Search
Close this search box.
  • ThePlus Audio
Layer-5-1.png
نص المحاضرة (النسخة الأولية)

أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین
سلام علیکم اخواني اخواتي جمیعا ورحمة الله وبرکاته

هنالك موردان طبعا من ضمن الموارد الانسان حالته القلبیة تختلف عن حالته البدنیة يعني ظاهره شيء وباطنه شيء آخر هذا لا یسمی نفاقاً، مثاله المثال الاول وهذا المثال ینبقي أن نتذکره إن شاءالله دائما الانسان عندما یغضب لأمر راجح یرید أن يؤدب ابنه یربي ولده لیکن ظاهره ظاهر غضبي یرفع صوته مثلا یقول کلاماً جادا‌ً لا بأس من باب التربیة ولکن أن یکون باطنه باطناً مضطرباً هذا الامر ممنوع، أنت بأمکانك أن تکون هادئ في باطنك بحسب الظاهر تغضب علی الطرف المقابل هذا أمر راجح، امامنا زین العابدین علیه السلام عوتب لأنه لماذا لا یؤدب خدمه الامام صلوات الله علیه قال مضومن کلامه انا لا نصلح غیرنا بفساد انفسنا انا اصلح الخادم أو الخادمة علی حساب دیني اغضب یخرجني من الطور یجعلني ابتلی ببعض الامراض العصبیة حتی یتأدب الخادم لیس هذا من العقل اذاً اولا المؤمن عند الغضب یحاول أن یجعل باطنه هادئً والدلیل کیف نمیز بین الغضبین؟ اذا صلیت ونسیت القصة قلت الله اکبر وکأنه لا مشکلة في البین أنت باطنك باطن هادئ ظاهرك في حال غضب ولکن باطنك کالماء الهادئ، واما إن قلت الله اکبر وجعلت تعیش هذه المشکلة في صلاتك فاعلم أن باطنك قد تکدر هذا الباطن باطن ملوث، لیس الحدیث في هذا، هذه مقدمة لحدیثنا هذا المختصر من کذلك الموارد ظاهر المؤمن یخالف باطنه في مسئلة الرزق اذاً الغضب وفي الرزق؛ ظاهره یسعی من الصباح الی اللیل وهو یکد سمعنا في علمائنا السلف رحمهما الله أن بعض العلماء الکبار کان یکد بیمینه یعني یعمل عملا منزلیاً کذا لیعیش وهکذا کان امیرالمؤمنین علیه السلام امیرالمؤمنین کان علی رأس المزارعین في زمانه کم من الآبار التي استخرجها وکم من الزرع الذي زرعه اذاً المؤمن جسمه في حال السعي من حیث الرزق ولکن باطنه غیر حریص هو یعمل ولکن آخر النهار لم یربح شیئا هذا لا یحمل هماً ولا غماً لم؟ لأنه قانع بما رزقه الله عزوجل اذاً یسعی ولکن یرضی بما قُدر له.
الآن جولة سریعة في روایات اهل البیت علیهم السلام ویا لها من روایات؛ اولا من موجبات الاقتصاد في الحیاة لماذا الانسان حریص؟ لئن عنده نقص في المیزانیة یسعی یحرص علی أن یکون له مال زائد؛ امیرالمؤمنین علیه السلام یقول في نصیحة ولائیة هو ابو هذه الامة یقول ما أحسن بالانسان أن لا یشتهي لا ما ینبقي أنت توقع نفسك في دیون مرهقة لتغیر اثاث المنزل اثاث جید ولکن تحب ما هو اجمل منه تقع في الدیون اذا وقعت في الدین والقسط تتحول الی انسان حریص اذاً المؤمن کما یقول امیرالمؤمنین علیه السلام یترك ما لا ینبقي وحقیقة الامر لو ضغطنا حیاتنا هذه الایام بإمکان احدنا أن یعیش بنصف قوته والنصف الآخر کما یقال في کمالیات العیش، امامنا الصادق علیه السلام یقول کلمة أخری امیرالمؤمنین یقول ما احسن أن الانسان لا یشتهي ما لا ینبقي ولکن امامنا الصادق علیه السلام یقول کلمة لاذعه! هؤلاء مربوا هذه الامة یقول ما اقبح بالمؤمن أي شيء قبیح؟ أن یکون له رغبة تذله یشتهي شیئا کمالیا فیذهب للمصارف یأخذ من هنا دین یأخذ من هنا دین یذل نفسه لیشتري دابة افضل من دابته هذا الانسان فعله قبیح ما اقبح بالمؤمن أن یکون له رغبة تذله، استغني عن هذه الرغبة الباطنیة وکن عزیزا، الانسان الحریص انسان لا راحة له امامنا الباقر علیه السلام هذه روایة معروفة الحریص علی الدنیا مثل دودة القز کلما ازدادت من القز علی نفسها لفاً کان ابعد لها من الخروج حتی تموت غماً، البعض من الناس حقیقتا له ما یکفیه ولکن حرصاً منه یذهب وراء تجارات متعددة هو اراد المال بالسعادة اتفاقا هذا المال سلبه السعادة اراد المال لیرتاح واذا بالمال یسلبه الراحه، کدودة القز کلما تکثر لفها کلما زادت سرعتها الی الهلاك والی الموت، اذاً المؤمن اخواني یسعی لدنیاه ولکن من دون أن یکون حریصاً الا أن هنالك في الأخیر لیس کل حرص مذموم هل هنالك حرص ممدوح؟ نعم منهومان لا یشبعان منهوم علم ومنهوم مال! منهوم المال لا یشبع ولکنه مذموم ولکن منهوم العلهم لا یشبع ولکنه هذا محمود بعض العلماء قبل أن یموت وفي حال ما قبل الاحتضار ویجیب علی الاستفتاءات الفقهیه لماذا؟ لئن هذا منهوم العلم لحظات قبل الموت إن أجاب علی فتوی شرعیة هذه الورقة تقربه الی الجنه، اذاً منهوم العلم ممدوح.
کذلك امامنا الباقر علیه السلام یقول لا حرص کالمنافسة في الدرجات انسان حریص ولکن یرید أن یجمع مالاً لیبني به مسجدا هذه الایام الذي یرید أن يبني مسجداً لابد أن یراجع عشرات الدوائر سنوات لکي یبني مسجدا هذا حریص ولکن هذا الحرص یا له من حرص! رأى صاحبه زمیله بنی مسجداً انقدحت في نفسه هذه الهمة فصار حریصا لا یعرف لیلا من نهار ایضا هذا هو الحرص الممدوح جعلنا الله تعالی وایاکم من عباده الصالحین.

اللهم اجعل عواقب امورنا خیرا اللهم لا تجعل الدنیا اکبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا منتهی رغبتنا اللهم ابلغ سلامنا الی امام زماننا واردد الینا منه السلام والفاتحة مع الصلوات.

Layer-5.png

ملاحظة: هذا النص تنزيل لصوت محاضرة الشيخ حبيب الكاظمي فقط، ولم يمر بمرحلة التنقيح واستخراج المصادر بعد.