- ThePlus Audio
الجمع بين حقوق الخالق وحقوق المخلوقين في سيرة الإمام الصادق (ع)
بسم الله الرحمن الرحيم
الجمع بين حقوق الخالق وحقوق المخلوقين
إن هناك ثغرة في حياة السالكين إلى الله عز وجل ممن همهم تهذيب النفس ونيل المحبة الإلهية والعيش في أجواءها أنهم سرعان ما ينعزلون عن الناس وينظرون إلى الآخرين بازدراء وانتقاص. فالسالك يبدأ طريقه من المراقبة في حياته اليومية حتى تنكشف عنه بعد فترة بعض الحجب ويعيش لذة وحلاوة القرب من الله عز وجل التي لا تعادلها حلاوة أو لذة في عالم الوجود. فأين الحب الإلهي والجذبة الإلهية وأين النساء وما شابههن من متع هذه الحياة؟ أين الثرى من الثريا؟ ولكن الآفة هي التقوقع والانعزال عن الخلق والبقاء في الصومعة الحسية والمعنوية.
وهذا الطريق هو طريق النصارى والرهبان قبل الإسلام الذي تقوقعوا نفسيا ثم تحولت صومعة الباطن إلى صوامع في بطون الوديان وأعالي الجبال. وهذا يخالف تعاليم الإسلام وسنة رسول الله (ص) الذي قال: (لاَ رَهْبَانِيَّةَ فِي اَلْإِسْلاَمِ)[١]. فمن لم يستطع منهم أن ينعزل في صومعة لأن ذلك مما حرمه الشرع ولم يكن أمامه إلا المسجد؛ فضل الابتعاد عن الناس والعيش في عزلة. وهؤلاء يعتقدون بأن الاقتراب من الله عز وجل ابتعاد عن الخلق، والاقتراب من الخلق ابتعاد عن الله عز وجل.
ولذلك انتشرت في المسلمين فرقة باسم الصوفية اتخذوا في مقابل المسجد بيوتا للعبادة وقد وجد ترحيبا كبيرا من الدولتين الأموية والعباسية؛ إذ أنه توجه في ظاهره ديني عرفاني أخلاقي ولكنه يفرغ الدين من محتواه.
آراء أصحاب المذاهب الأربعة في الإمام الصادق (عليه السلام)
ولو راجعنا سيرة المعصومين (ع) لوجدنا أنهم بالرغم من قربهم الشديد إلى الله عز وجل لم يكونوا ينفصلون عن الخلق بل كانوا يجلسون ويتحدثون ويستقبلون الناس ويعاشروهم، وهكذا كان الإمام الصادق (ع) الذي تنسب الشيعة إليه عندما يقال: الجعفرية. وقد شهد بفضله الموافق والمخالف والشهادات التي جاءت من مخالفيه لم تكن طمعا في مال أو جاه فهو لم يكن صاحب سلطة يطمع فيما عنده ولكنه كان قائدا لأعظم مسيرة فكرية في حياة الأمة.
ومن هذه الشهادات ما شهد به أصحاب المذاهب الأربعة، فقد قال أبو حنيفة عن السنتين اللتين تتلمذ فيهما عند الإمام الصادق (ع): (لولا السنتان لهلك النعمان). وقد قال عنه مالك بن أنس وهو من كبار العلماء عند المسلمين: (ما رأت عين ولا سمعت أذن ولا خطر على قلب بشر أفضل من جعفر الصادق عليه السّلام فضلا وعلما وعبادة وورعا)[٢]. وهذه العبارات مألوفة ومعروفة في وصف نعيم الجنة، ولكن مالك بن أنس يرى جنة الفكر ويرى فردوس الثقافة في حياة الإمام الصادق (ع)، فيصفه بهذا الوصف.
