Search
Close this search box.
  • ThePlus Audio
Layer-5-1.png
نص المحاضرة (النسخة الأولية)

بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین
من الأسلة الشائعة الإستفسارات المتعارفة في حرکة الحسین علیه السلام موضوع اصطحاب اهله وعیاله إلی أرض کربلاء، البعض هکذا یتصور أن الحسین علیه السلام کان معتمدا علی رسائل القوم علی دعوتة اهل الکوفة مثلا ولکنه تفاجئ في الطریق بأن الطریق طریق الشهادة لم یکن یعلم بعاقبة هذا الأمر! طبعا هذا المعنی مردود تماما النبي بشر بشهادتة فاطمة علیها السلام بکت علی ولدها القرائن الکثیرة الحالیة والمقالیة دلت علی أن الحسین علیه السلام خرج من المدینة ومن مکة والمنایا تسیر امامهم هذا المعنی من المسلمات عندنا! اذاً الحسین علیه السلام متجه إلی أرض الشهادة ومن المعلوم أن عاقبة من معه من النساء والیتامی سکینة ورقیة والصغار والوقوع بأیدي الأعداء ما هو التوجیه لهذه الحرکة؟
اولا في عُرف الأغیار في عرف الرجال عادة الرجل لا یُعرض حرمه عائلةُ لأي خطر فکیف بإمام الغیاری؟ وکیف وفي العائلة أمثال ابنة امیرالمؤمنین؟ زینب فاصلتها عن النبي الأکرم واسطة واحده زینب بنت فاطمة بنت رسول الله یعني حفیدة رسول الله بکل معنی الکلمة الآن الحفید الثاني والثالث یُعتبر حفیداً ولکن الحفید المباشر واضح في هذا المعنی، نراجع تاریخ الأنبیاء نبي الله ابراهیم عندما أسکن هاجر واسماعیل في واديٍ غیر ذي زرع! الخطر کان متحملا یخشی علیهما من الجوع والعطش وغیره ولکن ابراهیم أبدی قلقه توخفه قائلا ربي أني أسکنت من ذریتي بواديٍ غیر ذي زرع عند بیتك المحرم فأجعل أفئدة من الناس تهوي إلیهم، الغیرة الابراهیمیة دعته إلی أن یسئل الله عزوجل أن یکون هو الکفیل والمحامي.
بهد هذه المقدمات السئوال یطرح نفسه مرة أخری لماذا اصطحاب رکب السبایا في هذا الطریق الموحش؟ هنالك جوابان أساسیان لا نرید نکثر من الإجابات! جوابان جوهریان وهذان الجوابان ینطبق علی کل مقولة فیها تسائل الجواب الجامع الاول أن هؤلاء أئمة اهل البیت المعصوم النبي مطلق الأنبیاء هؤلاء متصلون بعالم الغیب رب العالمین ماذا یقول في کتابه؟ لا یُسئل عما یفعل وهم یُسئلون انتهی الأمر، اذاً الخطاب اذا صار الهیاً الفعل اذا صار الهیاً الموازین تتحطم تتکسر لا مجال للسئوال واتفاقا هذا المعنی الذي أثار غضب موسی علیه السلام موسی لم یعلم علی علمه علی تکلیمه علی اولوالعزمیته لم یتحمل خرق السفینة لم یتحمل قتل الغلام ولکن الخضر أخذ أمره من السماء مباشرةً أمر السماء هنا نسخت الرسالة العملیة أعني الفقه! الفقه یقول لا یجوز اتلاف مال الغیر والخضر یقول یجب اتلاف مال الغیر الفقه یقول لا تقتل بریئاً الخضر یقول انا اقتل البریئ والبریئ لم یکن مکلفاً غلاماً، القضیة أعظم الآن حتی لو کان بالغاً قتل غلاماً، الشاهد فعل الحسین علیه السلام کفعل الخضر ولو کان خلاف الموازین الأمر أمر السماء؛ اذاً رب العالمین کما تعرفون جمیعا شاء أن یراه قتیلا وشاء أن یراهن سبایا، امیرالمؤمنین یذهب إلی مسجد الکوفة الطیر یصیح في وجهه یقول صوائح تتبعها نوائح یعلم أنه ذاهب إلی طریق الشهادة وهکذا.
