- ThePlus Audio
أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین
الانسان المؤمن يفكر في المزايا الأبدية الخالدة هناك مزايا في عالم الدنيا صحة البدن سعة الدار وفرة المال كثرة الاولاد والى آخره زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين الى آخره ولكن هناك بعض المزايا الباطنية هذه لا تزول بزوال الدنيا هذه المقامات معك الى أبد الأبدين هب أن لك قصراً في دار الدنيا علاقتك بالقصر ومن في القصر الى حافة القبر من المقامات المعنوية التي يبحث أولياء الله عزوجل إجعل همتك في هذه المقامات هناك ثلاث أصطلاحات متقاربة في المعنى التوكل التفويض التسليم هذه معاني راقية ومن موجبات الكمال بل قل أن هذه المعاني من موجبات الراحة في الدنيا، المتوكل المفوض المسلم في دار الدنيا يعيش حالة رضوان لم؟ القرآن الكريم ماذا يقول؟ قل لن يصيبنا الا ما كتب الله لنا هذا إجعلها امام عينك وما كتب لنا فيه صلاحنا هذه ليست بآية ولكنها حقيقة اذا جمعت من الجملة الاولى الى الجملة الثانية ما هي النتيجة المنطقية؟ قل لن يصيبنا الا ما فيه صلاحنا اذا وضعت المقدمة الجملة الاولى مع الثانية هذه هي النتيجة المؤمن يعيش هذه الراحة الباطنية أن كل ما جرى عليه هو خيره فرق بين بلاء ينزل عقوبة على عاصي وبين بلاء ينزل على مؤمن مطيع المؤمن المطيع حسابات بيضاء البلاء النازل رافع لدرجته هذا البلاء يتحول الى مقامات في الجنة المؤمن لا يخاف ذلك ولهذا امامنا الحسن عليه السلام يقول من أتكل على حسن الأختيار من الله له لم يتمنى أنه في غير الحال التي أختارها الله له مرضه خير له ولهذا لو طال به المرض لا يجزع ولا يفزع لأن الله عزوجل أختار له ذلك.
قلنا التوكل والتفويض والتسليم هكذا يمكن أن يقال أن التوكل المرتبة الاولى أي النازلة تقول يا رب جعلتك وكيلاً في المحامات الموكل له شخصيته ولكن لضعفه لجهله بالقوانين يقول للمحامي أنت وكيل عني في الدفاع اذاً هذه رتبة أولية الأعلى من ذلك التفويض يقول الانسان للمحامي فوضت الأمر اليك يعني لو لم تربح في المعاملة لو لم تنجح في الدفاع عني انا لا أقول لك شيئاً أنت مفوض فرق بين الوكيل والمفوَض الوكيل متى ما رأيته لا يعجبك تعاتبه ولكن المفوِض له حالة من الحالات التسليم الأعلى من المفوِض المسلم يعني انا لست صاحب القضية القضية بين يديك يارب انا ما جعلتك وكيلاً على ولدي ولا فوضتك أمر ولدي انا سلمتك ولدي من انا والملكيه؟ اذاً التسليم أن يرى الانسان نفسه لا يملك حق التصرف لله ما في السماوات وما في الأرض النحلة والنملة أمام رب العالمين لا أعتراض لها العبد ايضا يكون كالموجودات تكويناً مسلماً في كل أموره.
الآن بعد هذه المقدمة نختمها بحديث واقعا يثلج الفؤاد من امامنا الصادق عليه السلام نختمها بهذه الروايه؛ ائمتنا كلامهم ممزوج بكتاب الله عزوجل انظروا الى امامنا الصادق كيف يحلل ما في الكتاب، يقول امامنا عجبت لمن خاف كيف لا يفزع الى قوله تعالى حسبنا الله ونعم الوكيل تخاف من شيء تفزع من شيء طبعا قل حقيقتاً لا لقلقة حسبنا الله ونعم الوكيل لم؟ يقول الامام فإني سمعت الله جل جلاله يقول بعقبها فأنقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء اذاّ رب العالمين وعدنا بشيء هذه هي النتيجة فأنقلبوا بنعمة من الله ويقول امامنا وعجبت لمت أغتم كيف لا يفزع الى قوله تعالى لا إله الا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ما يعبر عنه بالذكر اليونسي يقول امامنا فإني سمعت الله عزوجل يقول بعقبها فأستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين، طبعا الامام يقول سمعت الله الامام كان يكرر أياك نعبد حتى كأنه سمعها من قائلها.
وثالثا وعجبت لمن مكر به كيف لا يفزع الى قوله تعالى؟ انسان يكيد لك يحفر لك الحفر في الطريق يقول كيف لا يفزع الى قوله وأفوض أمري الى الله إن الله بصير بالعباد فإني سمعت الله جل وتقدس يقول بعقبها فوقاه الله سيئات ما مكروا اذاً تخاف من المكر قل وأفوض أمري الى الله.
وأخيرا وعجبت لمن اراد الدنيا وزينتها تريد الدنيا لا ضير قل من حرم زينة الله ولكن أين الطريق؟ يقول كيف لا يفزع الى قوله تبارك وتعالى ماشاء الله لا قوة الا بالله فإني سمعت الله عزوجل يقول بعقبها إن ترني انا أقل منك مالاً وولدا فعسى ربي أن يؤتيني خيراً من جنتك اذاً المؤمن لو اراد الدنيا ايضا يقول يارب لا قوة الا بك اذا أردت أن تكتب شيئا على باب الدار إختر هذه الآية ماشاءالله لا قوة الا بالله، اذاً المؤمن اخواني إن صار مفوضاً ثم متوكلاً ثم مفوضاً ثم مسلماً هذا ينام قرير العين أي قلق وأي أضطراب؟ يقول امامنا الصادق عليه السلام في تأييد ما نقول المفوض أمره الى الله في راحة أبد والعيش الدائم الرغد لا في الجنه! في دار الدنيا يعيش عيشة هنيئة ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكاء كن ملك الملوك كن ملك التجار كن ما تكون القرآن يقول المعرض عن ذكري معيشته معيشة الضنك ولهذا نرى الضيق والأكتئاب في دائرة المترفين كلما زاد ثراءً كلما ازداد قلقاً وتعلقاً بالدنيا والدنيا كماء البحر عندما شربت منه أزددت عطشا.
إلهي بحق اوليائك وبحق الصالحين من عبادك أجعلنا من خيار أنصار وليك أرنا طلعته الرشيدة وغرته الحميدة ابلغه عنا في هذه الساعة تحية كثيرة وسلاما والفاتحة مع الصلوات.
ملاحظة: هذا النص تنزيل لصوت محاضرة الشيخ حبيب الكاظمي فقط، ولم يمر بمرحلة التنقيح واستخراج المصادر بعد.