- ThePlus Audio
أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین
القرآن الکریم یذکر صورتین حالتین من حالات بني آدم حالة تمني نعم الغیر وحالة زوال ما هو فیه من البلاء الانسان اما أن يعيش في محنة واما أن یعیش في نعمة اذا رأيت نعمة على أحدٍ لا تتمنی ما اعطاه رب العالمین ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضکم علی بعض طبعا لیس هذا بمانع أن تسال الله من فضله لعل والله العالم هذه الآیة ناظرة الی حالة التحاسد انسان مثلا یری زوجة أخيه صاحبه زوجة منسجمة معه ذات کمال وجمال مثلا لا یتمنی هذه المرأة یقول یارب إن کان أعزباً یقول یارب زوجني أقرني بزوجة صالحة وإن کان متزوجاً یسئل الله عزوجل البرکة فیها وفي ذریتها اذاً الانسان المؤمن عینه لا تمتد الی متاع الآخرین ولعله ما اعطي فلان من موجبات طول الحساب یوم القیامة بعض الفقراء یوم القیامة یشکر الله علی نعمة الفقر لئن الله عزوجل یسهل حسابه وبعض الأغنیاء یتمنی الفقر في الدنیا عندما یر المداقة في حسابه الحساب متناسب مع النعم التي اعطیت للعبد وفي المقابل الانسان تمر علیه المحن والبلایا بعض الناس بمجرد أن تسئل عن حالا بلا مناسبة یذکر لك قائمة مما هو فیه من البلاء هذه حالة غیر قرآنیة نبي الله یعقوب قال انما أشكوا بثي وحزني الی الله انما أدات حصر لو أن یعقوب النبي بث حزنه وشکواه الی کل اهل مصر وفلسطین بلاد الشام تلك الایام من کان ینجي ولده یوسف؟ رب العالمین قیض له سیارة عندما القي في الجب حیث قالوا یا بشری هذا غلام اذاً رب العالمین هو الذي أنقذ یوسف من ظلمات الجب وجعله بعد العبودية ملکا، اذاً هذا شعار ینبغي أن نتبتاه انما أشكوا بثي وحزني الی الله نعم بث الشکوی الی المؤمن راجح لو کان بیده شيء لو أردت أن تسترشده عندما تذهب للمحامي تبث شکواك لئن هذا وظیفته مثلا الدفاع عن المظلومین إن کان ذلك دائما المهم اذا من شکی الحاجة الی مؤمن فکأنما شکاها الی الله ومن شکاها الی کافر فکأنما شکی الله شکی یتعدی بإلی أمر محمود ویتعدی بدون الی أمر مذموم شکی الله أين وشکی الی الله أين؟ حتی المؤمن انا لا أری هذا راجحاً أن یبث الانسان شکواه الی من لیس بیده حل ما الفائده؟ الا اللهم أن تفرغ ما في نفسك أکثر من هذا لا تحصل علی خیر یقول علیه السلام اجعل شکواك الی من یقدر علی غناك عبارة فیها سجع یقول اجعل شکواك الی من یقدر علی غناك أن یغنیك رأيت مستجدیاً یمد یده الی مستجد مثله؟ هذا أمر مضحك اذاً لا تبث الشکوی الا الی من یقدر علی غناك ولهذا لو راجع المؤمن طبیباً لما کان ملوماً اما تذکر ما في جوفك من الأمراض الخفیة لإنسان لیس بطبیب ما الفائدة من هذه الشکوی؟ ولهذا من کنوز البر کتمان الوجع مرة هناك جرح في رأسك یراه کل احد ومرة وجع في الداخل ما لك وذکر هذا الوجع لغیر الطبیب؟ اذاً هذه القاعدة العامة أشكوا بثي وحزني الی الله واعلم من الله ما لا تعلمون!.
کلمة أخيرة الذي یقدم علی عمل علی تجارة ثم یقول یارب خرلي وأختر لي هذه تسمی استخارة الاستخارة المتفق علیها عند الکل هو طلب الخیر والا هذه الخیرة المعروفة عندنا فيها کلام الآن دأب علمائنا العمل بها ولکن المتفق علیه عند الکل طلب الخیر بعد هذه المقدمة ننظر الی ما هو جزاء من أستخار الله عزوجل ثم لم یرضی بخیرة الله عزوجل.
