- ThePlus Audio
أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین
السلام علیکم اخواني اخواتي جمیعا ورحمة الله وبرکاته
موضوع حدیثنا في هذه اللیلة حول مسألة الأستدراج والأملاء في تعبیر قرآني ایضا الأملاء والأستدراج مفهومان قرآنیان وفي روایات النبي وآله ایضا اشارة الی هذه المسألة ما معنی الأستدراج وما معنی الأملاء؟ المعنیان مشترکان تقریبا رب العالمین مرة یرید أن یکرم عبده یعطیه نعمة بعد نعمة الیوم جائه مولود بعد غد جائه مال وفیر بعده ذهب الی عمرة الی حجة وهکذا هذه من آثار إقبال الله تعالی علی عبده المؤمن ولکن الکلام في من اُعطي النعمة اما کان مشغولاً بحرام قبل النعمة أو مشغول بحرام حین نزول النعمة أو أشتغل بحرام بعد تحقق النعمة معصیة ملاصقة معصیة مقارنة ومعصیة لاحقة اذا رأى الانسان أن الله عزوجل یتابع علیه النعم وهو یعصیه کان فقیراً فتح محلاً تجاریاً هکذا من هنا وهناك وفي کل یوم یعصي ینظر الی المحرمات وبعض أنواع الکسب هو محرم في حد ذاته ویری في کل یوم ربحاً جدیداً هذا هو الأستدارج کیف الانسان اذا اراد أن یصطاد سمکاً ماذا یصنع؟ یجعل طعماً فإذا وضع الطعم في فمه یسحبه الیه رب العالمین هکذا شأنه مع بعض العاصین یستدرجه سنستدرجهم من حیث لا یعلمون ولا یحسبن الذین کفروا أنما نملي لهم خیر لأنفسم أنما نملي بهم لیزدادوا اثماً هذه مرحلة خطیرة رب العالمین یعطیك مادة الأثم ومادة إرتكاب الحرام ولهذا اذا ذهبت الی بلاد الغرب رأيت بعض صور النعمة جمال الطبیعة أعتدال الهواء أنتظام المعیشة الی آخره لا تتمنی أن تکون في هکذا وضع رب العالمین لو کان یحبهم ما أملى لهم ولهذا کلما جائتهم نعمة تمت الحجة علیهم هذا بالنسبة الی معنی الأستدراج، امیرالمؤمنین یحذرنا من هذا الأمر في روایة صریحة یأبن آدم اذا رأيت ربك سبحانه یتابع علیك نعمه وأنت تعصيه فأحذره کلمة واحدة یقولها امیرالمؤمنين أحذر هذه الحالة اذاً الأملاء ذكرنا الأستدراج ذکرنا ایضا الروایة تبين الأستدراج هو العبد یذنب الذنب فتجدد له النعمة معه تلهیه تلك النعمة عن الأستغفار من ذلك الذنب اذاً ماذا نصنع أخواني؟ اذا رأيت النعم متتابعة اولا عليك بالشکر نفس هذا الشکر علامة التوفیق والا ما اُلهمت ذلك وبعد ذلك انظر في حیاتك هل هناك حق مضیع هل هناك ذنب مرتکب إن رأيت ذنباً أو حقاً مضیعاً وأنت ترتكب المعصیة إحذر ربك في هذه الحاله.
بقیت مسألتان ونختم الحدیث اولا نحن عندما نقول النعم یتبادر الی الذهن نعمة المال عادة المال یغری شيء بالید الآن ذهباً عقاراً فضةً خیلاً الی آخره ولکن من أجل النعم أخواني علی العبد أن یعیش حالة الشفافیة والقرب من الله عزوجل اذا وُفق لصلاة خاشعة هذه اللیلة یری هذه نعمة یعتد بها اذا قرأ دعاء کمیل في لیلة الجمعة متأثراً هذه نعمة ما الفائدة أن تكسب في النهار الآلاف بل قل الملایین في اللیل تنام عن صلاة الفجر لو کُشف لك الغطاء رکعة من هذه الصلاة تسوی الدنیا وما فیها لا أقول مبالغةً لو أخرجنا الآن أي میت من قبره وقلنا له یا فلان ماذا نصنع ترید أن نعطیك القصر الفلاني أو نعطیك ثواب رکعه؟ یقول ما لي والقصر وانا في القبر؟ ارید سبحان الله لا ارید صلاة اريد کلمة لا أله الا الله اذاً المؤمن عینه علی هکذا مکاسب وقلنا مسألتان المسألة الثانیة هذا تقسیم طریف جمیل نستفید إن شاءالله من ذلك؛ هناك أربع حالات في الانسان أن يعصي ویطیع أن یطیع ویعصي أن يعصي ويعصي أن يطیع ویطیع ما هي هذه الحالات الأربع؟ الذي وفق للطاعة بعد المعصیة یقال هذه علامة التوبة الیوم إرتکب ذنباً نظر الی الحرام استغفر اتفاقا بعدها وفق للصلاة جماعةً بحالة إقبال هذه الحالة من الأقبال لم تعطی له جزافاً یبدوا تلك المعصیة لم تؤثر بعد الاستغفار طبعا اذاً الطاعة بعد المعصیة علامة أي شيء؟ علامة التوبه! المعصیة بعد الطاعة علامة عدم القبول صلیت الآن خرجت من المسجد نظرت الی الحرام هذه الصلاة لو کانت صلاة مؤثرة لنتهتك عن الحرام إن الصلاة تنهی عن الفحشاء اذاً المعصیة بعد الطاعة علامة عدم القبول بقیت حالتان المعصیة بعد المعصیة هذه علامة أي شيء؟ علامة الخذلان ما قلناه في حدیثنا الیوم عن الأستدراج هنا الشاهد؛ وأخيراً الطاعة بعد الطاعة علامة أي شيء؟ علامة التوفیق طاعة بعد طاعة هذه علامة مبشرة إن الله عزوجل یرید أن یوفقك بها.
إلهي بفاطمة وابیها وبعلها وبنیها والسر المستودع فیها عجل لولیك الفرج والعافیة والنصر ابلغه عنا في هذه الساعة تحیة کثیرة وسلاما واردد الینا منه السلام والفاتحة مع الصلوات.
ملاحظة: هذا النص تنزيل لصوت محاضرة الشيخ حبيب الكاظمي فقط، ولم يمر بمرحلة التنقيح واستخراج المصادر بعد.