- ThePlus Audio
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
وافضل الصلاة وأتم السلام على أشرف الخلق وسيد المرسلين محمد المصطفى وآله الطيبين الطاهرين
السلام عليك يا سيدي ويا مولاي يا اباصالح المهدي هذا يوم الجمعة وهو يومك وبأسمك وانا فيه ضيفك وجارك فأضفني وأجرني فأنك تحب الضيافة والاجاره
السلام عليكم اخواني اخواتي جميعا ورحمة الله وبركاته
حديثنا في هذا اليوم المبارك يتعلق بأشهر ثلاث هذه الأشهر اشهر مصيرية بالنسبة لنا رب العالمين الذي هندس الوجود وجعل المجرات والكواكب علم أن بني آدم مقصر في عمله الصباح يتبع الليل الليل يتبع النهار هذه الايام تجري النهار والليل يجريان يعملان فيك ونحن لا نعمل فيهما، لا أعني من عدم العمل البطالة الكاملة اعني العمل الذي يبقى لأحدنا الذي يسعى اقولها بصراحة وانتم بحمدالله اهل الفهم والانتقاد كل عمل في دار الدنيا لا يرتبط بالآخرة هذا العمل حسرة على صاحبه لو أن انساناً بنى ناطحة سحاب أسس اكبر شركة في العالم هكذا اهل الدنيا يبحثون وراء هذه الأمور، اذا لم تتقرب الى الله بهذا العمل فأنت انسان عاطل باطل اذاً المقياس في العمل الجاد هو ما يبقى، رب العالمين اراد منا أن نعمل عملاً في ليلة واحدة هي خير من الف شهر ولكن لم يفاجئنا بهذه الليلة اولا جعلها في ثلاث ليال الانسان يتدرب تدريجياً يترقى من ليلة الى ليلة ليلة الجهني الليلة الكبرى من ليالي القدر هي آخر الليالي الثلاث قبل ليالي القدر جعل لنا عشرين ليلة نتدرب فيها على الطاعة والعبادة اذاً عشرون ليلة للتمهيد، شهر رمضان المبارك لم يفاجئنا به وأنما جعل قبله شهرين والغريب أن شهر رجب هو شهر الله شهر شعبان شهر النبي وشهر رمضان المبارك هو شهر الامة اذاً من اراد أن يتميز في ليلة القدر فليعمل في شهر رجب هذا شهر الله وهو من الأشهر الحرم، ولكن اخواني لابد أن نعلم كيف نزرع فيها اشهر الربيع اتفاقا ثلاثة أشهر، أشهر الربيع الروحي ايضا ثلاثة أشهر من اراد أن يعمل لنفسه واقعا مهما جاملنا قل لزوجتك قل لولدك أنت أحب الي من نفسي ولكن هذه مجاملة أحب الأنفس الينا نفوسنا والدليل على ذلك يوم القيامة يفر المرء من اخيه وصاحبته وبنيه ما دمت أنت من أحب الأنفس اليك هي نفسك أستثمر هذه الأشهر الثلاث وأقولها بكلمة صريحة واضحة كل ليلة من هذه التسعين ليلة كل يوم مرتبط بما قبله وما بعده لا تقل الآن اول شهر رجب أسترخي في ليالي البيض اعمل لا تقل أسترخي في شهر رجب اعمل في شهر شعبان، لا تقل أترك الشهرين واعمل في شهر رمضان المبارك كل يوم من هذه الأشهر الثلاث كل ليلة بطاقة من البطاقات هذه البطاقات تجتمع تدخل السحب الكبير هذه الايام هكذا في عالم الدنيا كل امتياز يؤهلك للدخول في أخذ الجائزة الكبرى بعد هذه المقدمة ماذا نعمل؟
اولا اخواني كونوا معي هذا الحديث ينفعنا إن شاءالله جميعا ارجع واقول أنفسنا أحب الأنفس الينا ولكن ظلمناها، الطعام والشراب واللباس والمسكن يأخذ من اهتمامنا الكثير ولكن أمر الأرواح البعض منا في مقام العمل لا يعترف بروحه وكأنه جسم يمشي لا يفكر في الأبدية والخلود اولاً اولا خطوة قبل دخول شهر رجب خذ زاوية الآن على شاطئ البحر في ظلمة الليل في احد المشاهد وهذا اتفاقا أمر طيب قبل دخول الأشهر الثلاث اذهب الى عمرة الى زيارة من باب تفحيز الهمم ترتيب الملفات، قبل الدخول في هذه الاشهر الثلاث اجلس في زاوية في خلوة خذ ورقة وقلماً ما المانع؟ حساباتك المالية مدونة بالقلم والحاسوب اما أمر الآخرة في الذاكرة اجمالاً هكذا نفكر خذ ورقة وقلماً، من رجب عام الماضي الى رجب العام الفعلي ما الجديد ما أكتسبت؟ أنت أثثت منزلاً بنيت بيتاً ترقيت في الوظيفة والمنصب ولكن ما الجديد في عالم الأرواح؟ واول مقياس وقل آخر مقياس الصلوات اليومية، الصلوات اليومية بمثابة مقياس حرارة البدن تقاس حرارتها ضغطها بهذه الآلات صلاتك اليومية مقياس لكل شيء كل عمل كل شيء من عملك تبع لصلاتك هذه كلمة لأمير المؤمنين عليه السلام اذاً من لم يترقى في صلاته لا اعني في اصل الصلاة في الاقبال عليها، في العام الماضي كان يجاهد فالصلوات لا تسلم منها الا ركعة واحدة فيها توجه الآن كذلك اذاً ما الجديد في الحياة؟ المراقبة ما مضى ولما سيأتي هذا عمل من الأعمال.
من الأمور التي لابد أن نلتفت اليها في هذه الاشهر الثلاث العمل بما ورد فيها هذا اليوم او في الايام القادمة خذ كتاب الدعاء واقرأه قرائة لا أقول ادعوا به دعاءً اعلم مزايا هذه الأشهر هناك كتاب مستقل جزاه الله خيراً صاحب الكتاب بعنوان فضائل الأشهر الثلاث اقرأ هذا الكتاب لتكتشف الجديد كم من الأعمال الصالحة فاتتنا في ما مضى من ايام حياتنا بعنوان المثال مثلا في شهر رجب هناك استغفار يومي اربعمائة مرة انسان في كل يوم من شهر رجب مثلا يستغفر الله اربعمائة مرة هذا الاستغفار ينقي البواطن ادعية هذا الشهر الكريم الأشهر الثلاث مليئة بالآداب والمستحبات التزم بها من باب المناسبة اقول اشهر دعاء في شهر رجب هذا الذي تقرأونه بعد الصلاة الواجبة يا من ارجوه لكل خير وآمن سخطه عند كل شر الذي جاء لنا بهذه الرواية روى هذه الرواية كان واسطة في الفيض محمد بن ذكوان الملقب بالسجاد الامام زين العابدين هو السجاد ولكن ائمتنا عليهم السلام ربوا اصحابهم وجد فيهم من لقب بالسجاد لكثرة سجوده وبكائه ذهب بصره هذا الرجل فقد البصر للسجود بين يدي الله عزوجل هو الذي رب العالمين في الواقع جعل له صدقة جارية الى يوم القيامة كل من يقرأ يا من أرجوه في شهر رجب هذا في ديوان عمل محمد بن ذكوان السجاد كما قلنا لكثرة سجوده، ايضا انظر الى الخلود كميل خلد بدعائه، ابو حمزة خلد بدعائه هذا الرجل ايضا خلد بهذا الدعاء الشريف، هذه الادعية تمعنوا فيها، فيها مضامين راقية جداً فتش في كتب الدعاء في كل الملل الآن غير المسلمين لا شغل لنا بهم ولكن بالله عليك أين تجد الدعاء المركز المفصل العميق أين تجد الدعاء في غير مدرسة اهل البيت؟ عندما اقول اهل البيت يعني النبي وآله الكرام محمد المصطفى صلوات الله وسلامه عليه وآله، اذاً تفنن تنعم تلذذ بالدعاء يعلم الله أن البعض في هذه الدنيا متعته بالدعاء والقرآن والصلاة عندما اقول متعته لا أعني الأجور لا أعني الثواب يستمتع بالدعاء والقرآن كأستمتاع الناس بالطعام والشراب والنساء بل يقول أين هؤلاء اهل الدنيا من ما فيه؟ وخواص المؤمنين ينتظرون هذه الأشهر الثلاث يتألقون فيها كيف الشاب ينتظر ليلة الزفاف يوم العقد المؤمنون ينتظرون هذه الأشهر الثلاث للتفنن في انواع الدعاء هناك عبارة ولعلها رواية أن ربيع المؤمن الشتاء، الشتاء ليس بربيع ولكن ربيعه الشتاء لماذا؟ يقول طال ليله فقام وقصر نهاره فصام المؤمن عينه على التوفيق الشتاء ربيعه مكة والمدينة وكربلاء وغيرها هذه عواصمه التي يسافر اليها والصيف على الأبواب اقولها قربة الى الله عزوجل هذه الدريهمات التي جمعتها طوال العام أصرفها في زيارة لهذه المشاهد المال ينفذ ولكن الأجر يبقى تذهب يميناً شمالاً أعلى الجبال في أسفل الوديان هذه متع تنتهي محللة ولكن فرق بين عمل يبقى أثره وبين عمل لا يبقى الا صور في جهازك حاول أن تستثمر للباقيات الصالحات اذاً هذا ايضا مما نطالب فيه في هذه الأشهر المباركه.
