- ThePlus Audio
أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین
من اعظم الحرکات التي تلفت نظر العرش هي هذه الصلوات التي نصلیها رب العالمین لا یعظم في نظره شيء الا ما کان مرتبطاً به اذاً هذه الصلاة هي الوقفة الرسمیة التي یمتلکها العبد بین یدي الله عزوجل فلننظر کیف تکون؟ الصلاة لها ظاهر ولها باطن لها قلب ولها قالب القالب هو هذا الذي نؤديه نحن من التکبیرة الی التسلیم حتی في ظاهر الصلاة البعض لا یتقن لو دققت في صلاته لرأيت فیها خللاً الذي لا یعالج خللاً في صلاته هذا الخلل یبقی معه الی آخر العمر الآن صدفةً یراه أحد أو یسمع مسألة شرعیة البعض من الیوم الاول للبلوغ یصلي صلاة باطلة وبعض البطلان في الصلاة لا یعوضه شيء لابد من الأعادة کمن علم أن وضوئه کان باطلاً أو غسله حتی لو کان معذوراً في جهله الصلاة التي صلاها بوضوء باطل هذه الصلاة تعاد کم من المشکلة انسان مطالب بإعادة الصلاة خمسین سنة صلاها في المساجد في الجماعة في الحرم في الروضة هذا کله لا ینفعك اذاً اتقان ظاهر الصلاة هذه هي المرحلة الاولی.
والمرحلة الثانية وهي ليست بأقل أهمية اتقان قلب الصلاة بمعنی الأتیان بالصلاة مقبولة لا محزیة الأجزاء هو الخلاص من عذاب النار من صلی صلاة صحیحة ولو ساهیاً هذه الصلاة تجعله خارجاً من دائرة تاركي الصلاة ولکن الکلام في القبول الصلوات المقبولة قلیله، الآن ماذا نعمل لقبول الصلوات؟ کلمة واحدة أن نقبل فیها ما معنی الأقبال؟ أن لا یحدث الانسان نفسه بشيء من أمور الدنیا من صلی رکعتین ولم یحدث فیهما نفسه بشيء من أمور الدنیا والمصیبة أن البعض لا یفکر في دنیاه یفکر في دنیا غیره فلان ربح خسر هل طلق زوجته أم لا هو في صلاته ویفکر في دنیا الغیر هذه الصلاة التي یفکر فیها في غیر الله عزوجل کما قلنا لا یرتفع منها شيء من صلی وأقبل علی صلاته لم یحدث نفسه ولم یسهوا فیها أقبل الله علیه ما أقبل علیها فربما رُفع نصفها وثلثها وربعها وخمسها أقبلت في ركعة هذه هي المقبولة في رکعتین وهکذا وقد یتفق أن أحدنا لا یقبل الا في تکبیرة الأحرام قالها مقبلاً ثم من الفاتحة الی التسلیم کان مقبلاً صلاته تکبیرة الأحرام.
الآن انسان یقول ماذا أصنع؟ اولا حاول ذکرنا مفصلاً في الصلاة الخاشعة من اراد صلاة خاشعة يهيئ نفسه قبلها قبل الأذان قبل المغرب ینشغل بأدعیة الغروب ثم الأذان ثم الأقامة الصلاة في المسجد فيها إقبال في الجماعة موجبات الاقبال موجودة کل هذه مرغبات اذاً تهیئة في مسجد في جماعة هذا الانسان قریب الی الأقبال فرق بین هذا وبین من یصلي فرادی في السوق مثلا مثاب ولکن أين الأسواق وأین المساجد؟ الآن وقعت الواقعة ماذا نعمل؟ أحدنا حقیقتاً یری من أصعب الأمور أن یسیطر علی خیاله في الصلاة وغیرها هذه کما یقال آخر منازل الکمال أن یسیطر الانسان لا علی جوارحه لا علی جوانحه وانما علی خیاله أصعب شيء في السیطرة هو الخیال المهم امامنا الصادق علیه السلام یعطینا حلاً ولو هذا الحل حل کما یقال مکمل لیس هذا هو الحل الأساسي! الأساس الأقبال، وإنما أُمر بالسنة أي المستحبات نافلة اللیل وغیرها لیکمل ما ذهب من المکتوبة الکلمة دقیقة ما ذهب صلاتك ذهبت أي ذهبت هدراً خسارة خسرتها ولکن من صلی العشائین هکذا کما تعلمون ثم صلی نافلة اللیل نافلة اللیل تجبر ما ضیعته في صلاة العشائین وهکذا نافلة الصبح بالنسبة الی صلاة الفجر یُفهم