الإستعداد للموت

أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین
السلام علیکم اخواني اخواتي جمیعا ورحمة الله وبرکاته

حدیثنا حول الموت والاستعداد للموت هذا المصیر الذي نحن صائرون الیه شئنا أم أبينا حقیقة لا تنکر ولکن في مقام العمل کأن الموت علی غیرنا کتب ونحن عندما نتحدث عن الموت کأنه حدیث عن أمر لا یخصنا والبعض یقول نحن الآن في مرحلة الشباب في صحة وعافیة حدیث الموت ینفع انساناً علی فراش المرض انسان کبیر السن مثلا والحال أن الله عزوجل لم یعطي صك بقاء لأحد الموت یأتي فجأة والقبر صندوق العمل، اولا المؤمن اذا اراد أن یعلم مستواه الایماني فلینظر الی موقفه وموقعه من الموت کما في سورة الجمعة أن المؤمن اذا اراد أن یعلم قربه من الله عزوجل یتمنی الموت إن کان صادقاً القرآن الکریم یقول ولن یتمنوه ابداً بما قدمت أیدیهم انسان یعیش في قصر مع أسرة مستقرة هذا الانسان حاله معلوم ولکن ما بعد الموت کله مجهولیة في مجهولیة من منا یتمنی الانتقال مع نعمة معلومة الی نعمة مجهولة وبعض الناس في دار الدنیا یکاد یقطع أنما بعد الموت لیس الا العذاب أصحاب المعاصي أصحاب الکبائر لا یتوقع الهنائة بعد الموت ولکن مع ذلك لیس معنی هذا الحدیث أن یتمنی أحدنا الموت بلا استعداد من لیس مستعداً للموت لا تقل یارب خذني بعض عوام الناس هکذا تمر علیه مصیبة تمر علیه بلیة یتمنی الموت امیرالمؤمنین یقول للحارث الهمداني ولا تتمنی الموت الا بشرط وثیق إن کنت مطمئناً من نفسك إن کنت تعلم ماوراء الموت تمنی الموت والا کما یقال کن مؤدباً لا تتمنی الموت الا بعد الاستعداد له، سلمان هذا الذي کان منتسباً الی النبي واهل البیت سلمان منا اهل البیت سلمان یری أن الموت أحب الیه من الدنیا من الحیاة ولکن بقید یقول لولا هذا القید لتمنیت الموت ولکن الدنیا فیها خیر خیر الدنیا یمنع سلمان من تمني الموت بمعنی الاستعجال في الذهاب، ما هو خیر الدنیا؟ خیر الدنیا أمران اولاً السجود لله سلمان یری أن من أهم متع الدنیا أن یخر لله عزوجل ساجداً طبعا هذا فرع المعرفة لولا المعرفة السلمانیة لما جعل السجود من موجبات التمتع في الدنیا! وثانیا مجالسة قوم یتلفظون طیب الکلام یعني الجلوس مع المؤمنین متعة الدنیا اولا السجود بعد السجود لله عزوجل الجلوس مع الأخوة المؤمنين انظروا الی اُنس المؤمن بأقرانه ونظرائه.
الآن ما هو الموت؟ انسان یقلع ضفره الآن لمرض أو لتعذیب في سجون الظالمین من أشد انواع التعذیب قلع الضفر مثلا الضرس والضفر لهما علاقة بالبدن عندما یُقلعان کم هنالك من الألم فکیف اذا اُرید الفصل بین البدن کله وبین الروح؟ الضفر جماد متصل بحیاة الجسم عندما یفارق الجسم هذه القطعة وم تؤلم فکیف بالموت الذي هو أنفصال في عبارة منسوبة الی النبي یقول فهل تخرج الحسكة من الصوف الا ومعها صوف مثلا عندما تدخل شیئاً إبرة في جسم حیوان له صوف عندما تستخرجه یقتلع شیئا من ذلك الحیوان، امیرالمؤمنین بعبارة جامعة امیرالمؤمنین یریحنا بکلمة یقول إن للموت لغمرات هي أفضع من أن تستغرق بصفة أو تعتعدل علی عقول اهل الدنیا یعني ما یجري علی الانسان ساعة الموت لا یمکن أن یوصف عقولکم لا تستوعب الی درجة النبي صلی الله علیه وآله وسلم یقول حتی الحیوان اذا علم الموت ما أکلتم منها سمیناً متن الروایة أو نصها هذا لو أن البهائم یعلمن من الموت ما تعلمون انتم ما اکلتم منها سمیناً الخروف اذا علم أن هناك موت وذبح لما بقي الخروف سمیناً أضرب عن الطعام، ولکن بني آدم یعلم الموت ولکنه کما یقال لا یتفاعل یمشي خلف الجنازة وهو یقهقه یرجع من المقبرة دفن أباه تلك الليلة أو ذلك الیوم یرجع الی المنزل ینظر الی الحرام في التلفاز مثلا أي خوف من الموت هذا؟ الآن بعد هذا الخوف ماذا نعمل لنخفف من سکرات الموت؟ الروایات غریبة في بیان هذه النقطة والانسان لا یستوعب البعض یقول الآن انا أخدم والدي اُحسن الی أخي واختي ما الأثر ما النتیجه؟ یجعل رحمه کالأجنبي القضیة اعظم الروایة لا تقول أن الأحسان الی الفقیر یخفف من سکرات الموت! القضیة فیها خصوصیة من أحب أن یخفف الله عزوجل عنه سکرات الموت فلیکن لقرابته وصولاً وبوالدیه باراً العبارة فیها دقة أن تساعد أخاك رحمك بین الوقت والآخر تبعث له حوالة مالیة هذا لا یسمی لقرابته وصولاً العبارة فیها مبالغة أن تبالغ في صلة الرحم وبوالدیه باراً لا بأحدهما بعض الناس له علاقة وطیدة بأبيه أو بأمه هذا لا یکفي وبوالدیه باراً فإذا کان کذلك هون الله عزوجل علیه سکرات الموت ولم یصبه في حیاته فقر ابداً الآن البعض یقول انا وصول بوالدي بار لوالدي ولکن أعیش الفقر قد یرتکب بعض الأمور الموجبة للفقر کالمعاصي القضیة مترابطه.
کلمة أخيرة فیها بشارة للموالین ما قلنا اللیلة فیه تخویف ولکن ولایة اهل البیت وحب اهل البیت ینفعنا في مواطن یقول أتيت امیرالمؤمنین ذات یوم من یقول هذا الکلام؟ الحارث الهمداني من خواص امیرالمؤمنین یبدوا جاء في وقت غیر مناسب للزیارة قال ما جاء بك؟ قال حبك والله یعني لیست عندي حاجة بعض الناس یذهب لزیارة الحسین علیه السلام وفي قلبه قائمة من الحوائج الحارث الهمداني یری امیرالمؤمنین بأمکانه أن یشکوا ماله بدنه مثلاً له هموم في الدنیا قال أتاني الذي جائني الیك حبك یا امیرالمؤمنین تشبث بالحارث الهمداني في زیارتك لأميرالمؤمنين قال إن کنت صادقاً هذا ادعاء إن کنت صادقاً لتراني في ثلاثة مواطن حیث تبلغ نفسك هذه وأومئ بیده الی حنجرته ساعة النزع تراني یا حارث وعند الصراط وعند الحوض ویا لها من مواقف؛ في ساعة النزع تراني وعند الصراط حیث تزل الاقدام یعني تراني وعند الحوض حیث العطش الأکبر في عرصات القیامة ایضا تراني یا حارة همدان من یمت یرني.

إلهي بحق اولیائك وبحق الصالحین من عبادك هون علینا سکرات الموت أرنا وجه اولیائك في ساعة الوحشة وفي لیلتها لا تخرجنا من الدنیا حتی ترضی عنا بلغ سلامنا الی امام زماننا واردد الینا منه السلام والفاتحة مع الصلوات.