- ThePlus Audio
أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین
سلام علیکم اخواني اخواتي جمیعا ورحمة الله وبرکاته
انتم أن البدن الانساني في معرض الاسقام والاوجاع والامراض هذا لا مناص منه، رب العالمین یحبس الانسان بطریقته الخاصة هذه الایام الحکومات تحبس الافراد في السجون في زنزانة انفرادیة هذا اصعب صور الحبس، رب العالمین اذا اراد أن یحبس انسان یقعده في المنزل نوع من انواع الاقامة الجبریة وبعض الناس یُحبس بمرضه في حبسٍ بعض المستشفیات في الغرف اشبه بالسجون بالغرف الانفرادیه؛ السجین في غرفة لوحده بعض المرضی بالامراض المسریة ایضا یجعلونهم في غرف لوحدهم ولهذا امیرالمؤمنین صلوات الله وسلامه علیه له تعبیر جمیل یقول المرض حبس البدن اذا اراد الله عزوجل أن یحبس عبداً القی علیه المرض، علی کلٍ هذا المرض ما هو؟ هل هو نعمة أم هو بلاء؟ نشکر علی هذه النعمه؟ ماذا نعمل؟ حدیثنا في هذا الفلك.
اولا البلاء لابد منه بعض الناس یرید أن یعیش حیاة کلها عافیة کلها غنی کلها راحه؛ والله عزوجل ما خلق الراحة التامة الا في الجنه! الناس یطلبونها في الدنیا أنت بإمکانك أن تعمل اللیلة جرد لأصدقائك لأهلك وتری کل واحد منهم تری أنه مبتلی ببلیة اما في نفسه أو في بدنه أو في عیاله أو في عمله أو له جار يؤذيه المهم کل انسان في هذه الدنیا لابد وأن یکون في حلقة من حلقات البلاء ولکن البلاءات متفاوتة ما هو سُلم هذه البلاءات؟ اذکر هذا السُلم حتی تقول لرب العالمین إن کان ولابد من البلاء یارب ابتلني بأضع درجات البلاء إن کان ولابد! امیرالمؤمنین صلوات وسلامه علیه هکذا یرتب البلاء أدنی درجات البلاء الفقر! انسان لا یجد قوت یومه طبعا هذه الایام من یموت من الجوع حالة نادرة جداً في غابات الأفریقیا ممکن ولکن في بلادنا بعض الناس إن لم یجد طعاماً یأکل الخبز الیابس هذا ممکن خبز وماء وانا اعتقد أن الانسان یمکن أن یعیش علی الخبز والماء فترة من الزمن وخاصة اذا اُضیف الیه التمر واللبن لعله یعیش أشهر، المهم الا وإن من البلاء الفاقه! الفقر هذا الذي نخاف منه هذا أدنی البلاء واشد من الفاقة السُلم الثاني مرض البدن هذه الایام بعض الناس مرتاح الی ثروته تجلس معه کله قلق اضطراب الی آخره تقول ما بك یا فلان؟ تقول انا في کل لحظة اخشی من ارتفاع نسبة السکر الضغط الی آخره واذا بي في عالم الاموات بعض الامراض کاللغم الموقوت المبتلی بأمراض القلب هکذا فيه خلل في صمام قلبه في کل لحظة یخشی من أن هذا الصمام لا یعمل وخاصة اذا کان صماماً بشریاً هذه الادوات الجدیده، المهم الا وأشد من الفاقة مرض البدن الآن بعد مرض البدن هل هناك من بلاء اعظم؟ نعم هناك بلاء اشد واشد من مرض البدن مرض القلب لا هذا القلب الصنوبري الذي یعبر عنه! لئن هذا یدخل في مرض البدن! مرض القلب یعني قساوة القلب، الذي لا یُقبل في الصلاة هذا الانسان اذا کان فققرا ومریضا ولکن اذا قال الله اکبر دمعت عیناه هذا الانسان في الف عافیة انسان مریض وفقیر ولکن في لیلة القدر تُفتح له ابواب السماء هذا الانسان معافی في أشد درجات العافیه، اذاً النتیجة ماذا؟ النتیجة أنه اذا اردتم العافیة اولا سلوا الله عافیة القلب عافیة الدین ثم عافیة البدن ثم الفقر ولهذا بعض المؤمنین حتی في بلداننا هذا یُبتلی بالافلاس وانتکاسة مالیة الی آخره علیه أن لا یضطرب کما قلنا الفقر والفاقة هذا أدنی درجات البلاء لألمؤمن.
