- ThePlus Audio
أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین
العجب من الأمراض المهلکة للعاملین غین العالم قد لا یعجب بشيء لأن القضیة منتفیة من أساسها ولو اُعجب غیر العامل بعمله هذه أعلی درجات الحماقة والسفاهة الآن من أبتلي بالعجب قلنا اهل العبادات في معرض الأصابة بهذا الداء الخطیر، اولا رب العالمین رأفة بالبعض منهم المعجب انسان في معرض الهلاك هکذا نفهم من الروایات فإنه لیس عبد یتعجب بالحسنات الا هلك اذاً داء مهلك، رب العالمین رأفة بالبعض یوقضه من سباته ماذا یصنع به؟ مثلا یلقي علیه النعاس في اللیل هو من اهل القیام هذه اللیلة صلی صلاة خاشعة كأنه رأى نفسه متمیزاً رب العالمین شفیق بعبده یلقي علیه النعاس هذه اللیلة لئلا یعجب بعمله اذاً هذا سبیل من سبل العجب یتدخل فیه رب العالمین، النبي الأکرم صلی الله علیه وآله وسلم ینقل حدیثاً قدسیاً وإن من عبادي المؤمنين لمن یجتهد في عبادته فیقوم من رقاده ولذیذ وساده فیجتهد ویتعب نفسه في عبادتي فأضربه بالنعاس اللیلة واللیلتین نظراً مني له انا الذي أجعله لا یقوم من فراشه رب العالمین سلطانه علی العبد سلطان ثابت یوقظه ینمیه لو اراد طبعا بلاء رب العالمین علی عدم التدخل في شئون العبید ولکن المؤمن محط النظر یلقي علیه النعاس کما في الآیة الکریمة رب العالمین ألقی علی المؤمنين النعاس أمنة منه یقذف في قلوب الذین کفروا الرعب اذاً یلقي الرعب یلقي النعاس، الآن لماذا هذه الحاله؟ یقول فینام حتی یصبح فیقوم ماغتاً لنفسه وزاریاً علیها یقول لماذا انا البارحة نمت عن صلاة اللیل؟ فیحتقر نفسه ولو أخلي بینه وبین ما یرید من عبادتي لدخله من ذلك العجب بأعماله الشاهد هنا اذاً هو معجب بعمله رب العالمین إبطالاً لهذا العجب یبتلیه بالنعاس.
ایضا من موجبات سد العجب ورفع العجب معرفة النفس من عرف نفسه فقد عرف ربه من یعرف نفسه وأن النفس أمارة بالسوء النفس المطمئنة هذه نفس نادرة عامة الناس إما نفس لوامة أو أمارة النفس المطمئنة کنفس سید الشهداء علیه السلام اذاً من عرف نفسه وأنه متکون باطنه متکون من الضعف کبار القوم في ساعة من الساعات زلت بهم الأقدام فوقعوا في کبائر الأمور اذاً معرفة الضعف في النفس من موجبات عدم الاعتماد علی نفسه.
من موجبات رفع العجب ایضاً الالتفات الی خلقة بني آدم ما لإبن آدم والعجب؟ أوله نطفة مذرة وآخرة جیفة قذرة وهو بین ذلك یحمل العذرة إبتدائه من نجاسة المني من نجاسة معروف کالدم والغائط وغیره المادة التي یتشکل منها الانسان مادة نجسة قذرة آخره کذلك جیفة قذرة بینهما یحمل العذرة اذاً العجب بأي شيء؟ هکذا بني آدم.
من موجبات دفع العجب ایضاً تذکر یوم الحساب أنت معجب بعملك من قال لك بأن عملك مقبول؟ اذاً اذا تجاوزت الصراط وقرعت باب الجنة العجب قد یکون في محله لأنه انتهت المهمة الامام الصادق علیه السلام یقول اذا کان الممر لی الصراط حقاً فالعجب لماذا؟ اذاً مادمت في دار الدنیا ولم تُحاسب لا حق لك في أن تعجب بنفسك أخلص العمل فإن الناقد بصیر.
کذلك من الأمور التي ينبغي أن نلتفت الیها في باب العجب نحن بنو آدم نُعجب بأعمالنا وطاعاتنا ولو کشف لنا الغطاء لرأينا ما في الوجود کله یسبح بحمدالله أنت تسجد علی هذه التربة معجب بنفسك وهذه التربة متشكلة من ذرات صغیرة هذه الذرات تسبح بحمدالله اذاً أنت لست بالمسبح الوحید في هذا الوجود کلما في الوجود یسبح نحن لا نفقه تسبیحها، روایة طریفة طبعا الآن کلام الحیوانات مع الأنبياء أمر متعارف مثاله الهدهد یتکلم مع سلیمان کلاماً کما یقال بترفع أحطت بما لم تحط به یعني لي علم یا سلیمان هذا العلم لیس لك الهدهد هکذا یقول النملة من بعید لها جهاز أستشعار أدخلوا مساکنکم لا یحطمنکم سلیمان ما قال رجل ما قال فارس قال سلیمان النملة تشخص أن هذا سلیمان وأنه نبي ما هذا الفهم؟ لولا القرآن الکریم لما صدقنا خبر الهدهد والنمل وسورة في القرآن بإسم هذا النمل الذي کان یشخص المهم سهر داوود لیلةً یتلوا الزبور فأعجبته عبادته یا جبال أوبي لما کان داوود یتلوا الزبور یبدوا کانت تلاوته مؤثرة في الوجود فنداته ضفدع یا داوود تعجبت من سهرك ليلة سهرت لیلة بالعبادة وإني لتحت هذه الصخرة منذ أربعين سنة ما جف لساني عن ذکر الله تعالی رأيتم الضفادع تنقنق هکذا فمه یتحرك یقول انا اسبح الله أربعين سنة ما جف لساني عن ذکر الله اذاً لو کشف لك الغطاء رأيت النملة والهدهد والضفدع والی آخر یذکرون الله عزوجل وأنت تُعجب بعبادتك ولهذا امامنا رأى أحدهم یغني علی حمار فالامام أعترض علیه معنی کلامه اما تستحي تغني علی حمار یسبح بحمدالله الحمار یسبح لأنه دابة یسبح بحمدالله وما من دابة الا علی الله رزقها وکأنها تشکر الله علی هذه النعمة وأنت تركب الحمار وتغني في زماننا هذا نطبه علی من یرکب سیارة ویفتح الغناء الحدید یسبح وإن من شيء الا یسبح بحمده الحدید حدید سیارة یسبح وهو في دابته یسمع الغناء مثلا کم هذه مفارقه، اذاً من موجبات دفع العجب تذکر هذه الحقیقة أن الانسان اتفاقا هو الغافل بین الموجودات الذاکره.
إلهي بفاطمة وابیها وبعلها وبنیها والسر المستودع فیها عجل لولیك الفرج والعافیة والنصر ابلغه عنا تحیة کثیرة وسلاما والفاتحة مع الصلوات.
ملاحظة: هذا النص تنزيل لصوت محاضرة الشيخ حبيب الكاظمي فقط، ولم يمر بمرحلة التنقيح واستخراج المصادر بعد.