– (اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ ، وَاَمينِكَ ، وَصَفِيِّكَ ، وَحَبيبِكَ ، وَخِيَرَتِكَ مَنْ خَلْقِكَ ، وَحافِظِ سِرِّكَ ، وَمُبَلِّغِ رِسالاتِكَ ، أَفْضَلَ وَأَحْسَنَ ، وَأَجْمَلَ وَأَكْمَلَ ، وَأَزْكى وَأَنْمى ، وَأَطْيَبَ وَأَطْهَرَ ، وَأَسْنى وَأَكْثَرَ ، ما صَلَّيْتَ وَبارَكْتَ وَتَرَحَّمْتَ ، وَتَحَنَّنْتَ وَسَلَّمْتَ ، عَلى أَحَد مِن عِبادِكَ وَأنْبِيائِكَ وَرُسُلِكَ وَصِفْوَتِكَ ، وَأَهْلِ الْكَرامَةِ عَلَيْكَ مِن خَلْقِكَ..)..
في هذه الفقرة من دعاء الافتتاح نصلي على النبي وعلى آل النبي ، فما هي حقيقة الصلوات : (اللهم صلّ على محمد وآل محمد) ؟.. إن الصلوات دعاء ، بل هي من أكثر الأدعية ، ومن أكثر الأوراد والأذكار ، تفشياً في حياة الموالين.. وهذه من نعم الله عزوجل علينا ، أن نسمع ذكر حبيبه المصطفى في الأذان وفي الإقامة ، ونذكره مصلين عليه في الركوع وفي السجود ، وفي التشهد وفي التسليم ، فذكره (صلوات الله وسلامه عليه) مقترن بذكر الله عزوجل حتى في شعار الإسلام ، فمن المعلوم أن الذي يريد أن ينتقل من الكفر إلى الإسلام ، ليحقن بذلك دمه وماله وعرضه ، لابد وأن يتشهد بشهادة النبوة بالإضافة إلى شهادة التوحيد..
فإذن، الصلاة دعاء ، ولهذا فالإنسان عندما يقول : (اللهم) ، فإن عليه أن يستحضر حالة الدعاء.. ومع الأسف، تحولت الصلوات في حياتنا من حالة شعورية إلى حركة شعارية !.. نحن نصلي على النبي ، ونكثر ، ولكن من الممكن أن لا تصل هذه الصلوات ولو مرة واحدة إلى حبيبه المصطفى (ص) !.. صلوات صادرة ، ولكنها غير واصلة !.. الصلوات التي تدخل السرور ، وتثلج قلب الحبيب المصطفى ، هي الصلوات التي بلغته ، هي الصلوات التي أصبحت سبباً في ارتفاع درجته.. فإذن، عندما نقول : (اللهم) ، علينا أن نعيش حالة من حالات الدعاء بين يدي الله عزوجل ، ثم نقول : يا رب، صلّ على محمد وآل محمد !.. أي بارك فيه..
ولكن رب العالمين كيف يبارك ، وبم يبارك ؟.. هذا الأمر إليه ، هو يعلم كيف يبارك.. قال تعالى : {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا}..{يُصَلُّونَ} فعل مضارع ، أي يدل على الاستمرارية والدوام.. ففي كل حال وآن من الآنات ، رب العالمين يبارك على الحبيب المصطفى (ص) ، لا في حياته فحسب ، وإنما بعد مماته.. فمن ينطق بكلمة لا إله إلا الله ، ومن يصلي لربه ، ومن يطوف حول بيته… ، كل ذلك في ديوان الحبيب المصطفى.. وهنيئاً لنبينا !.. حيث يأتي يوم القيامة وأعمال الخلق إلى قيام الساعة ، مدونة في صحيفة أعماله..
وينبغي عندما نصلي على النبي (ص) أن لا ننسى (آله) !.. فقد نهى النبي (ص) عن هذه الصلاة البتراء ، حيث قال (ص) : (لا تصلّوا عليّ الصلاة البتراء ، فقالوا : وما الصلاة البتراء ؟.. قال : تقولون : اللهم صلّ على محمد وتمسكون ، بل قولوا : اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد).. فمن لم يصل على النبي وآله ، فإن هذا الإنسان لا صلاة له.. ومن صور شكر جميل الآل ، الذين كانوا هم الامتداد للحبيب المصطفى (ص) ، أن نقرن ذكرهم إلى ذكر النبي (ص)..
اللهم اجعلنا من السائرين على دربهم ، والمستنين بسنتهم ، إنك على كل شيء قدير!.
ملاحظة: هذا النص تنزيل لصوت محاضرة الشيخ حبيب الكاظمي فقط، ولم يمر بمرحلة التنقيح واستخراج المصادر بعد.