- ThePlus Audio
الاعتقاد بالإمام المهدي (عجل الله فرجه) واستشعار حضوره
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
وأفضل الصلاة وأتم السلام على أشرف الأنبياء وسيد المرسلين محمد المصطفى وآله الطيبين الطاهرين.
الاعتقاد بالإمام المهدي (عجل الله فرجه) من ضروريات الدين
إنَّ مسألة الاعتقاد بالإمام المهدي (عج) من ضروريات الدين، والذي ينكر مسألة الإمام المهدي (عج) فقد أنكر مسلماً من أقوال النبي (ص) عند الفريقين، ولا يوجد خلاف إلا في أنه هل سيولد في آخر الزمان أو هو كما تعتقد به الإمامية حي يرزق من ذرية الإمام الحسن العسكري (ع)، هذه السلسلة التي بشر بها النبي (ص) كما في الصحيحين، والذي يعتقد بأمير المؤمنين (ع)؛ عليه أن يعتقد بالإمام الثاني عشر بناءً على أن التوثيق تسلسلي؛ أي إذا وثقنا بأول هذه السلسلة وبصدقهم وارتباطهم بالوحي ثبت الجميع على حد سواء.
يوم الجمعة وإعادة البيعة
إن يوم الجمعة هو من المحطات المناسبة لإعادة عقد البيعة، ولا بأس بأن يعاهد الإنسان إمامه على النصرة، وقد قلت في موضع من المواضع كلمة أعجبت البعض، وهي أن الفقهاء عندما يبحثون وجوب رد السلام؛ يشترطون في الوجوب أمورا ثلاثة: أن يكون المخاطب حيا؛ فالميت لا تكليف عليه، وأن يكون سميعا؛ فإن كان أصماً أو لا يسمع الكلام لم يجب الرد، وأن يكون حاضرا؛ فإن كان في غرفة أخرى وسلمت؛ لا يجب عليه الرد، فيجب الرد عند حضور هذه الأمور الثلاثة.
المعصوم حي حاضر
ونحن نقول: أن المعصوم – النبي (ص) أو الوصي – حي يرزق عند الله عز وجل، وهذه الروح قد انتقلت من عالم إلى آخر؛ فليس هناك فناء أبداً، ومن ناحية أخرى هو يسمع الكلام فهو أذنه الواعية ويده الباسطة كما ورد في وصف المعصوم، وهو حي حاضر يشهد المقام؛ فالإمام صاحب الأمر (عج) حي حاضر يسمع ما تقول، بالإضافة إلى ذلك، إمكانية رؤيته لما وراء الجدار بآلاف الأميال؛ كما نسب ذلك لأحد الخلفاء في قصة سارية الجبل وهي تعني أن هذا الأمر مأثور في حياة المسلمين ولا ضير في أن تنسب هذه الخاصية لإنسان، ولذا علينا أن نشدد الالتجاء إليه في يوم الجمعة وفي سائر الأيام.
ويمكن القول في موضوع غيبته وعدم تعين مكانه؛ أنه لو كان لسلطان في بلد قصر ولا يمكن اللقاء بسبب الحواجب والحواجز على بابه وإن كان هو في زاوية من زوايا هذا القصر، أو لم يكن له قصر؛ بل يتجول كل يوم من منزل إلى منزل؛ فهل هناك فارق بين الحالتين؟ عندما لا يؤذن لك باللقاء؛ لا فرق عندها أن يكون الملك في المكان المعهود أو غيره؛ بل أنت تحترم السلطان وتهابه وتطيع أوامره وتحسب له الحساب وتخشاه، وكذلك هو الإمام؛ موجود بيننا في مكان لا نعلمه ولا يمكن اللقاء به فعلاً، وهب أن للإمام قصراً في إحدى الجبال ولكن لا يمكن اللقاء به؛ فما الفارق حينئذ مع حضوره وجهلنا بمكانه؟
وما دمت تعتقد بوجوده؛ وجبت عليك تكاليف كثيرة، فلا فرق في ذلك أبداً بين حضوره وعدمه، ولو وجد اليقين في قلب الإنسان لما كان احتجابه (عج) عن أعين رعيته مشكلة أو مانعا في شدة الالتفات أو الالتجاء إليه.