- ThePlus Audio
اعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاه وأتم السلام علی اشرف الانبیاء و سید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین
من أسوء صور المنکر ومن أسوء ما یکون علیه العبد اذا کان ضالاً مضلاً، هناک ذنوب بین العبد وربه شاب في مغتبل شبابه یسمع الحرام وینظر الی الحرام ما اعتدی الی أحدٍ ولا أوجب قوایة أحد، سنوات من المعصیة یمحوها في لیلة واحدة مستغفراً ربه، ولکن المشکلة في ما لو کان الانسان علی رأس فریق ضلاله بل لو کان مضلاً لغیره، سواء کان في مجالا الاعتقاد أو في مجال العمل، بعض المنحرفین انحرافهم في عالم الفکر یصرفون الناس عن الهدی، وبعض المنحرفین یصرفون الناس عن طریق الاستقامة! ولو أضل فرداً واحداً، هذا المعنی ذکرناه في حینه.
شاب ایام دراستهِ الجامعیة هکذا مثلا لعب بمشاعر فتاة فأغواها هو تاب ولکن هذه الفتاة انحرفت وحرفت غیرها غیر ذلک من الشباب هذا ماذا یجیب ربه یوم القیامة؟ هب أنک صرت علی رأس الصلحاء صرت عابداً الی آخره ولکن الذین انحرفوا بسببک ماذا تجیب ربک؟ ولهذا الانسان الذي له دور افساديٌ في الناس علیه أن یکون حذراً من هذه المعبة.
في باب الانحراف الفکري البعض هکذا یتکلم بسم الدین والغریب أن الدین میدان لکل انسان، في عالم الطب لو تکلم انسان في عالم الطبابة وهو رجل دین مثلا یقال له هذا لیس من تخصصک أن تکتب وصفة لمریض وإن کنت عالماً هذا عمل الاطباء ولکن الغریب هذه الایام وفي ما مضی ایضاً رأي الاسلام في کذا وکذا رأي الاسلام في المرأة رأي الاسلام في الحرية رأي الاسلام في الحکم رأي الاسلام في کذا من التشریعات هذا حقیقتا أمر مؤسف، کل تخصص محترم إلا تخصص الدین! ولهذا امیرالمؤمنین یعلمنا قاعدة، روایات الباب کالعادة!؛ دع القول فیما لا تعرف إن کنت جاهلا لا تتخرص بغیر علم، القرآن أکد علی هذه الحقیقة ولا تقفوا ما لیس لک به علم، الجاهل علیه أن یسکت وأمسک عن طریق اذا خفت ضلالتة! ولهذا نحن نوصي الاخوة انسان اعتقاداتة لا بأس بها ولکن قد تحرکه الشبهة ولا یعرف جوابها، یبحث في کتب الضلالة شبهات الملحدین مثلا هناک من یدعي التناقض في القرآن جهلاً اتفاقا هناک کتب یجیب علی هذه الشبهة یدخل في الدهالیز المظلمة ولا یمکن الخروج منها ولهذا نحن ایضا نقول لبعض زملائنا من العلماء اذا طرحت شبهةً فأجبها في المجلس نفسه لا تزرع الشبهة ثم تقول غداً نجیب علی هذه الشبهة لعل الشیطان یرکب هذا الانسان بهذه الشبهة فیُحرفه عن الطریق،اذاً الانسان الجاهل علیه أن یتوقف.
ثانیا لا تتبع الجاهل بعض الناس من الغریب یتبع من لا یقین له جاهلٌ مثله ولکن یتبعه اتباع الأعمی، من یطلب الهدایة من غیر أهلها یضل، في کل زمان مرجع التقلید عالم بالدین هو الذي یُتبع، انسان لا خبرة له بروایات اهل البیت لا یعرف السقیم من الصحیح، لا یعرف بحث الاسانید والرجال لا یعلم تفسیر القرآن لم یطلع علی الاصول وغیره، هذا الانسان کیف تجعله امامک وتمشي خلفه؟ من إسترشد قویاً ضلَ، هذا ایضا من التوصیات في هذا المجال.
من أین یأتي الانحراف؟ من أمرین، الشیطان القوي والنفس الأمارة بالسوء فکیف اذا اجتمع الشیطان مع هذه النفس الامارة بالسوء یجعل الانسان یهوي الی أسفل سافلین، ولهذا حقیقتا کم من المؤسف کم من المُبکي امیرالمؤمنین تعرفون من هو؟ مظهر الحق والعدالة، نتمنی هذه الایام أن نتشرف بزیارة مرقده وهو حیٌ یخطب في الناس جماعة بإسم الخوارج شرکوا في دمه أباحوا دم علی صلوات الله علیه، مر بقتلاهم یوم النهروان امیرالمؤمنین صلوات الله وسلامه علیه وقال بُئساً لکم لقد ضرکم من غرکم، هناک من غرکم ایها القتلی بدلا من أن یُقتل في صفین في رکاب امیرالمؤمنین الخوارج قُتلوا في النهروان قیل له من غرهم یا امیرالمؤمنین؟ قال الشیطان المضل والانفس الامارة بالسوء.
اذاً الشیطان یکفي النفس تکفي فکیف اذا اجتمعا علی الانسان؟ ولهذا هذا الحائر عن قصد السبیل من أبغض الخلائق الی الله عزوجل، رجل وکله الله الی نفسه فهو جائر عن قصد السبیل، ولهذا اخواني دائما وابداً في خلوات اللیل في ساعات الاجابة سل الله عزوجل أن لا یوکلک الی نفسک طرفة عین اذا أوکلک وقعت في ما وقعت فیه.
واخیرا کیف نفسر قوله تعالی یُضل الله من یشاء، الانسان اذا کان مضلاً هذه حرکة مذمومة فکیف ینسب الله عزوجل اضلاله الی نفسه؟ قیل في هذا وجهان، الوجه الاول واضح في الروایة عن امیرالمؤمنین یضل الله من یشاء هو ضلالهم عن طریق الجنة أن یحرفهم عن طریق الجنة بفعلهم، الامام یذکر هذا المعنی بفعلهم، في دار الدنیا ضل الطریق یوم القیامة رب العالمین لا یهدیه الی طریق الجنة.
وثانیا ما المانع؟ الانسان یصل الی درجة من الضلال رب العالمین یسلط علیه ابلیس لیزداد ضلالاً من باب المکر مکر الله عزوجل بالماکرین، ووجدک ضالاً فهدی! اضلال الله للعباد علمناه ولکن ما معنی ووجدک ضالاً؟ ایضا امیرالمؤمنین وهو العالم بالکتاب ظاهره وباطنة یرفع الشبهه یقول وجدناک في قوم لا یعرفون نبوتک فهدیناهم بک، الا تقول عالم ضال بین جهال أي ضائع؟ النبي کان ضائعا بین الجاهلین لا یعرفون قدره رب العالمین هدی القوم لیتخذوا النبي اماماً لهم.
اللهم انا نعوذ بک من مضلات الفتن ما ظهر منها وما بطن اللهم ارنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وارنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه بلغ ارواح المؤمنین والمؤمنات ثواب الفاتحة مع الصلوات.
ملاحظة: هذا النص تنزيل لصوت محاضرة الشيخ حبيب الكاظمي فقط، ولم يمر بمرحلة التنقيح واستخراج المصادر بعد.