- ThePlus Audio
أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین
رب العالمین في سورة البقرة في اول السورة یصف المؤمنین بأنهم یؤمنون بالغیب وبعد آیات یکرر انهم بالآخرة هم یوقنون اذاً الف لام میم ذلك الکتاب لا ریب فیه هدیً للمتقین اول صفة من صفات المتقین الایمان بالغیب عموماً ثم بعد آیات یذکر خصوص الایمان بالیوم الآخر اذاً اخواني کلما ارتقی ایمان الانسان بما وراء المادة زادت قیمته هذه هي القاعدة العامه، ولهذا نحن في هذا العصر نُعتبر من ضمن المتمیزین من المتقین عموماً لم؟ لأنه آمنا بالغیب لا رأینا نبیاً ولا وصي نبي ولا معجزة من المعجزات ومع ذلك آمنا بفضل الله عزوجل ولهذا رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم قال انکم اصحابي خاطب من حوله انتم اصحابي واخواني قوم في آخر الزمان آمنوا ولم یروني نحن من مصادیق اخوان رسول الله هذه مزیتنا في هذا العصر ثم النبي الاکرم صلی الله علیه وآله وسلم یصف هؤلاء أي اخوانه لأحدهم اشد بقیةً علی دینه من خرط الغتاد في اللیلة الضلماء أو کالقابض علی جمر القضی؛ حفظ الایمان في آخر الزمان یقول کالقابض علی جمر القضی زماننا هذا فیه خصوصیتان الشبهات الکثیرة والشهوات المتدفقة یا تری هل مرت علی البشریة الی الآن مثل هذا العصر؟ شبابنا قبل مئات السنین قبل عشرات السنین لم یتعرضوا لفتنة الشهوات کهذا العصر والشبهات ولهذا القابض علی دینه کالقابض علی الجمر، الآن ماذا نصنع في هذا العصر؟ اولاً الاستنارة بنور العلم الذي له بُعد علمي حصیلة علمیة لا یخاف علیه من الشبهات لو أن فلاسفة الدنیا اقاموا الف دلیل ودلیل علی أن الآن لیس بلیل الانسان یضحك علی عقولهم هکذا یصل یقین المؤمن، اعتقاده بالاسلام اعتقاده بأمیرالمؤمنین یبلغ هذه الدرجة من الوضوح لا یزحزحه شيء اذاً تعمیق البُعد النظري ثم تقویة الارادة انا اتعجب بعض الشباب یأتي ویقول ماذا نصنع مع فتنة النساء؟ اقول علیك بغض البصر واذا به یقول کیف اغض بصري؟ اقول بالأراده، یقول کیف اُرید؟ اقول هذا الامر الیك لا ادري کیف تصنع ارادتك اذاً في هذا العصر قلنا من اراد أن یکون في امان من الشهوات والشبهات البُعد العلمي وتقویة الاراده.
وأخیراً اختم حدیثي بهذا الدعاء الذي سُمي بدعاء الغریق امامنا الصادق علیه السلام کما روي عنه ستصیبکم شبهة فتبقون بلا علم یُری ولا امام هدی؛ في الأزمنة السابقة عندما کان یتحیر احدهم کان یلتجئ الی امام زمانه الی حجة الله في الارض امامنا الصادق یشیر الی هذا العصر یقول لا ینجوا منها الا من دعا بدعاء الغریق قیل وکیف دعاء الغریق؟ قال تقول؛ الآن في السجود في القنوت هذا الدعاء دعاء الغریق کیف الغریق یدعوا بدعاء بلیغ هو ما فیه یکفیه للتوجه کن في زمان الغیبة کالغریق في البحر ماذا تقول؟ تقول یا الله یا رحمن یا رحیم یا مقلب القلوب ثبت قلبي علی دینك انتهی الدعاء اذاً یا الله یا رحمن یا رحیم نداء رب العزة یا مقلب القلوب ثبت قلبي علی دینك رب العالمین کیف یقلب القلوب من الهدی الی الضلال ومن الضلال الی الهدی؛ الآن من الضلال الی الهدی هذا أمر طبیعي من کرم الله ولکن کیف من الهدی الی الضلال؟ الانسان اذا تنکر الهدی وعمل بخلاف اعتقاده من الممکن أن یُسلب هذا الهدی الراوي أضاف من عنده قال یا مقلب القلوب والأبصار ثبت قلبي علی دینك يعني أضاف کلمة الأبصار، الامام اعترض علیه فقال إن الله عزوجل مقلب القلوب والأبصار هذا لا کلام فیه ولکن قُل کما اقول؛ یا مقلب القلوب ثبت علی دینك هنا ایضا درس عملي أن الانسان لا یتصرف في أدعية اهل البیت یذکرها کما هي! الآن تکرار یا سریع الرضا مثلا في دعاء کمیل هذا التکرار لا بمعنی أن الامام قال کذلك قال الامام مرة واحدة ولکن هذا من باب مثلا مزید التفاعل والخشوع المؤمن لا یضیف في دعائه کلمة علی کلام المعصوم لئلا یتحاوز حده.
إلهي بفاطمة وابیها وبعلها وبنیها والسر المستودع فیها عجل لولیك الفرج والعافیة والنصر واجعلنا من خیار انصاره واعوانه اللهم لا تنسنا ذکرك ولا تجعلنا من عبادك الغافلین بجاه محمد وآله الطاهرین والفاتحة مع الصلوات.
ملاحظة: هذا النص تنزيل لصوت محاضرة الشيخ حبيب الكاظمي فقط، ولم يمر بمرحلة التنقيح واستخراج المصادر بعد.