- ThePlus Audio
التهليل و الصلاة على محمد وآل محمد
بسم الله الرحمن الرحيم
فلسلفة الصلاة على محمد وآله
لو راجعنا في حياتنا اليومية، وفتشنا عن أكثر الأذكار شيوعاً في حياتنا لوجدنا ذكر التهليل وذكر الصلاة على محمد وآل محمد، فمن المناسب أن نعرف مغزى هذه الصلوات والفلسلفة فيها حتى حظيت بهذا التأكيد من الشريعة؛ ولأجل ذلك نعرض بعض النقاط التي يمكن أن تبين جانباً من جوانب فلسفة الصلاة على محمد وآل محمد.
الصلاة على النبي (صلى الله عليه وآله) تخلق بأخلاق الربّ
الصلاة على النبي (صلى الله عليه وآله) وآله تخلق بأخلاق الرب ونحن مأمورون بأن نتخلق بأخلاق الله (عز وجل) إذ صرح القرآن الكريم بأنّ الله (جلَّ وعلا) في حالة صلوات مستمرة، فإنَّ الآية استعملت اللفظ للفعل المضارع وثم عطفت على ذاته المقدسه الملائكة وبعد ذلك يطلب منا أنْ نصلي على النبي (صلى الله عليه وآله) وآله في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)[١]، فإذاً النقطة الأولى أنّها امتثالٌ لأمر الله (عز وجل) في كتابه الكريم وكان بعض أئمتنا (عليهم السلام) عندما يصل إلى هذا الخطاب يقول: لبيك ونحن أيضاً في هذه الآية نقول: لبيك لرب العالمين.
الصلاة على النبي (صلى الله عليه وآله) عنوان للوفاء وردُّ الجميل
إنَّ الإسلام يعلمنا على الوفاء وعلى معرفة الجميل، فمن لم يشكر المخلوق لم يشكر الخالق، النبي (صلى الله عليه وآله) هو أعظم موجود له حق علينا أعظم من حق الآباء والأمهات، فالآباء والأمهات أسباب وجودنا الظاهري بينما النبي (صلى الله عليه وآله) وآله، أسباب وجودنا المعنوي فعليه عرفانا لهذا الجميل، نقوم بهذه الحركة المباركة أيضاً.
الصلاة على النبي (صلى الله عليه وآله) تحقيق لإرادة الله تعالى
اننا بصلاتنا على النبي (صلى الله عليه وآله) وآله نحقق إرادة الله، إذ أراد شيئًا ونحن بهذه الحركة نحقق إرادته (عز وجل)، لكن ما هي هذه الإرادة؟ الجواب هو: (وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ)[٢]، فنحن عندما نصلي على النبي (صلى الله عليه وآله) وآله، في داخل الصلاة وخارج الصلاة ساهمنا في عملية رفع ذكر النبي ذلك النبي الذي اقترن ذكره بالله (عز وجل) في الآذن والإقامة والتشهد وإعلان الإسلام وما شابه ذلك.
الصلاة على النبي (صلى الله عليه وآله) تمرين اعتقادي للإعتقاد بالآل (عليهم السلام)
من النقاط المهمة في هذا المجال ربط الآل (عليهم السلام) بالنبي (صلى الله عليه وآله)، فهو قد نهى عن الصلاة البتراء أي التي حذف منها الآل ونحن نعلم أنَّ المسلمين كافة في صلواتهم يصلون على النبي (صلى الله عليه وآله) وآله -ومن لم يصل عليكم لا صلاة له[٣]– إذن هنالك في الواقع تمرين اعتقادي بأن الذي اعتقد بالنبي لا بد أن يعتقد بالآل وإلاّ فإنه في حكم من أخذ مقص وقص حديث النبي (صلى الله عليه وآله) (إني تارك فيكم الثقلين…)[٤]، أخذ بالجانب الأول وترك الجانب الثاني، ونحن نعلم أنّ كُلّ مركب إذا لم نأتي بجميع أجزائه فلا تحقق لذلك المركب الإسلام؛ هو القرآن والعترة، إذا حذفنا القرآن أو حذفنا الآل فإنه لا وجود للدين ولا للإسلام.