امامنا الصادق علیه السلام سُئل سئوالاً طریفاً في محله؛ عن أبغض الخلق الی الله لو سُئل غیر الامام الصادق علیه السلام لما أجاب اما امامنا متصل ببحر النبوة سُئل عن أبغض الخلق الی الله عزوجل قال من یتهم الله! احدنا یتهم مثلا ظالماً یتهم انساناً مقصراً رأيت انساناً مقلداً یتهم مرجعه مثلا؟ فکیف بالله عزوجل انسان یتهم الله یعني تهمة کلام غیر صحیح ینسبه الی الله عزوجل نحن نعلم عقاب الغیبة والأعظم من الغیبة التهمة فکیف اذا کانت التهمة الی الله عزوجل؟ قال السائل قلت أحد یتهم الله یعني هذا غیر معقول؟ قال نعم من أستخار الله فجائته الخیرة بما یکره فیسخط فذلك یتهم الله تطلب من الله الخیر في هذه الزیجة في هذه التجارة في هذه المعاملة فتری ما لا یرضیك اذا سخطت الله عزوجل أو سخطت علیه فأنت متهم له، تزوجت امرأة قلت یارب إمنحني خیرها خر لي فیها الآن شاءالله عزوجل أن یمنحك طفلا مثلا معوقاً منها بعض الناس هکذا لیست مشکلته في الزوجه! الزوجة صالحة ولکنها تنجب اطفال متخلفین هذا الذي یقول یا لیتني ما تزوجت هذه المرأة هذا یتهم الله! یعني یارب طلبت منك الخیر فأعطیتني الشر هذا أمر عظیم، ولهذا بالمناسبة ایضا حتی الاستخارة المعروفة هذه الاستخارة في أوساطنا وقد رأينا کبار العلماء والمراجع عند الحیرة یحتکمون الی الاستخارة المتعارفة بیننا قد ینطبق هذا الکلام ایضا یستخیر الله عزوجل في تجارة فتقول له الخیرة صالحة یُقدم فیخسر یتهم الله ایضا یقول یارب لماذا کانت الاستخارة جیده؟ وأنت لا تعلم أن الخسارة التي أصابتك کم دفعت عنك من البلاء کان بلاء متوجه الی نفسك الی ولدك دُفع بالمال أين المال وأين الصحة والعافیه؟ اذاً حتی في هذه الخیرة المتعارفة اما أن لا نستخیر أنت لست ملزماً ولکن إن أستخرت الله عزوجل التزم بها هکذا مقتضی الأدب بین یدي الله عزوجل والتجربة تقول من خالف استخارة رب العالمین یندم ولو لاحقاً قلت ومن؟ السائل لم یکتفي بهذا الصنف أضف من أبغض الخلق الی الله عزوجل؟ فقال امامنا علیه السلام یشکوا الله الاول یتهم الله الثاني یشکوا الله قلت واحد یشکوه؟ قال نعم من اذا اُبتلي شکی بأکثر مما أصابه هذا ایضا یشکوا الله عزوجل، أصابه صداع بسیط تقول یا فلان ما بك؟ یقول انا في بلاء عظیم بلائه ماذا؟ عنده صداع بسیط هذا اشتکی أکثر مما أصابه أو مثلا قد ینطبق علیه من ذکر شکواه الی من لا ینفعه قلت ومن؟ احفظوا هذه الروایة متهم الله من؟ من استخار الله فسخط علی خیرته من یشکوا الله من؟ من اُبتلي فشکی بأکثر مما أصابه وأخیرا قلت ومن؟ الصنف الثالث قال اذا اُعطي لم یشکر واذا اُبتلي لم یصبر! في البلاء جزوع وفي النعماء غیر شکور هذا الانسان ایضا من الذین یمغتهم الله عزوجل، في ختام الحدیث هکذا الرجل عندما یبغض زوجته یطلقها اذا طلق الزوجة وهي فقیرة ماذا حالها بعد الطلاق؟ شقاء في شقاء في شقاء لأنها إنفصلت عن مصدر العطاء والخیر زوجة تنفصل عن زوجها بغیر حکمة يعني هي طالبة للطلاق في غیر محله کم تندم! فکیف اذا انفصل الانسان من رحمة الله عزوجل اذا أبغض الله عبداً فصله عن رحمته بمعنی أبعده هذا مطلق من باب الرحمة هذا کم یعیش العناء في الدنیا والآخره.
إلهي بحق اولیائك وبحق الصالحین من بریتك لا تطردنا بابك ولا تخیبنا من جنابك اللهم ابلغ سلامنا الی ولي أمرنا واردد الینا منه السلام لین قلوبنا لولي أمرك بلغ أرواح المؤمنين والمؤمنات ثواب الفاتحة مع الصلوات.
ملاحظة: هذا النص تنزيل لصوت محاضرة الشيخ حبيب الكاظمي فقط، ولم يمر بمرحلة التنقيح واستخراج المصادر بعد.