- ThePlus Audio
أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین
السلام علیکم اخواني اخواتي جمیعا ورحمة الله وبرکاته
حدیثنا اللیلة حول الشبهة والأحتیاط في الدین وما هو طریق النجاة عند الشبهات؟ اولاً الغریب اخواني أنه نری الانسان في أمر دنیاه یعمل بقاعدة الاحتیاط وانتم أدری مني بالمصادیق طعام هکذا کُتب علیه أن تنتهي صلاحیته في الیوم الفلاني بعده بیوم قلبك لا یطاوعك أن تأکل منه ترمیه جانباً رغم أنك لا تتیقن أن في الیوم الواحد جری شيء لا یقنع قبل هذا الیوم کان سالماً بعده بیوم صار فاسداً ولکن لا یلومك أحد یقول هذا طعام انتهی یومه في المأكول هکذا نحتاط فکیف لا نحتاط في المعقول في أمورنا الباطنیه؟ اذاً ما هو المطلوب؟ المطلوب أن نُعمل هذه القاعدة في کل الجوارح لا في الأکل والشرب فقط! في الکلام اولاً الآن أنت لا تعلم هذا الکلام من مصادیق الغیبة المحرمة أو من مصادیق الغیبة المحللة أو لیس بغیبة اصلا هل هو مباح هل هو حرام هل هو جائز؟ لا یقع الشق الرابع وهل انها واجب هل الانسان یقول اما حرام أو واجب عادة هکذا اما مباح کلام لغو واما غیبة مستثناة! مادامت الاحتمالات بین هذه الثلاث بین الحلال والحرام بین الحرام والمکروه ماذا تصنع؟ الاحتیاط في هذا المقام أن لا تتکلم شیئا هذا الکلام نطبقه علی المسموعات ایضاً نطبقه علی المنظور ایضا تشك أن هذه النظرة فیها ریبة أو لیست فیها ریبة فیها شهوة أو لیست فیها شهوة غض البصر وأرح نفسك لا داعي لئن تحوم حول الشبهات من حام حول الحمی أوشك أن یقع فیه! من یمشي علی حافة الوادي قد یسلم ولکن في أقل غفلة أمره أين؟ یقع في الوادي السحیق اذاً هذا القاعدة علینا أن نعلمها.
وثانیا الشبهة لیست دائما في الامور الجوارحیة لیست في فتنة النساء أو في الأکل والشرب انما الفتنة ایضا أو الشبهة تقع في الاعتقادات کذلك الانسان علیه أن یجعل اعتقاده علی أرض صلبة لا یتبع الشبهة الشبهة هذه تجر الانسان الی الانحراف، امیرالمؤمنین یکتب الی معاویة کتاباً فأحذر الشبهة وإشتمالها علی لبستها أصحاب امیرالمؤمنین یرون امامهم القرآن الناطق علي الحق معه لا یفترق عن الحق یدور معه حیثما دار الآن القوم رفعوا المصاحف علی الأسنة علی الرماح هذا قرآن مکتوب وهذا قرآن ناطق ترکوا الناطق وغرتهم هذه المصاحف المرفوعة علی الرماح! امیرالمؤمنين یدعوهم الی حقیقة القرآن وهؤلاء دعوهم الی أوراق القرآن کم المسافة بین الحق والباطل.
الآن الروایات الموجودة في هذا المجال؛ الروایات کثیرة في هذا الطریق امیرالمؤمنین علیه السلام یقول حلال بین وحرام بین وشبهات بین ذلك الحرام البین إجتنبه الحلال البین إرتکبه ما بینهما من الشبهات ماذا؟ اترك ما بینهما من الشبهات هذا هو طریق النجاة، اذاً المطلوب في مواطن الشبهة أن یتوقف الانسان ولهذا نقول کلمة إن شاءالله تنفعنا أنت لست مطالباً ببیان موقفك في الشبهات بعض الناس یأتي لیسألنا مثلا ما رأيك في العالم من العلماء القدامی المؤلف الفلاني؟ حقیقتا أمره مریب نحن لا نعلم اعتقاده لا نعلم تقواه نقول له دع عنك هذا الشیخ الصدوق الشیخ المفید الشیخ الطوسي هؤلاء أمرهم معلوم فلان المنحرف الشلغماني وغیرهم من الذین أنحرفوا عن خط اهل البیت أمرهم معلوم فلان لا تعلم کیف حاله قل انا لا اُبین رأيي فیه بتعبیر بعضهم في القبر لا تُسئل عن فلان وعن فلان تُسئل عن اصول الدین وفروعه! اذاً اذا شککت في انسان في موقف في أمر علیك بالتوقف.
وأخیراً من أسهل انواع اجتناب الشبهة في المأکولات! بني آدم ینساق وراء شهوة البطن لیرتکب الحرام الواقعي طبعا کلام لا نخوض فیه لیس الوقت لهذا البحث! أن من أکل حراماً وهو لا یدري أکل طعاماً وهو لا یدري! أکل شبهةً اذا علم أن هذا حرام وأکله وقعت الواقعه! اذا أکل الحلال البین لا مشکلة أكل شبهةً من باب أن هذا من سوق المسلمین علم لاحقاً سنوات وهو یأکل المیتة أكله هذا یؤثر في باطنه في ظلمة قلبه؟ کما لو أکل الحرام الواقعي هنا کلام بین العلماء علی کلٍ الأحوط لك أن تأكل الحلال البین وتترك المشتبه هذا حلال ظاهراً ولکن قلبك یقول أي حلال هذا أخذته من فاسق أخذه من فاسق جلبه من فاسق ما لك وهذا الطعام المشتبه؟ امیرالمؤمنین کتب الی عثمان بن حنیف عامله علی البصرة الامام لم یکن یجاري أحداً اما بعد بأبن حنیف فقد بلغني أن رجلاً من فتیة اهل البصرة دعاك الی مأدبة فأسرعت الیها هذا الرجل من اهل البصرة هل تأكدت في ماله هل تأكدت من حلیة طعامه؟ یقول فأنظر الی ما تغضمه من هذا المغضم هذا الذي تبلعه هذا الذي تلوکه تقطعه بأسنانك فما أشتبه عليك من علمه فألفظه وما أیقنت بطیب وجوهه فنل منه! قد یقول قائل هذا الکلام لأمیرالمؤمنین یخالف ما اتفق علیه العلماء من حلیة سوق المسلمین الامام یقول له وما أیقنت بطیب وجوهه لا المشکوک لا المشتبه! الجواب والله العالم امیرالمؤمنین یرید من الخواص عثمان بن حنیف والي الامام هذا یمثل الامام في البصرة سفیره المتوقع منه لما لا یُتوقع من غیره أنت ایضا اذا أردت أن تتمیز في إیمانك کن کعثمان بن حنیف طبعا علی ما أوصاه امامنا صلوات الله علیه في أن لا يأكل الا ما أيقن بطیب وجهه کلوا ما في الأرض حلالاً طیباً قد یکون حلالاً ولکن قد لا یکون طیباً الطیب أمر ما فوق الحلال إبحث عن الحلال الطیب.
إلهي بحق اولیائك بارك لنا في رزقنا ارزقنا رزقاً حلالاً واسعاً طیبا انك علی کل شيء قدیر والفاتحة مع الصلوات.
ملاحظة: هذا النص تنزيل لصوت محاضرة الشيخ حبيب الكاظمي فقط، ولم يمر بمرحلة التنقيح واستخراج المصادر بعد.