الذكر الكثير

أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین
السلام علیکم اخواني اخواتي جمیعا ورحمة الله وبرکاته

في القرآن الکریم وفي السنة المطهرة هناك أمر بلیغ ومکرر حول کلمة الذکر ومن اهم الآیات المتعلقة بالذكر یا ایها الذین آمنوا اذکروا الله ذکراً کثیرا وسبحوه بکرة واصیلا اذاً لیس المطلوب هو الذکر وانما الذکر الکثیر! المؤمن لیس همه الذکر بل الذکر الکثیر.
الآن ما هو الذکر الکثیر؟ اولاً الذکر الکثیر هو أن یغلب علی الانسان ذکر الله عزوجل علیه ذکرنا في حدیث سابق الذي یلتزم البسملة قبل کل عملٍ ذي بال هذا قهراً یکون لله ذاکراً کثیرا یأکل الطعام یدخل للمنزل یفتح باب الدابة من التزم بالبسملة تحول الی داکر الذکر الکثیر، من مصادیق الذکر الکثیر أن یذکر الانسان ربه في السر هکذا عن امیرالمؤمنین صلوات الله وسلامه علیه، الآن الذکر امام الناس قد تکون فیه شائبة الریاء واما الانسان في جوف اللیل في المنزل مستلقیً علی فراشه یذکر الله عزوجل ورجل ذکر الله خالیاً ففاضت عیناه یقولون هذا من افضل صور القرب الی الله عزوجل لا المکان مکان عبادة ولا الزمان زمان عبادة یذکر الله خالیاً في خلوةٍ فتجري عبرته خوفاً أو خشیةً.
وثالثاً امامنا الصادق علیه السلام یجعل من مصادیق الذکر الکثیر تسبیحات الزهراء صلوات الله وسلامه علیها لا من ناحیة الکم بل من ناحیة الکیف هکذا نفهم الآن الانسان بعد الفرائض الیومیة یذکر تسبیحات الزهراء وبعد ذلك لا يذكر الله عزوجل من المفروض أن لا یعد هذا من الذاکر کثیراً ولکن قوة هذه التسبیحات انتسابها الی مولاتنا الزهراء علیها السلام جعلت هذه التسبیحة من الذکر الکثیر، اذاً الذکر الکثیر کمن؟ هذا ذکر کثیر تسبیحات الزهراء علیها السلام من الذکر الکثیر ذکر الله سراً هذا ایضا من الذکر الکثیر.
موضوع آخر في باب الذکر، الذکر یتأكد في بعض المواضع الآن انسان یدخل المسجد قهراً یصلي یقرأ القرآن یسبح قلما یتفق انسان یجلس هکذا في المسجد بلا انشغال، الکمال لیس في المسجد ولا في المشاهد المشرفة ولا في موسم الحج! اکثروا ذکر الله عزوجل اذا دخلتم الاسواق انسان احدنا لا ینفك عن السوق شراءاً لحاجاته اذا دخل السوق فلیعاهد ربه یعاهد نفسه أن یذکر الله عزوجل الآن ما هي النتیجه؟ هذه الروایة اجعلوها في بالكم عند دخول الاسواق؛ یغفر الله له یوم القیامة مغفرةً لم تخطر علی قلب بشر لأنه ذکر الله عزوجل في مواطن الغفله! الآن الروایة تقول عند غفلة الناس الآن ما المانع أن نقول هذا المعنی یتأكد في کل مواطن الغفلة کالاعراس مثلا بعض المؤمنین عندما یدعی الی العرس کأنه یدعی الی مکان علی کل حال غیر محبب یقول ماذا اعمل؟ ساعتان والناس في غفلة وفي ضحك ولهو الآن صاحب المجلس طبعا عمله مبارك سیتزوج الکلام في الناس في الضیوف تراه یقهقه بصوت عالٍ ما الداعي لذلك؟ المهم المؤمن في هذه المواطن یکثر من الذکر.
ختامه مسك؛ هذه الروایة حقیقتا عن امیرالمؤمنین علیه السلام من روائع الاحادیث، قل ما رأيت روایة طبعا کل روایاتهم درر ولکن امیرالمؤمنین حقیقتا ظُلم عدد الحجر والمدر امام بهذا المستوی من المعرفة الالهیة یکون حبیس المنزل شطراً من عمره وعندما تقلد الخلافة انشغل بالحروب مع القاسطین والناکثین والمارقین یقول صلوات الله علیه الذکر لیس من مراسم اللسان ولا من مناسم الفکر! الذکر لیس من مراسم اللسان اذا کان لسانك يلهج لست ذاکراً ولا من مناسم الفکر انسان یفکر في عظمة الله عزوجل تفکیراً ایضا لیس هذا من الذکر یا امیرالمؤمنین ما هو الذکر؟ قال ولکنه اولٌ من المذکور وثان من الذاکر، یقول لیس کل واحد مرشح للذکر رب العالمین یذکرك فیُذكرك به الذکر الالهي للعبد اولاً وذکر العبد ثانیا یعني قلبه ینقلب لیس الکلام بحرکة فکریة ولا حرکة لسانیة القلب یهتز! یقول امامنا الصادق علیه السلام وهو حفید امیرالمؤمنین یقول فذکره لك اجل واشهی وآتم من ذکرك له؛ ذکرك فصرت ذاکراً فمن اراد أن یذکر الله فلیعلم أنه ما لم یذکر الله العبد بالتوفیق لذکره لا یقدر العبد علی ذکره ولهذا اذا دخلت المسجد اشکر الله عزوجل اذا انتهیت من الفریضة اسجد لله شکراً لو لم یذکرك لما دعاك الی بیته مجیئك للمسجد الی بیت الله هذه دعوة الهیة وقلیل من عبادي الشکور هؤلاء قلیلون انتم بحمدالله من القلیلین سلوا الله عزوجل الزیادة لئن شکرتم لأزیدنکم.

إلهي بفاطمة وابیها وبعلها وبنیها والسر المستودع فیها اللهم عجل لولیك الفرج والعافیة والنصر واجعلنا من خیار انصاره واعوانه والمستشهدین بین یدیه والفاتحة مع الصلوات.