- ThePlus Audio
التعامل الصحيح مع المنامات المزعجة
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
وأفضل الصلاة وأتم السلام على أشرف الأنبياء وسيد المرسلين محمد المصطفى وآله الطيبين الطاهرين.
قد يرى الإنسان في منامه صوراً محزنة أو مبشرة أو شريرة أو جميلة، وقد يرى بعض الحالات الذوات المقدسة ويسمع التوصيات والتحذيرات، فما هو الموقف الصحيح تجاه ما يراه الإنسان في عالم الرؤيا؟
إن مسألة الرؤيا الصادقة لا تختص بالأولياء فقط؛ فعزيز مصر الذي لم يكن من المؤمنين قد رأى رؤيا صادقة ولهذا أولها له النبي يوسف (ع)، ولذا لا يرى المؤمن حجية للظن: (إِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا)[١]؛ إلا إذا أمضاه المعصوم، كخبر الواحد الذي يأتي من الثقة مع كونه لا يوجب اليقين إلا أنَّ المعصوم أمرنا بالتعبد به.
إذاً الأصل في الظنون عدم الحجية، والمنام من مصاديق الظن ولا ينبغي أن نعول عليه كثيراً وأن نتفاعل سلباً أو إيجاباً بمجرد الرؤيا، كما أنَّ تعبير الرؤيا من أسرار الله عز وجل، وقد اختص الله به النبي يوسف (ع) وعلمه من تأويل الأحاديث وهي مهارة إن صح التعبير، ولا ينبغي أن يأخذ الإنسان كتابا في تعبير الرؤيا ثم يفسر الرؤى على مزاجه بما يثير حزن أخيه المؤمن أحياناً ولا ينبغي له أن يتكهن أو يتسرع في التعبير.
ولا بأس أن يستبشر الإنسان الذي غلب عليه اليأس وغشيته الكآبة بما يراه في المنام من الأمور المبشرة، وقد تكون هذه الرواية صحيحة عن النبي (ص) أنه عندما كان يصبح يقول لأصحابه: هل من مبشرات؟ هل هناك رؤيا جيدة نستبشر بها؟ ولا يعول على المنام الذي يخالف واقع الإنسان؛ كالإنسان الذي يعصي الله طوال نهاره ثم يرى شبحا أو شخصية في المنام على أنه هو المعصوم، ولا ينبغي له أن يفرح بهذا المنام وهو يعلم انشغاله بالمعاصي لا يمكنه من ذلك.
ماذا نفعل عند مشاهدة المنامات المقلقة؟
وهناك أمور مستحبة ومطلوبة بعد مشاهدة الرؤيا المقلقة؛ كالذي يرى موت أخ أو قريب في منامه، وفي هذه الحالة ينبغي له أن يدفع الصدقة وأن يخفي رؤياه حتى يكفيه الله خيره وشره، وأن يدعو الله سبحانه بأن يدفع عنه البلاء، وخصوصا من تصدق مناماتهم في كثير من الأحايين وهذه هبة يعطيها الله سبحانه بعض الناس، فليتوسل ويصلي ركعتين.
كيف ندفع المنامات الخبيثة؟
ومن موجبات دفع المنامات الخبيثة القيام بآداب النوم؛ من قبيل النوم على طهارة وذكر الله عز وجل بالأذكار المأثورة؛ كتبسيح الزهراء (ع)، والقول ثلاثاً: (يفعل الله ما يشاء بقدرته ويحكم ما يريد بعزته)، وهناك أدعية جميلة قبل النوم يحاول الإنسان أن يقرأها دفع للوساوس، ويبدو أن الشيطان ينفذ إلى قلب بني آدم من خلال النوم والآية التي تقول: (إِنَّمَا النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطَانِ)[٢] قد يكون من مصاديقها ومن أسباب نزولها نفوذ الشيطان إلى قلب الإنسان وتفكيره في حالة اللاشعور وفي نومه، وهذا مجمل القول في المنامات.