وقد وصف مالك بن أنس الإمام الصادق (ع) بوصف يتبين من خلاله كذب ادعاء من ادعى أن الأئمة (ع) هم مذهب وخط في مقابل خط رسول الله (ص) وهو قوله: (كَانَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ رَجُلاً لاَ يَخْلُو مِنْ إِحْدَى ثَلاَثِ خِصَالٍ إِمَّا صَائِماً وَإِمَّا قَائِماً وَإِمَّا ذَاكِراً وَكَانَ مِنْ عُظَمَاءِ اَلْعِبَادِ وَأَكَابِرِ اَلزُّهَّادِ اَلَّذِينَ يَخْشَوْنَ اَللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ وَكَانَ كَثِيرَ اَلْحَدِيثِ طَيِّبَ اَلْمُجَالَسَةِ كَثِيرَ اَلْفَوَائِدِ فَإِذَا قَالَ قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ اِخْضَرَّ مَرَّةً وَاِصْفَرَّ أُخْرَى حَتَّى يُنْكِرَهُ مَنْ كَانَ يَعْرِفُهُ)[٣]. وهذه طبيعة حياة الإمام (ع) بشهادة الذين لم يكونوا ينظرون إليه كما كان ينظر إليه خلص أصحاب كزُرارة وأبو بصير وغيرهم.
اقتران الدين بالممارسة والتطبيق في حياة الإمام الصادق (عليه السلام)
إن الإمام (ع) يريد منا أن نحول الدين إلى سلوك عملي لا مجرد شعارات ونظريات نتغنى بها أو مجرد أذكار نناجي بها رب العالمين في منتصف الليل من دون عمل وسعي وجهاد في سبيله. وسنبين جانبا من سيرة الإمام الصادق (ع) في الجمع بين الدين والعمل وسلبيات الدين إذا خلا من التطبيق والممارسة.
النقطة الأولى: طعام الإمام (عليه السلام)
فعن حماد بن عثمان قال: (أَصَابَ أَهْلَ اَلْمَدِينَةِ غَلاَءٌ وَقَحْطٌ حَتَّى أَقْبَلَ اَلرَّجُلُ اَلْمُوسِرُ يَخْلِطُ اَلْحِنْطَةَ بِالشَّعِيرِ وَيَأْكُلُهُ وَيَشْتَرِي بِبَعْضِ اَلطَّعَامِ وَكَانَ عِنْدَ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ طَعَامٌ جَيِّدٌ قَدِ اِشْتَرَاهُ أَوَّلَ اَلسَّنَةِ فَقَالَ لِبَعْضِ مَوَالِيهِ اِشْتَرِ لَنَا شَعِيراً فَاخْلِطْ بِهَذَا اَلطَّعَامِ أَوْ بِعْهُ فَإِنَّا نَكْرَهُ أَنْ نَأْكُلَ جَيِّداً وَيَأْكُلُ اَلنَّاسُ رَدِيّاً)[٤]. هذا ولم يكن الإمام حاكما أو في منصب قيادي ولكنه كان يعيش آلام الناس وكان المصداق الأبرز للحديث الذي روي كذلك عنه (ع): (مَنْ لَمْ يَهْتَمَّ بِأُمُورِ اَلْمُسْلِمِينَ فَلَيْسَ بِمُسْلِمٍ)[٥].
