين يجلسون أمام التلفاز ساعة وهو يقلب البرامج ولا يستفيد ولا يسمع ولا يتعظ منها ولا يبحث عن فضائية نافعة ولا هم له غير اللعب.
عدم الاختيار المناسب من أسباب الاختلاف بين الزوجين
ومن الأسباب عدم الاختيار المناسب، فهذه بنت الجار وتلك ابنة العم وهذه زميلة العمل والدراسة وهذه مسماة لنا ولا أعلم كيف تسمى طفلة صغير لطفل صغير، أو تسمى البنت الفلانية للولد الفلاني؟ ما هذه التسميات؟ وعلى الشباب أن يحذفوا كل العناصر الجانبية ويعلموا أنهم لن يعيشوا مع هذه العناوين وإنما سيعيشون مع البنت نفسها وعليه ينبغي النظر إلى واقع هذه البنت ثقافة وإيماناً.
وعلى الآباء أن ينتبهوا إلى أنَّ الشباب ليست لهم تجارب في الحياة فلو رأى الشاب فتاة جميلة حلوة الكلام وتخضع له بالقول قليلاً سيقدم عليها وهنا يأتي دور الأب في توعية الأبناء، وقد قلنا مراراً أنَّ المرأة كالمحارة المغلقة لا يدرى ما بداخلها إلا من خلال التجربة أو علم الغيب.
وينبغي توخي الدقة في الاختيار منذ البداية، ولهذا على المؤمن أن يجتهد في الدعاء؛ فإنَّ من أفضل النعم على العبد بعد الإيمان هي الزوجة الصالحة، وليكن دعاء الإنسان في ليلة الرغائب وليلة القدر وفي المشاهد المشرفة بعد الدعاء بالفرج والدعاء بالاستقامة في الإيمان أن يدعو الله أن يرزقه زوجة الصالحة.
التوسعة على العيال
إنَّ من أسباب الاختلافات الزوجية هو العامل الاقتصادي، وعلى الزوج في حال تمكنه أن يصرف أموالا أكبر على ما يطيب له في سفراته الخاصة وأن يشبع زوجته بالمستوى الشرعي من طلبات وثياب وطعام وما شابه، ولا بأس أن يطيب قلب الزوجة بمنحة أو حج أوعمرة في أيام رجب وأيام الحج، وعلى كل حال فإن التوسعة على العيال من موجبات تثبيت الحياة الزوجية.
التهديد بالطلاق..!
إن هناك من النساء من تهدد الزوج بالطلاق في أول مشكلة تحدث بينهما وكأنه السلاح المخيف الذي ترفعه في وجه الزوج وقد لا تريد من ذلك إلا تخويف الزوج وهذا ليس في صالح المرأة، علينا أن نتحاشى طلب الطلاق الذي يريق ماء الوجه؛ فلا يُطلب الطلاق إلا في المحاكم بعد أن بلغ الأمر ما بلغ وصمم الزوجان على الطلاق، أما التهديد بالطلاق من قبل الزوج أو الزوجة لا يصب في مصلحة أحد منهما، وقد قال الله سبحانه: (فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ)[١٢].
لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا..!
والآن استعرض الآيات التي تناولت موضوع الطلاق؛ فما قلنا آنفاً لم يكن سوى تحليل بشري، يقول سبحانه: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ)[١٣] إلى آخر الآية، وقد تأملت هذه الفقرة من سورة الطلاق، وحقيقة ذهلت من دقة الشريعة وحنان الشريعة وسماحة الشريعة، يقول سبحانه: (لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ)[١٤]، أي لا تخرج المرأة المطلقة في أيام العدة من المنزل؛ بل هيئ لها منزلاً وسكناً يليق بها، وأنت أيتها المرأة المؤمنة لا تخرجي من البيت من دون إذن الزوج وراعي الزوج وإن كنت مطلقة، وعلى الزوج أن لا يظلمها ولا يحرمها من النفقة المناسبة في هذه الأيام، إلى أن يقول سبحانه: (لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَٰلِكَ أَمْرًا)[١٥]، وينقل هنا صاحب الميزان رواية بضرورة تزين المرأة للرجل في هذه الأيام، عند مجيء الزوج لزيارة الأطفال أو اجتماعهما لبعض المشاورات القانونية لحين الطلاق النهائي، فقد تغري الزوج ويتراجع عن قراره بالطلاق.
أيام العدة وانتهاز الفرصة الأخيرة..!
