Search
Close this search box.
  • ThePlus Audio
Layer-5-1.png
نص المحاضرة (النسخة الأولية)

أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین
حدیثنا في هذا الیوم المبارك یحوم حول هذه الشخصیة التي حقیقتاً لا یمکننا أن نحیط بها علماً، الحسین علیه السلام في السماوات أکبر منه الارض، ملائکة السماوات اجمالاً تعرف من هو الحسین صلوات الله علیه، الذي یعرف الحسین هو أبوه وجده واُمه وأخوه، الخمسة من الکساء کل واحد یعرف البقیة حق المعرفة والله عزوجل مطلع علی ذلك، نحن البشر في مستوی المأمومیة لا نحیط علماً بهذه المقامات العالیة یکفي أن تعلم أن المعصوم في کل زمان ومنه امام زماننا یمثل القمة في عالم الخلیقة في عالم الوجود امام الإنس والجن، أشرف کائن یمشي علی وجه الارض هو المعصوم هو الحجة هو الامام ولهذا عظمت الفجیعة مصیبة عظمت هذه الفجیعة تُدرك ولا توصف حق لملائکة العرش أن تبكي الملائکة الشُعث الغُبر إلی آخره ولکن عظمة المقام لا تُنافي أن نتشبه بهذه الذوات نحن دائما نرفع هذا الشعار في مناسبات الائمة علیهم السلام نحن بحمدالله متشرفون موفقون متزینون بهذه الخصلة أنه نقیم شعائرهم نحیي ذکرهم هذه ایام الله، البکاء العاطفي الأذی الباطني هذه في الواقع مزیة ومقدمة البعض یُنکر یقول البکاء من دون عمل مثلا لا مزیة له نقول البکاء مزیة وفي نفس الوقت مقدمة للعمل؛ لماذا تبکي علی احدهم؟ منشأ البکاء هو الحب! الحب یوجب التشبه بالمحبوب ولهذا في سورة الأحزاب تعالوا قلیلا نقف عند هذه الآیة؛ بعض الآیات من کثرة استعمالها نلهج بها لا نلتفت إلی مضامینها جیداً لقد کان لکم في رسول الله اُسوة حسنة، لقد کان هذه العبارة في اللغة العربیة فیها تثبیت فیها تأکید یعني هذا المعنی ثابت لا نقاش فیه اُسوة حسنة لمن؟ لمن کان یرجوا الله والیوم الآخر وذکر الله کثیراً، انا لأول مرة اُدقق في هذه الآیة لفت نظري هذا المعنی لمن کان یرجوا الله؛ لم یقل یرجوا ثواب الله لم یقل یخاف عقاب الله! یرجوا الله عزوجل فمن کان یرجوا لقاء ربه فلیعمل عملاً صالحاً هذه الآیة اشارة إلی مقام الالتفات إلی مقام الربوبیة، المؤمن في اول الطریق عینه علی المثوبات علی الحور والقصور والغلمان ولکن عندما یترقی في الایمان درجات یرجوا الله؛ عینه علی لقاء الله لا لقاء الحور العین أين الحور وأين رب العالمین؟ أين الخالق وأين المخلوق؟ انسان همه فقط أن یعانق حور العین المؤمن همه إلی أن یصل إلی هذا المقام وجوه یومئذٍ ناظرة إلی ربها ناظرة، اذاً آیة الاُسوة بالنبي كأنها ترید أن تقول تشبهوا برسول الله في أن تجعلوا عیونکم علی اللقاء الالهي، شعیب النبي هذا النبي بکی من خشیة الله ذهب بصره رب العالمین أعاد له البصر بکی ثانیة وهکذا جائه الخطاب ممن بکائك یا شعیب؟ الجنة مضمونة لك النار بعیدة منك لم هذا البکاء؟ شعیب یقول لرب العالمین معنی کلامه هذا البکاء لك لا خوفاً ولا طمعاً اُعطي جائزة ویا لها من جائزة قال ساُخدمك کلیمي موسی کلیم الله من اولوالعزم علی أن تؤجرني ثمانیة حجج فإن أتممت عشراً فمن عندك عشر سنوات یعمل في خدمة شعیب نبي الله موسی وصار صهراً له، هذا المقام اخواني مقام عظیم هذا المقام مقام نصبوا الیه امیرالمؤمنین علی رأس من وصلوا لهذه المقامات بعد النبي الأکرم طبعا، امیرالمؤمنین ما عبد الله خوفاً ولا طمعاً ولکن وجده اهلاً للعبادة! اذاً التشبه بالنبي في مقاماته العلیا کونوا معي لما اُرید أن اوصله لهذه الأذهان الشریفة: لا تتأسوا بالنبي فالصلاة والصیام والحج وغیره هذا مفروغ منه لمن کان یرجوا الله والیوم الآخر بقي شيء؟ وذکر الله کثیراً، اجعل حیاتك بقدر الامکان الأصل فیه الذکر إن خرجت من جو الذکر فبدلیل لضرورة أنت جالس في المنزل لا شغل لك اُذکر الله عزوجل، إن استجد أمرٌ لتحدث الزوجة الآن اقطع الذکر وقل یا ام فلان اعملي کذا اعملي کذا، جائك اتصال هاتفي من مؤمن أجبه بمقدار اللزوم والضرورة الأصل في المؤمن أن یکون ذاکراً؛ طبعا لا أعني أن یأخذ سبحة طویلة ویذکر لا هو وجوده ذاکر وطالما ذکرنا في اللحب الالهي مثال الحب البشري زوجان في شهر العسل ذهبا إلی جزیرة جمیلة في دولة من دول العالم من الصباح إلی اللیل أحدهما ینظر للآخر مأنوس به؛ إن جائه اتصال یُجیب ثم یرجع إلی عراقته العاطفیة مع من یُحب ویهوی طبعا هذه الفترة تنتهي الانسان یعود إلی حالته الاعتادیة، المؤمن علاقته بالسماء کهکذا علاقة یعیش المحضریة الالهیة هذا هو الذکر الذي نریده! وجوده ذاکر وبین الفینة والاُخری لسانه یلهج القلب عندما یتملئ شوقاً عندئذ أحدهم یلهج رأيتم زوار الحسین علیه السلام في الأربعین؟ اسبوعان في الطریق في الحر والبرد وغیره هو یذکر الحسین علیه السلام مشیته ذکر بلا أن یقول شیئاً ولکن بین وقت وآخر یلهج بإسم امامه یبکي علیه هو هذه الایام یعیش ذکر الحسین علیه السلام، المؤمن هکذا مع رب العالمین طبعاً هذا الذکر یتجلی متی؟ عندما یصلي لربه هذه النار تتأجج تشتعل ولهذا المؤمن لا صبر له علی الصلاة في اول الوقت هذا هو السر یتوضأ قبل الصلاة بفترة یأتي المسجد بفترة یفرش المصلی بفترة یطیل في الأذان والاقامة یرید أن یتلذذ بعض المؤمنین صلاته ساعات لأنه لا یرید أن یقطع الصلاة هذه، لو یعلم ما یغشاه من جلال الله ما انفتل من صلاته لو أن الله عزوجل زاد لك الجرعة قلیلاً لما خرجت من بیت الله عزوجل نسیت الطعام والشراب، یقولون موسی في میقات ربه ما أکل ولا شرب شوقاً إلی الحدیث مع رب العزة والجلال؛ اذاً الاُسوتیة لمن یرجوا الله والیوم الآخر وذکر الله کثیراً، انا هکذا اُشبه (التشبیهات تقرب الافکار) لو أن أحدنا له والد الوالد في قمة الکمال الانسان یحب أباه اذا لم یکن کاملاً فکیف اذا کان ولیاً وکاملاً إلی آخره حبه یتضاعف بعد أن مات الوالد رأينا وثیقة له في هذه الوثیقة وصایاه في هذه الوثیقة کتب تاریخ حیاته کتب مکارم اخلاقه الآن هو کتب أو غیره کتب ماذا نصنع؟ بعد وفاته نبکي علیه نلطم علی رئوسنا مثلا وبعد أن هدأنا نستخرج الوثیقة للنظر إلی سیرته البکاء لا یغني عن الإتباع، اذاً امامنا ذهب من هذه الدنیا عطشاناً غریباً مسلوباً مسموماً مهتوك الخباء إلی آخره ولکن تعالوا بنظرة هادئة فاحصة نتأسى به صلوات الله وسلامه علیه.
