التدبر مفتاح الخشوع القلبي

أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین
نحن ایضا علی مائدة من موائد القرآن الکریم وطبعا کلامنا علی نحو النفحات أو الهمسات تدبر هکذا سریع في بعض السور القرآنیة من باب التمرن علی فهم معاني القرآن الکریم، حقیقتاً أدعوا نفسي واخواني واخواتي أن یجعلوا شطرا جزءً من حیاتهم الیومیة التدبر في کتاب الله عزوجل ویقال من أفضل ساعات التدبر هو ساعة السحر؛ الآن البعض یقوم لقیام اللیل لیجعل نصفه قیاماً ونصفه دعاءً، قسم منه دعاء وقسم منه تلاوة أو یجعله أثلاثاً بین صلاةٍ ودعاءٍ وتلاوة ونعتقد بأن التلاوة التي فیها تدبر هي هذه التلاوة المغیرة لمجری حیاة الانسان! التلاوة من دون تدبر غایة ما یُعطی الشخص ثواب التلاوة المجردة وهناك بحث بین العلماء أن لقلقة اللسان من دون توجه اصلا هل یؤجر علیه الانسان؟ یعني انسان یقرأ القرآن الکریم ثم تقول له قف إرفع رأسك من المصحف ماذا کنت تقرأ؟ في أي سورة؟ یقول لا أدري” حتی الآیة الأخیرة التي کان یقرأها یقول لا أتذکرها لسوهه لإنشغاله البعض قد ینظر إلی التلفاز ویقرأ القرآن مثلا یعني یمکن هکذا البعض یعتقد بأن هذه التلاوة یعني تُعتبر تلاوة معتبرة ومعتدة بها، لا أقول الآن التدبر بمعنی التدبر الذي یتدبره العلماء الکبار من المفسرین؛ انا حقیقتا أراجع بعض التفاسیر أرى رأيٌ تفسريٌ أحد تفرد به؛ یعني منذ زمان نزول الوحي إلی یومنا هذا کم من التفاسیر في المکتبة الإسلامیة الکبیرة، رأيت بعض الآراء التفسیرية رأي ولو في تفسیر آیة تفرد به أحدهم؛ یعني يأتي یوم القیامة ویقال للخلائق هذا فهم کتابي بما لم یفهمه أحد من العالمین! طبعا ما عدا النبي والأوصیاء، أقول ما المانع أحدنا في جوف اللیل یطلب من الله عزوجل أن یعینه علی فهم کتابه وبعد ذلك یقرأ التفاسیر مثلا قبله بعده التدبر في کتاب الله عزوجل من الأمور المنعشة للقلب والفکر، الآن الدعاء من منعشات القلب لئن فیه جانب تفاعلي، التدبر في القرآن والاستفادة من المضامین الراقیة فیها تغذیةٌ للفکر اولا التدبر والتأمل شغل الفکر ولکن بعد التفاعل الفکري والنظري والتدبري القلب تبعاً له ایضاً یتفاعل ألم یئنِ للذین آمنوا أن تخشع قلوبهم لذکر الله، التدبر في هذه الآیة ألم یئن للذین آمنوا ما معنی آمنوا؟ ما معنی أن تخشع؟ لماذا جمع قال أن تخشع قلوبهم؟ ما معنی ذکر الله؟ هل الذکر لفظي قلبي؟ هذه أبحاث تفسیریة تدبریة ولکن قبل أن یتدبر الانسان في هذه الآیات یقرأها بعنوان التفاعل فیقول بلی ربي قد آن هذه الآیة من الآیات المبکیة في القرآن الکریم، آیة وما قدروا حق قدره لأولیائه آیة مبکیة لأنه رب العالمین یقول ما قدرتموني حق تقدیري! مثلا یا ایها الانسان ما غرك بربك الکریم بعد التدبر في المفردات ما معنی ما غرك لماذا قال بربك الکریم ما قال اسماً آخر؟ هنا أبحاث في التفسیر حتی البعض منهم یقول فیه تلقین للعبد أن یقول غرني کرمك مثلا، علی کل حال التدبر مقدمة للتفاعل أو التفکر مقدمة للتخشع بتلاوة کتاب الله عزوجل.
الآن من باب العینة نذکر عینة من سورة الجمعة هذه الآیة طبعا سورة الجمعة من المفروض المؤمن یعني في الأسبوع مرة یقرأها في صلاته علی الأقل یُستحب لیلة الجمعة قرائة الجمعة في الرکعة الاولی یستحب یوم الجمعة في صلاة الفجر قرائة سورة الجمعه، یستحب الانسان لیلة الجمعة خارج الصلاة یقرأ سورة الجمعة يعني بإمکانه یقرأ هذه السورة ثلاثة مرات بهذا النحو في الرکعة الاولی من المغرب وفي الرکعة الاولی من صلاة الفجر ولیلة الجمعة من باب الاستحباب العام ولکن هذه التلاوة اذا کان معها تأمل وتدبر تغیر مجری حیاة الانسان کعینة؛ فإذا قضیت الصلاة فأنتشروا في الارض وأبتغوا من فضل الله وأذکروا ذکراً کثیرا لعلکم تفلحون، البعض منا یصلي يعني یقضي الصلاة التي في ذمته سواء في محراب عبادته أو في المسجد عندما یخرج کأنه في اجازة في حل یعني یارب هذا کان لك الآن لقلبي لأولادي لتسوقي لدراستي من قال هذا المعنی؟ القرآن یقول فاذا قضیت الصلاة فأنتشروا في الأرض القرآن لا یرید منا أن نکون حائم المساجد وأن نعتکف فیها، فأنتشروا في الأرض وأبتغوا من فضل الله وأذکروا الله کثیراً یعني اذا خرجت من المسجد من محراب الصلاة لا تنسی الذکر الالهي، الذکر بالمعنی العام لأنه في المسجد أثناء الصلاة قلت ذکراً لفظیاً الصلاة فیها ذکر لفظي ولکن بعد الفراق من الصلاة اُذکر الله بالمعنی الأعم، خرجت من المسجد دخلت السوق رأيت حراماً غضضت بصرك فذکرت الله عزوجل هذا هو الذکر بمعناه الشامل في حیاتنا.

جعلنا وایاکم من المتدبرین في کتابه إنه سمیع مجیب وصلی الله علی محمد وآله الطیبین الطاهرین.