- ThePlus Audio
اعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین
سلام علیکم اخواني اخواتي جمیعا ورحمة الله وبرکاتة
قد یتفق انسان في دار الدنیا مبتليً بأنواع الفقر والمرض والفاقة ومع ذلك لا دین له لا اخلاق له القرآن الکریم یعبر عن هذا الصنف خسر الدنیا والآخرة ذلك هو الخسران المبین.
نذهب إلی بعض البلاد الفقیرة نری فیهم الکفر والفقر هذا کم هو انسان تعیس وفي المقابل هنالك من جمع بین خیر الدنیا والآخرة ولهذا ندعوا بلسان القرآن الکریم ربنا آتنا في الدنیا حسنة وفي الآخرة حسنة نطلب من الله عزوجل فوز الدارین، رب العالمین قد یجمعهما لأقوامٍ کیف نصل إلی خیر الدنیا والآخره؟ الذي خسر خسراناً مبینا هؤلاء غیرنا، نحن المؤمنون کیف نجمع بین خیر الدنیا والآخرة؟ ألذي یقرر ذلك ائمة السعادة ائمةً أطباء النفوس والأرواح ائمة اهل البیت علیهم السلام.
الامام الصادق علیه السلام یقول کما روي عنه إن أردت أن تقر عینك وتنال خیر الدنیا والآخره، ماذا نصنع؟ فأقطع الطمع عن ما في أيدي الناس هذه حتی مشکلة الملوك! الملك له ما له من القصور بعض ملوك الدنیا بعدد مُدن مملکتهِ له فیها قصور یصیف هنا ویشتي هناك ولکن عندما یدخل قصر ملك آخر قلبه یحترق هکذا یری نفسه فقیراً ولهذا القرآن الکریم یقول ولا تمدن عینیك إلی ما متعنا به أزواجاً منهم، زهرة الحیاة الدنیا ولهذا المؤمن العاقل إذا قطع طمعه عما في أيدي الناس لیس هنالك ما یُریه! بعض الناس سنوات یبني بناءً جیداً ولکن وهو قانع بما هو فیه یزور بیوت المترفین یقول یا لیت لنا مثل أوتي قارون مثلاً ولهذا أُمرنا بترك فضول النظر إذا جئت إلی المسجد في المشاهد تذهب إلی الحرم لا تلتفت یمیناً وشمالاً، الأسواق أبنیة الظالمین بیوت المترفین کل هذه تُشغل تجعلك لا تتهنئ بما في یدك، إذاً قطع الطمع عما في أيدي الناس، وعُد نفسك في الموتى طبعا هذه کنایة عن المراقبة والمحاسبة! هذا المعنی إلذي أقول لکم جربوه مره إذا زرت لزیارة اهل القبور یتفق بالشهر مره البعض في الإسبوع مره في السنة مره عندما تزور المقابر قبر ذویك وأنت تخرج من المقبره تخیل عالم الخیال واسع وبعض الخیال طیب، تخیل نفسك خرجت من القبر زُرت أخاك أمك وأباك! تخیل نفسك خرجت من القبر وقیل لك إذهب إلی الدنیا یوماً واحداً، أسبوعاً ثم أنت ملزم بالرجوع إلی القبر ماذا تصنع في هذا الأسبوع؟ تکون من أفضل خلق الله، لا تنام اللیل تصوم النهار تتکلم بالمثاقیل أسبوع رب ارجعونِ رب العالمین استجاب لك! إذاً کلما زرت المقابر رجعت من المقبره افترض نفسك خرجت من القبر فأنظر ماذا تصنع؟ إذاً امامنا الصادق علیه السلام یشیر إلی هذا المعنی! عُد نفسك في الموتی والناس نیام إذا ماتوا انتبهوا.
ثالثاً ولا تحدن نفسك أنك فوق أحد من الناس! طبعا هذا المعنی لا ینفعك للآخره، العجب داء مهلك وخاصة لخواص المؤمنین، غیر المؤمن لا شيء عنده انسان امام رب العالمین خجل وجل الکلام في الطائعین من له توفیق ما یُخشی علیه أن یقول أنا إلذي فعلت کذا وکذا! البعض یقول انا انسان صاحب توفیق هذا انسان فاسق کیف أراه فوقي مثلا؟ الجواب الأمور بخواتیمها ما دمت لا تعلم الخاتمة لا تطیب نفسك أبداً، إذاً ما دمت لا تعلم الخاتمة لا تجعل نفسك فوق الناس هذا اولا.
وثانیا إنما یتقبل الله من المتقین، شاب تراه مراهقاً له بعض الهفوات ولکنه بار بوالدیه إلی أبعد الحدود! هذا البر من الممکن یعوض نقصه أنت لا تعلم اسرار العباد ولا تحدثن نفسك أنك فوق أحد من الناس! واُخزن لسانك کما تخزن مالك! مشاکلنا من اللسان هذا یدفع للدنیا ایضا الإنسان الذي یتکلم بمراقبة هذا ایضا یُعطی خیر الدنیا والآخره.
روایة اخیره جامعه حقیقتا هذه الروایة دستور الحیاة جاء رجل إلی النبي الراوي من؟ امیرالمؤمنین والمروي عنه النبي الأکرم قال علمني عملاً یحبني الله علیه ویُحبني المخلوقون ثانیاً ویُثري الله مالي ثالثا ویصح بدني رابعا ویطیل عمري ویحشرني معك! بقي شيء؟ من خصال الدنیا والآخره، بدن سلیم مال وافر محبوب الخلق محبوب رب العالمین طویل العمر ویوم القیامة مع النبي فقال صل الله علیه وآله هذه ست خصال النبي جمعها تحتاج إلی ست خصال، ست امنیات وست أعمال؛ اولا إذا أردت أن یحبك الله فخفه وأتقه تقوی الله طریق محبة الله هذا واضح وإذا أردت أن یحبك المخلوقون فأحسن الیهم وأرفض ما في أیدیهم الروایة الاولی في حدیثنا قطع الطمع عما في أیدي الناس واذا أن یثري الله مالك فزکه الآن خمساً زکاة صدقةً زکي مالك واذا أرت أن یصحي الله بدنك فأکثر من الصدقة الصدقة تدفع البلاء وقد اُبرم إبراماً وإن أردت أن یطیل الله عمرك فصل ذوي أرحامك الارحام معروفة تطیل الاعمار واخیرا وإذا أردت أن یحشرك الله معي فأطل السجود بین یدي الله الواحد القهار وهذا المعنی وارد في أحادیث أخری من یرید أن یکون في درجة النبي وآله فلیطل السجود! هنیئاً لمن أعطاه رب العالمین خیر الدنیا والآخره.
ربنا آتنا في الدنیا حسنة وفي الآخره حسنة أعطنا خیر الدنیا والآخره أطل اعمارنا في خیر وعافیة احشرنا في زمرة محمد وآل محمد وإلی أرواح المؤمنین والمؤمنات نهدي ثواب الفاتحة مع الصلوات.
ملاحظة: هذا النص تنزيل لصوت محاضرة الشيخ حبيب الكاظمي فقط، ولم يمر بمرحلة التنقيح واستخراج المصادر بعد.