Search
Close this search box.
  • ThePlus Audio
Layer-5-1.png
نص المحاضرة (النسخة الأولية)

أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین
رب اشرح لي صدري ویسر لي امري واحلل العقدة من لساني یفقهو قولي
السلام علیکم اخواني اخواتي جمیعا ورحمة الله وبرکاته
الحدیث عن التوبة کثیر، يقول انت یحب أن أکون من التائبین التوبة عملیة لا اقول معقدة ولکن أعمق مما نظنه، نحن عندنا التوبة أن تقول استغفرالله ربي وأتوب الیه والحال بأن هذه ابسط مراحل التوبة سيأتي بعد قلیل ما هي التوبة في مدرسة اهل البیت علیهم السلام.
التوبة تمر في ثلاثة مراحل المراحل کلها لازمه؛ اتفاقا المرحلة الاولی فیها کلام انها لازمة أو غیر لازمه، المرحلتان الثانیة والثالثة ضروریة جداً؛ اولا اظهار الندامة باللسان أن تقول استغفرالله ربي واتوب الیه وانتم تعرفون صیغة الاستغفار لیست صیغة توقیفیه! أن تقول الهي عفوَك أو عفوُك کلاهما صحیحان عفوُك قصدي أي مقصدي أو اسئل عفوك کلاهما صحیحان الهي التوبة کلمة التوبة ایضا تکفي لأنه فيه اظهار للعودة إلی الله عزوجل؛ قلنا هذه اسهل المراحل وذکرنا سابقاً أن التوبة اللسانیة اظهار التوبة البعض لا یراها قواماً للتوبه! من ندم وعزم یکفیه هذا المقدار المهم هذه مرحلة اولی.
المرحلة الثانیة هو التغییر الباطني کراهة الحرام نحن دائما نقول هذه المقولة التائب الحقیقي هو الذي یستقذر الحرام اذا وصلت لمرحلة تری الحرام قبیحاً طعمه طعم مر اکل للحم المیتة الغیبة مثلا عندئذ لا یُخشی علی الانسان أن يرتكب هذا الحرام بالخصوص ولکن اذا کان الحرام حلواً ولکن خوفه من الآخرة من الفضیحه؛ بعض الناس لا یرتکب الحرام سمع من العلماء یقولون من موجبات تضییق الرزق المعصیه؛ هو لا یعصي حتی یتوسع رزقه قلنا من موجبات توسعة الرزق الاستغفار استعفروا ربکم یرسل علیکم السماء مدرارا الآن صار غنیاً انتهی، الفقر الظاهري یعود إلى المعاصي لئن من الاول لم یکن یعیش حالة قذارة المنکر هذا ثانیا.
وثالثا طبعا الندامة والعزم علی عدم العود الثالث التعویض هناك بعض المعاصي أخف المعاصي ما کان بینك وبین الله عزوجل نظرت الی حرام سمعت حراماً غناءً محرماً لم یتضرر احد من المخلوقین ما تجاوزت علی حق احد الذي یطلبك هو رب العالمین ذلك الأعرابي الذي سئل یوم القیامة الحساب من المحاسب؟ قالوا رب العالمین قال فزنا اذاً اذا کان الله عزوجل هو الحسیب فزنا جمیعاً لأنه أکرم الأکرمین، المشکلة في حقوق الناس وتبعات الآخرین سنشیر في الروایة الی هذا المعنی.
امامنا صلوات الله وسلامه علیه تقریبا انا ما رأيت روایة أجمع من هذه الروایة في التوبه، بعض الروایات تشیر الی جهة من الجهات ولکن هذه الروایة من الروایات الجامعة من امامنا امیرالمؤمنین وانا اتعمد ذکر روایة امیرالمؤمنین لئن بعض الناس من موجبات تقاعسه عن العمل وبقائه علی المعاصي مع الأسف الشدید ادعائه بأن امیرالمؤمنین سیشفع لنا یوم القیامة هل هذا یبرر أن تکون علی الحرام أو تتقاعس في الواجبات وامیرالمؤمنین علی رأس العاملین، المهم الذي یعول علی الشفاعة من دون بذل جهد لیسمع کلام امامه إن کان هذا هو امامه حقاً؛ إن للاستغفار درجة العلیین اولاً ولهذا الأنبیاء یستغفرون أئمتنا یستغفرون دعاء کمیل مناجات التائبین دعاء أبي حمزه کله استغفار طبعا سیأتي في محله ما هو استغفار المعصومین! المهم الآن التوبة بمعناها المتعارف اولا الامام جانب اللفظي تجاوزه ما قال أن تقول استغفرالله قال اولها الندم علی ما مضی؛ طبیعي الانسان الندام یری أن الذي ارتکبه قبیح والا کیف یندم؟ الندم هنا یلازم استقذار المنکر، الثاني العزم الي ترك العود الیه ابداً هو نادم الیوم ولکن غداً یعود الي ما کان هذا لا ینفع! الندم الذي یوجب العزم علی عدم العود وانتم تعرفون ما معنی العزم؟ اولوالعزم أي له عزیمة صارمه؛ الآن هذا مثل یقال عزمة من عزمات الملوك الآن لا أدري هل الملوك لهم عزمات؟ المهم له عزمة قویة ربانیة علی عدم العود.