وقب العبد بين إصبعين من أصابع الرحمن فقد يلين الله قلبيهما كما ألان قلب الطاغية الحجاج الذي أصبح مضرب المثل في القتل وسفك الدماء على ذلك العبد المظلوم، وهناك أمل كبير في أيام العدة وهي أيام مهمة بالنسبة للمرأة التي لا تعلم ما معنى الطلاق بخلاف الرجل الذي يستطيع أن يتزوج حتى في أيام العدة، فعندما تعيش الضغط الاجتماعي وهجران الزوج والأطفال وتعيش المستقبل المبهم قد يكون كل ذلك سبباً في رجوعها إلى الزوج، وأنا أوصي الزوجة في أيام العدة أن تثير بعض الموضوعات والرجل كذلك يبعث بعض الإشارات والرموز؛ لعل الله عز وجل أن يفتح القلوب ويجمعها.
بهذه الكلمات البسيطة ارجعا إلى حياتكم الزوجية..!
وعلى الزوجين أن يتخذا القرار المناسب؛ إن لم يكن كل ما ذكرنا نافعاً: (فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ فَارِقُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ)[١٦]، وقضية رجوع الزوجين إلى بعضهما قضية بسيطة؛ فيذكر في الرسالة العملية أنَّه تعود المرأة إلى الزوج بخلع حجابها أو مصافحتها أو قوله لها راجعتك ورجعتك إليك، بهذه الكلمات والأفعال البسيطة تعود المرأة زوجة له.
قد تكون سعادة الزوجة بعد الطلاق..!
وقد ذكرت هذه الآية المعروفة في سياق الطلاق: (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا* وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ)[١٧]؛ إما أن يرزق المؤمنة المظلومة زوجاً صالحاً، كما رأينا أن بعض المطلقات سعدت في حياتها بعد الطلاق. ونرى في نهاية الآية قوله سبحانه: (وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ ۚ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا)[١٨]، وهذه الآية من غرر الآيات القرآنية ويتوقف المفسرون عندها كثيرا لما تحتويه من المعاني السامية.
الإنفاق في أيام العدة والحمل
ويقول سبحانه في موضع آخر من هذه السورة المباركة: (أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنْتُمْ مِنْ وُجْدِكُمْ وَلَا تُضَارُّوهُنَّ لِتُضَيِّقُوا عَلَيْهِنَّ)[١٩]؛ أي لا تضيقوا على المرأة في أيام العدة وأنفقوا على الحوامل منهن حتى يضعن حملهن، ثم تبين الآية الموقف في أيام الرضاعة: (فَإِنْ أَرْضَعْنَ لَكُمْ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ)[٢٠]، وهذه المرأة قد أنجبت لك ولداً؛ فأعطها أجرتها، ثم تكمل الآية الشريفة: (وَأْتَمِرُوا بَيْنَكُمْ بِمَعْرُوفٍ)[٢١]، ويقال في اللغة ائتمروا؛ أي يكون الجو بينكم جو الأمر بالمعروف، الأمر بالمعروف في أجواء الطلاق والعدة وما شابه ذلك.
اتقوا الله بعد الطلاق..!
وملخص الآيات الشريفة هو الالتفات إلى الرقابة الإلهية والعدل في الكلام والدقة في التعبير واتخاذ المواقف العقلائية الحكيمة، والإنسان المطلق هو إنسان غضبان ومتوتر وعنده ما عنده، ولذلك على الزوجان أن يضبطا أنفسهما بعد الطلاق فلا يفتحا ملف بعضهما البعض ويكشفان الأسرار من باب تبرير الموقف، فما هو الموقف الشرعي تجاه الغيبة والفضيحة وكشق الأسرار؟ نحن نعلم أنَّ المتجاهر بالفسق تجوز غيبته، فهل تجوز غيبة الزوج أو الزوجة التي ارتكب منكراً أو معصية في ظلمة الليل البهيم؟
نعم قد يكون ذلك مبرراً أمام القاضي أو أمام العالم من باب رفع المظلومية، وينبغي أن يقول الزوجان بكل أدب أن القضية انتهت بينهما ووقع الطلاق وتراضى الطرفان، فلا يحق لأحد أن يتكلم على أم عيالي أو والد العيال؛ فلماذا الإصرار على متابعة القضية حتى بعد مرور السنوات على الطلاق وحتى يصل الأمر إلى أن يتصل الزوج بمن ينوي الزواج من طليقته ويقول له احذر من كذا وكذا؛ فإن كانت المرأة تصلح لهذا الرجل فلماذا يتم منع الزواج بهذه الصورة؟ وقد يكون العكس بأن تقدم مجموعة من النساء ببث الشائعات حول هذا الرجل المسكين لكيلا يتزوج مرة أخرى.
