الإعتماد على المشيئة الإلهية

أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین
السلام علیکم اخواني اخواتي جمیعا ورحمة الله وبرکاته
هناك بحث قدیم في کتب الکلام وفي کتب العقائد حول علاقة الانسان بعمله ومدی حریته، البعض یقول انا حر في ما اُرید الانسان حر في ما یرید رب العالمین بنائه علی عدم التدخل مطلقاً الارادة الانسانیة هي المحور في حیاة الانسان؛ ولکن في المقابل هناك من یقول هذا الامر صحیح اجمالا ولکن الله عزوجل لم یسلب عن نفسه الحق في أن یتدخل في مجریات الامور بما لا ینافي الاختیار، والذي يؤید هذه الفكرة أنه في جانب السلب في جانب الشر أحدنا یعیش في نفسه حالة الوسوسة یقول هنالك من یسوس لي أن أقوم بالحرام نقول للشاب ألم تعلم أن هذا الحرام أمر منهي عنه؟ عرفاً قانوناً وشرعاً الاعتداء علی الغیر لا مبرر له لا في القوانین ولا عند العرف ولا عند الشرع السرقة وما شابه ذلك، هناك بعض المحرمات العالمیة إن صح التعبیر الآن الربا فیه کلام ولکن السرقة الاعتداء الظلم إلی آخره هذه معاني یستقل بها العقل، المهم البعض هکذا یقول أنه في جانب الشر هناك شیطان موسوس هذا الشاب عندما نعاتبه لما فعلت کذا البعض یقول الأمر لیس بیدي انا لست مسیطرا علی نفسي شهوتي غالبة شیطاني غالب ومع ذلك لا یُنکر الاختیار یعني هذا الشاب لا یقول انا یوم القیامة مثلا معفي عن العقاب لئن الشیطان وسوس لي یقول نعم وسوس لي وغلبتني شقوتي ولکن کنت لي الحریة في التصرف والإرادة، ماذا نرید أن نقول؟ نقول في جانب الشر الشیطان یغلبك علی أمره لماذا لا یکون رب العالمین ایضا قال أن یکون غالباً علی أمره بمعنی أن الشیطان یوسوس ورب العالمین یسدد ربنا أفرغ علینا صبرا، ترید أن تهرب من المیدان أن تفر من الزحف القتال فیه جرح فیه قتل فیه بتر للعضو فیه تألم ولکن رب العالمین تطلب منه أن یُفرغ علیك صبراً وثبت اقدامنا وأنصرنا علی القوم الکافرین، اذاً رب العالمین لا یمسك بیدك یمیناً وشمالاً حتی تقول انا ملجئ انا مضطر، رب العالمین له الحق أن یتصرف في قلبك یقلب القلوب والأبصار، رب العالمین یزین لنا الایمان بالمؤمنین رب العالمین یثبط البعض عن القتال کره الله انبعاثهم فبطهم وقیل اقعدوا مع القاعدین، اذاً یُنزل الصبر أفرغ علینا صبرا للمؤمنین فیثبتون ولکن المنافق یری نفسه معرضاً رب العالمین کره انبعاثه ولهذا الجملة التي تعرفونها هذه الجملة مفاد الروایات لا جبر ولا تفویض ولکن أمر بین الامرین.