النقطة الثانية: رفقه بمن تحت يديه
ومما خلده التاريخ معاملته (ع) مع غلام أبطأ عليه في حاجة كان أرسله الإمام (ع) لقضائها، فعن حفص بن أبي عائشة أنه قال: (بَعَثَ أَبُو عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ غُلاَماً لَهُ فِي حَاجَةٍ فَأَبْطَأَ فَخَرَجَ أَبُو عَبْدِ الله عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ عَلَى أَثَرِهِ لَمَّا أَبْطَأَ فَوَجَدَهُ نَائِماً فَجَلَسَ عِنْدَ رَأْسِهِ يُرَوِّحُهُ حَتَّى اِنْتَبَهَ فَلَمَّا تَنَبَّهَ قَالَ لَهُ أَبُو عَبْدِ الله عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ يَا فُلاَنُ وَالله مَا ذَلِكَ لَكَ تَنَامُ اَللَّيْلَ وَاَلنَّهَارَ لَكَ اَللَّيْلُ وَلَنَا مِنْكَ اَلنَّهَارُ)[٦]. وكان بإمكان الإمام (ع) أن يوقظه ويعنفه – كحال الكثير من الخادمات عندنا في المنازل – ولكن الإمام أخذ مروحة أو ما شابه ذلك وبدأ يروح له حتى استيقظ ثم بين له بأسلوب في غاية اللطف والحنان أن له الليل ينام فيه وأما النهار فينبغي أن يقضي فيه حوائج الإمام.
النقطة الثالثة: رفقه بالخواص من شيعته
في موقف آخر يبين رفق الإمام الصادق (ع) برعيته، وبالخواص من شيعته ما روي عن مفضل بن قيس بن رمانة حيث قال: (دَخَلْتُ عَلَى أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ (عَلَيْهِ السَّلاَمُ) فَشَكَوْتُ إِلَيْهِ بَعْضَ حَالِي وَسَأَلْتُهُ اَلدُّعَاءَ، فَقَالَ يَا جَارِيَةُ هَاتِي اَلْكِيسَ اَلَّذِي وَصَلَنَا بِهِ أَبُو جَعْفَرٍ! فَجَاءَتْ بِكِيسٍ، فَقَالَ هَذَا كِيسٌ فِيهِ أَرْبَعُمِائَةِ دِينَارٍ فَاسْتَعِنْ بِهِ، قَالَ قُلْتُ لاَ وَاَلله جُعِلْتُ فِدَاكَ مَا أَرَدْتُ هَذَا وَ لَكِنْ أَرَدْتُ اَلدُّعَاءَ لِي، فَقَالَ لِي وَلاَ أَدَعُ اَلدُّعَاءَ وَلَكِنْ لاَ تُخْبِرِ اَلنَّاسَ بِكُلِّ مَا أَنْتَ فِيهِ فَتَهُونَ عَلَيْهِمْ)[٧].
وقد أشار الإمام إلى نقطة استراتيجية مهمة، فالإمام رأى أن الرجل من الموالين، ولعله من رؤوس الشيعة، ولا يُحب الإمام (ع) أن يرى وليا من أوليائه في موقع الضعف والحاجة إلى الآخرين، لأنها ثغرة من الممكن في يوم من الأيام أن يبيع موقفا رساليا في مقابل مبلغٍ من المال. ثم في قوله الأخير إشارة إلى أن الإمام (ع) يريد من الموالي أن يكون في قمة الشخصية الاجتماعية، فلا يدع الفقر ينحتُ من كِيانه ومن شخصيته الإيمانية .
بركات التطبيق العملي للمفاهيم الدينية
إن الإمام (ع) من خلال هذا السلوك أراد يدعو إلى دين الله عز وجل، وحتى لا يكون ما يدعون إليه مجرد ألفاظ وكلمات لا وجود حقيقي لها وإنما بعمله وسلوكه أراد أن يثبت صواب ما يدعون إليه. وهذه الممارسات العملية هي التي خلدت ذكرهم وتناقلتها الأجيال عبر العصور المختلفة؛ إذ لم تكن لديهم منصات علمية بل كانت بأيدي المخالفين لهم ولم يكن التاريخ يكتب بأيديهم ولا الشعراء الكثر في خدمتهم.
