- ThePlus Audio
أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین
السلام علیکم اخواني اخواتي جمیعا ورحمة الله وبرکاته
الخوف علی قسمین هنالك خوف محمود وهناك خوف مذموم، الخوف المذموم ذلك الخوف الذي لا مبرر له هذا الایام الناس کثیرا ما یخافون من الاوهام أو قل من الوهمیات ما لا حقیقة له کالخوف من بعض الاشباح الخیالات نحن لا ننکر وجود الجن وغیر ولکن لیس معنی ذلك أن کل شيء في حیاة الانسان، الانسان یتبادر الی ذهنه عامل الجن والسحر وهکذا امور بعض الناس مصاب بهاجس بوسواس من هذا القبیل، کل حرکة سلبیة في حیاته اما هذه عین أو هذا جن أو هذا کذا الی درجة قد یسيء بأقرب الناس الیه یقول مثلا والدتي مدحت ابني! ابني اصیب بمرض فإذاً والدتي اصاب ولدي بالعین قد یتعقد من امه من ابیه من اخته من اخیه وهذا لا دلیل علیه! المؤمن یتبع الدلیل والبرهان أن یتبعون الا الظن وإن الظن لا یغني عن الحق شیئا، اذاً الخوف من الموهومات أمر مذموم الخوف من المستقبل ایضا هذا مذموم أن یبرمج الانسان للمستقبل جید اما یخاف الکارث یخاف الفقر یخاف الحروب کما یقال لکل حادث حدیث أنت الآن في امان وتفکر في الحرب العالمیة الکبری مثلا أنت الآن مرزوق وتفکر في ایام القحط والفقر مثلا أنت معافی وتفکر في ساعة المرض! بعض الناس لا یزور المرضی في المستشفیات یقول المستشفی یذکرني بالمرض بالاوجاع بالعملیات بالاورام حتی یحرم نفسه هذا الاجر، فإذاً الخوف من المستقبل الخوف من الاوهام الخوف من الخیالات هذه امور باطلة ولطالما بعض الناس یصاب بأمراض نفسیة مزمنة من وراء هذه الهواجس، ولکن الخوف المحمود الخوف البناء هو ذلك الخوف الذي سنذکره؛ اولا الخوف من الذنب من آثار المعاصي بعض الناس عندما یرتکب معصیة صحیح یستغفر ولکن یبقی في حال القلق یقول انا استغفرت اولا لا یعلم توبتي قُبلت أم لا، وثانیا هذه التوبة لو لم تقبل هناك آثار في القیامة وهناك آثار في الدنیا سینزل علي بعض البلاء وانا لا اعلم أن هذا البلاء دُفع أم لا؟ قلنا من یرتکب المعصیة یده علی قلبه من أمرین من غضب الله عزوجل ومن آثار المعصیه، انسان قطع رحمه ثم حاول أن یصلح ذلك الرحم ما رضي قلب انکسر حاولت جبره ولم ینجبر من کسر مؤمناً فعلیه جبره انسان کسر قلب رحم وحاول الجبر ولم ینجبر الا یحتمل هذا أن رب العالمین سیقلل من عمره؟ انتم تعرفون من آثار قطع الرحم أو عقوق الارحام بتر الاعمار المؤمن یضل في خوف، اذاً الخوف من المعاصي وآثار المعصیة العجب ممن یخاف العقاب فلم یکف الخائف من لم تدع له الرهبة لساناً ینطق به، ولهذا اذا رأيت بعض اهل المعاصي ایام المعصیة ساعات المعصیة وهو یضحك هذا الانسان لا یرجی منه الخیر الانسان الذي ارتکب معصیة یبقی ایام ولیالي یعیش هذا الهاجس اذاً هذا اولا.
وثانیا وهذا هو المقام الاعظم لیس الخوف من المعصیه! العادل المعصومون علیهم السلام وعلی رأسهم النبي وآل النبي هؤلاء کانوا في قمة الخوف، راجع مناجات الخائفین لامامنا زین العابدین علیه السلام کیف یظهر خوفه اذاً خوف اولیاء الله خوف العدول من ماذا؟ هذا في قوله تعالی في سورة النازعات واما من خاف مقام ربه ونهی النفس عن الهوی فإن الجنة هي المأوی، واما من خاف مقام ربه ما قال واما من خاف عذاب ربه! الکلام لیس في النار لیس في جهنم الکلام في مقام رب العالمین المؤمن یخاف هذا المقام، تقول کیف هذا المقام؟ مثاله واضح في الدوائر بعض الشرکات تجعل کامیرات مراقبة الموظف یعیش حالة الخوف الآن العقاب لم ینزل هو ما اخطأ ولکن خوفه من الخطأ هو في عین المدیر هو في عین الرقیب کیف لو أن الفضائیات مثلا تبث حرکاته وسکناته! عنده حالة من الهلع والقلع والاضطراب یقول اخاف أن اقع في المعصیة والمخلافه، امامنا الصادق علیه السلام قال في هذه الآیة ولمن خاف مقام ربه جنتان هنیئا لمن وصل الی هذا المقام، الآن ما هي الجنتان؟ الجنة عرضها کعرض السماوات والارض ما الذي بقي حتی یعطی جنة أخری والله العالم قد یقال بأن الجنة علی قسمین جنة اللذائد المادیة الحور والقصور وجنة اللذائذ المعنویة النظر الی وجه الله، وجوه یومئذ ناظرة لا کل الوجوه! الی ربها ناظرة طبعا لا بالنظر الحسي! قد یقال هذا المقام مقام الجنتین لمن خاف مقام ربه، امامنا الصادق علیه السلام یفسر الخوف من مقام الله عزوجل من علم أن الله یراه ویسمع ما یقول ویعلم ما یعمله من خیر أو شر، الذي یری العین الالهیة مهیمنة علیه طبیعي هذا الانسان یعیش دائما حالة الخوف ولو لم یعصي الله عزوجل، امامنا صلوات الله علیه یذکر اثر هذا الخوف فیحجزه ذلك عن القبیح من الاعمال فذلك الذي خاف مقام ربه، اذاً الخوف المحمود خوف من العقاب وخوف من مقام الرب.
ملاحظة جمیلة الخوف من المرض الخوف من الآفات الخوف من الفقر هذا یوتر الانسان عصبیاً بتلی بالکئابة بخلاف من الله عزوجل یبعث فيك النشاط لئن تعمل، الذي یخاف من مقام ربه یدفعه لقیام اللیل یوجب لك النشاط بخلاف الخوف المذموم الذي یوجب التقاعس والاکتئاب والاضطراب.
اللهم اجعلنا من عبادك الصالحین اللهم اجعل عواقب امورنا خیرا اللهم ابلغ سلامنا الی امام زماننا واردد الینا منه السلام والفاتحة مع الصلوات.
ملاحظة: هذا النص تنزيل لصوت محاضرة الشيخ حبيب الكاظمي فقط، ولم يمر بمرحلة التنقيح واستخراج المصادر بعد.