والثالث أن تؤدي الی المخلوقین حقوقهم وانا طالما قلت في بعض المناسبات في الحیاة الدنیا ما اسهل الاستحلال من البشر یتفق انسان یطلبك الآلاف وأنت مُعسر بإتصال هاتفي یُبرأك الذمة یتفق؛ انسان هتکته سنوات تغاتبه تقول یا فلان انا عزمت علی عدم العود اغفرلي ما مضی؛ کلمة واحدة یخلصك من اهوال جهنم اتصال هاتفي لا یکلفك الا خمسین فلساً یخلصك من عذاب جهنم مئات السنین؛ المهم أن تؤدي الى المخلوقین حقوقهم.
والرابع أن تعمد الی کل فریضة ضیعتها فتؤدي حقها، بعض الناس یقول انا في ذمتي من ایام البلوغ خمس سنوات صوم وانا نادم! جید نادم علیك أن تقضي الآن هو في الستین من عمره وعلیه قضاء صیام وصلوات من ایام البلوغ أين هذا من اداء الحق؟ أن تعمد الی کل فریضة ضیعتها فتؤدي حقها، الآن انتهی الاستغفار؟ انتظروا الی علی له ایضا درجتان؛ أن تعمد الی اللحم الذي نبت علی السُحت حتی تُلصق الجلد بالعظم وینشأ بینهما لحم جدید؛ طبعا فقهیاً غیر واجب انسان ذهب الی بلاد الغرب سنوات وأکل ما أکل من لحوم الخنازیر وغیره؛ الآن لیس هناك من یقول یجب علیه أن یصوم حتی یذیب اللحم ولکن کأن مع وجود هذا الحرام في تکوینه عضلاته هذه لا تستجیب لعقله لأنها نبتت علی الحرام؛ نحن لاحظنا بعضهم الذین یُمسخون في بلاد الکفر یصل الی درجة لا یستوعب ما تقول واذا استوعب یقول لا یمکنني العمل به؛ هؤلاء قست قلوبهم سید الشهداء في یوم عاشوراء عزی خروج القوم علیه أنه ملأوا بطونهم من الحرام، الذي یرید التوبة الواقعیة یذیب هذا اللحم انتهی یا امیرالمؤمنین؟ بقي السادس؛ أن تضیق الجسم ألم الطاعة کما أذقته حلاوة المعصیه؛ أنت استمتعت بالحرام الآن أذق البدن ألم الطاعة الصیام الآن انسان انتهی من الصیام الواجب یصوم صوماً مستحباً في حر الهجیر حتی یُعوض ما فات یقوم اللیل علی ثقل النوم لیصلي صلاة اللیل هنا لابد أن نقول نحن نؤکد علی هذه الریاضات لابد أن تکن شرعیه، الذین یضیقون اجسامهم بعض الآلام کالفرق الهندیة في المدارس الهندیة المعروفة هؤلاء یوم من الایام یصابون بالاحباط والأمراض المزمنة الداخلیة العصبيه؛ المهم أن تکون الریاضة شرعیة قیام اللیل صیام النهار الی آخره؛ صلوات الله علی امیرالمؤمنین یقول فعند ذلك تقول استغفرالله الآن قل استغفر؛ نحن نقول استغفرالله وهذه المراحل الست نجعلها وراء ظهورنا علی علیه السلام یقول هکذا یکون الاستغفار.
وفي روایة أخری ملخصه هذا مفصل الأنباء واما موجزه التوبة علی أربعة دعائم عن علی علیه السلام ندم بالقلب واستغفار باللسان وعمل بالجوارح وعزم علی أن لا یعود من أراد أن یحفظ لعل هذه حفظها اسهل أربعة دعائم ندم بالقلب عمل بالجوارح عزم علی عدم العود واستغفار باللسان عندئذ یُکتب الانسان في زمرة التائبین.
ختامه مسك کلمة أخيرة التائب الحقیقي له امتیاز قد یُعطی ما لا یُعطی الطائعین غریب هذا عاصي کیف یُعطی امتیاز؟ یعطی هدیة یعطی حلاوه؛ ما هذه الحلاوه؟ التائب من الذنب صحیح کمن لا ذنب له عادة التائب من الذنب توبة حقیقیة مُطعم ضد مرض العجب کأن هذا تطعیم، بعض الصالحین بعض العباد ممکن یُبتلی بالعجب هذا کلما أراد یُعجب بنفسه یقول لنفسه ألم تفعل کذا ألم تفعل کذا؟ اُسکت أنت قبل سنوات کنت علی الخطیئة کن خائفا وجلاً هذه الحالة من الخوف وعدم العجب انا أعتبره وسام علی صدر التائب هذا اولا؛ وجربنا عادة التائبون دمعتهم سریعه؛ في المناجات عندما یناجي ربه یتذکر ذنوبه فیبکي حیاء هذا البکاء یطفئ بحاراً من غضب الله عزوجل هناك موقف في المسجد الحرام عادة انسان علیه أن ینسی ذنوبه التي تاب منها اذا وصلت الی الکعبة هناك مکان في الکعبة تُلصق نفسك في ذلك المکان أي مکان؟ جهة باب الکعبة في المقابل الباب الوهمي ایام الجاهلیة کان للکعبة بابان باب الدخول وباب الخروج الآن علامته موجوده؛ قبل الرکن الیماني هذا مستطیل هذا کان باب الکعبة سابقاً هناك تلصق نفسك بالکعبة وتتذکر الذنوب السابقة هناك الذي یتذکر ذنوبه فیبکي یُرجی أن یصل الی أعلی درجات القرب من رب العالمین.

إلهي بفاطمة وابیها وبعلها وبنیها والسر المستودع فیها عجل لولیك الفرج والعافیة والنصر وأجعلنا من خیار أنصاره وأعوانه والفاتحة مع الصلوات.

Layer-5.png

ملاحظة: هذا النص تنزيل لصوت محاضرة الشيخ حبيب الكاظمي فقط، ولم يمر بمرحلة التنقيح واستخراج المصادر بعد.