ايضا ملاحظة من الملاحظات، في روايات اهل البيت عليهم السلام ائمتنا الآن من باب اللزوم والا حقيقتا لولا الطبع البشري المادي رب العالمين والنبي وآله ما ركزوا على الأجور رب العالمين يرى أن بني آدم يعش الحور والقصور والأنهار ولهذا في آيات الجنة كلها تجري من تحتها الأنهار، ائمتنا في رواياتهم هكذا ديدنهم من قام بهذا العمل اعطي كذا واعطي كذا طبعا هؤلاء يراعون المزاج البشري بني آدم لا يحركه الا هذه الأمور والا المؤمن جائزته نقدية يقول انا أتلذذ بالدعاء ما لي والحور وما لي وللغلمان، ولكن مع ذلك البعض يستغرب يقول يعقل انا اقرأ دعاء في سطرين رب العالمين يعطين هذا الأجر العظيم ما لا عين رأت ولا أذن سمعت؟ الجواب نعم لا تستغرب لم؟ اولا هذه هدايا ليست بأجور عندما تزور انساناً كريماً الزيارة كم تكلفك ولكن يعطيك الف دينار هدية هذه الزيارة قيمتها ديناران قيمة الوقود الذي ذهبت به ولكن يعطيك هدية بني آدم يعطي الهدايا التي لا تخطر بالبال فكيف برب العالمين؟ اذاً ما في الروايات من الأجور هي هدايا اولا، وثانيا المسألة كن فيكون ما الفرق بين أن يعطيك رب العالمين كوخاً في الدنيا وبين أن يعطيك قصراً في القيامه؟ الكوخ كن فيكون والقصر كن فيكون يعطيك زنجية سوداء في الدنيا أو يعطيك حورية جميلة في الآخرة الأمر هو الأمر اذاً رب كريم وقادر لا تستغرب الذي يستغرب لم يعرف الله عزوجل حق معرفته اذاً هذه الأجور ايضا كما قلنا ينبغي عدم الأستغراب فيها.
كلمة اخيرة الكلام كثير نريد أن نحفز الهمم، البعض من الآن يفكر بالجائزة العظمى بعد الأشهر الثلاث البعض من الآن يهيء نفسه لصيام ثلاثة اشهر شهران من باب الاستحباب وشهر من باب الوجوب والغريب أن الايام المباركة عادة فيها صيام البعض يقول هذا الصيام يرهقني يجعلني لا أعمل كثيرا يبدوا أن قوام التكامل هي مجاهدة النفس بني آدم يحب الطعام والشراب يأتي الخطاب أترك الطعام والشراب اتفاقا بعض المؤمنين يقول في الغدير يستحب الصيام، نريد في الغدير أن نستمتع نبارك للناس نعيش مشاعر العيد الآن في العيدين يحرم الصيام ولكن في الغدير من المستحب الصوم كيف نجمع بين الفرح وبين الصيام؟ على كلٍ المؤمن ايضا يصل الى مرحلة يستمتع بالصوم، ارجع واقول البعض من الآن هيء نفسه للصيام لقيام الليل وهنا بين قوسين من وصله حديثي هذا في شرق الارض وغربها خذ مني هذه الكلمة إن شاءالله تدعوا لي في الأخير من كان تاركاً للنوافل للمستحبات قل يا نفس اريد منك أن تلتزمي في هذه الأشهر الثلاث لا اريد منك أن تقومي الليل اتركي قيام الليل ولكن في الأشهر التزمي بقيام الليل ما المانع؟ الانسان الذي من طبيعته يتكلم كثيرا قل يا نفس التزمي بقلة الكلام في هذه الأشهر الثلاث من يحب النوم كثيرا قل يا نفس التزمي بقلة المنام في هذه الأشهر الثلاث هذه دورة مركزة وانا على ثقة من ألتزم في هذه الأشهر الثلاث بما قلناه آنفاً تتحول الأعمال الى ملكات هذا لا يمكنه أن يترك صلاة الليل في شوال هذا لا يمكنه الكلام الكثير بعد شهر رمضان المبارك المهم ارجع للسئوال والجواب وبه ختام الحديث ما هي علامة القبول؟ هل هو التوفيق للصيام هذه الأشهر؟ هل هو التوفيق لقيام الليل؟ هل هو التوفيق للزيارات؟ نعم هذه مؤشرات ولكن علامة القبول القطعي تغير الذات، الانسان المبتلى بالغضب المبتلى بالشهوة المبتلى بالوهم والخيال علامة القبول في هذه الأشهر الثلاث أن ينتهي شهر رمضان المبارك في يوم العيد ترى أنك ولدت من جديد أنت انسان آخر لا يستفزك شيء لا تشتهي النظر الى الحرام الآن ترك الحرام صار مطابقاً للميل أين المجاهده؟ في النهار تنتظر الليل لتقيم الليل صرت من عشاق قيام الليل يوم الجمعة قلبك لا يطاوعك الا أن تصلي في المسجد جماعةً بعض المؤمنين هذا ليس من مقامات الصديقين وكبار الأوتاد والأبدال بعض المؤمنين بقدر الأمكان لا يمكنه الصلاة في غير المسجد يقول هذا بيت ربي اصلي في المنزل وبيت الله بجانبي؟ أين الثرى من الثريا، ساعات العمل مستثنات أنت الآن موظف لابد أن تعمل لثانية ظهراً ولكن لماذا تفوت الصلاة فجراً وليلاً في بيت من بيوت الله في جماعة المؤمنين؟ يوم القيامة تتحسر بعدد شعر رأسك هذه الفرص التي فاتتك هذه الصلوات التي فاتتك وكان بأمكانك أن تصلي بين يدي الله في بيته الصلاة في المسجد والصلاة في البيت الفرق بينهما بمقدار الفارق بين صاحب البيتين هذا بيت الله وهذا بيت عمر وخالد قس بينهما من الفرق هنيئاً لمن حاز على هذه العلامة علامة التغير الباطني.
ختامه مسك، هذه الايام مليئة بذكريات اهل البيت عليهم السلام ميلاد اميرالمؤمنين مبعث النبي الاعظم ميلاد سيد الشهداء واخيه ميلاد امامنا زين العابدين عليه السلام ميلاد صاحب الأمر والزمان ميلاد امامنا المجتبى وغير ذلك من المناسبات هذه المناسبات الولائية استثمرها اما حضوراً عند مشاهدهم واما توسلاً بهم في ايامهم، في يوم ميلاد الحسين عليه السلام قد تأخذ من سيد الشهداء ما لا تأخذه في يوم عاشوراء، يوم عاشوراء يوم الشهادة والحزن ولكن في الثالث من شعبان اطرق باب النبي قل يا رسول الله اعطني هدية هذا الحفيد قل يا مولاي يا ابالحسن اسألك هدية هذا المولود يا مولاتي يا فاطمة اسألك هدية هذا المولود واما في النصف من شهر شعبان بأمكانك أن تعقد صفقة كبرى تدخل من خلالها في زمرة انصاره واعوانه في زمرة الخلص من اوتاده وأبداله، من الآن هيء نفسك للجائزة الكبرى في ليلة القدر الصغرى المتمثلة في المنتصف من ذلك الشهر المبارك.
الهي باوليائك بفاطمة وابيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عجل لوليك الفرج والعافية والنصر ابلغه عنا تحية كثيرة وسلامه واردد الينا منه السلام والفاتحة مع الصلوات.
ملاحظة: هذا النص تنزيل لصوت محاضرة الشيخ حبيب الكاظمي فقط، ولم يمر بمرحلة التنقيح واستخراج المصادر بعد.