والسلوك العملي الحسن نعم العون على الدعوة إلى الدين وعدم تنفير الآخرين منه. فمن الأمور التي أدت إلى انحراف في بعض أفراد الأسرة من الزوجة والأولاد سلوك الوالد الذي يدعي التدين ويراه أهل بيته قائما وباكيا ومتعبدا ولكنه لا يحسن التعامل مع أفراد أسرته فيكون من حيث لا يشعر مؤثرا في ابتعادهم عن الدين وانحرافهم عنه. إذ يقول الولد أو البنت إن كان هذا الدين فلا نريده.
ومن بركات تطبيق المفاهيم الدينية أنها تجعل هذه المفاهيم أصيلة في وجود المؤمن وتصبح من ملكاته وصفاته. فالذي يتكلف الصدق والعفة والكرم وحسن الخلق تتحول مع الأيام إلى ملكات راسخة في وجوده فلا تصدر عنه بعد ذلك تكلفا. ولو أننا نظرنا إلى الملكات الأخلاقية بهذه النظرة، يتحول الإنسان بعد فترة إلى شِبْهِ معصوم يدبُ على وجه الأرض.
ومن بركات الممارسة والتطبيق اكتشاف نقاط الضعف في الحياة. وكما قلنا: إن الصومعة جوٌّ نموذجي، ولهذا نقرأ في قصص بني اسرائيل عن عابد يعبدُ الله دهراً وإذا به يرى نفسه ضعيفا أمام امرأة زانية، لأنه لم يتعلم الممارسة العملية في الحياة. فالذي لم يعتد على مخالفة أحد لأوامره وأوامره كن فيكون، من أين يتعلم الصبر في الحياة والذي لا يُثار غضبه من أين تعْلم أنه حليم؟ لذا ورد في الروايات الشريفة: إذا أردت أن تتخذ صديقا فأغضبه ثلاث مرات فإذا رأيته لا يتكلم إلا الحق فاتخذه صديقا، فالذي يغضب ولا يخرج عن طوره، ويشتهي فلا يتجاوز الحدود جدير بالاحترام والتقديس.
النقطة الرابعة: حلم الإمام (عليه السلام)
عن أخ حماد بن بشير أنه قال: (كُنْتُ عِنْدَ عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ اَلْحَسَنِ وَعِنْدَهُ أَخُوهُ حَسَنُ بْنُ حَسَنٍ فَذَكَرْنَا أَبَا عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ فَنَالَ مِنْهُ فَقُمْتُ مِنْ ذَلِكَ اَلْمَجْلِسِ فَأَتَيْتُ أَبَا عَبْدِ اَللَّهِ لَيْلاً فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ وَهُوَ فِي فِرَاشِهِ قَدْ أَخَذَ اَلشِّعَارَ فَخَبَّرْتُهُ بِالْمَجْلِسِ اَلَّذِي كُنَّا فِيهِ وَمَا يَقُولُ حَسَنٌ فَقَالَ يَا جَارِيَةُ ضَعِي لِي مَاءً فَأَتَى بِهِ فَتَوَضَّأَ وقَامَ فِي مَسْجِدِ بَيْتِهِ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ قَالَ يَا رَبِّ إِنَّ فُلاَناً بِالَّذِي أَتَانِي عَنِ اَلْحَسَنِ وَهُوَ يَظْلِمُنِي وَقَدْ غَفَرْتُ لَهُ وَلاَ تَأْخُذْهُ وَلاَ تُقَايِسْهُ يَا رَبِّ قَالَ فَلَمْ يَزَلْ يُلِحُّ فِي اَلدُّعَاءِ عَلَى رَبِّهِ ثُمَّ اِلْتَفَتَ إِلَيَّ فَقَالَ اِنْصَرِفْ رَحِمَكَ اَللَّهُ فَانْصَرَفْتُ ثُمَّ زَارَهُ بَعْدَ ذَلِكَ)[٨].
