- ThePlus Audio
الخوف من انتهاء شهر رمضان…!
بسم الله الرحمن الرحيم
اغتنام الساعات الأخيرة من الليلة الأخيرة في شهر رمضان
كما أن اللحظات الأخيرة من ليالي القدر وبالتحديد الساعة الأخيرة من ليلة الثالثة والعشرين قبل أذان الفجر هي لحظات مصيرية وأحدنا يعيش حالة الهلع والخوف في ألا تكون مقدراته غير جيدة من موت فجأة أو فقر أو مرض أو عاقبة غير حسنة في دينه؛ كذلك هو الأمر في الليلة الأخيرة من شهر رمضان المبارك. وينبغي للمؤمن أن يحتاط في ليلتين؛ فقد لا يكون ذلك الشهر ثلاثين يوما؛ فيكون ممن قد أخذ حذره من قبل ولم يفوت الفرصة.
حذار من الانتكاس والتنزل بعد الصعود
إن ليلة العيد لها ما لها من الأعمال ولكن في الليلة الأخيرة يعيش المؤمن هذا الهاجس، وهو: أنها قد تكون آخر ليلة من ليالي شهر رمضان في حياته. كم من أصدقائنا ومن أرحامنا؛ قد فقدناهم في بين شوال وشهر شعبان؟ إن من توفي في شهر شعبان أو في شهر شوال؛ ما كان يظن أن هذه آخر سنة من عمره، وسوف لن يصوم مرة أخرى. ولهذا أمرنا أن نلهج ببعض الأدعية والتي منها: اللهم أد عنا حق ما مضى من شهر رمضان واغفر لنا تقصيرنا فيه. لا تنظر إلى ليالي قدرك وما قمت فيها من الأعمال ولا تغتر بها. فمن قال بأنك عملت الأفضل؟ وعلى فرض أنك عملت الأفضل؛ فماذا صنعت في الأسبوع الذي أتى بعد هذه الليالي؟من آخر ليلة القدر إلى آخر شهر رمضان؛ هناك أسبوع؛ ماذا صنعت فيه؟
من الممكن أن تكون ممن تنزل تنزلاً فجائياً؛ فهو في ليلة القدر كان في حالة جيدة ولكنه في الأسبوع الأخير من شهر رمضان فقد بعض المكاسب. ولهذا تقول: اغفر لنا تقصيرنا فيه وتسلمه منا مقبولاً ولا تؤاخذنا بإسرافنا على أنفسنا. لا بأس أن تطلب من الله في ختام ليالي شهر رمضان المبارك علامة القبول. لقد قال إبراهيم (ع) عندما بنى الكعبة: (تَقَبَّلۡ مِنَّآ)[١]؛ أي إنني قد بنيت لك بيتاً مع إسماعيل وهاجر، ولكن تقبل منا. إن اطمئنان القلب أمر مطلوب ولذلك قال لربه: (وَإِذۡ قَالَ إِبۡرَٰهِـۧمُ رَبِّ أَرِنِي كَيۡفَ تُحۡيِ ٱلۡمَوۡتَىٰۖ قَالَ أَوَلَمۡ تُؤۡمِنۖ قَالَ بَلَىٰ وَلَٰكِن لِّيَطۡمَئِنَّ قَلۡبِي)[٢].
اطلب من الله علامة القبول في نهاية هذا الشهر الكريم
ما المانع من أن تطلب من الله عز وجل أن يريك شيئا أو علامة القبول. وليست بالضرورة أن تكون علامة حسية كأن ترى نوراً أو شبحاً أو تشم رائحة طيبة مثلا؛ فيكفي أن ترى في قلبك ارتياحاً، وتشعر ببرد الرضا، وترى في قلبك اطمئناناً؟ فإذا كنت ممن يغضب سريعا قبل شهر رمضان؛ حاول ألا تكون كذلك بعد شهر رمضان، والشهوة التي كانت تجرك إلى الحرام قبل شهر رمضان لا تنجر إليها بعد الشهر. وهذا أمر من العلامات الطيبة. ولو خيرت بين علامة حسية آفاقية وبين علامة أنفسية؛ لفضلت الأنفسية لأنها أنفع.
خلاصة المحاضرة
- ما المانع من أن تطلب من الله عز وجل أن يريك شيئا أو علامة على قبوله الصيام منك. وليست بالضرورة أن تكون علامة حسية كأن ترى نوراً أو شبحاً أو تشم رائحة طيبة مثلا؛ فيكفي أن ترى في قلبك ارتياحاً، وتشعر ببرد الرضا، وترى في قلبك اطمئناناً؟