أسماء بنت يزيد الأنصارية، وافدة النساء إلى النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله)
وينبغي أن نراعي التقوى في مسألة الطلاق بحذافيره، وأختم الحديث برواية عن النبي الأكرم (ص) وهذا الحديث لصالح المؤمنات بل هو لصالح المؤمنين والمؤمنات؛ إذ أنَّ الأحكام الشريعة هي لصالح الجميع، تقول الرواية أنَّ أسماء بنت يزيد الأنصارية أتت النبي (ص) وقالت: (بِأَبِي أَنْتَ وَ أُمِّي يَا رَسُولَ اَللَّهِ أَنَا وَافِدَةُ اَلنِّسَاءِ إِلَيْكَ، مَا مِنِ اِمْرَأَةٍ يَبْلُغُهَا مَسِيرِي هَذَا إِلَيْكَ إِلاَّ سَرَّهَا ذَلِكَ، يَا رَسُولَ اَللَّهِ)[٢٢]، ولا حياء في الدين أن تراجع المرأة أهل الحل والعقد وأهل الاختصاص فتبين لهم بصورة واضحة أمرها، فليس ثمة حياء في الحكم الشرعي.
وهنا النبي (ص) بين أصحابه وتأتيه امرأة بكل أدب تخاطبه بأبي أنت وأمي وتناديه يا رسول الله وهي عبارة مؤدبة وتقول أنها موفدة النساء؛ أي لست وحيدة بل أنا المتكلم الرسم باسم النساء اللاتي أوفدنني، ويبدو أن المرأة كانت تتمتع باحترام كبير في أيام النبي (ص) في المدينة؛ فهي وافدة النساء وتدخل على النبي (ص) وهو بين أصحابها وتتكلم بحقوقها، ثم قالت: (واعلم – نفسي لك الفداء – أنه ما من امرأة كائنة في شرق ولا غرب سمعت بمخرجي هذا إلا وهي على مثل رأيي)[٢٣]، واعلم كلمة فيها تطاول لذلك عوضتها بقولها نفسي لك الفداء، وتقول أن النساء لو اجتمعن وسمعنا كلامي هذا سوف يؤيدنه في الشرق كن أو في الغرب.
وفي الحقيقة يرى الإنسان كيف أوصل الإسلام المرأة إلى هذه الدرجة بعد الجاهلية التي كانوا يأدون البنات فيها ولا وزن للمرأة فيها، وأنا أنتعش من حسن كلامها وبلاغتها: (إن الله بعثك بالحق إلى الرجال والنساء، فآمنا بك وبإلهك الذي أرسلك، – أي نحن مؤمنات كذلك – وإنا معشر النساء محصورات مقصورات، قواعد بيوتكم ومقضى شهواتكم – متى ما أراد الرجل يأتي ويقضي شهوته – وحاملات أولادكم، وإنكم معاشر الرجال فضلتم علينا بالجمعة والجماعات وعيادة المرضى وشهود الجنائز والحج بعد الحج، – فيحج الرجل بين فترة وأخرى والمرأة المسكينة لم تذهب إلى الحج في حياتها – وأفضل من ذلك الجهاد في سبيل الله، – فأنتم مجاهدون تدخلون الجنة بفضل الجهاد – وإن الرجل منكم إذا خرج حاجا أو معتمرا أو مرابطا حفظنا لكم أموالكم، وغزلنا لكم أثوابكم، وربينا لكم أموالكم – وكانت المرأة آنذاك هي التي تخيط ثياب الرجل وترعى البقر والمواشي في غيابه – فما نشارككم في الأجر يا رسول الله؟
فالتفت النبي (صلى الله عليه وآله) إلى أصحابه بوجهه كله ثم قال: هل سمعتم مقالة امرأة قط أحسن من مساءلتها في أمر دينها من هذه؟ – هل رأيتم مثقفة كهذه؟ – فقالوا: يا رسول الله ما ظننا أن امرأة تهتدي إلى مثل هذا! – وهذا بيان جميل ومؤدب من النبي الأكرم (ص) وهنا الصحابة كانوا متعجبين من هذه المرأة ولم يكونوا يظنون أن نساء المدينة يخرج منهن هذا المستوى وأنا أقول: أنَّ طريق التفقه مفتوح أمام الجميع وبإمكان المرأة أن تفوق الرجل في معالم دينها وعبادتها وخاصة في البيئة المغلقة التي يكثر فيها مجال المطالعة والترقي؛ فليس ثمة مشاكل المجتمع والسوق وما شابه ذلك ومن المؤسف أن تعيش المرأة في هذه الأجواء ولا تتقدم في أمر دينها – .