الصلاة على النبي (صلى الله عليه وآله) تأسي بفعل الله (تعالى)
في هذا المجال كذلك من النقاط المهمة في الصلاة على النبي (صلى الله عليه وآله) وآله فإنّ رب العالمين يصلي على النبي وآله استمراراً ونحن من خلال صلواتنا اليومية وآذاننا وإقامتنا نتأسى بالله (عز وجل) في توزيع هذا الذكر العظيم على أعمالنا اليومية، وكم من الجميل أنْ يصلي الإنسان داعياً ربه البركة للنبي (صلى الله عليه وآله) وآله بغير مناسبة في غير صلاة ملزمة في غير ركوع وسجود وأذان وإقامة يذهب للسوق، ويذهب للعلم، وهو يصلي على حبيبه المصطفى (صلى الله عليه وآله).
الصلاة على النبي (صلى الله عليه وآله) تعود بالبركات الكثيرة
وأخيرا البعض يقول بأنه هنالك في الروايات البركات الكثيرة المترتبة على الصلوات وهنا نحن نصلي ولا نجد تلك البركات المذكورة التي وعدنا بها، في الواقع أن هناك فرقاً بين الصلوات الصادرة وبين الصلوات الواصلة البركة كل البركة لا في إرسالك للرسالة أنت في الهاتف النقال تضغط على الأزرار لإرسال الخبر أو البيان لأخيك إذا لم يستقبل لا يرتب عليه الأثر، إذن هنالك مرسل وهنالك مُستَقبِل إذا وصلت هذه الصلوات ولم تحجب بالمعاصي التي تحبس الدعاء فالصلوات من الدعاء، هنالك بعض الذنوب تحجب الدعاء ومنه الصلاة على النبي وآله، فالإنسان العاصي من الممكن أن يرسل بدون استقبال، فعليه الآثار البليغة في الصلاة على النبي وآله مترتبة على تلك الصلوات التي تبلغ المصطفى ولو كانت صلاة واحدة ومن هنا لا نستغرب عندما نسمع هذا الحديث: (من صلى عليّ مرة لم تبق من ذنوبه ذرة)[٥].
خلاصة المحاضرة
- لو راجعنا في حياتنا اليومية وفتشنا عن اكثر الاذكار شيوعاً في حياتنا لوجدنا ذكر التهليل وذكر الصلاة على محمد وآل محمد فمن المناسب ان نعرف مغزى هذه الصلوات والفلسلفة فيها حتى حضيت بهذا التأكيد من الشريعة؛ ولأجل ذلك نعرض بعض النقاط التي يمكن أن تبين جانباً من جوانب فلسفة الصلاة على محمد وآل محمد.
- الصلاة على النبي وآله (عليهم السلام) تخلق باخلاق الرب ونحن مأمورون بان نتخلق باخلاق الله عز وجل إذ صرح القرآن الكريم بان الله جلَّ وعلا في حالة صلوات.
- ان الإسلام يعلمنا على الوفاء وعلى معرفة الجميل، النبي (صلى الله عليه وآله) هو اعظم موجود له حق علينا اعظم من حق الاباء والأمهات، فعليه عرفانا لهذا الجميل نقوم بهذه الحركة المباركة أيضاً.
- اننا بصلاتنا على النبي وآله (عليهم السلام) نحقق ارادة الله، إذ اراد شيئًا ونحن بهذه الحركة نحقق ارادته عز وجل، لكن ما هي هذه الإرادة؟ الجواب هو: (ورفعنا لك ذكرك).
- ربط الآل بالنبي (صلى الله عليه وآله)، فهو قد نهى عن الصلاة البتراء اي التي حذف منها الال.
- في الصلاة على النبي وآله (عليهم السلام) إنّ رب العالمين يصلي على النبي و اله استمراراً و نحن من خلال صلواتنا اليومية نتأسى بالله عز و جل.
- و اخيرا البعض يقول بانه هنالك في الروايات البركات الكثيرة المترتبة على الصلوات.