هناك الكثير من الناس لا يكاد يتحمل قدحا صغيرا أو كلمة سوء تخرج من أحد تجاهه، ويروى أن نبي الله موسى (ع) طلب من الله عزوجل أن يكف ألسنة الخلق عنه، لما لقيه منهم من التُّهم العديدة، فجاءه الجواب الإلهي: أن هذا شيءٌ لم أجعله لنفسي. ولو تأمل الإنسان في هذه الرواية الشريفة لرأى كيف يأصل الإمام لثقافة الاختلاف، فهناك فرق كبير بين الخلاف والاختلاف، فلك أن تختلف ولكن ليس لك أن تخالف، ولك أن تُبدي وجهة نظرك، ولكن لا تتخذ موقفا عدائيا من صاحب قول أو فكرة.
وصايا الإمام الصادق (عليه السلام) في حقوق الخالق وفي حقوق المخلوقين
الأولى في حق الله عزوجل وهي ما رواها أبو بصير قال: (دَخَلْتُ عَلَى أُمِّ حَمِيدَةَ أُعَزِّيهَا بِأَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ فَبَكَتْ وَبَكَيْتُ لِبُكَائِهَا ثُمَّ قَالَتْ يَا أَبَا مُحَمَّدٍ لَوْ رَأَيْتَ أَبَا عَبْدِ اَللَّهِ عِنْدَ اَلْمَوْتِ لَرَأَيْتَ عَجَباً فَتَحَ عَيْنَهُ ثُمَّ قَالَ اِجْمَعُوا لِي كُلَّ مَنْ بَيْنِي وَبَيْنَهُ قَرَابَةٌ قَالَتْ فَلَمْ نَتْرُكْ أَحَداً إِلاَّ جَمَعْنَاهُ قَالَ فَنَظَرَ إِلَيْهِمْ ثُمَّ قَالَ إِنَّ شَفَاعَتَنَا لاَ تَنَالُ مُسْتَخِفّاً بِالصَّلاَةِ)[٩].
والثانية في حق المخلوقين وهي وما روتها سالمة مولاته قالت: (كُنْتُ عِنْدَ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ حِينَ حَضَرَتْهُ اَلْوَفَاةُ فَأُغْمِيَ عَلَيْهِ فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ أَعْطُوا اَلْحَسَنَ بْنَ عَلِيِّ بْنِ عَلِيِّ بْنِ اَلْحُسَيْنِ وَهُوَ اَلْأَفْطَسُ سَبْعِينَ دِينَاراً وَأَعْطُوا فُلاَناً كَذَا وَفُلاَناً كَذَا – فَقُلْتُ أَ تُعْطِي رَجُلاً حَمَلَ عَلَيْكَ بِالشَّفْرَةِ فَقَالَ وَيْحَكِ أَ مَا تَقْرَءِينَ اَلْقُرْآنَ قُلْتُ بَلَى قَالَ أَ مَا سَمِعْتَ قَوْلَ اَللَّهِ جَلَّ وَعَزَّ – وَاَلَّذِينَ يَصِلُونَ مٰا أَمَرَ اَللّٰهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخٰافُونَ سُوءَ اَلْحِسٰابِ)[١٠]، فكان (ع) يعيش في أخريات حياته هموم الأمة والأرحام.
هاشتاغ
خلاصة المحاضرة
- إن هناك ثغرة في حياة السالكين إلى الله عز وجل ممن همهم تهذيب النفس ونيل المحبة الإلهية والعيش في أجواءها أنهم سرعان ما ينعزلون عن الناس وينظرون إلى الآخرين بازدراء وانتقاص، والحال أن ذلك يخالف سيرة النبي الأكرم (ص) وأهل بيته الطاهرين (ع).
- السلوك العملي الحسن نعم العون على الدعوة إلى الدين وعدم تنفير الآخرين منه. فمن الأمور التي أدت إلى انحراف في بعض أفراد الأسرة من الزوجة والأولاد سلوك الوالد الذي يدعي التدين ويراه أهل بيته قائما وباكيا ومتعبدا ولكنه لا يحسن التعامل مع أفراد أسرته.