بعد هذه المقدمة نذکر شیئا من الروایات في هذا المجال: الآن أنت بنائك علی سفر ترید أن تسافر غداً لا تقل إني مسافر غداً هکذا قل إن شاءالله ولا تقولن لشيء إني فاعل ذلك غدا الا أن یشاءالله وأذکر ربك اذا نسیت، ترید أن تسافر علی دابة علی حیوان کما أن أرواحنا بید الله روح الحیوان بید الله ایضا ترید أن تركب حصاناً أن تسافر غداً ما المانع رب العالمین یمیت هذا الحیوان من دون سبب موت الفجئة یتفق في الانسان والحیوان، ترید أن تسافر بالطائرة مثلا رب العالمین له القدرة علی أن یتصرف في الشيء هذه الطائرة لا تطیر في موعدها، والأهم من ذلك البعض ساعة العمل بما یرید قلبه ینصرف اُعجبت بالفتاة تحدثت معها في الخلوات ارتکبت الحرام الصغیر مثلا کلاماً لمساً هذا الذي یُتعارف هذه الایام سنوات من العشق الجنوني هذا مرض العشق هکذا مرض من الامراض؛ أن یتعلق الانسان فؤاده بما لا مبرر له، رأی شعرا ورأی وجهاً جعل نفسه مستمیتاً في طلبها هل تعلم عاقبة أمرها هل ستلد اصلا؟ هل تعلم من تلد وکیف تلد؟ طفلاً سلیما مشوهاً؟ ولدت طفلا سلیما؟ من قال بأنها مربیة صالحه؟ من قال في سنوات کبر العمر تبقی وفیة لك؟ کل هذه تسائلات، رأيت خصلة من الشعر ورأيت وجهاً جمیلا بعت الاول والآخر ما هذا العقل؟ المهم بعد التیا والتي الشاب یصل إلی مراده فیزهد فیها اتفاقا هذه عقوبة من العقوبات في الدنیا بعض العشاق عندما یصلون إلی بعضهم البعض هذا العشق یتبخر هناك کلام في کتب القوم کلام جمیل یقول الوصال مدفن العشق هذا العشق قبل الوصال اما اذا تم الوصال هذا العشق یُدفن، المهم المؤمن العاقل هکذا یقول یارب الأمر الیك الا أن یشاء الله هکذا کن ببن ید الله عزوجل، اذا أراد أن یُبطل الأمر یبطله وامثلته کثیرة في التأريخ؛ موسی علیه السلام العدو من خلفه والبحر من امامه نجاه رب العالمین! ابراهیم الخلیل في المنجنیق والنار تُحرق الطیر في الهواء ولکن الله عزوجل جعل له النار برداً وسلاماً الا أن یشاء الله، الکفار في مکة اجتمعوا علی قتل النبي قتلة واحدة في لیلة المبیت الا أن یشاء الله نجاه رب العالمین، النبي ذهب إلی الغار تبعه القوم نجاه الله رب العالمین الا أن یشاء الله، الآن لم تقل إن شاءالله تذکرت وأنت تصعد الطائرة قل إن شاءالله وأذکر ربك اذا نسیت وقل عسی أن یهدیني ربي لأقرب من هذا رشدا، سل الله عزوجل أن یذکرك کلما نسیت.
الروایة هکذا لما سُئل عن قوله تعالی وأذکر ربك اذا نسیت قال أن تستثني أي قل إن شاءالله ثم ذکرت بعد فأستثني حین تذکر، أنت ما قلت إن شاءالله الآن تذکرت قل ساُسافر غدا‌ً بعد قلیل تذکرت أنك ما قلت إن شاءالله الآن قل هذه روایه.
ولکن ما المانع ایضا أن نعمم الآیه؟ وأذکر ربك اذا نسیت اُذکروا الله ذکراً کثیرا هکذا اُمرنا ذهبت إلی عرس أکلت شربت صفقت استمعت للغناء المحرم أو غیر ذلك ساعتان وأنت مشغول مع الخلق عندما تخرج من المجلس اُذکر الله عزوجل نسیت ربك، تأخذ طفلك إلی مدینة الألعاب الآن لغرض راجح صرت کالطفل من کان صبي فلیتصابی معه لا بأس العب مع الطفل ولکن بعد فترة نسیت الله عزوجل قل یارب استغفرك وأتوب اليك، في اللیل استمتعت بزوجتك فترة وأنت مشغول بمتاع الدنیا من الحلال لا ضیر قل من حرم زینة الله؟ بعد ذلك قل یارب أذكرك أستغفرك وأتوب الیك، اذاً اخواني خذوها درساً ابدیاً کلما نسیت الله عزوجل في مجلس مع زوجة مع طفل عندما ترجع إلی نفسك قل یارب استغفرك وأتوب الیك اللهم اجعلني من الذاکرین هکذا قل والنبي الأکرم یقول إن من تمام ایمان العبد إن یستثني في کل شيء لا في الأمور المهمة، ترید أن تذهب للمطعم لتأکل طعاما قل إن شاءالله ترید أن تعطي احداً صدقة قل إن شاءالله أي صغیر الأمور وکبیرها کن مستثنیاً متذکراً لرب العزة والجلال.

إلهي باولیائك وبالصالحین من عبادك اجعلنا من الذاکرین حقا لا تختم علی قلوبنا ولا علی أسماعنا ولا علی أبصارنا أبلغ سلامنا دائما وأبداً إلی امام زماننا وأردد الینا منه السلام بلغ أرواح المؤمنات والمؤمنات ثواب الفاتحة مع الصلوات.