- ThePlus Audio
أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین
السلام علیکم اخواني اخواتي جمیعا ورحمة الله وبرکاته
الحدیث عن الزهد هذا حدیث کما یقال ثري في الکتاب والسنة روایات وآیات الزهد في القرآن والسنة کثیرة وکلمة الزهد مخیفة لأهل الدنیا بعض الناس قد لا یأتي الی عالم الدین یقول المتدین المتعبد یطلب منه الزهد وانا لا طاقة لي یالزهد انا احب أن استمتع وخاصة الشاب في مغتبل العمر هذه الکلمة کلمة غیر محببة الیه، تعالوا ننظر الی معنی الزهد کما ینبقي أن نفهم هذه الکلمه؛ الزهد اولا اخواني حرکة في القلب وانتهی الامر الانسان الزاهد ذلك الانسان الذي لیس له تعلق الذي لا یملکه شيء لیس معنی الزهد أن لا تملك شيئاً، انسان الآن جائه ارث هدیة أو غیر ذلك أرقی الدواب ما تسمی هذه الایام بالسیارات ولکن حقیقتاً قلبه غیر معلق بها هذا زاهد بها وقد یمتلك احدهم في البادیة حماراً وقلبه معلق بذلك الحمار هذا الانسان غیر زاهد هذا یرتقي أفخم انواع الدواب هو زاهد وذلك غير زاهد وهذا المعنی نجده في المستشفیات اثناء اکل المرضی! المریض في المستشفی یؤتی له بطبق لا بأس به شهي طعام صحي الزائر یسیل لعابه ولکن المریض یقول لا اشتهي قلبي لیس في هذا الطعام واخیراً یأكل من باب أنه لابد أن یتقوی یأکل وهو لا یشتهي ولهذا یقال فلان في هذه الایام زاهد في الأکل طبعا ایام المرض عندما یرجع للمنزل ینتقم من الایام الماضیة اذاً الزهد عبارة عن حالة من التعالي اللامبالات عدم التعلق الآن هناك آیة في القرآن الکریم هذه الآیة عرفت الزهد بأفضل تعریف ومن کان مصداقاً لهذه الآیة هو من أزهد الزاهدین ولو کان له ملك کملك سلیمان! الزهد کله في کلمتین من القرآن هکذا روي عن امیرالمؤمنین صلوات الله علیه قال الله تعالی لکي لا تأسوا علی ما فاتکم ولا تفرحوا بما آتاکم، لا تأسوا علی ما فاتکم انسان له تجارة وهو انسان زاهد في یوم واحد خسر نصف ماله هذه الایام في عالم الأسم والعملات هکذا تذبذب في الأسعار یوجب افلاس البعض لا في لیلة في ساعة واذا به یخسر کلما عنده، اذا رأيت في قلبك ارتیاحاً لم تضطرب فأعلم أنك من الزاهدین في الدنیا الآن البعض یقول انا بحمدالله وصلت الی هذه المرحلة بالفعل نری بعض التجار یأتي شکله مبتسم لا مشکلة عنده تعلم من اثناء الکلام أن الیوم خسر خسراناً کثیرا هذا المعنی یتفق بین المؤمنین ولکن البطولة کل البطولة في الشق الثاني ولا تفرحوا بما آتاکم انسان دخل في تجارة متواضعة دفعة في ساعة ارتفعت اسهمه اضعافاً مضاعفة من منا لا یفرح؟ کلنا نفرح هذا لیس بزاهد! الآن قد یقول القائل أن نأسى علی ما فاتنا هذا أمى منطقي انسان له تجارة لم یقصر فاته ما فات اذا لم یحزن هذا أمر طبیعي ولکن القرآن کیف یکلفنا بأمر خلاف الفطرة انسان جائه مال طبیعي یفرح لماذا لا یفرح؟ لماذا القرآن یقول ولا تفرحوا بما آتاکم؟ اذا تأملتم في ما اقول إن شاءالله تنحلل المشکله؛ اولا المؤمن لا یعلم أن هذا الذي أتاه خیر له أم لا؟ رأينا بعض الناس في حالة ایمانیة جیدة ارتفعت ثروته قلیلا اتسعت تجارته ففقد من المساجد اذاً لیس من المعلوم أن ما أتاك الله لعله استدارج لعلها عقوبة رب العالمین یرید أن یحتج علیك یوم القیامة هذا اولا، وثانیا نحن أن المؤمن یتکامل من خلال الحرمان والبلاء هذا الذي أتاك من المال في هذا الیوم في الواقع سد عندك دیناً هذا البلاء ارتفع بلاء الدین بلاءٌ ولکن اولئك علیهم صلوات من ربهم ورحمة ایضا ارتفعت عنك اذاً طبیعي المؤمن العاقل حقیقتا لا یفرح بما آتاه الله قلنا لعله استدراج اولا نملي لهم لیزدادوا اثماً وثانیا هذه النعمة من الممکن سلبتك درجة عند الله عزوجل، یقول امیرالمؤمنین فمن لم یأسی علی الماضي ولم یفرح بالآتي فهو الزاهد هذا هو الزاهد ولو کما قلنا قبل قلیل من أثری اثریاء الارض.
روایة أخيرة ائمتنا علیهم السلام حقیقتا معادن الحکمة نحمد الله أن عرفنا بهم وبکلماتهم أي مدرسة في العالم لها هکذا قادة وقدوه؟ امامنا الصادق علیه السلام یرفع سقف الزهد عن المتعارف الآن امیرالمؤمنین باقي الروایات الکلام في الزهد في الدنیا هکذا نقول فلان زاهد في الدنیا ولکن امامنا الصادق علیه السلام یقول کلمة في تعریف الزهد لا ادري من هم ابطال هذا المیدان؟ یقول وهو تركك كل شيء یشغلك عن الله هذا المقام مقام الصدیقین أي شيء یشغلك عن الله ولو جلوساً مع من تحب هذا لو ما ترکته ما کنت زاهداً أنت زاهد في الدنیا ولکن تشتاق بالحدیث مع الغافلین أنت لست بزاهد عندما تجلس مع المترفین ترتاح للجلوس معهم لا تتمنی اموالهم أنت زاهد في الدنیا ولکن تحب الحدیث معهم أنت لست زاهداً بالمعنی الدقیق لهذه الکلمه.
إلهي بحق اولیائك ارزقنا الزهد في الدنیا وما یشغلنا عنك یا أرحم الراحمین اللهم لا تجعل الدنیا أکبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا منتهی رغبتنا انك علی کل شيء قدیر والفاتحة مع الصلوات.
ملاحظة: هذا النص تنزيل لصوت محاضرة الشيخ حبيب الكاظمي فقط، ولم يمر بمرحلة التنقيح واستخراج المصادر بعد.