من صفاته مقام الجامعية، المؤمن لا یشغله شأن عن شأن؛ اذا کان مشغولاً بأمر هذا الانشغال لا یشغله عن وظیفته، سمعت أحد مراجع العظام من الماضین حدیثا من هذا العصر أحدهم راجعه في قضاء حاجة قال له تعال مثلا غداً هکذا أحدنا یعد الغیر توفی ولده أثناء التشیع هذا العالم رأی من وعده بالأمس قال تعال إلي یعني اُرید أن أفي بوعدي کوني في مصیبة لا ینسیني أني وعدتك شیئا طبعا هذا مثال جزئي، المؤمن في کل الاحوال له هکذا حالة یتفق أحدنا في مشکلة في خصومة في بحث جاد في اجتماع مهم تتصل به زوجته مثلا هي لا تعلم هو في أي حال تلاطفه في القول ایضا هو یلاطفها بعض الرجال یتکلم بشدة ینهرها الا تعلمین انا في أي حال؟ لا ینافي أن تکون في قمة الانشغال ولکن تکون لطیفاً بالغیر؛ المؤمن له حالة من الجامعية انقطاعه إلی الله عزوجل صلوات الله علی امامنا امیرالمؤمنین هب لي کمال الانقطاع الیك، المؤمن کلما زاد انقطاعاً إلی الله عزوجل زادت التفاته للبشر ایضاً، البعض یتذوق بعض المعاني الاخلاقیة الجمالیة إلی آخره تراه یغیب عن المسجد عن جماعة المؤمنین یقل نشاطه أين أنت یا فلان؟ یقول انا مشغول بنفسي هذا الانسان ناقص کلما زاد ایماناً زاد تعلقه بخلق الله الخلق عیالي أحب الناس إلي أنفعهم بعیالي هذا هو المنطق، هذه الروایة من الروایات المبکیة في مضمونها وُجد علی ظهر الحسین علیه السلام یوم الطف أثر هناك أثر علی ظهره، صدره موضع السیوف والسنان ما هذا الأثر علی الظهر؟ الذي یستدبر القوم نعم یُضرب علی ظهره والامام کان یواجه القوم بصدره الشریف سئلوا زین العابدین علیه السلام عن ذلك فقال هذا مما کان ینقل الجراب علی ظهره إلی منازل الأرامل والیتامی والمساکین، اولا الامام لم یستعن بالغیر الامام له خادم له خدم له حشم طبعا بالمعنی المناسب له الامام یتعمد أن یحمل الزاد بنفسه علی ظهره وکان یحمل الجراب هذه الجربة کم هي ثقیلة فکیف اذا کان فیه الطعام فدته نفوسنا یبدوا هذا دیدنه لو حمل الجراب مرة مرتین لما ترك أثراً علی ظهره الشریف! اذاً تأسى بإمامك سید الشهداء بحمدلله لجان الخیر منتشرة في شرق الارض وغربها وکم من الجیاع في شرق الارض وغربها البعض یذهب إلی هذه البلدان ینقل صور مفزعة أحدهم یحن إلی قرصة الخبز ونحن هکذا نبذر ونسرف المؤمن عینه علی هذه الخدمة، اذاً تأسی بإمامك في حمل هم الیتامی والأرامل.
وهذه حرکة حسینیة جمیلة البعض یکتب صکاً بمبلغ یعتد به ویعطیه لأحدهم هذا جید ولکن أن تذهب بمنفسك إلی بیوت الفقراء والأرامل هذا له طعمه هذا الانسان عندما تعطیه شیئاً قل له بالله علیك اُدعوا لي هذا الدعاء یخرق الحُجب ولهذا اُمرنا إن أعطیت مالاً للفقیر استمهله وقل له یا فلان اُدعوا لي لا تعطیه المال هکذا وأنت تمن علیه وقل لنفسك لو اُستیجب دعاء الفقیر في حقك حقه علیك أعظم دفعت له دیناراً دعی لشفاء ولدك وشُفي أين الدینار وأين شفاء ولدك؟ هو صاحب حق علیك، ولهذا اذا رأيت استجابة قل له یا فلان أين حقي علیك وأين حقك علي؟ اذاً هذه حرکة حسینیة علینا أن نتأسى بها.

Layer-5.png

ملاحظة: هذا النص تنزيل لصوت محاضرة الشيخ حبيب الكاظمي فقط، ولم يمر بمرحلة التنقيح واستخراج المصادر بعد.