اذاً الجواب الأول أن فعل الأنبیاء فعل المرسلین فعل الأوصیاء وفعل أئمة اهل البیت هذا أمر مباشر من السماء علمنا تفسیره أو لم نعمل تفسیره وهذا الجواب اخواني اخواتي ینفعنا ایضا في الفقه ایضا هذه سیرة في الفقه ایضا، أحدنا طالما لا یستوعب المسئلة لمَ هکذا؟ لمَ أُمرنا هکذا؟ الجواب تعبد بعد أن تتعبد تأدباً ابحث عن السبب علمت السبب علمت وإن لم تعلم لا ضیر واتفاقا کبار المؤمنین المتعبد تعمداً لا یبحث عن السبب یرید أن یقول أُرید أن أکون عبداً لا اُرید أکون متفلسفاً اذا عرفت فلسفة الحکم فائدة التشریع عملي للفوائد لا للتعبد، اذاً في السیرة في العقائد في الفقه المؤمن حالتهُ الدائمة هو التعبد بما یقال.
وثانیاً وبه نختم الحدیث کما سمعتم من الخطباء قدیما وحدیثا الحسین علیه السلام لو لم یصطحب معه أهل بیته وعیاله، تخیل الامام حوصر في أرض تسمی کربلاء في یومٍ یسمی عاشوراء وفي سنة الواحد والستین من الهجرة لو قُضي علیه ودُفن هکذا دفناً جماعیاً تزور قبور الشهداء هؤلاء دُفنوا في مکانٍ والحسین معهم والعباس معهم من الذي کان یکشف هذه الحقیقة؟ امیرالمؤمنین یُقتل في محراب عبادته یبلغ الخبر إلی الشام، الشام الذي أضاع الطریق یقولون وهل کان علی یصلي حتی یُقتل؟ اذاً في زمانٍ تُحرف فیه الحقائق خیر خلق الله وصي رسول الله یُظن في حقه أنه لا یصلي الأمر کان هیناً الحسین یُقتل وتختفي معالمه وتأتي الریاح الرمال المتحرکة لکي لا یُبقي أثراً من آثار کربلاء ولکن أين البطولة؟ أين الفخر؟ أين المنة؟ الآن التعبیر بالمنة قد لا یسوق للبعض ولکن حقیقتا یوم القیامة هکذا نتخیل لم أری روایة تخیل معي أنت ایضا وتصدقني علی خیالي عندما تخرج زینب من قبرها یخرج الحسین قبره هي تخرج من الشام أو من مصر وهو یخرج من کربلاء أنا هکذا أحتمل أن یقول الحسین لأخته الحوراء زینب یا أختاه جزاکي الله عنا خیراً، ماذا صنعت؟ اذاً زینب صاحب منة علی الشریعة علی الرسالة ما نحن فیه الآن نصلي ونصوم کما أراد الله عزوجل من برکات هذا الرکب الزینبي! صحیح أن في الرکب امام زمانهم الامام زین العابدین علیه السلام ومقام الامام لا یقاس بغیره زینب علی عظمتها تأخذ تکلیفها من امامها زین العابدین ولکن الدور العاطفي المرأة بطبیعتها تغري العواطف فکیف اذا کانت أسیرة؟ وکیف اذا کان معها الأیتام؟ وکیف اذا کانت تبکي ذلك البکاء وهي تری رأس أخیها علی رمح طویل؟ وکیف اذا ثبت للناس أن هذه حفیدة رسول الله؟ ولهذا من منزل إلی منزل من الکوفة إلی الطریق إلی الشام زینب کلما خطت خطوة أحدثت انقلاباً في ذلك المکان وشاء الله عزوجل أن یکون مدفنها الآن في أرض الشام في المکان الذي هي سُبیت فیه أن یکون قبرها معلماً من المعالم البعض یرجح أن یکون مدفن زینب في الشام لا في مصر من باب التحدي شاء الله عزوجل لهذه السیدة أن ترجع من المدینة إلی أين؟ إلی مکان فیه خربة الشام إلی مکان فقدت قبل قلیل إبنة أخیها رقیة ولکن الله عزوجل أراد لها هذا الخلود.
ولهذا حق هذه السیدة حق عظیم علینا جمیعا وعلی من کان معها في طریق السبي.

Layer-5.png

ملاحظة: هذا النص تنزيل لصوت محاضرة الشيخ حبيب الكاظمي فقط، ولم يمر بمرحلة التنقيح واستخراج المصادر بعد.