فالتفت النبي (صلى الله عليه وآله) إليها ثم قال لها: انصرفي أيتها المرأة، وأعلمي من خلفك من النساء – ولا نعلم إن كان النساء ينتظرنها خلف باب المسجد أو المراد أخبريهن عندما ترجعين إلى البيوت – أن حسن تبعل إحداكن لزوجها وطلبها مرضاته واتباعها موافقته يعدل ذلك كله – أنتن تحسدن الرجال على الحج والجماعة والجمعة والجهاد والعمرة؛ عليكن جهاد واحد وهو حسن التبعل فيكون الرجل هماً من همومها والحديث المعروف الذي يقول: (لَوْ كُنْتُ أَمَرْتُ أَحَداً أَنْ يَسْجُدَ لِأَحَدٍ لَأَمَرْتُ اَلمَرْأَةَ أَنْ تَسْجُدَ لِزَوْجِهَا)[٢٤]؛ فالرجل له وزنه في الحياة ووجوده والله سبحانه وتعالى يرضى لرضى الزوج ويغضب لغضبه – فأدبرت المرأة وهي تهلل وتكبر استبشارا – فلم تنزعج بل تلقت الأمر بكل رحابة وسرور؛ فعلى الرجال وظائف كثيرة وعلى المرأة وظيفة أساسية واحدة وهي حسن تبعلها).
[٢] تفسیر البرهان ج٣ ص٣٤٧.
[٣] الکافي ج٦ ص٥٤.
[٤] سورة الروم: ٢١.
[٥] سورة آل عمران: ١٩٥.
[٦] سورة المجادلة: ١.
[٧] سورة التحريم: ٥.
[٨] سورة النساء: ٣٢.
[٩] الوليد بن عقبة الملعون.
[١٠] الأمالی (للصدوق) ج١ ص٦٦٨.
[١١] سورة الروم: ٤١.
[١٢] سورة البقرة: ٢٢٩.
[١٣] سورة الطلاق: ١.
[١٤] سورة الطلاق: ١.
[١٥] سورة الطلاق: ١.
[١٦] سورة الطلاق: ٢.
[١٧] سورة الطلاق: ٢-٣.
[١٨] سورة الطلاق: ٣.
[١٩] سورة الطلاق: ٦.
[٢٠] سورة الطلاق: ٦.
[٢١] سورة الطلاق: ٦.
[٢٢] ميزان الحكمة ج٤ ص٢٨٦٩.
[٢٣] ميزان الحكمة ج٤ ص٢٨٦٩.
[٢٤] مستدرك الوسائل ج١٤ ص٢٣٧.
هاشتاغ
خلاصة المحاضرة
• إنَّ القرآن الكريم قد أفرد سورة كاملة باسم سورة الطلاق، وليس في القرآن سورة باسم سورة الزواج، لأن الزواج أمر فطري لا يحتاج إلى الحث كثيراً، وهي في الواقع سورة متخصصة في معالجة مسألة الطلاق وهنا يتبين خطورة الأمر..!
• إن الطلاق أمر قبيح في جميع الأحوال إلا أن الطلاق عند كبر السن أقبح بكثير؛ إذ أنه قد يمكن التبرير للشاب أنه يبحث عن أخريات جميلات ولكن ماذا نقول عن الكبير في السن الذي بلغ من الكبر عتيا وله من الذرية ماشاءالله..!
• من الناس من يعيش الطلاق الروحي الذي هو أسوأ من الطلاق الرسمي، ولكن يمنعهم من الحياء والخوف وبعض الموانع القانونية عن الطلاق الرسمي، ومن أسوأ صور التعذيب أن يعيش الإنسان مع زوجته أو الزوجة مع زوجها مكرهين، يمنعهم الخوف والأولاد والفضيحة والمسائل المالية من الانفصال والطلاق.
• إن الحركة الحديثة في أوروبا المعروفة بالنهضة الفرنسية لم تكن إلا ردة فعل من النساء على ما وقع عليهن من الظلم من قبل الرجال داخل المجتمع الأوروبي، ولا زالت المرأة أمة بيد الرجل إلى يومنا هذا ولكن بشكل محترم وقانوني؛ فتدفع الأموال الطائلة لتعريتها وجعلها أداة لترويج السلع التجارية
• إن الروايات الكثيرة التي تؤكد على حرمة إيذاء المؤمن متوجهة بالدرجة الإولى إلى الزوج والزوجة؛ فعليهما الالتفات إلى هذه النقطة إن إيذاء أي واحد منهما للآخر هو بمثابة إيذاء المؤمن الذي يعاقب الله عليه أشد العقاب..!
• إنَّ الله عز وجل ابتلى النبي (ص) ببعض الزيجات غير الصالحة، ليكون في ذلك أسوة للمؤمنين، مع قدرة النبي (ص) على الزواج من أفضل نساء زمانه: (عَسَىٰ رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ).