- ThePlus Audio
أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین
السلام علیکم اخواني اخواتي جمیعا ورحمة الله وبرکاته
هنالك مجموعة آیات القرآن الکریم تصف خلقة الانسان لا الخلقة الظاهریه! هنالك آیات تصف خلقة بني آدم کذا انشأناه خلقاً آخر کسونا العظام لحماً المهم الآیات تدور حول خلقة بني آدم عظماً ولحماً ولکن قسم من آیات کتاب الله عزوجل تصف البواطن الانسانیه؛ الانسان کما أنه خُلق من لحم ودم خُلق هلوعاً اذا مسه الشر جزوعاً واذا مسه الخیر منوعاً کأنه هذه الامور في فطرة بني آدم في تشکیلة بني آدم، انا یمکن اُعبر عنها بالبذور المستنبته! بعض الاراضي فیها بذور تلاحظون ایام الربیع عندما یأتي المطر هذا الورد أو الشوك لا یُخلق من العدم هنالك بذور یابسة في الارض طوال الصیف فإذا انزلنا علیها الماء اهتزت وربت أنبتت من کل زوج بهیج؛ هذه البذور تارة بذور الشوك وتارة بذور الورد، المهم في وجود بني آدم هذه البذور ایضا موجوده، خُلق الهلع الجزع بني آدم لو تُرك وشأنه یجزع عند المصیبة حدیثنا اللیلة عن الجزع، وما هو الجزع، آثار الجزع، مستثنیات الجزع.
الجزع حالة من حالات الخروج عن الاعتدال أتذکر في مرة من المرات قسمنا المراتب هنا انسان یجزع انسان یصبر انسان یرضی انسان یستسلم امام المصیبة هنالك عدة تفاعلات دعنا عن الجانب الایجابي! التسلیم والتوکل والی آخره هذه مراتب ایجابیه، الانسان مقابل المصیبة عامة الناس الطیبون منهم یصبرون الصبر یعني تحمل الواقعة ولو کانت النفس کارهه! بعض الناس عندما یموت ولده أو اغلب الناس هکذا یتمنی عدم موت الولد ولکنه لا یجزع طبعا المؤمن منطقه منطق مولاتنا زینب علیها السلام حیث قالت ما رأیت الا جمیلاً هذا مقام زینب علیها السلام لأنها تریبة امیرالمؤمنین والزهراء علیهما السلام، عامة الناس عامة المؤمنین اعني یصبرون لا یجزعون ولکن الجزع هو الخروج عن المتعارف الآن الانسان الجزوع تارة یُظهر جزعه کالصراخ بالویل والعویل کلطم الوجه کجز الشعر والی آخره هکذا یصف الامام الباقر حالة الجزع عند اصحاب المصیبه، طبعا الانسان الذي یجزع هذا الانسان انسان خاسر اولاً الجزه عند المصیبة أشد من المصیبه، المصیبة عبارة عن مثلا احتراق المنزل هذا في الخارج الذي یجزع قلبه یحترق باطنه یحترق؛ احتراق البیت لا یؤلم القلب جزعك علی احتراق البیت یُفقدك الصواب المؤمن لا یُعدي الحریق الخارجي الی جوفه! امیرالمؤمنین علیه السلام یقول الجزع عند المصیبة اشد من المصیبه، هذا حریق في الخارج وهذا حریق في الباطن! الجزع یحول المصیبة الی فجیعة ولهذا بعض الاوقات الانسان یدخل المنزل تری المرأة تبکي بکاءً مریراً ما بكِ یا اُم فلان؟ تقول مثلا سقطت المزرهیة الکذائیة وانکسرت أنت تضحك علیها وأنت تبكي، عند بعض الناس حقیقتاً ما هو فیه لیس بمصیبة کبیره! بجزعه یحولها الی فجیعة بکثرة الجزع تعظم الفجیعه! هذا امامنا امیرالمؤمنین هکذا یصف! المصیبة واحده ولهذا تری شابین اُصیبا في حادث اجارکم الله تری اُم هذه تجزع یغمی علیها وقد تفقد عقلها وتری الاُم الثانیة هي المصیبة نفس المصیبة الشاب نفس الشاب في نفس العمر ولکن هذه الاُم تصبر علی قضاء الله وقدره الکلام المعروف أعطی الامانة ثم اخذها البعض یتکلم مجاملة والبعض حقیقتا هکذا عندما یموت ولده حقیقتاً یری انها امانة اُعطیت ثم اُخذت لا اقل ولا اکثر، الجزع لا یدفع القدر أنت لماذا تجزع المصیبة وقعت لو أن الانسان جزع علی فقد المال یمکن أن یقال هذا جزعه قد یفید یفتح محل آخر شرکة أخری یبالغ في العمل حتی یعوض الخساره، اما بعض الحالات حقیقتاً الجزع لا یقدم ولا یؤخر مثاله موت الولد فقد العزیز هذا لا یقدم ولا يؤخر ولکن یُحبط الأجر.
الانسان الجزوع من جزع فنفسه عذب وأمر الله اضاع وثوابه باع طبعا الانسان اذا جزع ولم یقل شیئا یمکن أن یقال هذا لم یفقد أجره لأنه ما قال شيء! ولکن طبیعة الجزوع أنه یبین جزعه بعض الناس في ساعة المصیبة اذا جزع یتکلم بالکفر ویا لها من کارثة انسان یخرج من طوره الی درجة أن النطق بالحرام، الجزوع هناك صوتان یبغضهما الله عزوجل النبي صلی الله علیه وآله وسلم جعل الصوتین في رتبة واحدة رغم انهما متعاکسان، هذا في أقصی الیمین وهذا في اقصی الیسار کما یقال صوتان مبغوضان عند الله عزوجل مزمار عند نعمه، بعض الانسان کم هذه الایام في الأعراس وغیره المزامیر عند النعمة عند الفرح رب العالمین یبغض هذه المزامیر وانا قلت المؤمنین طبعا هذا الکلام لغیر المؤمن المؤمن ملتزم! غیر المؤمن اقول له أنت عندما تجلب المزمار والراقصین والراقصات في مجالس عقد القران الا تخاف رب العالمین لا یجعل بینهما مودة ورحمه خلق لکم من انفسکم ازواجاً لتسکنوا وجعل بینکم مودة ورحمه، هذا الجعل لا یجعله مادامت هنالك معصیة في البین ولهذا نری اتفاقا اصحاب المجالس الحافلة الکبیرة التي تملأ الصحف صحفة کاملة بعد فترة نسمع عن افتراقهما واذا لم یفترقا لهم معیشة ضنکاء کما قال القرآن الکریم ومن اعرض عن ذکري فإن له معیشة ضنکاء، مزمار عند نعمة واعوال عنده مصیبه، صراخ الجازع في مرتبة مزمار صاحب النعمة هذا فرح وهذا حزین ولکن المزمار والاعوال عند الله سیان فإنهما مبغوضان.
کلمة أخيرة هل الجزع في کل المواطن مطلوب؟ لا هنالك موطن یجوز فیه الجزع طبعا الجزع الذي یتناسب علی کل حال مع المنطق والصواب، امیرالمؤمنین صلوات الله وسلامه علیه کان له رکنان انهد رکناه في ایام حیاته رکن النبي الاعظم صلی الله علیه وآله وسلم ویا له من رکن! ورکنه الآخر کما تعرفون جمیعا حبیبته فاطمة صلوات الله علیها، کان علی علیه السلام وهو یدفن حبیبه المصطفی صلی الله علیه وآله وسلم قال أن الصبر لجمیل الا عنك یا رسول الله وأن الجزع لقبیح الا علیك وإن المصاب بك لجلیل وإنه قبله وبعده لجلل هذه الحالة ایضا عاشها امیرالمؤمنین صلوات الله علیه علی قبر حبیبته الزهراء علیها السلام فاتح خیبر الذي کان کراراً غیر فرار في مصیبة الزهراء علیها السلام یقولون هکذا نُقل بکی علیها بکاء عالیا، البکاء العالي في قمة المصیبه، وقال کلمته قل یا رسول الله عن صفیتك صبري وخانني جلدي الی أن قال فأما لیلي فمسهد واما حزني فسرمد صلوات علیك یا مولاي ورحمة الله وبرکاته.
اللهم احشرنا مع محمد وآل محمد اللهم اجعلنا ممن یجزع في مصابهم اللهم الهمنا الصبر في مصائبنا اللهم اجعل عواقب امورنا خیرا والفاتحة مع الصلوات.
ملاحظة: هذا النص تنزيل لصوت محاضرة الشيخ حبيب الكاظمي فقط، ولم يمر بمرحلة التنقيح واستخراج المصادر بعد.