- ThePlus Audio
أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین
هنالك یقینان أساسیان یردعان الإنسان عن المنکر ویحفزه نحو الخیرات، الإیمان بالمبدأ الإیمان بالمعاد في اول سورة البقرة ألم ذلك الکتاب لا ریب فیه هديً للمتقین الذین یؤمنون بالغیب! ما غاب عن حسك اول الغیب غیب الغیوب رب العالمین والغیب الآخر القیامة عالم البرزخ والمعاد.
الآن الإعتقاد بعالم الغیب الأول علام الغیوب غیب الغیوب قد یکون ثقیلا علی النفوس غیر الناضجة کلما أُقدم فکري فیك شبراً فرَ میلا الإحاطة بهذا العالم لکبار الأولیاء جل جناب الحق أن یکون شریعةً لکل وارد لیس کل واحد مرشح لئن یکون له یقین بالله عزوجل یحتاج إلی بلوغ! ولکن الیقین بالآخرة أسهل الإنسان یری أرحامه ماتوا أمامه نذهب للمستشفی الیوم مریض وغداً میت المقابر إلی آخره، إذاً الإعتقاد بالمعاد هذا الأمر أیسر لعامة الخلق ولهذا المؤمن إذا رأی نفسه مُقبلاً علی الدنیا مقصراً بالآخرة فلیذکر نفسه بفنائیة الدنیا والآخرة خیر وأبقی، خیرٌ نعیمها أبقی، أبقی خلودٌ الآخرة فیها امتیازان أعني الجنة نعیم الجنة لا یقاس بنعیم الدنیا وثانیا باقیة نعیم الدنیا فانٍ (روایة جمیلة) لو کانت الدنیا ذهباً فانیاً والآخرة خزفاً باقیاً لقدمت الآخرة علی الدنیا الخزف الباقي خیر من الذهب الفاني فکیف والدنیا خزف فان والآخرة ذهب باق؟ لا مجال للقیاس، القرآن الکریم عندما يريد أن یزهدنا في الدنیا هذه الأیام أیام الربیع هناك مرةً مزرعةٌ فیها ورد دائم وهنالك ورود الصحراء أسبوعان بعدها لا تری شیئاً قاعاً صفصفاً وأضرب لهم مثل الحیاة الدنیا کماءٍ أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الأرض فأصبح هشیماً تذروه الریاح هذا مثل الدنیا سویعات وأیام وینتهي کل شيء.
ظاهر الأمر أحدنا یری أن له عمر طویلا الآن الإنسان إلذي بلغ لتوِ خمسة عشر سنة أعمار الأمة حدود الستین ورائه خمسون سنة ولکن صاحب الأربعین صاحب الخمسین صاحب الستین هذا أي عمر له؟ أي دنیا تبقی له؟ صاحب الستین مرشح في کل یوم أن یذهب من هذه الدنیا ولو مات فجأةً لما قیل أنه مأسوف علی شبابه! یقول مات في وقتة إذاً القضیة هکذا.
هناك روایة طریفة من النبي الأکرم صل الله علیه وآله الروایات الأخری تُشبه بالمسافر یستضل بضل شجرة ولکن هذه الروایة أبلغ قیل للنبي فکم ما بین الدنیا والآخرة؟ قال غمضة عین! کم ثانیة؟ أقل من الثانیة وهذا الکلام حقیقي لا مجازي حیاتك في الدنیا قیاساً للآخرة أقل من غمضة عین کأنه النبي إستشهد بقوله تعالی کأنهم یوم یرونها لم یلبثوا إلا ساعة من نهار! القرآن أعطانا وقتاً طویلا قال ساعة النهار عادة الإنسان في النهار ساعتة تمضي علی عجل ساعة اللیل هکذا الدنیا، إذاً من إعتقد بهذا المبدأ یعمل.