من بعص الروایات اخواني هذا الحدیث مهم أن الله عزوجل یعطیك ثلاث فرص بمثابة انسان لا یحترمك مرة تعفوا عنه ثانیة تعفوا ثالثاً تطرده من منزلك ضیف حل علیك تحترمه أهانك مرة تتحمله في الثالثة تقول اخرج من منزلي أنت في المسجد ضیف الله الصلاة ايضا ضیافة حتی لو کنت في البیت رب العالمین دعاك اليه ولکن قلت الله اکبر فکرت في أمر لا قيمة له في باطل رب العالمین یتجاوز عنك ذکرت الدنیا في الفاتحة ثم رجعت ذکرت الدنیا في التوحید ثم رجعت ذکرت الدنیا في الرکوع ثم رجعت عندئذ من الممکن في المرة الرابعة ماذا یحصل؟ الجواب في الروایه؛ اذا قام العبد الی الصلاة أقبل الله عزوجل علیه بوجهه طبعا وجه الله الوجه المعنوي الذي يدرك بالقلوب فلا یزال مقبلاً علیه بمجرد أن تكبر رب العالمین یقبل علیك حتی یلتفت ثلاث مرات فإذا ألتفت ثلاث مرات أعرض عنه! أنت واقف تصلي ولعلك في هيئة الخاشعین متعطر متطیب في الصف الاول ولکن الله عزوجل معرض عنك لأنك أعرضت عنه ثلاث مرات فکیف یلتفت الیك؟
کلمة أخيرة اخواني العبرة بالکیف لا بالکم بعض الناس نراهم في المسجد الحرام من المغرب الی اذان الفجر یحوم في المسجد یصلي هنا يصلي هناك یطوف الی آخره ولکن في حالة سهو وغفلة هذه سمة العوام ولکن مؤمن ملتفت مراقب یدخل المسجد الحرام في طواف مستحب أعني لیس علیه طواف قد لا یطوف ابداً یأتي يصلي خلف المقام یصلي رکعتین بتوجه الآن بتوجه ذهني إقبال قلبي خشوع بکاء الی آخره ثم یرجع الی منزله أيهما افضل؟ هذا الذي کان یحوم کالحمام الفجر أم هذا الذي صلی رکعتین؟ الجواب عند رسول الله صلی الله علیه وآله یا أباذر رکعتان مقتصدتان ما معنی المقتصدتان؟ مأخوذة من الأقتصاد يعني مختصرة ولکن بقید في تفکر الرکعتان عادة تأخذ دقیقتین في تفکر خیر من قیام لیلة والقلب ساه، لیلة یعني من المغرب الی اذان الفجر فکیف بمن جمع الکم والکیف؟ بقی في المسجد الحرام الذین لا یبیتون في منی یبیت في المسجد الحرام من باب التعویض لو بات في المسجد الحرام بهذه الحالة ماذا سیکون حاله؟.
هنیئا لهکذا انسان.
الآن ما هي الجائزه؟ انسان مات ولم یوجد في دیوان أعماله الا رکعتان هکذا کل صلواته مدبرة ولکن رب العالمین فتش في صلواته رأى طوال عمره رکعتین في مرة واحدة هل هذا یکفي لدخول الجنه؟ نعم إن الرجل لیصلي الرکعتین یرید بهما وجه الله تعالی فیدخله الله بهما الجنة الآن قد تقول الروایة قالت یصلي الرکعتین لوجه الله انا ما صلیت ریاءً ولکن صلاها بسهو کهذه الصلوات المتعارفة ولکن في روایة أخری من قبل الله منه صلاة واحده، اذاً رب العالمین متی یقبل صلاة واحده؟ إن کنت مقبلاً فیها.
انتهی الکلام ولکن من باب أکمال الفائدة البعض منا خاصة طلاب المدارس والجامعات یقرأ کتاباً لمدة ساعة لا یرف له جفن یقرأ کتاباً في الریاضیات البحتة تراه مستغرقاً ولکن یصلي الرکعتین کذا وکذا اذاً یمکنه ولکنه متکاسل لماذا عند الامتحان ساعتان في القاعة الطلاب کأن علی رئوسهم الطیر ولکن في المسجد یذهب یمیناً وشمالا لا یرید ولو اراد في المسجد لحوله الی إقبال في قاعة الامتحان مسکین بني آدم.
اللهم عجل لولیك الفرج والعافیة والنصر ابلغه عنا في هذه الساعة تحیة کثیرة وسلاما واردد الینا منه السلام والفاتحة مع الصلوات.
ملاحظة: هذا النص تنزيل لصوت محاضرة الشيخ حبيب الكاظمي فقط، ولم يمر بمرحلة التنقيح واستخراج المصادر بعد.