الآن المرض هل هو بلاء أم هو نعمه؟ للمؤمن بلا شك أن المرض نعمة من النعم، امامنا زین العابدین صلوات الله وسلامه علیه هذا الامام الذي عاملته الاُمة المنکوسة أي معامله، صاحب هذا الکلام یقاد بالأغلال الجامعة یا لتفاهة الدنیا! یقول فما ادري یا الهي أي الحالین أحق بالشکر لك؟ الامام لیس في مقام المجاملة لا ادري ولو کان یدري لما قال لا ادري، أي الحالین وأي الوقتین اولی بالحمد لك؟ أوقت الصحه؟ لا أدري أشکرك علی الصحه أم وقت العله؟ مرضي هذا نعمة من النعم انا لا ادري اشکر نعمة الامس امس کنت معافی اللیلة في المستشفی یقول انا لا ادري هل اشکرك علی نعمة الاجتماع العائلي في جلسة مفرحة مضحکة مع الزوجة والاولاد؟ هل اشکر هذه النعمة نعمة البارحه؟ أم انا أئن من المستشفیات من المرض؟ یقول لا ادري! ولکن لماذا لا یدري؟ أم وقت العله؟ انا ما قرأت الدعاء الی آخره یقول أم وقت العلة التي محصتني بها؟ انا عندي تبعات عندي اوساخ هذه التبعات علة في البرزخ هذه التبعات ثعابین وعقارب معي في القبر ولکن لیلة لیلتین شهر شهرین من المرض رفعت عني هذا البلاء العظیم هذه التبعات أم وقت العلة التي محصتني بها؟ اذاً المؤمن یستقبل المرض ولکن بشرط واحد أن لا یکون هو سبباً في المرض انسان یکثر من التدخین یبتلی بمرض الرئتین ثم یقول یارب أي نعمة أشکر نعمة العلة التي محصتني؟ الملائکة تضحك علیه تقول من تخادع؟
أو أن انسان فیه مرض فیه علة بسیطة لا یراجع الطبیب بدعوی التوکل طبعا هذه الروایة قد یُفرح الأطباء وخاصة الذین لهم عیادات خاصة یقول امیرالمؤمنین صلوات الله علیه من کتم الاطباء مرضه؛ ماذا عمل؟ هذا الانسان ممدوح یکتم الاطباء مرضه یقول من کتم الأطباء مرضه خان بدنه هذا خائن لئن البدن یحتاج الی علاج إن تتوکل خذ العلاج وقل الهي یا شافي یا کافي یا معافي العالم عالم الاسباب.
ایضا امیرالمؤمنین ائمتنا یتناولون صغار الامور وکبارها یقول انسان یتأخر عن مراجعة الطبیب یتأخر یذهب ولکن بعد استفحال المرض ایضا هذا معاتب شرعاً من کتم مکنون دائه عجز طبیبه عن شفائه أنت لماذا لم تراجع من اول المرض؟ تاخرت عن العلاج الطبیب یقول انا یائس من علاجك کان علیك المبادره.
نویت أن انهي الحدیث ولکن هذا هو ختامه مسك؛ انتم تعرفون في حروب امیرالمؤمنین هناك حرب الامام کان مبتلی أي ابتلاء وهو لیلة الهریر ویوم الهریر؛ في تلك اللیلة اشتبك جیش الامام مع جیش المنافقین کان احدهم یهر علی الآخر کما یقال الیوم قتال بالسلاح الأبیض کان احدهم یشتبك مع صاحبه في لیلة ضلماء في لیلة الهریر کم قُتل من اصحاب امیرالمؤمنین علیه السلام ولهذا قال علی علیه السلام ما تركت صلاة اللیل حتی لیلة الهریر! یقول تلك الليلة لیلة کانت موحشة قتل ودماء واشتباك الصفین احدهم یقتل الآخر امیرالمؤمنین اغتنم الفرصة وصلی صلاة اللیل، المهم کان له دعاء لیلة الهریر یدعوا ربه الامام في یوم الهریر طبعا الحرب له لیل وله نهار وهذه المعرکة امتدت فترة طویلة کان یقول اللهم اني اعوذ بك من سقم یشغلني؛ بعض الامراض ایضا یشغل الانسان صداع یمنعه عن صلاة الجماعة بعض الناس یبتلی بالصداع یصلي آخر الوقت صلاة مستعجلة یرید أن ینام بعدها اذاً هذه مصیبة ومن صحة تلهیني، السقم یشغلني والصحة ترهیني اللهم اني اعوذ بك من کلیهما هذا بلاء وهذا بلاء.
اللهم عافنا في انفسنا وفي اموالنا وذریاتنا اللهم انا نسئلك العافیة عافیة الدین والدنیا وعافیة الآخرة اللهم لا تجعل مصیبتنا في دیننا ولا تجعل الدنیا اکبر همنا صلوا علی محمد وآل محمد.
ملاحظة: هذا النص تنزيل لصوت محاضرة الشيخ حبيب الكاظمي فقط، ولم يمر بمرحلة التنقيح واستخراج المصادر بعد.