الآن ماذا یعمل؟ اولا إلذي یری في عینه أهل الدنیا یری صاحب الدنیا کبیراً یُعظم المُترفین یعظم الأغنیاء فلیعلم أنه من أبناء الدنیا، النبي الأکرم یحذر یقول من عظم صاحب دنیاً وأحبه طبعا أحبه لدنیاه وإلا لو کان مؤمناً أحبه لإیمانه الأمر یختلف لطمع دنیاه سخط الله علیه یعني سقط من عین الله ومن سقط من عین الله ما ألذي یبقی له؟ الفُرس کانوا متمیزین سابقاً بتعظیم الأکاسرة! ولعل هذا المعنی بقي عند بعضهم إلی الآن یعظم بعضهم بعضاً هذا من الدنیا، امیرالمؤمنین لقیهم فترجلوا له هکذا وقفوا بین یدیه کالوقفة امام الملوك قال ما هذا ألذي صنعتموه؟ ما هذا الموقف ما هذا العمل؟ قالوا خُلقٌ منا نُعظم به أُمرائنا هذه عادتنا امام الأمراء فقال والله ما ینتفع بها أمرائکم وإنکم لتشقون علی أنفسکم ما لکم وهذا التعظیم! إذاً المؤمن علاقتة برجال الدنیا هکذا لا یعظمهم في ما فیه من المتاع العاجل.
مشکلة الدنیا والآخرة أنهما تقریباً بینهما تنافر في بعض الروایات تشبیه بالضرائر في شهر رمضان معدتك تقول کُل وشهر رمضان یقول لا تأکل! النظر إلی الحرام الغریزة تقول أنظر والآیة تقول قل للمؤمنین یغضوا من أبصارهم، الغریزة الباطن الفرج کل هذه تدعوك إلی عالم والله عزوجل یدعوك إلی عالم آخر، إن أردت أن ترضیهما، ترضیهما هذا لا یمکن علیك بإختیار أحدهما.
ولهذا المؤمن من المتلزم حقیقتا یری الدنیا سجناً یرید أن یستمتع کأهل الدنیا هنا حرام هنا حرام هنا حرام تحمل هذا المعنی! مع الأسف بعض المؤمنین وخاصة في بلاد الغرب یرید أن یعیش عیشتهم ویتنعم بمتعهم ویکون من أولیاء الله هذا یضحک علی نفسه، الدنیا سجن المؤمن وجنة الکافر لأنه لا تکلیف لهم إذاً هذا المعنی ایضا ینبقي أن یجعله المؤمن علی عینٍ.
من هوان الدنیا علی الله عزوجل رب العالمین جعل الدنیا هکذا هینة علیه، امامنا زین العابدین صلوات الله علیه وهو إلذي رأی رأس والده في طشتٍ امام الطاغیة یزید قال من هوان الدنیا علی الله تعالی أن یحیی بن زکریا أُهدي رأسه إلی بغيٍ علی طشت من ذهب إذاً هذه الدنیا شهدت المآسي ویحیی من کبار انبیاء الله عزوجل هکذا فُعل به! إذاً لو رأیت في الدنیا ما لا یعجبك لا تتفاجئ هکذا وقعت البلیة علی کبار انبیاء الله.
ختامهُ مسك امامنا الصادق علیه السلام له توصیة من عمل بها کان رابحاً وإلا خسر من أصبح وأمسی والدنیا أکبر همه جعل الله تعالی الفقر بین عینیه! یُصبح فکره بالإقتصاد یُمسي فکره في المال دائما یخاف الفقر وشتت أمره، هنا کلمة مهمه موزع البال لا یفکر لا في أهل ولا في عیال ولا في عبادةٍ المهم یرفع الأصفار في المصرف في ما یملك ومن أصبح وأمسی والآخرة أکبر همه، من الصباح فکره کیف یصلي الظهرین أین یصلي؟ هل یتفق أن یصلي في مسجد؟ وإن صلی في مسجد هل یتفق أنه یصلي بخشوع؟ هذا همه، لو ربح في الصباح الآلاف وصلی صلاة مدبرة یضرب علی رأسه یقول ما أخسرك هذا الیوم، إذاً من أصبح وأمسی والآخرة أکبر همهِ جعل الله تعالی الغنی في قلبه لا في جیبه، لیس الغنی في الجیب ولا في المصرف في القلب وجمع له أمره.
المؤمن هکذا باله مجتمع لو جائه عزرائیل الآن وقال تفضل لذلك العالم یقول علی الرحب والسعة لأنه خفیف ومستعد للقاء ربه.
اللهم تجعل الدنیا أکبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا منتهی رغبتنا أرنا الحق حقاً وأرزقنا إتباعه وأرنا الباطل باطلا وأرزقنا اجتنابه أبلغ سلامنا إلی امام زماننا وأردد الینا منه السلام والفاتحة مع الصلوات.
ملاحظة: هذا النص تنزيل لصوت محاضرة الشيخ حبيب الكاظمي فقط، ولم يمر بمرحلة التنقيح واستخراج المصادر بعد.